ليس بالأرقام تقاس الأصالة

نشر خـبر يتضمن تـصويت مجـلس النواب يوم السبت 28/7/2012 عـلى قـرار يعـتبر التركـمان مكـوناً أساسياً والـقـومـية الثالـثة في العـراق، فـكان لـكـتابنا الأعـزاء ردودهم المفـحِـمة.

إن الكـلـدانيّـين هـم الورثة الحـقـيقـيّـون لأرض الرافـدين الذين أوجـدوا أرقام الرياضيات فـليسوا بحاجة إلى مرتـبة وهم أصحاب الـدار لا ينـتـظرون رقـماً تسلسلياً، بل هـم الذين يـرقــِّـمون الآخـرين الداخـلين ديارنا بالأول والثاني أو الثامن لأن جـذور الكـلـدان تمتـد في أعـماق أرض بـيث نهـرين إلى أكـثر من سبعة ألاف عام لا يخـضعـون إلى رَقـم ولا يُـقاسـون بعـددهم الحـسابي بل بأصالة إنـتـمائهم وبعـمق حـضارتهم التأريخي وبإخلاصهم لوطـنهم، وما عـداهم فـإن غـيرَهم لهم يتـسـلسـلون في دخـولهم وطـنـنا محـتـلين أو وافـدين لسنا بصـدد مناقـشـة هـذا الموضوع الآن، وعـليه فإذا كان التركـمان يمثـلون المرتبة الثالثة أو التاسعة أو الثانية فإن ذلك لا يغـيِّـر من حـقـوق الشعـب الأصيل صاحـب الأرض شيئاً.

إنّ جـيلاً جـديـداً مثـقـفاً من أبناء الشعـب العـراقي بات يـدرك المسألة عـن وعي وفـكـر نيِّـر وصحـوة في الضمير، فـصار يعـتـرف بأحـقـية الكـلـدان مكـوّناً أصيلاً متجـذراً في تربة العـراق بُـناة حـضارته الأولى، إنهم أول مَن وضعـوا القانـون لـذا فـقـد سـبقـوا القانون العـراقي ومشرّعـيه ودسـتوره الحالي وعـليه كان الأولى بالحـكام العـصريّـين أن يضعـوا هـذا نصب أعـينهم (إنْ كانـوا أصحاب ضمير حي) ليَـفـوا حـق هـذا الشعـب الذي جـل إهـتـمامه هـو خـدمة الوطن وبناؤه والذودُ عـنه عَـبر كـل العـصور منـذ كان يحـكـم نـفسه بنـفـسه عـلى أرضه، ثم حـين أصبح وطـنه محـتلاً بأيـدي الآخـرين وإلى اليوم، وبناءاً عـلى ذلك فإن الكـلـدان يستحـقـون كـل الخـير لـيُـعامَـلوا معاملة الشـعـوب الأصيلة مثـلما نرى إمتيازات الأبوريجـينيّـين في أستـراليا الذين إعـتـذرتْ الحـكـومة الفـيـدرالية لهم، والماوريّـين في نيوزيلنـدا حـيث إعـتـرفـتْ الحـكـومة بالمظالم التاريخـية التي عانى منها الـ “ماوري” فـيما يتعـلق بمواردهم وأرضهم التي عاشـوا عـليها قـبل 1300 سنة وعانوا طويلاً من إهانات عـنصرية من جانب السكان غـير الماوريـين، وهـكـذا الهـنود الحـمر في أميركا وغـيرها…. فـكم بالأحـرى يسـتحـق الكـلـدان وهم أهـل الدار منـذ أكـثر من سبعة آلاف عام؟ فـهـل يعـتـذر الغـرباء الوافـدون إلى أرضنا حـين هـمَّـشوا حـضارتـنا وإحـتـلوا أديرتـنا وكـنائـسـنا وبـيوتـنا، وألغـوا لغـتـنا الوطـنية الكـلـدانية وفـرضـوا لغـتـهم العـربـية وهـجَّـرونا من ديارنا؟ وإذا قال قائـل إنّ ما مضى فـقـد مضى وولـّى ونحـن أولاد اليوم! فـنـقـول لهـم: إن ذلك السـيناريـو يُـمارَس الآن حالياً وعـلناً في حـضور المنظمات الدولية والقـوى العالمية المهـيمـنة ووسائـل المواصلات والإتـصالات السريعة، إذن هـل يمكـنـكم أن تـتـخـيَّـلـوا بشاعة الممارسات وأساليـب الظلم والإعـتـداءات قـبل 1400 من السنـوات بحـق شعـبنا المسالم سليم النيات؟

بقـلم: مايكل سـيـﭙـي
سـدني 8/8/2012

You may also like...