لماذا الفيدرالية المعلنة في غربي كوردستان استثنت الأراضي الكوردية التي استعربت تحت تسمية الحزام العربي العنصري!! بقلم محمد مندلاوي 

 

 

مما لا يخفى على أحد, أن غالبية الأنظمة المتعاقبة على دست الحكم في الكيان السوري, شبيهة تمام الشبه بشقيقاتها من الأنظمة العربية الأخرى, التي تحكم كياناتها المتخلفة في عصر بعد ما بعد الحداثة بعقلية شيخ القبيلة, الذي لا يجيد مهنة أخرى غير ارتكاب الأعمال الإجرامية المخالفة للقانون, والبعيدة كل البعد عن الحضارة والقيم الإنسانية, كغزو الآمنين في عقر ديارهم, ونهب ممتلكاتهم وسبي ذراريهم والاستيلاء على أراضيهم ومساكنهم ومحلاتهم دون وجه حق. تماماً هذا ما فعلته الأنظمة السورية العنصرية مع الشعب الكوردي في غربي كوردستان, الذي ألحق قسراً بعد عام (1920) بهذا الكيان المصطنع, الذي صار بعد أن ورث الابن بشار الرئاسة عن أبيه كالدعاية التجارية عندما ابتكر وجود نظامين في نظام واحد إلا وهو النظام الجملكي, أي: الجمهورية والملكية في نظام واحد, حيث ظاهره جمهوري ومحتواه ملكيي وراثي. عزيزي المتتبع, كما ألحق غربي كوردستان بالكيان السوري, كذلك ألحقت الأجزاء الأخرى من كوردستان, بقوة الحديد والنار بإيران والعراق وتركيا الطورانية والاتحاد السوفيتي السابق. ألا أن موضوعنا لهذا اليوم هو عن الكيان السوري, وغربي كوردستان, الذي رزح لعقود طويلة تحت نير احتلاله البغيض. إن جانباً من السياسة الدنيئة, التي نفذتها الأنظمة السورية العنصرية المقيتة في غربي كوردستان, هي ذلك المخطط الجهنمي, المسمى “بالحزام العربي” من أجل تقطيع أوصال المدن الكوردية عن بعضها, الذي بدأ بتطبيقه على الأرض في أواسط الستينات القرن الماضي, حيث تم بموجبه تهجير المواطنين الكورد من أرض آبائهم وأجدادهم في غربي كوردستان بطول (300) كيلو متر وعرض (10-15) كيلو متر, ومن ثم جلبوا آلاف العوائل العربية أو البدوية واستوطنوهم في الأراضي الكوردية المسلوبة بطريقة ممنهجة ومدروسة في أقبية مخابرات الأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة, ومنحوهم سلسلة من الامتيازات التي حرم منها المواطن الكوردي عمداً. حتى أن بناء سد الفرات, الذي بدأ إنشائه في أواخر الستينات من القرن الماضي, تطلب تشييده ترحيل القرى العربية التي غمرتها مياه السد, واستغل النظام  تنفيذ هذا المشروع كفرصة ذهبية نزلت عليه من السماء  حيث أقدم على تهجير آلاف العوائل الكوردية من مناطقهم وتوطين آلاف العوائل العربية في أماكنهم وتوزيع مئات الآلاف الدونمات من الأراضي الزراعية التي كانت تعود للكورد عليهم مجاناً. إن لم يكن هذا إرهاب دولة, ماذا نسميه إذاً؟!. إن لم تكن هذه هي العنصرية المقيتة بعينها فماذا تكون إذاً؟!. السؤال هنا, أي نوع من البشر هؤلاء الذين يقبلون بهذه السياسية الهمجية!! كيف يرضى هذا (الإنسان) لنفسه أن يقيم في دار غيره ومالكه مطرود منه بالقوة!!, كيف يقوم هذا الإنسان بزراعة أرض سلبت من مالكها الشرعي عنوة!!. يا ترى أين مكمن الخلل في هذا الحيوان الناطق!!. هل أن الخلل في ذاته وثقافته البدائية, التي تربى عليها أباً عن جد!!. أم الخلل في المنظومة الفكرية أو العقائدية التي يعتنقها, والتي تحدد له مسار حياته بكلمتين افعل ولا تفعل!!. للأسف الشديد, نحن الكورد في جنوبي كوردستان ابتلينا بنفس الصنف من البشر, عندما جاء نظام المقبور صدام حسين بآلاف مؤلفة من السنة والشيعة العرب على حد سواء واستوطنهم في أراضي الكورد بقوة السلاح. بعد أن جردوا الكورد من أراضيهم الكوردستانية وهجروهم منها في ليل حالك. ويأتي على رأس هذه المناطق السليبة مدينة كركوك “قلب كوردستان” النابض ليست قدسها كما قال قائل. إن هؤلاء الأوباش, كما أولئك الأراذل, الذين غرسوا كخنجر غدر في خاصرة الكورد في غربي كوردستان, ليس لديهم ذرة شرف أو كرامة أو إنسانية, ولا يميزوا بين الحلال والحرام, وبين الحق والباطل. حتى أن مراجع الشيعة وشيوخ السنة لا تحرك ساكناً في هذا المضمار, وهم يعلمون جيداً, أن في الإسلام قاعدة لا يجوز مخالفتها, والتي تقول صراحة:” الساكت عن الحق شيطان أخرس, والناطق بالباطل شيطان ناطق”. أين هم من هذا!!. أين هم من إنكار الباطل والدعوة إلى الحق؟!, وعندهم حديث النبي محمد الذي يقول: “إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه”. أليس الذي يجري الآن من انتهاكات خطيرة  في تلك المناطق المستعربة وغيرها من دمار هائل للحجر والبشر هو تصديق لهذه النبوءة التي أنذر بعقاب الله إذا دار المسلم وجهه عن نصرة المظلوم؟؟؟. بل بخلاف هذا, نرى أن فرقاً من المسلمين أسسوا أحزاباً ومنظمات إرهابية في سلم أولوياتها معاداة الشعب الكوردي المسالم, كداعش والنصرة وما يسمى بالحشد الشعبي ومن على شاكلتهم من الإسلاميين و القوميين العروبيين والطائفيين. عزيزي القارئ, لقد رافق قضم الأراضي الكوردية وإعطائها كهبات للعرب الوافدين بالمجان, إسقاط الجنسية السورية عن مئات الآلاف من الشعب الكوردي المغضوب عليه. بعد كل هذه التجاوزات و الاعتداءات السافرة على الشعب الكوردي أرضاً وشعباً, كانت الأنظمة السورية العفنة حينها تجتر في وسائل إعلامها الموبوءة ليل نهار, أن الإمبريالية والدول الغربية هي التي تحرك الكورد وتسعى لإنشاء دولة لهم على الأراضي السورية, طبعاً هذا وفق ادعاءات الأنظمة السورية الحاكمة. لكن العالم شاهد في الأيام الأخيرة, أن الاستعمار والصهيونية ودول الغرب (الكافر) تقف وراء من وتآزره؟؟. لقد سمع ورأى العالم أجمع, أن المار ذكرهم أعلاه, ناهيك عن قيام دولة كوردية, لم تقبل حتى بالفدرالية للكورد في غربي كوردستان؟. إذا كانت الوطنية تقاس وفقاً لمعاداة تصريحات الدول الغربية, لا شك أن الكورد بعد التصريحات الأمريكية والروسية و قرارات الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن واجترار بشار الجعفري والرفض الإيراني والتركي الطوراني برفض الفيدرالية, التي أعلنت على التراب الكوردستاني, لا شك أن الكورد أول وأصدق الوطنيين في الشرق الأوسط, لأنهم نالوا حصة الأسد من العداء السافر الذي خرج من أفواه مسئولي بعض الدول والمنظمات المذكورة أعلاه. أليس بخلاف ذلك الرفض والتعنت الغربي الإيراني التركي هو النظام السوري بعينه, الذي نال استحسان وقبول إسرائيل ومجلس الأمن الغاشم وغالبية الدول المذكورة. ألم يقل أولئك في كل قراراتهم العوجاء: “يجب الحفاظ على وحدة سوريا”. إن كان هذا هو المعيار الذي يقاس به الوطنية, فالنظام البعثي في سوريا وفق هذا المعيار يكون أخس وأنذل وأحط وأسقط نظام لا وطني في العالم لأن أولئك المذكورون ناصروا النظام السوري المجرم, بخلاف ميثاق و قرارات الأمم المتحدة, التي تعطي حق تقرير المصير للشعوب؟؟. دعونا الآن نأتي إلى بيت القصيد في موضوعنا, إلا وهو, الجهة التي أعلنت الفيدرالية في غربي كوردستان, كما شاهدنا وسمعنا من خلال وسائل الإعلام المتباينة, أن القيادة الكوردية في غربي كوردستان والمتمثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي وذراعها العسكري وحدات حماية الشعب لم يتطرقا إلى المناطق الكوردية التي استعربت في العقود الماضية وفقاً للسياسة العنصرية التي نفذتها الأنظمة التي توالت على دفة السلطة كـ(الحزام العربي) العنصري. بل تعاملت القيادات الكوردية “الفيدرالية” معها وكأنها مناطق عربية لم تستعرب وفق قرارات قرقوشية أصدرتها الأنظمة العنصرية في سوريا بالضد من الشعب الكوردي المناضل في غربي كوردستان. إن الشعب الكوردي يتساءل من متبني الفيدرالية في غربي كوردستان, لماذا استثنوا أجزاءاً من الأرض الكوردستانية التي استعربت بقرارات عنصرية!! ثم, لماذا, عنوان الفيدرالية يفتقد إلى اسم كوردستان؟!, ألم يجب أن تكون التسمية بهذه الصيغة ” إقليم غرب كوردستان = هەرێمی ڕۆژئاوای کوردستان” على غرار شقيقه إقليم جنوب كوردستان؟. إن أبناء الشعب الكوردي يعلموا جيداً, إن حزب الاتحاد الديمقراطي, هو أكثر الأحزاب الكوردية مرتبط بالأرض الكوردستانية وبشعبها. إذاً, ما هو جوابه للمواطن الكوردي في عموم كوردستان عن عدم مطالبته بعودة تلك الأجزاء العزيزة من أرض كوردستان المغتصبة, التي دنست من قبل المحتل الغاشم؟؟.

محمد مندلاوي

26 03 2016

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *