ماذا تفعل التنظيمات السياسية القومية في بلداتنا الكلدانية


” خاهه عَمّا كَلذايا “


ألقوش وتللسقف وبطنايا وكرملش وباقوفا وووو العشرات منها جميعها كلدانية الأصول، واهلها كلدان أقحاح لا تشوب هويتهم القومية شائبة، عدا قلة قليلة شذّت عن القاعدة، وينطبق عليها المثل القائل “لكل قاعدةٍ شواذ” وقد أرتضت هذه القلة لنفسها هوية جديدة مستحدثة وفق متطلبات الحاجة ومتطلبات التقلب والعوز وعدم وضوح الرؤيا، أو لأسباب نفعية أخرى، المهم من ذلك نحن مع الأغلبية ومع المنطق والتأريخ لنقول بأن جميع هذه المناطق كلدانية صرفة مائة بالمائة، قد نستغرب من هذا الكلام ولكنني أرى من الضروري جداً تثبيت الهوية القومية لهذه القرى والمدن كمدخل لموضوع مهم جداً نبدأه بالسؤال التالي:ـ

ماذا تفعل التنظيمات السياسية غير الكلدانية في القرى الكلدانية؟

ماذا تفعل مقرات الأحزاب التي تحمل الأسم القومي غير الكلداني في القرى والقصبات والمدن الكلدانية؟ يدّعي المدّعون بأن النظام السابق قبل 2003 كان نظاماً دكتاتورياً ظالِماً، فتح مقرات للحزب الحاكم بالقوة والإكراه في قرانا، وكان مَنْ ينتمي أو يقترب من مقر منظمة حزب البعث في ألقوش أو غيرها يُنظر إليه نظرة مريبة معناها أنه خان أبناء بلدته أو أرتمى في حضن الغريب أو تبع مصالحه الذاتية وأنانيته الفردية،… وإلخ، والآن يتبادر إلى ذهني، أو أنني فعلاً أرى حالة مشابهة تماماً إن لم تكن أكبر وأوسع وأخطر، السؤال الآن: ــ ماذا يفعل مقر الزوعا في ألقوش الكلدانية؟ المعروف عن الزوعا هي الحركة الديمقراطية الآشورية، ماذا يفعل مقرها في ألقوش؟ وما الغاية من كسب الألاقشة للإنضمام إلى هذه المنظمة (ولا نتطرق إلى نوعية الكسب أو أسباب الكسب كأن تكون مصالح فردية أو وعود أو منصب قائم مقام أو تعيينات وإشغال وظائف أو توزيع مواد عينية وما شابه ذلك؟ ما هي مصلحة حزب الزوعا بذلك؟ ولماذا لا يتم فتح مقرات في القرى الآثورية التي يفتقد أغلبها لمثل هذه المقرات؟ هل هناك مصلحة للزوعا بذلك؟ أم لكسب ود ألقوش ومن ثم لتنفيذ مخطط أكبر بكثير من ذلك؟ ولماذا وافقت الحكومة المركزية في الإقليم على ذلك؟ ولماذا لا يكون العمل النضالي للزوعا مكثفاً في منطقة الشرفية التي لا تبعد عن ألقوش سوى (شمرة عصا) كما يقول المثل العراقي وهي المنطقة الآثورية الصرفة (مع ان اراضيها مُلك للرهبنة الهرمزدية الكلدانية)، ولن يزاحمهم أحد على ذلك؟

ماذا يفعل مقر لما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في القرى الكلدانية؟ وماذا يفعل في قرى لا يوجد فيها مثل هذا الشعب، فهذه القرى شعبها كلداني، ولن تجد فيها شعب بإسم كلداني سرياني آشوري، بل هم عدة أشخاص يروّجون لهذه التسمية بعد أن أستكملت متطلبات ترويجها وتسويقها من قبل جهات لها مصالح وحيتان لها مطامع كبيرة وغايات خاصة بعيدة كل البعد عن مصالح شعبنا الكلداني خاصة والعراقي عامةً.

مقرات الأحزاب الكردية ماذا تفعل في القرى الكلدانية، لا أدري لماذا أسمح لنفسي أن أنتقد منظمة حزب البعث في ألقوش ولا أنتقد منظمة حزب كردي في ألقوش، فأهل ألقوش لم يكونوا في يومٍ ما عرب ولا أكراد ولا تركماناَ، بل هم كلداناً وإن صح التعبير فلا يجوز إطلاقاً فتح مقرات لغير الأحزاب الكلدانية، لأنها أحزاب لقوميات وشعوب وليست أحزاب سياسية فقط، وبما أن الحزب يحمل أسماً قومياً فالمنطق يقول بأنه مخصص لذلك الشعب أو تلك القومية، إلا إذا نص على غير ذلك في نظامه الداخلي.

الحزب الديمقراطي الكلداني جاء من أجل تحقيق أهداف الأمة الكلدانية في إثبات هويتها وتاريخها وحقوقها المهضومة طيلة سنوات الدهر القاسية الطويلة المريرة، ويناضل مؤسسوا هذا الحزب من أجل تحقيق تلك الأهداف، والمنتمون لهذا الحزب هم من الكلدان حصراً، فلا تجد بينهم الكردي أو العربي أو التركماني أو الإيزيدي أو غيرهم، وهذه مسألة طبيعية، فماذا يترجى غير الكلداني من حزب كلداني؟ أو ماذا يستفيد الكردي أو العربي أو التركماني من إنتمائه لحزب كلداني؟ وماذا يرى فيه؟ أية طموحات؟ أية أهداف تتناسب وهويته القومية؟ هكذا هو حال الكلداني المنتمي لغير الحزب الكلداني.

من الغريب جداً أن لا نرى مقرات للحزب الديمقراطي الكلداني في كل قرانا الكلدانية؟ وإن وجدت فهي مقتصرة على عدة أشخاص فقط!!! ماذا تريدون من الإخوة مؤسسي الحزب؟ إجباركم أو سحبكم بالقوة والإكراه لكي تنتموا؟ أم يمطرونكم بوابل من الوعود الكاذبة لكي يحققوا كسباً حزبياً؟ أم ماذا؟ على كل كلداني مهما كان، أن يكون عضواً نافعاً ديناميكياً في الحزب الكلداني، فهذا الحزب هو حزب الأمة الكلدانية ويجب على من في الداخل ومن هم في قرانا وبلداتنا إجبار السيد أبلحد أفرام والضغط عليه لفتح مقرات للحزب الديمقراطي الكلداني في القرى والقصبات التي لا يوجد فيها مقرات لهذا الحزب، يجب أن نعمل بقوة ونفتح المقر وندعوا السيد أبلحد لحضور حفل إفتتاح مقر للحزب في هذه القصبة وتلك، أما مسألة التمويل فهي لا تتجاوز إيجار غرفة في منطقة ما ووضع لافتة، لأن مثل هذه الأمور ليست بأهمية موقع الحزب في القلوب والضمائر، فالحزب هو مجموعة الأشخاص المؤمنة بتحقيق أهداف وطموحات هذه الأمة، وهذه المسؤولية لا تقع على عاتق السيد أبلحد أفرام والمكتب السياسي للحزب فقط، بل هي مسؤولية الأمة الكلدانية جمعاء ، يجب أن لا نتهرب منها، ولكنني أستغرب من البعض من أبناء شعبنا من الذين لا يعنيهم الأمر وكأن الموضوع كله قد أنتهى عند تحقيق المصالح الشخصية والآنية والفردية الضيقة، ولا يرون مصالح الأمة الكلدانية وما أصابها جراء الإهمال والنسيان، وكيف ينهش بحقوقها كل من هب ودب، حتى أصبحنا نحن الفئة الكبيرة لا ممثل لنا في البرلمان، ولا صوت لنا في المحافل الوطنية والإقليمية، ولا نقول الدولية لأن إخوتكم في دول المهجر نشطاء فعالون في رفع أسم الكلدان عالياً في جميع المحافل وكلما سنحت الفرصة لهم، وقبل فترة ليست بالبعيدة تمكن الإخوة في المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد بشخص الدكتور نوري منصور من طرح قضية الكلدان على أعلى المستويات في القيادة الأمريكية، نعود لنقول ماذا حققت الأحزاب غير الكلدانية للشعب الكلداني؟ ماذا كان موقف جميع الأحزاب حينما تغيرت التسمية الكلدانية في مسودة دستور إقليم كردستان وبلحظات من كلداني إلى كلداني سرياني آشوري؟ بعد أن أعلنت جميع صحف كردستان المسودة بالتسمية الكلدانية، وكلنا نعرف من هو الشخص المتسلط المتمكن الذي قام بهذا الدور ولماذا قام به، وماذا كان موقف القيادة الكردية من ذلك وكيف أهتزت الثقة أمام الكلدان وأمام الشعب الكردي، ومن المهازل أن نسمع قادة على مستوى رفيعين في القيادة يقولون توحدوا أنتم المسيحيين لكي نعطيكم حقوقكم، وبهذا نقول لهم، هل توحدتم أنتم (العرب الكرد التركمان) المسلمون ونلتم حقوقكم؟ أنا كلداني أتوحد مع الكلداني وأناضل من أجل حقوقي، فلماذا تحشرني مع غيري لا لشئ لأنه فقط من ديني؟ ومتى كانت الحقوق تُمنح على أساس الإنتماء الديني؟ وأية دولة تسمي هذا التصرف؟ وهل يعقل أن يصدر هذا الكلام من قبل مسؤول كبير في الإقليم؟ وهل أستمعت الأحزاب مهما كانت وأقصد كل حزب له مقر في قرانا وبلداتنا الكلدانية، أقول هل أعترضت وأحتجت واستنكرت محاولة محو الأسم الكلداني من مسودة الدستور وإستبداله بإسم غريب؟ مَن يحق له أن يغير هويتي وإنتمائي وحقوقي؟ هل تم الإستماع إلى شجبنا وإستنكارنا وإحتجاجنا نحن كأشخاص وكشعب وكأمة وكقيادة دينية؟ وبعد كل هذا هل هناك داعٍ لأي كلداني من ان ينتمي إلى أي حزب سياسي أو قومي آخر غير الحزب الكلداني؟ وذلك بعد أن سلخت القيادة الكردية من الكلدان أبسط حقوقهم، أنا كلداني، كيف تفرض عليَّ أن تسميني كلداني أشوري سرياني؟ أو تفرض عليَّ التسمية الدينية في زمن الجميع يناضل فيه من أجل رفع حقل الديانة من جميع الهويات الشخصية، وفي وقت يرفض الجميع التفرقة أو منح الحقوق على أساس ديني أو مذهبي؟

يا أبناء شعبنا الكلداني البطل

زمن النوم ولّى إلى غير رجعة، وزمن التعتيم والإستغلال أنقشع، فشمس الكلدان تشرق من جديد، وستسقط جميع الأقنعة وستهتز العروش وتتهاوى التيجان الظالمة، وسينكشف المستور، لذلك نقول لكم توحدوا أيها الكلدانيون فما تزال وراء الغيوم شمسُ مشرقة، تكاتفوا ووثقوا صلتكم بالحزب الديمقراطي الكلداني، الذي هو الحزب السياسي والقومي الوحيد الذي يعمل من موقع الحدث ويتحرك من قلب الحدث، بينكم ومن ضمنكم، أنخرطوا في هذا الحزب وأنتموا إليه، قووه، فهو يَقوى بإنتمائكم، أتركوا وراء ظهوركم الخلافات البسيطة، وضعوا أمام أعينكم المهمات الجِسام التي يجب أن تُنفذ، فالحزب محتاج لكل كلداني أصيل وشريف يضع لبنة في بنيان هذا الحزب لكي يصل إلى عنان السماء، الحزب محتاج لكل كلداني غيور يعمل ويؤمن بهويته القومية.

تحية للحزب الديمقراطي الكلداني المناضل

المجد والخلود لشهداء الكلدان

المجد والخلود لشهداء العراق العظيم

 نزار ملاخا

31/8/2012

You may also like...