((لو العب لو اخرب الملعب)) بقلم لؤي فرنسيس

جرت الانتخابات البرلمانية العراقية الاخيرة في اجواء من التجاذبات السياسية المعقدة القت بثقلها على المجتمع العراقي ، كما أن الوضع العام في العراق ازداد سوءا وخصوصا بعد الانتخابات وما جرى فيها من مخالفات حيث اعطت فرصة للخاسرين المتنفذين ان يلعبوا لعبتهم القذرة في محاولة تدمير العملية السياسية العراقية مستندين الى المثل الذي يقول (((لو العب لو اخرب الملعب ))) فالمتنفذين الخاسرين يحاولون الضغط من جميع الجوانب للتاثير على القضاء والقضاة البدلاء للمفوضية من اجل ايقاف العملية السياسية من خلال الطعن بالنتائج والعمل على اعادة الانتخابات وهذا ما سوف يعيدنا الى نقطة اللاعودة الى العمل الديمقراطي،  فالخوف الذي ينتاب غالبية العراقيين اليوم ليس من تأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بل من أن يؤدي الصراع السياسي الحالي والمتصاعد إلى حرب اهلية بعد ان خرجت للتو من حرب طاحنة داعشية قذرة خلّفت الكثير من الشهداء والجرحى وتدمير عدد كبير من المدن  ، خصوصاً مع مؤشرات تؤكد تصاعد وتيرة العنف مجدداً في مناطق عدة من العراق ،  وان هذا التحليل لم ياتي من فراغ بل بسبب تاريخ ليس ببعيد مليء بالأحداث المشابهة، إذ شهدت مفاوضات بعد انتخابات 2010، و2014 أحداثاً دموية ومجازر ادت بالكتل السياسية القبول باي شكل لتشكيل الحكومة . كما ان المتنفذين الخاسرين الذين يعملون على اعادة الانتخابات لايهمهم صوت الناخب او حالة الشعب العراقي كما يدعون والدليل انهم حكموا منذ 2003 الى اليوم واوصلوا حال العراق الى اسوأ دولة في العالم وقد خسروا اليوم تحت شعار المجرب لايجرب .

بعد مرور اكثر من شهرين على اجراء الانتخابات الجديدة في العراق وما تضمنت من تجاذبات واختلافات، حيث مازالت الكتل والتيارات والاحزاب تراوح في مكانها وتعمل على كشف موقعها من الحكومة المقبلة التي ربما لم تتشكل ابدا في ظل هذا النظام ، فالكل يترقب وهو صامت في العلن ، ومتحرك خارجيا وداخليا  بقوة في الخفاء ومن وراء الكواليس،  ليكون له مكانا سياديا في شكل الدولة العراقية الاتحادية  المقبلة ، وان جميع هذه الكتل والائتلافات لا تتردد في ان تتلاعب باصول اللعبة الديمقراطية للعملية السياسية  ومستعدة لخرقها بالف وسيلة ووسيلة كما حصل ويحصل حاليا وكما حصلت اثناء الانتخابات وقبلها، وان التزوير والخروقات ولي الاذرع او حتى التصفيات الفردية والاغتيالات والمؤامرات واختلاق مختلف الحجج تحت غطاء القانون او بدونه،  لكسب الموقع والامتياز على حساب الخصم هي كلها جزء من طبيعة هذا الصراع السياسي الذي يتشدد على الاصعدة المختلفة ويعزز الطائفية وهو مكمل لصفحتي ( احتلال داعش للعراق ) ( وصفحة مايسمى فرض القانون لدى رئيس الوزراء حيدر العبادي ومن لف لفه من العروبيين الشوفينيين) بعد الاستفتاء التاريخي في اقليم كوردستان العام الماضي.

في الختام  وما هو الاهم ، لا بد من التاكيد عليه هو ان الصراعات التي تجري حاليا هي قابلة للتحكم، اي انها خاضعة الى حد كبير لتحكم وسيطرة نفس تلك القوى المتصارعة وامتداداتها الدولية والاقليمية وان لهذه القوى وسائل وادوات وعلاقات وارتباطات تمكنها من التحكم بمسار وتطور هذا الصراع، وهذا لا يفند بطبيعة الحال احتمالات انزلاق وانفلات الامور والعودة الى المربع قبل الاول بسبب السخط الشعبي من اداء الكتل السياسية .

فانتبهوا ايها الخاسرون فانكم اول من تسحقون كونكم استندتم الى المثل ( لو العب لو اخرب الملعب ).

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *