لتكن المنافسة نظيفة

لاشك بان الكثير من الاشخاص الذين ترشحوا للانتخابات القادمة تعتبر هذه تجربتهم الاولى لدخول هذا المعترك الصعب ولم يخوضوا التجربة سابقا ورشحوا انفسهم على امل ربما يكون نصيبهم التسلق الى قبة البرلمان ان كانوا مستقلين او ضمن كتل واحزاب وقوائم ، وهذا حق طبيعي للعراقيين جميعا الذين تتيح لهم مؤهلاتهم وفق الضوابط لدخول هذا الامتحان ، وعليهم ان يبتعدوا عن تسقيط الاخر ، ويصبوا جل اهتمامهم ببرنامجهم الانتخابي الذي عليهم بالمستقبل اذا حالفهم الحظ، ان ينفذوه على ارض الواقع ويهتموا بكل فقراته كون البرنامج الانتخابي يعتبر عهد بين المواطن الذي وثق واعطى صوته للمرشح وبين المرشح ، وعلى المرشح ان يصون هذا العهد عند الفوز ليثبت بانه اهلا لما قال وكتب ، ليكون مؤهلا ليقود ناخبيه ويخدمهم بالصيغة التي تمكنه من ارضاء ضميره والترشيح في الدورات القادمة .

اما بالنسبة للنواب الحاليين والذين اعادوا ترشيح انفسهم فعليهم مراقبة عملهم وماذا قدموا لناخبيهم، طوال الأعوام الماضية ومدى تحقيقهم للوعود التي أطلقوها وهل استطاعوا الوفاء بوعودهم ، ام كانوا صورا لأكمال النصاب داخل قبة البرلمان من الذين كان الناخب يتحدث عنهم بانهم بحسب المثل ( لايهش ولا ينش ) وهذا المثل يطلق على الرجل المسكين الذي لا يستطيع ان يقود قطيع صغير من الخراف بالعصى التي يلوح بها ، ولا يستطيع طرد الذباب من امام وجهه، لذلك على المرشح الى قبة البرلمان ان يكون صاحب ارادة وقرار وكفاءة ومهنية ويحمل مبدأ وفكر وطني يدافع عنه.

ان التجربة التي خاضها العراقيين باتوا لا يؤمنون بالبرامج الانتخابية بسبب التراشقات السياسية والصراعات التي القت بظلالها على البرامج الانتخابية واصبحت اغلبيتها مؤجلة او في طي النسيان ، وبذلك اصبح المواطن العراقي ملما بالأساليب الملتوية للسياسيين والكتل من أجل الحصول على أكبر نسبة ممكنة من الأصوات، وما أن تفوز تختفي، وأن الكذب والخداع أضر برصيد العديد من المرشحين والكتل السياسية التي جعلت البحر يبدو كأنه زيتا دون ان تنفذ شيئا من تلك البرامج .

يمكن القول أن ما تشهده الساحة العراقية من تنافس بين السياسيين والكتل والاحزاب والمرشحين، لا يبشر بالخير في عمل السياسيين اللاهثين لنيل ثقة الناخب العراقي وهذه الاساليب تعددت اشكالها وتنوعت بدءاً من اقصاء او حظر او شطب مرشحين مرورا باستعراض أخطاء الحكومة وهفواتها، ومن ثم الفساد والتلاعب بأموال الناس من خلال ايقاف رواتب المواطنين في الاقليم ، أو الذهاب الى الخطاب الطائفي عند استغلال أي موقف كحادثة الشهيد محمد بديوي ، وهذا ما جعل المواطن العراقي يفقد ثقته بالعملية السياسية .

في الختام نتمنى من الجميع مرشحين وناخبين كتلا واحزاب مستقلين وسياسيين ان يظهروا وجها حضاريا في هذه الانتخابات ويعملوا وفق الضوابط التي اقرتها المفوضية العليا للانتخابات ، دون اللجوء الى الرموز الدينية ودون اللجوء الى التسقيط والانتقام ، والابتعاد عن جعل الانتخابات فرصة للثأر وتصفية الحسابات بين السياسيين الخصوم، كما الابتعاد عن الخطابات الطائفية فالعراق بلد الجميع والجميع متساوون في الحقوق والواجبات ، وعلى من يعمل وفي أي منصب كان، ان يعمل من اجل العراقيين عربا وكوردا مسلمين ومسيحيين سنة وشيعة كلدانا واشوريين وللمذاهب كافة دون ان يفرق .

 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *