ماذا لو فاز الكلدانيون بجميع او بأغلب مقاعد الكوتا المسيحية ؟

صحيح ان عنوان الموضوع جاء على شكل سؤال افتراضي ، ولكنني طرحته على فرض انه تحقق على ارض الواقع في انتخابات برلمان العراق 2010م ، والمراد من هذا الطرح هو لمعرفة رد الفعل والمواقف المتوقعة التي قد تتخذه الحركات والاحزاب والتنظيمات والمؤسسات الاشورية لو تحقق هذا الأمر ، وقد يعتقد البعض بأنني استبق الأحداث وابني تصوراتي على اساس ردة الفعل ضد النواب الاشوريين الفائزين في الكوتا المسيحية الذين لا نتوقع اطلاقآ أن يكونوا محايدين تجاه التطلعات القومية الكلدانية أومتجردين من انتمائهم الطائفي او الحزبي أو من ولاءهم لأوامر زعمائهم الذين بدورهم يأخذون الأوامر من الزعماء الكبار أي من أصحاب القرار الرئيسيين ، لا ليس الأمر كذلك إنما أبني توقعاتي في هذه المسألة على مؤشرات أفرزتها تجارب والنظرة الشمولية الاقصائية التي تتصف بها القيادات والتنظيمات الاشورية قاطبة .
بما انني طرحت تساؤلآ افتراضيآ فمن الطبيعي ان تكون الاجابة عليه افتراضية ايضآ ولكنها أقرب الى الواقع منها الى مجرد توقعات لأنها مستمدة من المواقف والخطاب السياسي الذي تتبناه جميع التنظيمات السياسية والقومية الكلدانية ، فمثلآ التنظيمين الكلدانيَين اللذين شاركا في تلك الانتخابات هما الحزب الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني وهما اسوة بكل التنظيمات الكلدانية التي تنطلق في ممارساتها وسياساتها وتعاملها مع المكونات الثلاثة ” الكلدان والسريان والاثوريين ” من منطلق ايمانها الثابت والراسخ  بكونهم شعب واحد ولكنهم والى هذه اللحظة لم يتفقوا على تسميته باسم سهل اللفظ والكتابة وغير معقد او مركب على طريقة النسخ واللصق ويأخذ مساحة نصف السطر عند كتابته ، وايضآ ان يكون الاسم المختار غير قابل للتأويل وفق اهواء عنصرية وطائفية .واسمحوا لي ان اخرج قليلآ عن الموضوع لأقول ، الغريب وما يثير الشفقة هو ان بعض الكتّاب ولحد اليوم لا يفرقون بين الشعب والقومية ، فمثلآ الشعب العراقي يحتوي على عدة قوميات مميزة عن بعضها البعض ولكن لا توجد قومية معينة من تلك القوميات ان تحوي جميع الشعب العراقي ، لذلك لا يوجد عراقي واحد يقول ان العراقيين هم قومية واحدة كما يفعل بعض الكتّاب الاشوريين او المتأشورين  الذين يخلطون بين الشعب والقومية فهم لا يكتفون بذكر الكلدان والسريان والاشوريين بأنهم شعب واحد كما نؤمن بذلك جميعآ ولكنهم يضيفون بأنهم ايضآ  قومية واحدة ثم يصمتون أي يتخاذلون من ذكر اسم تلك القومية ربما جّبنآ او نفاقآ او خجلآ ، بينما لا يوجد كلداني واحد ومهما كان متعصبآ لكلدانيته لا يؤمن بكوننا شعب واحد ، قلناها للمرة الألف نعم نحن شعب واحد ولكن هذا الشعب الواحد العاجز عن وضع اسم محدد له بحيث يرضي الجميع متكون من عدة قوميات مميزة عن بعضها البعض وهذا لا يعيبهم كما لا يعيب الشعب العراقي إذا قلنا انه يتكون من عدة قوميات ، ويكاد ان يكون ما يميز القوميات الثلاثة ” الكلدان والسريان والاشوريين في كل شيء ، في اللغة مثلآ  نتساءل ، أي من الكلدانيين او الاشوريين يفهم نشرة الاخبار التي تذاع باللغة السريانية وأي من السريان او الكلدان يفهم كلام الاثوري الذي يعيش مثلآ في اورميا ، ايضآ يميزهم عن بعضهم البعض في الملبس وهل يحتاج ان أضع الصور للزي التقليدي المميز للمكونات الثلاثة كما ويميزهم في سلوكهم وطباعهم وخير من عبّر عن هذا التمييز هو نيافة المطران سرهد يوسب جمو ففي لقاء معه في مدينة سيدني وصف طِباع الكلدانيين والاشوريين بسيارتين ، طِباع الكلدانيين  كالسيارة التي ليس فيها دواسة البنزين بل فيها فقط دواسة الوقوف ( بريك ) أما طِباع الاشوريين كالسيارة بدون البريك وفيها فقط دواسة البنزين ، وغيرها الكثير ولكن الأهم من كل ذلك هو ان كل مكون منهم يدعي بأن تسميته هي التسمية القومية الوحيدة ، فلماذا عندما يدعي يونادم كنا او تيري بطرس او نمرود بيتو او ابرم شبيرا ومعهم كل الاشوريين ان الاشورية هي الأمة التي تحوي الكلدان والسريان لا نسمع من اولئك المتباكين على تقسيم الشعب وعلى تقسيم القومية وعلى تقسيم العائلة أي نفس أو حس هل هو جُبنآ أم  نفاقآ بينما إذا افتخر الكلداني او السرياني بهويته واعتبر تسميته هي عنوان قوميته من دون فرضها على الاشوريين تنفك عقدة لسانهم وتجدهم يلطمون ويولولون كالنساء ويتهمون الكلداني و السرياني بأنه مجزء المجزأ ومقسم المقسم وغيرها من الخزعبلات الباطلة ، فمتى ما تخلى يونادم كنا عن اصراره و تشبثه في اعتبار التسمية الاشورية هي التسمية القومية الوحيدة عندها يكون من حق حماة الشعب والقومية والعائلة ان يطالبوا الكلدانيين والسريان بالتخلي عن اصرارهم وتشبثهم بتسمياتهم كعنوان لهويتهم القومية ، اما الكيل بمكيالين فهذا يزيدنا اصرارآ وتشبثآ بخصوصياتنا القومية حتى لو نطحوا الحيطان .

والآن نعود الى موضوعنا الرئيسي واقول ، أعتقد لو فازوا الكلدان بجميع او بأغلب مقاعد الكوتا المسيحية فإن من ضمن ما كان يحتويه  جدول الأعمال وبرنامج عملهم هو الآتي:-
1-  عقد اجتماع خاص بهم بهدف وضع تفاهمات وتصورات حول سبل التعاون بينهم في شتى القضايا المطروحة على ساحة شعبنا خصوصآ وعلى الساحة العراقية عمومآ .
2- احترامآ لمقام ومكانة الآباء ومن باب رد الجميل للكوتا الخاصة بالمسيحيين ووفاءآ  للتسمية المسيحية التي اوصلتهم الى قبة البرلمان كانوا قاموا بزيارة خاصة الى جميع غبطة البطاركة الأجلاء طالبين بركاتهم والصلاة من اجلهم لكي يتمكنوا من تأدية المهام الملقاة على عاتقهم على اكمل وجه وبعيدآ عن التحزب والتعنصر الطائفي .
3- مناشدة جميع الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية والقومية التي للكلدان والسريان والاشوريين لعقد اجتماع موسع من اجل طمأنة الجميع بأنهم سيكونوا عند حسن ظن الجميع وانهم لا يخطون خطوة واحدة بصورة فردية أو تؤدي الى رد فعل عكسي لا أحد من ابناء شعبنا يرغب باللجوء اليها مثل دعوة المسؤولين في الرئاسات الثلاث ، الرئاسة والحكومة والبرلمان أو رؤساء الكتل السياسية للتدخل ووضع حد لأي تصرف او سلوك يسلكه النائب او النواب بحيث يمس المعتقدات والثوابت الدينية او القومية التي تخص أي قومية من القوميات الثلاثة التي لشعبنا ، ربما يطلبوا السادة النواب المفترضين من المكونات الثلاثة تشكيل لجنة استشارية تضم الاختصاصات المختلفة ويكون من مهامها تقديم الدعم والمشورة حول مطاليب شعبنا وحول مختلف القضايا المهمة التي تتطلب موافقة الأطراف الثلاثة .
4- بعد طمأنة جميع المكونات وكسب ثقتهم وعلى ضوء ما توصلوا اليه من تفاهمات والالتزامات التي توصلوا اليها مع الجهات المذكورة في النقطتين 2و3 أعلاه ، يقومون باعداد برنامج عمل مفصل لهم يتضمن الأهداف الرئيسية التي سيعملون على تحقيقها لأبناء شعبنا ، وقد يكونوا اكثر جرآة وديمقراطية بحيث يقومون بنشر ما يتضمنه جدول الأعمال من النقاط في وسائل الاعلام وخاصة تلك التي لأبناء شعبنا ، كما يمكن ان يشير بيانهم الى استقلاليتهم ماديآ وتوجهآ وعدم خضوعهم لأية تنظيمات سياسية اخرى .
5- طلب عقد اجتماع موسع لكافة نواب الأقليات من ” المسيحيين والتركمان والشبك والايزيديين والصابئة المندائين ” لغرض تشكيل كتلة برلمانية موحدة خاصة بهم ويكون من مهامها الرئيسية هو الدفاع عن الحقوق والمطاليب المشروعة التي يودون تقديمها أو تحقيقها .
6- الاتصال بكافة الكتل السياسية والنيابية العراقية من اجل حثهم على ضرورة الالتزام بمفهوم الشراكة الوطنية التي تعني مشاركة  كل مكونات الشعب العراقي في تشكيلة الحكومة العراقية المقبلة والتهديد الجدي بالانسحاب من البرلمان العراقي في حالة تهميش أو اقصاء كتلتهم من اشغال مناصب رفيعة في كافة وزارات الحكومة ، ولا احد يعتقد بأن الانسحاب المسيحي من البرلمان العراقي احتجاجآ لسياسة التهميش او الاقصاء التي تمارس ضدهم لن يكون له تأثير معنوي سلبي كبير على المؤسسات الثلاث “الجمهورية والحكومة والبرلمان ” خاصة امام الرأي العام العالمي وامام الحكومات الأجنبية .
هذه هي الخطوط العريضة التي من الممكن ان يطلقها النواب الكلدانيين لو فازوا بجميع او بأغلب المقاعد البرلمانية ضمن نظام الكوتا المسيحية ، وبالمقابل ماذا فعلوا النواب الخمسة الذين فازوا فعلآ بالمقاعد الخمسة المذكورة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي من الممكن ان نطلق عليهم بالنواب الاشوريين لأنهم يمثلون تنظيمين سياسيين آشوريين ، الأول يتزعمه الآشوري يونادم كنا والثاني يتزعمه الآشوري سركيس آغاجان ، ودعونا نرى ماذا قدما أو ماذا عملا بعد ان استحوذا على جميع المقاعد البرلمانية المخصصة للمسيحيين :_

1- من المعلوم ان لكتلة يونادم كنا ثلاثة مقاعد برلمانية ولكتلة السيد سركيس آغاجان مقعدين برلمانين ورغم كونهما من الطائفة الاشورية إلا ان كتليتهما لم يجتمعا لغرض تنسيق المواقف واظهارهم بمظهر الكتلة الواحدة والسبب هو انه لا يمكن للآشوري ان يشاركه الاخرين في ادارة أي أمر كان سواء في القيادة او في السياسة او غيرها إلا إذا كان مرغمآ او  مكرهآ على ذلك ، فمتى ما جاءت الاشارة من مرجعيتيهما السياسية والتي هي بالتأكيد ليست من داخل شعبنا عندها سيتم اللقاء وتسري الحياة في العلاقات الاخوية وفي العمل المشترك وفي اقتراب تحقيق مطاليب شعبنا والى آخر ما في القاموس من كلمات الكذب والخداع .
 2- إذا كان السيد سركيس آغاجان معذور في عدم لقاءه ونائبيه الفائزين في الكوتا المسيحية مع غبطة الآباء البطاركة الأجلاء لأنهم او البعض منهم على الأقل لم يستجب تمامآ لتنفيذ إرادته في كل ما خطط له سواء في شأن التسمية القطارية او في مسألة الحكم الذاتي او في تبني الشعارات والخصوصيات الطائفية المحددة رغم صرفه الكثير من الجهد والاموال ، لكن بالنسبة ليونادم كنا المعروف بحنكته التكتيكية المراوغة فهو لا تفوته مثل تلك الزيارات ولكن قبل والتأكيد على كلمة ” قبل ” بدء الانتخابات بفترة قليلة ، فإذا كانت الحرب خدعة  فإن السياسة خدعة ودهاء .
3- في بداية النقطة (3 ) اعلاه كتبت الآتي (مناشدة جميع الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية والقومية التي للكلدان والسريان والاشوريين لعقد اجتماع موسع …) ، لحد لحظة كتابة هذا المقال لم يجري مثل هذا اللقاء بل ولم نقرأ بوجود نية لعقد مثل هذا اللقاء لأنه لا يوجد في ادبيات التنظيمات الاشورية عمومآ و التنظيمين الفائزين ” زوعا و ما يسمى بالمجلس الشعبي ” خصوصآ مثل هكذا توجه ، وفي عرفهما إن مثل هكذا مناشدة تتحقق في حالة واحدة فقط وهي عند مناشدتهم للمكونين الكلداني والسرياني للتجرد من انتماءهم القومي والخضوع بل والخنوع الكامل لطائفية الزعيمين المذكورين ، لننسى هذا المسعى الذي لا ولم ولن ومن سابع المستحيل ان يتحقق مع تسلط الاحزاب الاشورية على الساحة المسيحية .
4- اما بالنسبة لبرنامج العمل الذي يسعيان الى تحقيقه خلال عملهم في الأربع السنوات القادمة كأعضاء في البرلمان العراقي فإنه يتكون من نقطة واحدة فقط وهي ، رغمآ عن الكلدانيين بمرجعياتهم الدينية والسياسية والقومية والشعبية سيحاولون تغيير التسمية الكلدانية الواردة  في الدستور العراقي الدائم الى تسمية قطارية مركبة  ركيكة المبنى وثقيلة اللفظ بل ومشبوهة الهدف ، أما الأمور الأخرى مثل الهجرة والبطالة وتوفير الأمن واعادة البنى التحتية والاستثمار وغيرها من الأمور التي يئن تحت وطأتها ابناء شعبنا فهي ستؤجل الى حينه أي يتم  طرحها عند الحاجة الى استخدامها في المزايدات الدعائية .
5- لا اعتقد هناك ضرورة في نظر السيدين يونادم كنا وسركيس آغاجان لتشكيل كتلة خاصة  من النواب المحسوبين على الأقليات ما دام ألأخير متوحد انتماءآ ووجدانآ مع الكتلة الكوردستانية الكبيرة ، أما بالنسبة للسيد يونادم كنا فإن حيرته حيرة ، فإذا فاز بمقعد واحد فإنه يحتار به ولا يجد مَن يتحالف معه كما جرى له مع المقعد البرلماني العراقي التعويضي الذي منح له في انتخابات كانون الأول 2005 م ، فبعد ان فشل من توظيف مقعده المذكور للتحالف مع الكتل الكبيرة من خلال زيارته للقيادة الكوردستانية اولآ وثم للقيادة الشيعية عاد واحتفظ بمقعده متقوقعآ على نفسه ، هذه كانت حيرته مع المقعد الواحد ، أم حيرته مع المقعدين فكانت عند فوز قائمته بمقعدين في برلمان اقليم كوردستان في الانتخابات التي جرت في 25 تموز 2009  ، عندها انتعشت آمال السيد يونادم كنا فبدأ بجولة مكوكية لكل من الزعماء الثلاثة ، السيد مسعود البارزاني والسيد جلال الطالباني زعيمي القائمة الكوردستانية  والسيد نوشيروان مصطفى رئيس قائمة التغيير ، ولكن سوء الطالع استمر ملازمآ لمقاعد السيد يونادم كنا ، إذ لم تتمخض تلك الزيارات عن عقد أية تحالفات تلبي طموحاته فعاد محتفظآ بمقعديه لنفسه الى أن وجد ضالته في قائمة الحدباء التي فازت في انتخابات مجلس محافظة نينوى في 31 كانون الثاني 2009 م برئاسة محافظ نينوى الحالي السيد اثيل النجيفي ، أعتقد ان ما يخشاه السيد يونادم كنا هو استمرار الطالع النحس مع المقاعد البرلمانية الثلاثة التي لقائمته  في برلمان العراق ، لذلك اراه متباطئآ في عرضها للآخرين عدا زيارة واحدة قام بها للسيد مسعود البارزاني ، واعتقد انه ينتظر الانتهاء من الأزمة السياسية التي يمر بها العراق حاليآ وبعدها اتوقع قيامه بجولات مكوكية بين القوائم الكبرى آملآ أن تنال مقاعده الثلاثة حظوة لدى احدهم وأي كان .
6- لا اريد ان احكم على النواب المسيحيين الخمسة في مسألة الانسحاب من البرلمان العراقي في حالة تهميش او اقصاء المكون المسيحي من اشغال منصب سيادي واحد على الأقل مع مناصب رفيعة في كل مؤسسات الدولة ولكن الذي اعرفه انه ومنذ عام 2003م والمكون المسيحي مهمش من ابسط حقوقه بل ومستهدف في أعز وأغلى ما عنده ومع ذلك استمر السيد يونادم كنا في اشغال مقعده ولم يلوح مجرد تلويح بالاستقالة سواء عندما كان عضو في مجلس الحكم او عضو برلماني في مجلس النواب العراقي لذلك لا اعتقد ان السادة النواب سيتنازلون عن النعم التي يغدقها عليهم البرلمان حتى لو انسحب كل الشعب المسيحي الى بلاد المهجر .

إذا كانت النقاط الستة الأولى رغم واقعيتها ومطابقتها للعقلية الكلدانية المتفهمة والمتفتحة على الجميع والأهم على مستوى شعبنا المتقبلة للآخر هي مجرد اجابات افتراضية للتساؤل الافتراضي المطروح ، فإن النقاط الستة الأخيرة هي الاجابات الحقيقية لِما فعله وبالآحرى لِما لم يفعله النواب الخمسة الفائزين بالكوتا المسيحية و الخاضعين لكتلتي الاشوريين يونادم كنا وسركيس اغاجان وهي الاجابات المعبرة عن الواقع الذي نعيشه ونعاينه للامبالاة والاكتفاء بما يدره عليهم البرلمان من نعم السلطة والمال والجاه ، أما ما كان مطلوبآ منهم باعتبارهم ممثلين لجميع المسيحيين ان يفعلوه ولم يفعلوه وعلى الأقل عقد لقاء واحد موسع يضم جميع الأطراف للوصول الى تفاهمات مشتركة او على الأقل لتقديم الشكر للناخب المسيحي الذي انتخبهم ، بالتأكيد إن هذا الأمر لا يعنيهم بعد الانتخابات ولكن ربما يفكرون به قبل الانتخابات المقبلة  او ربما في الشهر القادم أي قبل اجراء عملية التعداد السكاني حيث ستعلو الانغام الكاذبة والمخادعة باسم المسيحية وباسم الشعب والوحدة والاتحاد وغيرها من الألحان المنافقة واللبيب من الاشارة يفهم .

أما للإجابة عن ردة الفعل والموقف الذي من المتوقع ان تتخذه القيادات والتنظيمات الاشورية  لو فازوا الكلدان بجميع المقاعد النيابية ، فالتجارب علمتنا أن لا نتردد للحظة واحدة ان نقول ، ان اول شيء كانوا يعملونه هو اصدار بيان رسمي موقع من قبل معظم ان لم يكن من قبل جميع الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية والقومية والدينية الاشورية  يؤكدون فيه ان اولئك النواب الكلدان لا يمثلون المكون الآشوري وكل ما يصدر عنهم من اقوال او من ممارسات يمس الشأن الاشوري يكون باطلآ ما لم يقترن بموافقة الموقعين على بيانهم المذكور ، لذلك ارى من الضروري ومن باب استباق المؤامرة ومنع حصولها على التسمية الكلدانية  في البرلمان العراقي كما حصلت في برلمان اقليم كوردستان وعند بداية تشكيل الحكومة  أن يصدر بيان موقع من قبل المرجعيتين الكلدانيتين ” الدينية والسياسية القومية ” وموجه الى الرئاسات الثلاث ” رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان ” والى كافة رؤساء الكتل السياسية مؤكدين فيه ان أي تصرف او مس بالشأن الكلداني سواء ما يخص تسميتهم او اي من ثوابتهم القومية من قبل النواب المسيحيين الخمسة  دون ان يقترن بموافقة الجهات الموقعة على البيان الكلداني المذكور لكونهم الممثلين الشرعيين للكلدان يعد باطلآ وتعديآ على المكون القومي الكلداني الذي يعد ثالث مكون قومي في العراق بعد العرب والأكراد ، خاصة وكما ذكرت في النقطة (4) اعلاه بأنهم سيحاولون تغطية فشلهم في تحقيق أي انجاز مهم لعموم شعبنا المسيحي بممارسة اختصاصهم باختلاق معارك داخلية  بين المكونات الثلاثة وخاصة مع المكون الكلداني ، كما ومن الضروري على القيادات الكلدانية ان يجدوا قنوات اتصال خاصة بتلك الرئاسات لغرض ايصال صوتهم ومطاليبهم بشكل طبيعي وصحيح بعيدآ عن دسائس ومؤامرات والاعيب الاخرين ، وإن غدآ لناظره قريب .

منصور توما ياقو
12 كانون الاول 2010

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *