لا للاستفتاء ولا للدراسات الكلدان يعرفون قوميتهم/ كيف ولماذا؟

بعد الإعلان عن طلب غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو في رسالة موجهة الى رئاسة برلمان إقليم كوردستان العراق، في 20 من الشهر الماضي، يؤكد فيها ادراج تسمية الكلدان في دستور الإقليم، مفضلاً ان يكون نص الفقرة: الكورد والتركمان والكلدان والسريان والاشوريون والارمن. ظهرت ردود فعل متباينة في موقفها، برفض الاشوريين والمجلسيين، وترحيب الكلدان قاطبة. وفي ضوء تلك الردود سأوضح رأيي الشخصي منطلقاً من عنوان المقال لتحليل ما يجري.
يعد هذا مطلب كل الكلدان في بلدان الشتات، وفي داخل البلد، ايماناً منهم بانتمائهم القومي الكلداني وان كان نفر منهم لم يعجبهم هذا الانتماء لأسباب شخصية، لارتباطهم بأجندات سياسية تدر عليهم منافع ومصالح شخصية، او عدم قدرتهم لاستيعاب دراسة الحضارات، فهؤلاء لا يمثلون الا أنفسهم.
لا أفضل الخوض في مسالة الاثنية بتفاصيلها، الا ان تعريف الأثنية او الجماعة الاثنية علمياً التي يرادفها عند السياسيين القومية، علما لا يوجد هكذا مفهوم او كلمة في المعاجم العربية. مجموعة بشرية لها مشتركات اجتماعية، ولغة موحدة، وتصور عرقي واحد وتراث موحد على ارض مشتركة تميزها عن غيرها من الجماعات، لترابطها بالشعور الموحد للانتماء، أي ان كل المقومات التي تُذكر عنها دون وجود شعور الانتماء لا تجدي بالغرض لتميزها عن الجماعات الأخرى. هذا الشعور ترسخه الاسرة في ذهن الفرد منذ ولادته، فيظل يلازمه مدى حياته فهو حالة طبيعية استعدادية عند كل انسان. وهذا يُستخدم في لوائح الأمم المتحدة، فكل التعاريف التي لا ترتبط بالشعور هي تقليدية عفي عليها الزمن.
غالباً ما يخلط ذوي الخبرة الناقصة بين مفهومي الشعب والقومية، وبل استغرب من بعض ذوي الاختصاص لا يفرقون بينهما، بقولهم نحن شعب واحد، ولكن لا يعني ذلك باننا قومية واحدة، لماذا؟
تعريف الشعب هو: مجموعة من الافراد ينتمون الى رقعة جغرافية محددة سياسياً ويخضعون لسلطة سياسة، وهو من الأركان الأساسية للدولة يتحدد بقانون، أي مصطنع، ويتكون من عدة اقوام، او قوم واحد وهذا نادراً ما يحدث واما القومية، فهي ظاهرة اجتماعية تنمو مع نمو الفرد وطبيعية في كينونته ولا تُحدد بقانون، بل بشعور شخصي للانتماء. فالكلدان والأشوريون والاراميون شعب واحد لانتمائهم الجغرافي بلاد النهرين قديماً، ولكنها قوميات مستقلة تطبيقاً لتعريف الاثنية عليها.
لا نحتاج لدراسات لتحديد التسمية، لماذا؟
لو طبقنا معيار تعريف القومية الحديث، الذي يرتبط بالأساس في الشعور بالانتماء، فكل من الجماعات البشرية الثلاث لأفرادها مشاعر انتمائية لتسميات مختلفة بغض النظر عن مصدر او حجة تسميتها قديماً، قبيلة، دينية، مهنية، جغرافية،اله، او اسم الجد الأعلى لها، بغض النظر عن متى حدث ذلك. يتوهم من يرى اليوم الجماعات الثلاث قومية واحدة، لعدم تطابق المقومات القومية وحتى عند الاثنية الواحدة، كيف؟
من حيث الارض وان كانت مشتركة في البلد، ولكن تتباين مشاعرهم الانتمائية لتسميتهم، ولا يُشترط من يعيش على رقعة جغرافية محددة هم من قومية واحدة، وبات أبناء القومية الواحدة لا يشتركون في الأرض لانتشارهم على بقع جغرافية مختلفة في العالم، ولكن مع ذلك يبقى الشعور بالانتماء هو الذي يربطهم ببعضهم وليس الأرض، وبالأخص الأجيال القديمة، بينما الحديثة منها قلما لها هذا الشعور، بل شعورها هو الانتماء للبلد الذي تعيش فيه.
اما من حيث الأصول العرقية الواحدة، باختصار، توصل الانثروبولوجيون الطبيعيين والحضاريين، عدم وجود عرق بشري نقي فمن يعتقد في ذلك، يعد وهم واسطورة.
وعن اللغة المشتركة. باختصار ايضاً، لا يشترط ان الذين يتحدثون لغة واحدة، يشتركون بنفس المشاعر القومية، والأصول العرقية المفترضة من قبلهم، فهناك في المجتمع البشري اقوام مختلفة في مشاعرها الانتمائية، لكنها تستخدم نفس اللغة والامثلة عليها متعددة.كما ان ابناء القوم الواحد احيانا يتحدثون اكثر من لغة ولكن مشاعرهم القومية موحدة.
اما من حيث المصير، ليس مصيرهم مُشترك، الا ان انتمائهم الى نفس الدين، يتعاطى معهم المتعصب المختلف دينياً على هذا الأساس، وليس لأنهم اشوريين او كلدان او سريان. ويدلنا التاريخ على احداث مثل هذا القبيل والتعامل.
ومن حيث المواقف والتفكير لكل من الجماعتين نموذج  من التفكير، ترسخ عبر التنشئة الاسرية وتمركزه في ذهن الفرد. فالكلدان، جل تركيز اهتمامهم وتفكيرهم مقترن بالحكمة، ودراية الواقع الذي يمرون به سياسياً واجتماعياً، فهم أكثر تفهما للوضع ومشاركة في المجالات الحياتية المختلفة في المجتمع العراقي، وتنمية مشاعر الانتماء الوطني في ظل التنوع الديمغرافي فيه، والتكيف مع الواقع.
فانخرطوا في الاحزاب السياسية الوطنية، منذ ظهورها وبدرجات متقدمة، وتقلدوا ادواراً وظيفية واجتماعية عالية، ونبذوا المعطيات التاريخية من تفكيرهم، لأنها لا تحقق لهم شيئاً، ولهذا لم يفكروا يوماً ما التمتع بحكم ذاتي او إقليم، ليس لضعف الشعور القومي عندهم كما يظن بعض السذج، بل لإدراكهم للواقع وتفاصيله ومدى الخطورة التي تشكل الفكرة على وجودهم.
ولهذا نلاحظ ان مطالبهم من الحكومات المتعاقبة تنحصر في الحقوق المدنية، المساواة امام القانون للشعب العراقي، إعادة النظر بقانون الأحوال الشخصية، الحق في ممارسة الاعمال التي تُجيزها الديانة المسيحية، وممارسة التقاليد الدينية، وتوزيع الادوار والمناصب الحكومية بعدالة قانونية وحسب الكفاءة دون تمييز والمطالبة بتحقيق الأمان للمسيحيين وممتلكاتهم، وكافة أبناء الشعب العراقي، والتأكيد على التنمية الشاملة.
مقارنة مع الأشوريين الذين ترسخت احلام السلطة والامبراطوريات في تفكيرهم، منذ بداية القرن الماضي على إثر تصورهم انهم أبناء نينوى والحضارة الاشورية. وظل هذا التفكير الأسطوري الذي لا يساعد الواقع تحقيقه، جزءاً من شخصيتهم يلازمهم عبر الأجيال المتعاقبة، لدرجة يحدثنا التاريخ في مناسبات عديدة استخدامهم الكفاح المسلح الذي ادى الى فقدان أنفس كثيرة منهم من جراء تأثير محبي السلطة منهم.
ولا يزال الى يومنا تراودهم هذه الاحلام، في التمتع بإقليم وحكم ذاتي، وأكثر من ذلك لا يرضى سياسييهم في بلدان الانتشار ومنظماتهم السياسية الا العمل من اجل إعادة امجاد الدولة الاشورية، بحسب تصريحاتهم التي تُنشر هنا وهناك اعلامياً، في حين لا تُزيد الا الطينة بلة، لردود الفعل من الأكثرية الديمغرافية في البلد للضغط لتهجير ما تبقى منهم في البلد. وامتد تأثيرهم السلبي على الكلدان وكل المسيحيين.
العقلية التي تربى عليها الكلدان لا تلغي الاخرين، بل تحترم مشاعر غيره الانتمائية، سواء على مستوى العامة او الرئاسة الروحية، او الأحزاب السياسية، وان جاءت المشاعر الالغائية من بعض المفكرين والكتاب والسياسيين، ليست الا كرد فعل لما تلقوه من الجانب الاخر. بينما نجد الاشوريين في كل مناسبة يؤكدون على ان الكلدان طائفة دينية، وهم اشوريون بالأصل، وهذا استنتاج وهمي وغير علمي لعدم استيعاب التلاقح الحضاري الذي جرى لعوامل متعددة لأقوام بلاد النهرين.
اذن يبقى الشعور الفردي هو الحاسم للانتماء القومي، ومن السذاجة التأكيد على المقومات المار ذكرها انها مشتركة بين الاثنيات الثلاث، كما ليس منطقياً ان نقول حالات الزواج المتداخلة والعلاقات الاجتماعية هي مقوم للقومية، فهذه الحالات تظهر ليس لسبب القومية الواحدة، بل للأيمان العقائدي الديني المشترك كمسيحيين، وهذه تظهر مع جماعات أخرى. وعليه عندما يتحدث بعض الكتاب والسياسيين كأنهم وكلاء الاثنيات الثلاث (قولهم ان المسيحيين العراقيين قومية واحدة)، هذا مجرد افتراض لا يمس الحقيقة بتاتاً، لو نشخص الواقع بموضوعية.
لماذا يلجأ الكلدان الى الدساتير لتثبيت تسميتهم المنفردة؟
بعد سقوط النظام الأسبق عام 2003 وتعاقب حكومات، ونظام سياسي مختلف تماماً، اثار النعرات الطائفية والقومية بين أبناء العراق، فحدث تغير جذري في المجالات الحياتية كافة، ولعبت الحركة الديمقراطية الاشورية التي اثارت بأيديولوجيتها السياسية الالغائية للكلدان والسريان كقوميات مستقلة بالرغم من انخراط بعد تواجدها عام 1992 في إقليم كوردستان نفر من الكلدان اليها لأسباب ذكرتها سابقاً، واعتبرتها طوائف دينية اشورية، وأول ما بدأته اعلامياً، هو طبعها كراس يبين موقفها تجاه الكلدان والسريان، وانتشر في محافظات الإقليم في العام المذكور اعلاه وتلتها الأحزاب الاشورية الأخرى في سياستها المماثلة. وليس منطقياً مقارنة حزب قومي كالحركة مع حزب يتبنى تسميات حديثة كحزب العمال او الديمقراطي او المحافظ او العدالة وما شابه.
حدث رد فعل من الكلدان سواء في بلدان الانتشار، او في الداخل، فظهرت أحزاب كلدانية سياسية تؤكد على استقلالية الكلدان بتسميتهم القومية، كحزب الديمقراطي الكلداني، والمنبر الديمقراطي الكلداني الموحد، في أمريكا، والمجلس القومي الكلداني، ولما تيقنت الحركة لهذا الرد، تماثلت للنقاش حول التسمية، فظهرت التسمية الثنائية كلدواشور واللغة سريانية، وثم تلاشت بعد ان تيقن الكلدان اللعبة السياسية للحركة انها خدعة غطائية لكسب الكلدان.
وما الا سنوات قليلة تأسس المجلس الكلداني السرياني الاشوري عام 2007 بدعم كامل من الحزب الديمقراطي الكردستاني للعلاقة الحميمة مع مؤسسه سركيس اغاجان الرجل الذي تقلد وزارة المالية في حكومة الإقليم، وتوليه عملية الاشراف على كيفية صرف الأموال التي خصصتها حكومة الإقليم الواردة من أمريكا بحسب الاعلام لإعمار قرى المسيحيين، فتولت لجنة شؤون المسيحيين هذه المهمة التي اساساً كانت قد شُكلت من قبل رئاسة الإقليم.
فانتهز هذه الفرصة لنفوذه وعلاقاته مع المسؤولين القياديين الكورد، فصرف من تلك الاموال لأجل اقناع محبي المال من الاحزاب السياسية وبعض من رجال الدين وحتى بعض المفكرين البسطاء في داخل العراق لاستحداث تسمية غريبة وشاذة لسكان بلاد النهرين الاصلاء على صيغة (الكلدان السريان الاشوريين) بحجة انها تسمية مرحلية ولتكون تسمية موحدة لتتعاطى الحكومة مع الاثنيات الثلاث، واعتبار انهم شعب واحد وقومية واحدة، ودونت في مسودة دستور الإقليم.
انخرطت الأحزاب الاشورية وحزبين صغيرين من الكلدان ولم يكن لديهما شعبية كبيرة عند الكلدان، كما انخرطت الأحزاب السريانية في المجلس المذكور، ولكن تدريجياً، وبعد ضعف التمويل المالي، بدأت تسحب الاحزاب من تحت لواء المجلس، ولكن ظلت تستخدم التسمية الثلاثية، باستثناء المجلس القومي الكلداني بعد ان تيقن، بان تلك المحاولة ايضاً كانت خدعة سياسية اشورية وغطائية بتصريح من بعض مسؤولي المجلس، وتصريحات الأحزاب ومن يلف في فلكهم من الكتاب المنتفعين وتأكيدهم ان التسمية الاشورية خط احمر، أي انهم غير مقتنعين بالتسميات الثلاث مستقلة. علما ان النطق بهذه التسمية المركبة يعني جلياً هو اعتراف على وجود ثلاث قوميات موجودة في الواقع، طالما يتم ذكرها، فما هو الضرر لو حُذفت الاقواس والفارزات!!؟ لتكون أكثر توافقاً مع مشاعر أبناء القوميات الثلاث.
ظهرت ردود فعل قوية من الكلدان للتسمية المركبة الشاذة، الا انه في الدستور الاتحادي في بغداد جاء ذكر التسمية الكلدانية والاشورية مستقلتين، وقدمت مقترحات اخرى، وكلها باءت بالفشل، لتصميم الكلدان في الخارج والداخل لتثبيت تسميتهم مستقلة في الدستورين، وعلى ضوء هذا الموقف، جاء طلب غبطة البطريرك الكاردينال ساكو لأدراج تسمية الكلدان منفردة في دستور إقليم كوردستان اسوة بالدستور العراقي وعلى الصيغة المذكورة أعلاه.
عوامل إصرار الكلدان
كما ذكرت أعلاه، الشعور القومي والوعي القومي كان قائما لدى الكلدان حالهم حال الاشوريين، ولكن لم يبادروا لترسيخ وتحفيز هذا الوعي، لأسباب ذكرتها أعلاه، انما ظهور الأحزاب القومية الكلدانية في العقود الأخيرة وتبني كلدان المهجر إقامة مؤتمرات قومية، وضعت اجندات وجدول اعمال في مختلف الشؤون الكلدانية، كمؤتمر ساندييكوعام 2011 الذي نضمه مجموعة من الناشطين الكلدان ومؤازرة الكنيسة ممثلة بأبرشية مار بطرس الكلدانية، فوضع الأسس الثابتة والراسخة لمواقف الكلدان في الساحة السياسية في العراق وتلاه مؤتمر ديترويت عام 2013 برعاية المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد، ونظم جدولا للأعمال في الشأن القومي. بالإضافة الى الندوات المستفيضة تخص الشأن القومي.
حضر للمؤتمرين الأحزاب السياسية الكلدانية الرافضة للتسمية المركبة ومفكري ونشطاء الكلدان من العراق ومن بلدان الانتشار، وتمخضت في كلا المؤتمرين توصيات متعددة ومقررات كان لها التأثير الكبير في نهضة قومية كلدانية وترسيخ الانتماء القومي للكلدان، وثم تأسست الرابطة الكلدانية العالمية لتحقيق مجموعة من الأهداف بحسب دستورها كمقترح من البطريرك ساكو، ولعبت دوراً كبيرا في لاستمرار النهضة القومية الكلدانية هي الأخرى من خلال فروعها.
يتوهم من يقول ان هذه المؤتمرات والأحزاب السياسية فشلت لم تحقق شيئاً، لو لا نجاحها لما ثبت إصرار الكلدان من خلال رئاستهم الروحية واحزابهم السياسية على تثبيت التسمية المنفردة لهم في الدساتير والإصرار على المطالبة بحقوقهم كما ذكرت أعلاه التي تختلف عما يطالب به الاشوريون، ولا يعني عدم اتفاق الأحزاب في ائتلاف موحد هو فشل المؤتمر، حيث كما هو معروف هناك اجندات متعددة لكل مؤتمر، ولا يُشترط تحقيقها كاملة، علماً في المقابل لا يوجد أي اتفاق يذكر عند الأحزاب الاشورية، بل حدة الصراع متفاقمة بينها ايضاً.
وعند تشخيص دور الأحزاب السياسية، يجب ان لا يكون من نظرة أحادية لكي تتحقق الموضوعية، أي لابد من تشخيص دور الأحزاب الاشورية ايضاً، فما الذي حققته غير الصراعات على الكرسي في البرلمان او منصب ضعيف في الحكومة، ويتوهم البعض بان الحركة الديمقراطية الاشورية او المجلس الشعبي حققا تواجد أعضاء في البرلمان بجهودهما، ابدا لم يتحقق ذلك لو لا اسناد واضح من القوى المتنفذة سواء في بغداد او الإقليم، ومهما يبررون ذلك، انما الواقع يُشير الى العكس، و لا مجال للخوض في التفاصيل، وبدليل ضعف دورهم تدريجياً وصعود الكلدان ممثلين بكتلة بابليون وما حققته الأحزاب بالتعاون مع الرابطة الكلدانية لصعود نائب اخر، حتى وان كان بمؤازرة القوى المتنفذة حالهم حال الأحزاب الاشورية.
وعليه علينا ان نقول على الأحزاب الاشورية والمجلس الشعبي ان تتعظا من دروس الماضي وتتقنا أسلوب احترام مشاعر القومية للأخرين، ولا يكون الكلام موجه للأحزاب الكلدانية فقط.
لا للاستفتاء، ولماذا؟
الاستفتاء أداة لقياس الراي العام تجاه موقف معين، وان يكون أداة لقياس تحديد تسمية مجموعة بشرية، فهذه غير منطقية، لان تسمية المجموعة موجودة عند افرادها تلقائياً لا تحتاج استفتاء، ومن العيب ان اجراء هكذا استفتاء، فماذا يقول الاخرون، يا مصيبة سكان العراق الأصليين لا يعرفون قوميتم!!! أصبحنا اضحوكة امام الاخرين بالتسمية المركبة الشاذة، ونزيدها بالاستفتاء عن تسميتنا.
من يضمن انها ستكون عملية نزيهة في ظل الأوضاع الشاذة في العراق؟ حتماً ستوثر قوى متنفذة لصالحها في العملية، ويتم التلاعب بالنتائج كما تحدث في الانتخابات البرلمانية بالرغم من ان مفوضية الانتخابات مستقلة، وما الفائدة من الاستفتاء طالما لا يوجد احتمال التسميات المنفردة المستقلة عن بعضها، فالنتيجة مهما تكون في هذه الحالة هي نفسها لا تتغير. وطالما ان الرئيس السابق لإقليم كوردستان (مسعود البارزاني) أكد ان أي مكون مهما كان قليل فلابد ان نعترف به كقومية. فاذا لماذا الاستفتاء وهناك الالاف من الكلدان يصرون على تثبيت تسمية قوميتهم في الدستور، فالعملية المفروض وفقاً لهذا الموقف ان تتم تلقائياً. وهل ترضى المنظمات الاشورية المتقاطعة في افكارها التعصبية الالغائية في الخارج بنتائج الاستفتاء؟ فلا فائدة منه مهما ستكون النتائج.
لا، واني مسؤول عن كلامي، الكلدان ليسوا بحاجة الى تحديد تسميتهم باستفتاء شعبي، لأنهم ببساطة يعرفون تسمية قوميتهم، وهي مغروسة في عقولهم عبر التنشئة الاسرية، ويعرفون تاريخهم منذ ظهورهم على ارض الرافدين، وليست مطالبتهم بأدراج تسميتهم القومية في دستور إقليم كوردستان من رئاستهم الروحية، ومن احزابهم السياسية ومنظماتهم الا رد الفعل للأوضاع الشاذة السائدة في العراق عموماً وما يخلقه الأحزاب الاشورية من فوضى في موضوع التسمية، ويتوهم من يرى غير ذلك.
وادعو الرئاسة الكنسية الكلدانية والسينودس الكلداني والأحزاب والمنظمات الكلدانية عدم قبول هكذا فكرة وحتى التفكير بها.
واختم مقالي هذا بما أكده المفكر الكلداني الزميل (يوحنا بيداويذ) في رده على أحد المتعصبين الإلغائيين قائلاً: هيهات، هيهات، هيهات، سوف لن يبقى كلدانياً او اشورياً، او سريانياً في البلاد إذا ظلت الالغائية والعصبية قائمة. فالتعصب طريق مسدود، على كل الأطراف ان تعي ذلك.

د. عبدالله مرقس رابي

You may also like...

6 Responses

  1. نياز كلو says:

    عزيزي الدكتور عبدالله مرقس رابي المحترم،
    ارى ان جواب كلداني من العراق غير لائق وليس بمستوى صفحتكم.
    ان كان له راي واقعي يجب ان يطرحه باخلاق رفيعة وادب.
    السيد قاشات لم يطرح اكثر مما تكلم سيدنا البطريرك ساكو في السابق عنه وذكر نفس الشيء وهو تحت المناقشة. اهم شيء عندنا الوحدة المسيحية في العراق والشرق الاوسط الهلال الخصيب، تفرقة المسيحيين الى اصناف اضعفهم كثيراً. ليس بالطريقة التي ينادي بها الاخوة الآشوريون الحاليون وهو كما يعلم الكثير خطأ ومغالط.

  2. هرمز بيداويد says:

    الى الكلداني من العراق،
    ان ما ذكره السيد قاشات هي الحقيقة التي لا نرضى بها. انت نايم ورجليك بالشمس، ان سيدنا البطريرك ساكو المحترم هو الذي ذكر ان الكلدان الحاليون هم ليسوا البابليين الكلدان القدامى الاصليين.
    نعم ان سيادة البطريرك ساكو ليس سياسياً وكنه بالدرجة الكهنوتية التي تؤهله على الاتطلاع على كافة المواثيق التأريخية الكلدان الحاليين ويعلم علم اليقين بالحقيقة.
    فعلينا ان نحترم هذا الموقع ونتكلم بادب لا بهلوسة ونحن حتى لا ندرك حقيقتنا.

    الى كلداني من العراق،
    ارى ان ما تطرق به السيد قاشات هو الواقع والحقيقة التي لا نرضى بها. انت الضاهر نايم ورجليك بالشمس. سيدنا البطريرك ساكو نفسه ذكر ان الكلدان الحاليين هم ليسوا الكلدان الاصليين القدامى. نعم هو ليس سياسي ولكنه بالمستوى الديني الموهل لمشاهدة جميع المواثيق الرسمية والمكتوبات التاريخية لنا. الرابط ادناه هو ما ذكره سيادة بطريركنا المحترم ساكو.
    وكذلك ذكر ان الآشوريون الحاليون هم ليسوا الآشوريون القدامى الاصليين. كفانا مغالطات وهلوسة. وعلينا ان نحترم هذا الموقع وعدم المغالطة على الغير. الا اذا كنا من النفوس الضعيفة.
    ارجو الاتطلاع على الرابط ادناه
    https://images.app.goo.gl/UZn299ACEuKXNFxz8
    وكذلك ولعلمك ان سيادة البطريرك ساكو ايضاً ذكر ان الآشوريون الحاليون هم ليسوا الآشوريين القدامى الاصليين.
    وايضاً ذكر ذلك البطاركة الكلدان الذين سبقوه.

  3. عادل قاشات says:

    عذراً للخطأ الطباعي في رسالتي السابقة باسم سيدنا

    السيد كلداني من العراق المحترم،
    قبل ان نتعصب لاي شيء علينا ان نرجع الى كتب وباحثين معتمد عليهم. اولاً عندك الرابط مع الرأي وهو ويكابيديا ليس الاستاذ موفق نيسكو.
    ويمكنك ايضاً مسائلة سيدنا الكاردينال ساكو الموقر ؛ هل يتكلم الكلدانيون الحاليون كلداني ام سرياني وهل نحن الكلدان الحاليين نصلي في كنائسنا لغة كلدانية او بالسرياني اللهجة الشرقية. وايضاً في موقعنا الكلداني في تاريخ الكلدان مذكور اننا سريان شرقيين اي نتكلم اللهجة الشرقية سرياني.
    والرابط ادنا ما ذكره سيدنا المحترم ساكو.
    وايضاً رابط للمرحوم الباحث الدكتور بهنام أبو الصوف وهو كلداني كما نقول. وان كان هذا لا يقنعكم يمكن البحث بحياد. وشكراً

    (اذا لم تتمكن من فتح الرابط ادناه، يمكنك عمل copy and paste)

    https://images.app.goo.gl/UZn299ACEuKXNFxz8

    https://youtu.be/6FeEN5Hm-VY

    https://saint-adday.com/?p=8446

  4. عادل قاشات says:

    السيد كلداني من العراق المحترم،
    قبل ان نتعصب لاي شيء علينا ان نرجع الى كتب وباحثين معتمد عليهم. اولاً عندك الرابط مع الرأي وهو ويكابيديا ليس الاستاذ موفق نيسكو.
    ويمكنك ايضاً مسائلة سيدنا الكاردينال نيسكو؛ هل يتكلم الكلدانيون الحاليون كلداني ام سرياني وهل نحن الكلدان الحاليين نصلي في كنائسنا لغة كلدانية او بالسرياني اللهجة الشرقية. وايضاً في موقعنا الكلداني في تاريخ الكلدان مذكور اننا سريان شرقيين اي نتكلم اللهجة الشرقية سرياني.
    والرابط ادنا ما ذكره سيدنا المحترم ساكو.
    وايضاً رابط للمرحوم الباحث الدكتور بهنام أبو الصوف وهو كلداني كما نقول. وان كان هذا لا يقنعكم يمكن البحث بحياد. وشكراً

    (اذا لم تتمكن من فتح الرابط ادناه، يمكنك عمل copy and paste)

    https://images.app.goo.gl/UZn299ACEuKXNFxz8

    https://youtu.be/6FeEN5Hm-VY

    https://saint-adday.com/?p=8446

  5. كلداني من العراق says:

    الى عادل قاشات
    انت الواضح واگع على راسك عدما كنت طفل صغير والدليل عقلك المابيگمعش في ردودك كلها هي من اقوال ادريس چكچوكا وموفق ديسكو السريانيين
    يا رجل اختشي يا واد
    الكلدان هم تاج راسك وهم كلدان فقط وليسوا غير شئ

  6. عادل قاشات says:

    د. عبدالله مرقس رابي المحترم
    الموضوع شيق، ولكننا يجب ان نعلم انه نحن الكلدان الحاليون وكذلك الاشوريون الحاليون لا علاقة لنا بتاتاً بالكلدان والاشوريون الاوائل الاصليين. نحن سريان آراميين قومياً اصلاً وقد يكون بعض القليل عرب او غيرهم، واللغة التي نتكلمها هي السريانية (باللهجة الشرقية. اي يوجد السريانية اللهجة الغربية، حقيقةً لا فرق كبير بينهم) سمانا الانكليز هذه التسميات اي الكلدان والاشوريون آنذاك لمصالحهم الخاصة في ذلك الزمن. حتى في كنائسنا نصلي باللغة السريانية.
    فكما تعلم ان الكلدانية الاصلية والاشورية لغة اكدية وكتابة خط مسماري.
    للتاكد من المذكور اعلاه. اولاً ذكره عدة من يطاركنا المحترمين ولكننا لا نريد معرفة الحقيقة وقولها وخصوصاً الاخوة الاشوريون، صدقوا انهم الاشوريين القدامى.
    وايضاً مذكور في الرابط للكنسية الكلدانية ادناه ما اصلنا:

    الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية
    ‏https://ar.m.wikipedia.org/wiki/الكنيسة_الكلدانية_الكاثوليكية

    وايضاً ذكره كثير من المؤرخين المعتبرين امثال المرحوم الدكتور بهنام ابو الصوف (من ملتنا) والاستاذ موفق نيسكو وكثيرون غيرهم يمكنك البحث عن ما ذكروا في الانترنيت. علينا في رايي ان نعي الحقيقة علمياً وعملياً ونتوحد فنحن والسريان كلنا قومية واحدة. وما دمر المسيحية في العراق والشرق الاوسط الهلال الخصيب غير هذه التفرقة. نعم استاذي العزيز اصبحنا اضحوكة، حتى غير المسيحيين بدأوا يعلمون التأريخ والحقيقة.
    يحفظك الرب.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *