لماذا هذا الاجحاف بحق قوميتنا الكلدانية ؟ طلعت منصور ابرم

(( لماذا هذا الاجحاف بحق قوميتنا الكلدانية )) / بقلم : طلعت منصور
تواجه قوميتنا الكلدانية اليوم وضعاً صعباً بسبب الاجتهادات والتفسيرات التي تحاول اضعاف الشعور القومي لدى البعض وظهور توجهات تحاول ان تلبس القومية الكلدانية ثوب المذهبية مستغلةً العديد من الكلدان الذين غزت الاوهام عقولهم وتفكيرهم وانسلخوا عن قوميتهم بسبب اعتلال الشعور القومي لهؤلاء وغرس مفهوم المذهبية في عقول الكثير منهم وفي مقدمتهم بعض المثقفين الكلدان الذين بات من الصعب اقناعهم رغم وجود مصادر كثيرة لمؤرخين وباحثين تؤكد بأن الكلدان هم من اقدم الموجات البشرية التي خرجت من شبه الجزيرة وتوجهت شمالاً وشرقاً الى بلاد وادي الرافدين والشام وكان ذلك في القرن الخامس والاربعون قبل الميلاد . كذلك هنالك حقيقة لا يمكن تجاهلها تؤكد بأن تسمية الكلدان كانت قائمة في عهد ابراهيم ابي الانبياء لكونه من اور الكلدانيين ومن جنسهم كما جاء في العهد القديم / سفر التكوين ، وهناك مصادر تشير ان والد النبي ابراهيم (ع) تارح ولد في اور الكلدانيين . لذلك فالكلدان موجودين منذ قديم الزمان كاقوام ولم تكن موجودة في حينه الديانة المسيحية .

ان البعض من الكلدان يعانون من مسألة الخلط بين المذهبية والقومية وهناك من يشجع هذا التوجه ويغذيه ولا يخفى علينا بأن المصادر عن الكلدان كثيرة جداً ولكن الباحثين عنها لمعرفة الحقائق قليلين جداً ، كما ان الامراض التي اصابت البيت الكلداني اصبحت معروفة للقاصي والداني والكل يتحمل مسؤولية وصول الامور الى هذا المنعطف الصعب وعدم اقتصار ذلك على جهة معينة او طرف معين ، كما اننا نعاني من الاقلام التي تؤجج وتخلط الاوراق وبحاجة الى دور اكثر فاعلية من الكنيسة الكلدانية وهنا لا اقصد اقحام الدين في السياسة ولكن حسب وجهة نظري الخاصة ان كان تدخل رجال الدين لحسم قضايا تصب في الصالح العام فهذا ليس فيه اي ضرر ، واذا كان ايضاً لدعم ركائز قوميتنا الكلدانية وتحفيز الشعور القومي .

اما بالنسبة لاخواننا الكتاب وخصوصاً بعض الكتاب في الخارج نراهم قد انشغلوا في امور لا تخدم قضيتنا القومية بقدر اهتمامهم بمقالاتهم الهجومية التي تحمل طابع التشهير والطعن والحكم على الامور من بعد وقذف التهم كأننا ومع الاسف نخوض حالة من الصراع الكلداني الكلداني وباتت الاحقاد الشخصية تشكل منعطف خطير على مستقبلنا والتي كما قلنا تؤججها بعض الاقلام المسمومة التي هي اكثر فتكاً من سموم الافاعي لان الحكم من بعد قد يفتقر الى الموضوعية والمنطقية ويخلو من المصداقية ، وان المقالات الهجومية قد اغرقت الانترنيت وهناك بعض من الكتاب ومع الاسف يرغبون اسلوب المتاجرة بالقضايا القومية ، لقد سئمنا وسئم شعبنا من هذه الاساليب واصبحت الكتابة لدى البعض مجرد قضاء وقت تحت ذريعة التوجه القومي والتحدث بأسم الكلدان واعطوا لانفسهم صلاحية وحق منح الشرعية وكأنهم الاحرص على مصلحة الكلدان ، فأن كنا صادقين مع شعبنا علينا ان نحفز الشعور القومي لمن ضعف لديه هذا الشعور وابتعد عن قوميته بدلاً من اضاعة الوقت في مهاجمة الاخرين لان هذه الحالة تشكل اعاقة في طريق ترتيب البيت الكلداني .

طلعت منصور ابرم

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *