ليس هذا وقتاً للتشفي وإنما للتعافي

حيّا عمّا كلدايا

عامر حنا فتوحي

كتب المعارضون لرابطة غبطة البطريرك (الطائفية) العديد من المواضيع التي بينت وفق إستقراءات وتحليلات دقيقة، بأن الجانب الذي يضم الناشطين القوميين والسياسيين الكلدان الذين كانوا يدعمون بقوة هذ الكيان الهلامي المعدوم الملامح ويبنون عليه الآمال العراض الطوال، إنما يركبون الموجة الخطرة ويراهنون على الحصان الخطأ، وإن حسابات البيدر لن تكون مثل حسابات الحقل، وأن النتائج ستكون قاسية ووخيمة، فأسمعونا ما أسمعونا أياه، وصار ويا لسخرية القدر من (جاء عكبنا يعكبنا) ويدلو بدلوه لكي يثقفنا!

مع ذلك، فقد كان جوابنا حاسم وحازم، (لا مساومة على الثوابت القومية الكلدانية) و(لا لرابطة طائفية معدومة الملامح)، تلعب على حبل المشاعر القومية من أجل تمرير لعبة ترسخ بالنتيجة هيمنة الفكر الطائفي والمؤسساتي الكنسي، كما كان جوابنا الواضح والصريح الذي رددناه لكي يثبت في العقول المستدرجة إلى شرك لم يستكنهه غير النخبة المعارضة … (ألله ما شفناه … بالعقل عرفناه)!

اليوم وبعد أن كُشِفت أوراق الرابطة وتبين أنها (تتنكر للإنتماء القومي صراحة) وتُرسِخ للهيمنة المؤسساتية الدينية التي تسعى لأن تضع بيضنا جميعاً في سلة غبطة البطريرك (الزعيم الوحيد الأوحد)، أعتقد أنه بات على هؤلاء الذين بنوا أحلامهم على الهواء وبيوتهم على الرمل، أن يستفيقوا من غفوتهم، ويضعوا أيديهم بأيدي أخوتهم الناشطين الكلدان، الذي لم يُخدعوا بظاهر الرابطة (القومي) لمعرفتهم ببطانها (الطائفي)، كما لم يُخدعوا بمنسوخها (القومي) الذي تلاه ناسخها (المؤسساتي الكنسي)، فيتعلموا أن يثقوا بأحاسيسهم ويستنتجوا من معطيات وتورايخ من يطلب دعمهم فلا يُخدعوا ثانية، وأن يعملوا منذ الآن ببصيرة وبصائر مفتوحة على رأب الصدع ولملمة الجراح، من أجل السير بخطوات واثقة نحو المستقبل.

لهؤلاء الذين (أخذهم غبطته للشط وأرجعهم عطاشى) نقول: أن هذا (ليس زمن التشفي) وإنما هو أيها الأخوة الأفاضل (زمن التعامل مع الواقع) و(التعافي)، فلنضع جميعاً (يد في يد وقلب على قلب) ونعمل معاً من أجل مستقبل كلداني زاهر.

أن أولى خطوات المسيرة الصحيحة، هيّ أن نضع حروبنا الصغيرة خلف ظهورنا. شخصياً، أنا أعتذر من كل من يعتقد بأنني قد كنت قاسياً معه في ردودي الداخلية التي كانت من النوع الذي يسمونه باللغة الإنكليزية (تف لف) والذي يقابله باللهجة العراقية (لا تمشي ورة اللي يضحكك أمشي ورة اللي يبجيك).

وأنا مستعد لأن أبوس رؤوس هؤلاء الذين يعتقدون بأنني كنت قاسياً معهم، على أن يعملوا معنا بنيات صادقة وإيمان بالمستقبل الكلداني، الذي يتطلب منا إعادة حساباتنا وتوجيه أنظارنا نحو أهداف مرحلية واقعية يمكن تحقيقها، بالعمل المشترك والتفاني والتضحية.

أن أول الغيث قطرة مطر، وأن أول خطوات العمل القومي الصحيح بعيداً عن نظرية (الأكثرية والأقلية) و(الرئيس والمرؤوس)، أن نمتلك الجرأة لنجلس سوية ونتناقش بموضوعية، قد نحتد وقد ننزعج كما أكد الكاتب والناشط الكلداني المتميز، العزيز مايكل سيبي، ولكن إذا ما كنا مؤمنين بعدالة قضيتنا وحرصنا القومي على أمتنا الكلدانية المستلبة الحقوق، فأننا لن نتوقف عن الحوار وجهاً لوجه.

ومن أجل أن يكون حوارنا موضوعياً ومثمراً، فأن علينا أن نناقش عدد من المبادرات القومية التي تم تجاهلها لسنوات، فإن كانت مفيدة، سنأخذ منها، وإن لم تكن فسنضعها جانباً ونناقش غيرها وغيرها حتى نتوصل إلى رؤية جماعية واقعية وقناعة مقبولة، تحدد لنا أهدافنا المرحلية وآليات تنفيذها، واضعين نصب أعيننا أن لا نُلدغ من ذات الجحر مرتين.

نعم أن صدمة هؤلاء الذين بنوا الآمال العريضة على رابطة غبطة البطريرك الهلامية، متوهمين بأنها تمثل بادرة نهضة قومية كلدانية، هيّ صدمة من القسوة والقوة، ما سيجعلهم نادمين في قرارة أنفسهم على ركوب هذه الموجة العاثرة.

علماً بأن بعضهم من أجل حفظ ماء الوجه، سيسعى إلى تبرير هذه الصفعة في الوجه (عيني عينك)، على أنها إنتصار، وسيعمل على تدبيج المقالات، لكي يبين لنا بأنه ذكي وحكيم وواع، وبأنه لم يُخدع، وبأنه لم يستدرج إلى فخ قاتل نبهتُ شخصياً إليه أكثر من مرة! … وسينتهي به الأمر إلى الخنوع وركوب قاطرة المساومة وبيع الأهداف القومية متعكزاً على الإنتماء الطائفي الكنسي، متنكراً للفكر القومي وتاريخ أجدادنا سكان العراق الأصليين، مقتطعاً من تاريخ أجداده الشخصي ما يزيد على خمسة آلاف عام، مبرراً ذلك القطع غير المبرر، بشتى التبريرات الواهية. مستقتلاً من أجل حصة في الكعكة الجديدة، وفقاً للمقولة الشعبية العراقية (يابة شي أحسن من ماكو)!

الفريق الآخر سينسحب من الساحة كلياً لاعنا اليوم الأغبر الذي راهن فيه على حصان خاسر، مثل أعمى يقوده أعمى كلاهما ينتهيان إلى التهلكة.

الفريق الثالث وهم قلة من المخدوعين ممن يمتلكون الشجاعة على الإعتراف بالخطأ، والعودة عن طريق الإنحراف الذي سلكوه وأدى (عن وعي أو عدمه) إلى شق الصف الكلداني، وتوسيع حجم الرقعة التي صارت ظاهرة للعيان، وصار من الصعب ترقيعها، على حد قول زميلنا العزيز الأستاذ الكاتب المتمكن والمؤرخ الأكاديمي نزار ملاخا المحترم.

هذه القلة الشجاعة المعترفة بخطأها في ركوب موجة غبطته، مع الفريق الذي لم يساوم على المباديء والثوابت الكلدانية، هو ما يحتاج إليه الكلدان، لأنهم برغم قلة عددهم وتكالب القوى المعادية ضدهم، فأنهم كالخميرة الصغيرة قادرة على أن تنضج العجين كله وتصنع منه خبزاً  طازجاً.

أملنا في ظل هذه المحنة، هم مجموعة المعارضة التي لم تركب موجة الرابطة الطائفية وفي هؤلاء الشجعان المعترفين بأخطائهم، كما أن أملنا هو دائماً في (الشباب الكلداني المتنور) الذي بدأ يستوعب أهمية الإنتماء القومي الكلداني، هؤلاء الشباب الكادحين والطلبة الجامعيين الذين نفتخر بهم، من أستراليا مروراً بالعراق وأوربا حتى أمريكا وكندا. هؤلاء هم خميرة المستقبل، فلا يفت في عضدكم خسائر اليوم، لأن دوام الحال من المحال و (التاريخ ما بيننا).

*******

ثوابتنا القومية الكلدانية

أسم أمتنا الرسمي هو: الأمة الكلدانية

لغتنا الأم هيّ: اللغة الكلدانية

رمزنا القومي في المحافل والمناسبات هو: العلم القومي الكلداني

تاريخنا الكلداني الشرعي يبدأ: عام 5300 ق.م

أكيتو هو: عيد رأس السنة الكلدانية البابلية

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *