ماذا بعد المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الكلداني المناضل ؟

 

habeebtomi@yahoo.no

 

الحزب الديمقراطي الكلداني او حزب (اتحاد الديقراطي الكلداني سابقاً) نشأ في بيئة سياسية لم تستوعب وجوده كحزب جماهيري ، او بالأحرى لم يسعدها وجوده كحزب فاعل على الأرض ، بجهة ان هذا الحزب منذ تأسيسه رفع منظومة افكار يبدو انها لم تلق رضى وقبول شريحة من ابناء شعبنا  للأخوة في الحزب الآشوري الذي يصبو ان يكون اللاعب الوحيد ، او على الأقل اللاعب الرئيسي في الساحة ، وهكذا يكون الحزب الديمقراطي الكلداني قد وضع نفسه في مربع لم يكن يسمح له ان يتواجد في تلك المساحة ، وإن هو حاول ترسـيخ ركائزه على الأرض ، كان ذلك ايذاناً له بأنه خرق الخطوط الحمراء لتلك الأحزاب .

 الحزب الديمقراطي الكلداني كان واضحاً وصريحاً في الأعلان عن مبادئه القومية الكلدانيــة ، وكانت برامجه السياسية تصب في خانة التأسيس لتلك المبادئ ، ولم يكن يحمل اية أفكار مناهضة لجهة ما ، فهو يؤمن بوحدة شعبنا المسيحي على اسس من التفاهم والتعامل الندي وشراكة نزيهة صادقة .

لقد اتسمت مبادئ الحزب بأيجاد موطئ قدم للفكر القومي الكلداني وبغرس بذرة أستقلالية القرار والتمرد على سياسة القطيع التي اريد لشعبنا الكلداني ان يسلكها ، ومنذ البداية قال ( لا ) لما كان سائداً .

 إن هذا الموقف كما قلت قوبل بحملة إعلامية ظالمة من قبل اقلام كانت من ضمن ركّاب مركب الحزب الآشوري في حينه ، ولصقت بهذا الحزب شتى صنوف التهم وفي مقدمتها  تهمة تمزيق اوصال الأمة ونعته ببث الفكر الأنفصالي بين ابناء شعبنا . لقد كان في تضاعيف تلك الحملة الأعلامية التي تعرض لها هذا الحزب وأمينه العام الأخ ابلحد افرام بشكل خاص والقيادة بشكل عام الى حملة فيها الكثير من المفردات والنعوت اقل ما نقول عنها انها كانت بعيدة عن الكياسة واللياقة في النقاش او الحوار ، وهم يقومون بذلك باسم وحدة شعبنا ، وكأن الوحدة لا تتم إلا بإسقاط الآخر وتهميشه وإخضاعه وتكميم افواهه .

 الحزب الديمقراطي الكلداني شق طريقه مع هذا الخطاب ومع حملة إرهابية تعرض لها شعبنا الكلداني في مدن العراق من تفجير كنائسه وخطف ابنائه وابتزاز ابنائه وقطع ارزاقهم ووتهديدهم تهجيرهم .. نعم عبر هذ الطريق المحفوف بالألغام استطاع الحزب من شق طريقه الوعر ، وتمكن في حينه عبر تحالفه مع القائمة الكوردستانية من ايصال امينه العام الصديق ابلحد افرام الى مبنى البرلمان ، وكان للاستاذ ابلحد افرام دور طيب ونشيط في إثبات الأسم القومي الكلداني في دستور العراق .

 المصداقية في القول تقودنا للأشارة الى إخفاق الحزب بالخطوات التالية فلم يفلح الحزب الديمقراطي الكلداني بإيصال اي من مرشحيه الى مبنى برلمان اقليم كوردستان او البرلمان العراقي في الأنتخابات الأخيرة ، حيث خاض تلك الأنتخابات في قائمة مستقلة ، الى جانب قائمة المجلس القومي الكلداني وهي قائمة كلدانية ايضاً ، وإن حكمنا على المسالة بجواز وقوعها في ضوء الأهداف السياسية لكنها كانت سلوكاً خاطئاً من ناحية المصلحة القومية التي كانت تقتضي تضافر جهود الحزبين مع المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد لخلق قائمة كلدانية موحدة واحدة لا اكثر .

في هذا المجال اقول بصراحة جازماً :

 إن الحزب الديمقراطي الكلداني هو بحاجة الى ثقافة جديدة في التحرك بين الجماهير لاسيما داخل الوطن إن كان في اقليم كوردستان او في عمومم الوطن العراقي ، وإن هذا ينطبق بشكل كبير على المجلس القومي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني الموحد . فالنتائج المتواضعة لهذه الأحزاب في الوطن يدل على قصورها وضعف تفاعلها بين ابناء شعبنا ، وانا هنا لا اريد ان اغفل حملات الأشقاء في الحزب الآشوري في تحجيم العمل القومي الكلداني ، اجل كان لهم الدور الرئيسي في التعتيم بل محاربة كل انتماء اسمه انتماء قومي كلداني ، لكن كل هذا لا يمنع من اختراق هذا الحصار لو كان هنالك تفاعل وحراك مع ابناء شعبنا الكلداني وحسب امكانياتنا المتواضعة . فمع وجود تلك العوائق والعراقيل فأجزم بأن العمل الكلداني بين جماهير شعبنا كان ضعيفاً ومقصراً في تفاعله ، وهذا رأيي الشخصي .

لكي لا اخرج عن موضوع المؤتمر الأستثنائي الذي عقده الحزب في دهوك يومي 8 ,9 من تموز الحالي ، وفي كلمة للاستاذ ابلحد افرام في هذا المؤتمر يشير الى العوائق والعراقيل التي تواجه العمل القومي الكلداني ، نعم انا مع الأستاذ في تشخيص تلك العراقيل ، لكن السؤال يبقى ماذا ينبغي على  الأحزاب الكلدانية عمله إزاء تلك العراقيل ؟ وأرى في مقدمة ذلك تفعيل وتطوير خطوطها التنظيمية بين الجماهير ، فلا شك ان احزابنا ومنها الحزب الديمقراطي الكلداني يعاني من ضعف تحركه بين جماهير شعبنا خصوصاً داخل الوطن ,إن حكمي هذا هو معتمد على النتائج المتواضعة لقوائمنا في الوطن لا سيما في محافظتي دهوك ونينوى وحتى في اربيل .

 سابقاً قبلنا على مضض بتشرذم قوائمنا الكلدانية في مواجهة الأنتخابات ، بجهة انه تنافس سياسي ، لكن الصراحة تجبرني لقول الحقيقة التي تفيد بغياب وفقدان عنصر التضحية من قطبي المعادلة في قائمتي شعبنا الكلداني . وكانت النتيجة معلومة النتائج  ورغم انها كانت افضل من سابقتها من ناحية نسبة الأصوات ، وإن ألية منح المقعد الذي فاز به المجلس القومي قد منح للزوعا بفضل قرارات المفوضية العليا للأنتخابات ، لكن مع ذلك كله يمكن تشخيص عامل التقصير لدى احزبنا في تفاعلها مع الجماهير .

 برأيي المتواضع ان الأخفاق في انتخابات برلمان كوردستان ومن ثم البرلمان العراقي الأتحادي  ، قد اوجدت حالة من الأحباط لدى بعض الزملاء في قيادة الحزب الديمقراطي الكلداني ،وكان ذلك السبب في وجود بعض الأستقطابات في القيادة ، ولسنا هنا في صدد التدخل في الشؤون الداخلية للحزب بقدر ما يهمنا ان يبقى الحزب سائراً في اتجاهه القومي الكلداني ومحافظاً على مبادئه الأصيلة ، والمحافظة على وحدته والعمل الى جانب الأحزاب الكلدانية الأخرى مع منظمات المجتمع المدني لخلق حالة من التفاعل والديمومة للعمل البناء بين ابناء شعبنا .

لقد ورد في كلمة الأستاذ ابلحد افرام شكواه من ضعف الشعور القومي الكلداني ، وأنا هنا اقول للاستاذ افرام ان اولى مهام الحزب الديمقراطي الكلداني هي غرس المشاعر القومية وتنميتها بين ابناء شعبنا وذلك عبر التفاعل والحراك وتفعيل دور المنظمات المجتمع المدني الكلداني وتعزيز الروابط مع الاحزاب الكلدانية وخلق كتلة كلدانية واحدة ، للأتصال والعمل مع احزاب شعبنا المسيحي للتنسيق معهم في العمل السياسي على الساحة العراقية عموماً .

 اقول :

 تهنئة من القلب للصديق الأستاذ ابلحد افرام وأعضاء القيادة الآخرين لفوزهم بثقة اعضاء قاعدة الحزب ، ونقول لهم جميعاً أن امامهم مهام كبيرة وعمل شاق  للخروج بهذا الحزب الى دائرة التفعيل والعمل بين ابناء شعبنا الكلداني لتحقيق اهدافه النبيلة ورفد مساهمته في بناء الوطن العراقي العزيز  .

 حبيب تومي / اوسلو في 13 / 07 / 10  

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *