ماذا لو كانت الصورة المحطمة غير صورة البطريرك الكاردينال دلي ؟؟

 


 

هذه الصورة المحطمة هي لغبطة أبينا ( 1*) البطريرك الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي , بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم وهي مرمية على الارض بعد ان حطمتها قوات السلطة بعد اقتحامها البربري لنادي المشرق العائلي في بغداد ( معقول قوات السلطة لم تتعرف على ان الرجل حامل الصليب وزيه انه رجل دين !!..) ان الذي يعلق صورة لشخصية دينية او سياسية او اجتماعية في بيته او محل عمله او اية مكان اجتماعي اخر فهو دليل محبة وعرفان بقيمة الشخص ودوره ..وان تشويه الصورة او تمزيقها فهو دليل انتقام من ذلك المكون الذي يعتز بشخصية الصورة ..
اخر مرة شاهدت فيها غبطة ابينا البطريرك الكاردينال دلي , كانت يوم قرأة البيان التأريخي حول حقوق الكلدان والموقف المخزي لبعض نوابنا المسيحيين بما يخص الوقف المسيحي وهو في وقتها دق ناقوس الخطر ..وتوجه بخطابه الى المعنيين في الحكومة العراقية و دولة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي فضل ان يعطي الاذن الطرشة لبيان رجل يمثل مكون قومي كبير وهو الكلدان بصفته الدينية كبطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم .. ومنذ ذلك الوقت فغبطة ابينا البطريرك في صمت كبير وبعيدأ عن دائرة الضوء واعتقد انه بذلك في اعتصام سلمي منطلقا من مبادئ ايماننا المسيحي المسالم ولآن للبطريرك دلي ومن معيته , حنكة وخبرة في الحياة فصدقت رؤيته بدليل التئام مجلس الطوائف المسيحية مؤخرا ورفضها لقانون ديوان الوقف المسيحي الى جانب دعم النائب خالص ايشوع لذلك المطلب ولكن هذه المطالب جاءت بعد خراب البصرة ..بينما رأينا كيف من يدعي تمثيل المسيحيين طمر رأسه بالتراب ولم يحرك ساكنا ..ولم نقرأ للأقلام النشاز اي شيء حول ذلك وهي ترى حقوقنا كمسيحيين تسلب امام اعيننا تلك الاقلام التي استهزأت وسخرة من غبطة ابينا البطريرك دلي في وقتها ..
رأينا كيف ان قوة مسلحة حكومية هاجمت بشكل يرقى الى عمل العصابات المنظمة على مبنى اجتماعي يرتاده عوائل المكون المسيحي ليقوموا حفلات زفافهم او خطوبتهم او يشاركوا افراحهم مع البقية وهو نادي المشرق العائلي ..وشئنا ام ابينا فان هذه القوة تابعة لدولة رئيس الوزراء نوري المالكي فهو القائد العام للقوات المسلحة و يشغل حقيبتي الدفاع والداخلية وكأني بهذا العمل اقرء رسالة مفادها انه لا يسمح للمسيحيين في العراق بالفرح بل مكتوب عليهم الحزن .قامت هذه القوى بتحطيم صورة غبطة ابينا البطريك الكاردينال دلي كما موضح في الاعلى … وهو رجل دين له مكانته في المجتمع والعالم ويتبعه الالاف المؤلفة .. اتسال ماذا لو كانت الصورة المحطمة صورة اخرى غير صورته كأن تكون صورة لزعيم ديني من ديانة اخرى او يمثل طائفة معية او زعيم يتبعه الالاف ؟؟ ماذا كان سيحدث ؟؟ ستخرج المظاهرات في كافة انحاء العالم ويتم الحرق والتخريب كردة فعل انتقامية لهذا العمل المهين والجبان .. وما كانت تهدئ العاصفة الى برؤية الدم والقتل والجثث !! وستخرج البيانات الشاجبة والمستنكرة , وسيدعو العقلاء الى ضبط النفس واحتكام العقل !!
بالتأكيد لن تصدر اية بيانات استنكار او شجب من التيارات التي تحكم العراق لهذا الفعل بتحطيم صورة البطريك دلي لأنه انسان عادي وعابر ؟؟ بينما كنا نرى كيف يتسابق رجل الدين المسيحي في العراق وفي مقدمتهم دلي لإصدار بيانات الشجب والاستنكار لان قس امريكي اراد حرق القران الكريم والبعض وصف ذلك القس بالمعتوه او المختل عقليا ..وإنا اؤكد ان فعلت القس عمل مرفوض , رأينا كيف يتسابق رجال الدين المسيحي في العراق وفي مقدمتهم دلي لشجب وإدانة فعل جندي امريكي وضع القران الكريم كنيشان يصوب عليه من بندقيته وهو عمل مرفوض ..رأينا كيف كانت ردات الفعل الانتقامية للتفسير الخاطئ لمحاضرة قداسة البابا بندكتس السادس عشر في احدى الجامعات .. اما ان تندس صورة دلي فالأمر طبيعي جدا !!
دلي ذلك الرجل الذي مازال يتخذ من بغداد مقرا دائما له وهو الذي يستطيع ان يدير احوال رعيته المليونية من اية بقعة من بقاع العالم ..دلي الذي لم يكترث لانتقادات اقرب المقربين له لأنه كان دائما يكرر ان العراق بلد الجميع والدين ل الله وما يصيب المسيحيين يصيب اخوتهم المسلمين ..دلي عندما اصبح اول كاردينال عراقي ..قال ان هذا التنصيب هو لكل العراق والعراقيين ..دلي الذي رفض القبعة الكاردينالية وبقى على قبعته البطريركية لأنها ميراث اباءه وأجداده ومن سبقه على السدة البطريركية ولأنها من نفحة بلاد الرافدين العراق ..دلي الذي وبخ قناة الجزيرة القطرية وأعطى رسالته الوطنية العراقية من خلالها للعالم ولم يأبه لأية سؤال يثير الطائفية التي تشتهر فيها القناة بل انه اكد على اللحمة الوطنية


دلي هو سليل البطريرك يوحنا سولاقا الذي من خلاله نحن اصبحنا كاثوليك واسترجعنا اسمنا التاريخي والقومي ( *2) ( فعاد اجدادنا المسيحيون واسترجعوا الاسم الكلداني )..ذلك الشعب الذي له حضارة وتاريخ ومازلت علومه تدرس في ارقى الجامعات العالمية .هو سليل *) 3 ) البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني توما عام 1925 الذي كان له دور كبير وفعال من عدم انضمام الموصل لتركيا وإبقائها عراقية وكتب في وقتها الشاعر الموصلي إسماعيل احمد فرج هذه الابيات لحنها الاستاذ حنا بطرس (ابو باسم ) والأبيات تقول
لست يا موصل إلا دار عز وكرامة
انت فردوس العراق حبذا فيك الاقامة
بلدي الموصل دومي في امان وسلامة
لن ينال الغير منك قط من ظفر قلامة
وقد كرم الملك فيصل الاول الشاعر ب (100 ) ربية والملحن بساعة ذهبية .
البطريرك دلي الذي حطمت صورته هو سليل البطريرك يوسف غنيمة احد اعضاء مجلس اعيان العراق سنة 1951 ومن كان ابن عمه وزيرا للمالية وقت ذاك , البطريرك دلي هو سليل البطريرك بولس الثاني شيخو الذي غرس عصاه في جنب طارق عزيز وطرده لأنه كان يحمل رسالة بتدريس الدين الاسلامي على الطلبة المسيحيين ولم يكترث له ولرئيسه وهم كانوا في اوجع عظمتهم
..الاعتداء على نادي المشرق العائلي لم يكن الاول فالاعتداء على جمعية اشور بانبيال كان بالأمس القريب واليوم يتكرر …وسأقول ماذا سيكون التفاعل مع الحدث , دولة رئيس الوزراء يعتذر ويرسل احد ممثليه كما ارسل وزير الثقافة سعدون الدليمي الى جمعية اشور وقدم اعتذار باسم دولة رئيس الوزراء وسيتم تعويض الاضرار والمتضررين ويتم التأكيد على ان المسيحيين مكون رئيسي في المجتمع العراقي ونرفض هجرته ونؤكد ان كافة حقوقه محفوظة بالدستور هذا وقد تم تشكيل لجنة تحقيقيه للكشف عن ملابسات الحادث .. وكان الله يحب المحسنين وأبوكم الله يرحمه ..
غبطة ابينا البطريك دلي ستبقى صورتك تلك النقية والصافية في اعيننا , فصورتك مطبوعة في قلوبنا ومحبتك تجري في عروقنا , صدقوني لن نقوم بأية ردة فعل انتقامية لأننا من ثقافة السلام والمحبة ولأننا من مدرسة الصلاة لأعدائنا ومباركة لعنيننا ..وإنا ادرك غبطتك انك تقول كذلك فصورتك المحطمة من الورق المحفوظة بين الخشب والزجاج لا تسوى شيء امام قطرات الدم التي سالت من قافلة شهدائنا وفي مقدمتهم المطران فرج رحو والأب رغيد كني وشهداء كنيسة سيدة النجاة وأسماء قافلة الشهداء تطول , صورتك المحطمة لا تسوى شيء امام كل قطرة دم تراق من اي عراقي في ارضنا .. ودامت صورتك زاهية في اعيننا وسالما من أية مكروه يا غبطة ابينا البطريرك الكاردينال دلي والرب يحميك ويرعاك ودام عراقنا وشعبنا العراقي بكافة انتمائته بالسلامة والأمانة
الداعي لك
سيزار ميخا هرمز – السويد
cesarhermez@yahoo.com
(* 1 ) نبذة عن حياة البطريرك الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي
ولد البطريرك عمانوئيل الثالث دلّي في تلكيف سنة 1927 ودرس في معهد الكهنوتي البطريركي، ثم أُرسل إلى روما سنة 1946، فالتحق بكلية “انتشار الأيمان ورسم كاهناً سنة 1952. نال شهادة الدكتوراه باللاهوت عن أطروحته “مجالس إيليا برشينايا مع الوزير المغربي” سنة 1954، ثم درس الحق القانوني وقدم فيه أطروحته “المؤسسة البطريركية في كنيسة ألمشرق ونال عنها شهادة الدكتوراه في الحق القانوني سنة 1959. دعاه البطريرك بولس الثاني شيخو واتخذه كاتم أسرار ألبطريركية ثم انتخبه في السينودوس الأسقفي سنة 1962 معاوناً للبطريرك، فنال الرسامة سنة 1963، وبقي في هذا المنصب في عهد البطريرك روفائيل الأول بيداويد إلى يوم 18-10-2002، حيث قدّم استقالته لبلوغه السن القانوني للتقاعد وقُبلت استقالته.انتخبه مجمع أساقفة الكنيسة الكلدانية بطريركاً، وذلك في روما بتاريخ 3-12-2003. حاول، منذ تسنّمه المسؤولية العليا، أن يزور أبناء الكنيسة في كل من إيطاليا، فرنسا، الولايات المتحدة، كندا، استراليا، نيوزيلاندة، اليونان، الأردن، لبنان، تركية. كما زار أبرشيات العراق: الموصل، أربيل، عقرة، كركوك، السليمانية.اهتم بتشييد مركز للتثقيف المسيحي مع روضة للأطفال في كنيسة “مار يوسف شفيع ألعمال ومدرسة ابتدائية في كنيسة “قلب يسوع الأقدس ومركز شبابي في كنيسة “مار يوسف” في الكرادة. وشَيد داراً كبيرةً وجميلةً للعجزة تسع مئة شخص في بغداد، ومدرسة ابتدائية في كنيسة “مار إيليا”، وعقد سينودوسات أسقفية في بغداد وفي عينكاوة وفي دير السيدة (ألقوش). وعقد اجتماعاً لأساقفة العراق في كركوك للتداول حول الحالة العامة للكنيسة في العراق وللنظر في حياة الكهنة الروحية والثقافية والاجتماعية والمادية.وتقديراً لخدماته الجليلة في الكنيسة وفي العراق، وتكريماً للكنيسة الكلدانية والشعب ألعراقي أعلنه قداسة البابا بنيدكتس السادس عشر كردينالاً مع اثنين وعشرين كردينالاً جديداً في الكنيسة الجامعة يوم 17/10/2007، وفي يوم 24/11/2007 سلّمه قداسة الحبر الأعظم القبعة الكردينالية وفي اليوم التالي سلمه الخاتم الكردينالي مع الكرادلة الجدد.
المصدر/البطريركيه الكلدانيه
* )2 ) راجع كتاب تاريخ كلدو واثور تأليف ادي شير المجلد الثاني ص 2 طبعة مشيكن 1993
*)3 ) من مقالة نينوى والموصل المسيحية للكاتب الشماس يوسف حودي


You may also like...