” لا تفتي بما لا تعلم ” رسالة مفتوحة للأب ريمون موصللي المحترم

” خاهه عَمّا كَلْذايا ”

التاريخ بحرعميق جداً لا يستطيع خوض غماره إلا الذي يتقن فن السباحة فيه وإلا غرق وأنتهى

أبتي الفاضل ريمون موصللي المحترم

تحية دينية مسيحية وقومية كلدانية ومذهبية كاثوليكية ووطنية عراقية

أتمنى أولاً أن تفهم معنى العبارة بين قوسين وهي مكتوبة بالكرشوني أي كتابة كلدانية بلغة عربية، ومن ثم أتمنى أن تفهم معنى تحيتي لك

لم يسعدني الحظ أن أتشرف بمعرفتك، ولم أعرفك كاتباً بل كاهناً، ولكنني كنتُ  أسمع أخبارك وغيرتك الدينية وليس القومية، لأن هناك فارقاً كبيراً ما بين المفهومين،وكنتَ متألقاً في ذلك، وكم كنتُ لأتمنى أن تبقى في المجال الديني فقط محافظاً على شخصيتك وقلمك، ولكن مع كل الأسف وشديد الأسى أن أسمع إنهم تمكنوا منك وكما يقول المثل العراقي ( وضعوا في طريقك قشر موز وزحلقوك ” أي استطاعوا شراء قلمك وما نطلق عليه  بالقم العريض، يعني بصراحة تامة، قرأتُ موضوعك المنشور في موقع أبونا بعنوان ” كنيسة بابل للكلدان الكاثوليك  وعلى هذا الرابط http://abouna.net/details.aspx?SectionID=1&NewsID=45

 

في هذا الموضوع أبتعدتَ عن الحقيقة كاملاً ويبدو أنك كتبت ما أملوه عليك، اي ما لقنوك إياه فقط دون الرجوع إلى المصادر والمراجع والتاريخ، ويبدو لي إنك بعيد كل البعد عن الحقيقة، لا بل يبدو لكل قارئ بأنك لم تمر حتى على قصاصة ورقية تحكي عن تاريخ الكلدان شيئاً، وكنتُ أتمنى عليك يا أبونا أن تبقى كما كنتَ بنظرنا قبل كتابتك هذه المقالة المليئة بالأخطاء والمغالطات التاريخية والتي يشم من خلالها رائحة شراء قلم أو ضمير، وأتمنى أن أكون مخطئاً في ذلك ولكن كما يقول الشاعر

” ليس كل ما يتمنى المرء يدركه , تمشي الرياح بما لا تشتهي السَّفّنُ ”

نبدأ من حيث أبتدأتَ عندما قلت ( الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية هي كنيسة تنتمي إلى المذهب الشرقي الكاثوليكي ) نعم صحيح ولكن لماذا لم تكمل يا أبونا !!! لماذا سكتت ؟ لماذا لم تذكر شعب هذه الكنيسة من أية قومية هم ؟ ولماذا ذكرت الكلدانية بعد كلمة ا لكنيسة ؟ وماذا تقصد بكلمة ” الكلدانية ” التي كتبنها بين الكلمتين الكنيسة والكاثوليكية ؟ قبل الإجابة أرجع وأقرأ التحية التي حييتك بها في بداية رسالتي ومن ثم أعطني الجواب .

نعود لنقول لماذا لم تذكر هوية هؤلاء الناس المؤمنين الذين كانوا يرتادون الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ؟ هل هم  هنود أم باكستانيين ؟ هل هم عرب أم اكراد أم تركمانيين ؟ هؤلاء المؤمنين المسيحيين ما هي هويتهم القومية ؟ هل هم كلدان أم سريان أم آشوريين ؟ هل فاتك ذلك يا أبونا ؟ أم أن المُلَقّن لم يعطيك المعلومة كاملةً ؟ هل فاتك ذلك يا أبونا بسبب عدم معرفتك بتاريخ الكلدان وهوية الشعب العريق الأصيل أم أنك تعمدت التغطية بسبب الثمن المدفوع ؟ لا أدري أين الحقيقة بل هي مجرد إحتمالات وردت ومرت على ذهني ولكن بعد التفكير العميق لم أجد سوى إحتمالين فقط لا غير وهما أما أو : ــ

أما أن يكون هناك ثمن مدفوع، يعني بالفصحى شراء قلم أو ضمير .

أو أنك لا تعرف شيئاً عن الكلدان وموطنهم وأصولهم وهويتهم القومية وتاريخهم وتراثهم ووطنهم ودينهم ومذهبهم ، وبهذه الحالة كان الأجدر بك أن لا تصّرح تصريحات توقعك في قفص الإتهام، ويكون السكوت أفضل مائة مرة من هذه الكتابة المشينة التي أهنت الكلدان واسأت إلى تاريخهم وهويتهم، ثم أن تكون في موقع لا تعتدي فيه على أحد ولا تتجاوز على حقوقه وخاصة أنك كاهن وجميع الكلدان الذين عرفتهم أحترموك غاية الإحترام ، فلماذا تقابل إحترامهم بالإساءة إلى تاريخهم وهويتهم  وانت كاهن ؟

أنت سوري الجنسية ومسيحي الدين وكاثوليكي المذهب ولكن ما هي هويتك القومية؟ هل أنت عربي أم درزي أو ماذا ؟ هل تعرّفتَ يوماً على اللغة الكلدانية ؟ هل قرأت ابجديتها ؟ هل تعرف أن تكتب وتقرأ الكلدانية ؟ هل قرأت مديحاً أو صلاة بالكلدانية ؟ وهل تستطيع ان تقرأ وتكتب بالكلدانية ؟؟؟؟؟

أبتي الفاضل ، هناك مَثَل يقول ” إنْ كُنْتَ في شَكٍّ فأسال ” لماذا لم تسأل قبل أن تكتب ؟ هل أنت متابع لما يكتبه الأدباء والكتاب والثقفين والإعلاميين ورجال الدين الكلدان ؟ هل تعرفت يوماً على سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو ؟ هل قرأت ما يكتب في الهوية الكلدانية ؟ هل تعرف شيئاً عن المركز الثقافي الكلداني في سان دييغو ؟ هل سمعت بالمؤتمر الكلداني العالمي ؟ هل سمعت بإتحاد الأدباء والكتاب الكلدان ؟ هل سمعت بإتحاد المهندسين الكلدان ؟ هل سمعت بالحزب الديمقراطي الكلداني ؟ هل سمعت بالتجمع الوطني الكلداني ؟هل بحثت في تاريخهم ؟ هل اسفسرت من أحد قبل أن تطعن بهوية الكلدان القومية ؟ وقبل أن تتهجم عليهم ؟

أبتي الفاضل إسمح لي أن أقول لك بأنك مخطئ مائة بالمائة في بحثك عن الهوية القومية للكلدان، لقد أوقعت نفسك في مطب لا تستطيع الخروج منه أبداً ، لقد أثبتت لكل المؤمنين الذين يعرفونك مدى معلوماتك عن الكلدان، ويبدو لي أنك ستفقد الكثير الكثير من خلال طعنك بالهوية الكلدانية ؟ بغض النظر عن درجتك الكهنوتية ومع كل الإحترام للدرجة ( درغا ) لا أدري إن كنتَ تعرف معنى كلمة دَرْغا بالكلدانية أم لا ، ولكن أقو ل بكامل الإحترام للدرغا الذي تحمله أقول لقد أرتكبت جريمة بحق الكلدان، ولا أعتقد أكون متجاوزاً إن قلتُ مَنْ أنتَ حتى تمسح الكلدان بجرة قلم ؟ مَنْ تكون لكي تقرر أن الكلدان الحاليين لا يمتون بصلة للكلدان القدماء ؟ لا أدري كيف تجرأت وكتبت ذلك ؟وهذا يثبت أنك قليل الخبرة لا بل ليس لديك أية معلومات عن الكلدان ، ولما كُنتَ كذلك لماذا أقحمت نفسك في موضوع حساس أنت في منأى عنه ؟ لماذا جعلت من نفسك نَدّاً للكلدان ؟ كيف تُثبت صحة أقوالك يا أبونا ؟ والتأريخ يقول عكس ما تقول أنت !!!أ

أنصحك يا أبونا بأن تعود وتقرأ التأريخ بشكل مفصل لا أن يتم تلقينك وتردد ما تسمع سواء كان صح أم خطأ،

كيف تثبت أن الكنيسة ليست لها صلة بالكلدان ؟ إذن لماذا سميت كنيسة كلدانية وليست سريانية أو آشورية ؟ هل سُميت جِزافاً ؟ أم إنها للعرب المسيحيين ؟ متى سمعتَ بالكنيسة الآشورية يا أبونا لكي تقول بأنها هي الكنيسة الأم ؟ وإذا كنتَ آشورياً يا أبونا فلماذا لم تذهب إلى الكنيسة الآشورية ؟ وما الذي جاء بك إلى كنيسة الكلدان ؟ أتمنى من السدة البطريركية متابعة هذا الموضوع بإهتمام وتنبيه الكاهن بالإلتزام بمجال الدين عندما لا يعرف أصول الحديث في التاريخ .

أبونا العزيز ، يبدو أنك أيضاً ليس لديك إلمام بعلم اللغات، تقول معظم كلدانيي العراق يتحدثون بلغتهم السريانية، أشيرك أن تعود إلى محرك البحث گوگل وتبحث عن سلسلة مقالاتي بعنوان هل الكلدانية لهجة أم لغة وسوف تتعلم الكثير عن  هذه اللغة التي تجاوزت عليها بالظلم بالباطل، المصادر تذكر الكلدانية لغة وقواعد وأصول وشعر ولا هوت، فهل تأتي اليوم أنت لا تعرف عن الكلدان شيئاً لتمحو هذه اللغة بكل تاريخها العميق الطويل الأصيل ؟ كيف يتكلمون السريانية ؟ هل سمعت السريان كيف يتكلمون ؟ وهل تستطيع أن تفهم عليهم عندما يتكلمون ؟ إن كان الكلدان يتكلمون السريانية فماذا يتكلم السريان ؟ هل يتكلمون العربية ؟ وهل يُعقل أن تقول بأن لغة الأكراد هي التركمانية ؟ أو أن لغة العرب هي الكردية ؟

بدلاً من ان تتعب نفسك يا أبونا في البحث عن كلمات ومفردات لترد بها على مقالتي وأنت لستَ الضليع في ذلك ، أنصحك للمرة الثانية بأن تعود للمواقع الكلدانية مثل موقع كلدايا دوت نت وموقع بطنايا وموقع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وموقع إتحاد الكتاب والأدباء الكلدان وغيرها الكثير من المواقع الكلدانية لتنهل منا وتتعلم منها وتتعرف على تاريخ الكلدان وتتعلم كيف أن للكلدان تاريخاً مشرقاً وراية خفاقة وثقافة تشع نوراً ولغة ولا أجمل منها في الكون وشعباً عريقاً يطفح بالرجولة والشجاعة ، ولا تستطيع لا أنت ولا كل جيش أغاجان أن يمحوها

تقبل خالص تحياتي ، وعذراً إن قسوتُ عليك قليلاً، فقد جرحت الكلدان جرحاً لن يندمل

ولنا لقاء

نزار ملاخا

19/تشرين الأول/2012

You may also like...