لا التأشور عار ولا الزوعاوية

لقد إتخذ المتأشورون من الوحدة القومية شعاراً خادعاً يتسترون به على ما يضمرونه في دواخلهم من سعي غير شريف، يهدفون من ورائه تحقيـق الهـيمنة على مقـدرات الشعب الكلداني في خدمة التسمية الآشورية المنعم بها من قبل عملاء الحكومة البريطانية المتمثلين بمبشري كنيسة كانتيربري الأنكليكانية على جزء ضئيل من الشعب الكلداني الإنعزالي الذي تنكر لأصلِه وعِرقِه منذ ما يقرب من قرن وربع القرن.

إنَّ هذا الجزء الإنعزالي من أبناء شعبنا الكلداني الذين أصَرَّوا على التشبُّث بالمذهب النسطوري نكايةً بالجزء الأعظم من إخوتهم الكلدان الذين استعادوا المذهب القويم لآبائهم وأجدادهم مؤسسي كنيسة المشرق. ظلّوا قابعين في عرينهم بمنطقة هيكاري الجبلية لمدة تقرب من أربعة قرون حتى قيام الحرب العالمية الأولى التي شارك بها أبناؤهم بدفع من الإنكليز فتعرَّضوا لنكبةٍ فظيعة أودت بأكثر من نصف عددهم، واضطرَّ الإنكليز الذين كانوا السبب في نكبتهم لجلب الناجين منهم الى العراق كلاجئين، ورحب بهم إخوتهم كلدان العراق وقدَّموا لهم كُلَّ ما بوسعهم بصفاء نيةٍ ومحبة، دون أن يخالجهم أيُّ شكٍّ في نواياهم السيئة التي تكشَّفت لهم فيما بعد ولا سيما بعد مأساة سميل عام 1933م حيث لم يُظهروا أيَّ امتنان لتعاطف أبناء القوش الكلدان مع اللاجئين منهم إليها وعزمهم على الدفاع عنهم وعدم تسليمهم للسلطة مهما كلَّفهم ذلك من ثمن.

ومع كُلِّ مساوئهم التي مارسوها ضِدَّ الكلدان بنكراهم لأصالتهم الكلدانية وتبنيهم بدلها تسمية وثنية غريبة عنهم، تغاضى الكلدان عن هذه الفعلة الشنيعة واحترموا قناعتهم بها، ولكن هذا الإحترام اعتبروه ضعفاً ودفعهم للإنتقـام بضراوة من كُلِّ ما هو كلداني، وجوداَ وتاريخاً وحضارة وهذا لعَمري يُعطي الدليل الواقعي على فراغهم العلمي والحضاري وتمسكهم بالمنهج السياسي دون أيِّ اعتبار آخر، فكيف يستطيع الكلدان التعامل مع هؤلاء؟ إنهم يُطالبون الكلدان بالتنازل عن قوميتهم عن طريق دمجها مع تسميات خالية من أيَّة مقوِّمات القومية، وذلك للإنتقاص من مكانتها التي لا تتمتع بمثلها التسميات المعطوفة عليها، هذه المحاولة الشاذة والغريبة من نوعها في تاريخ العالم، في الوقت الذي يتمسكون بتسميتهم الوثنية الآشورية، فهل هنالك إجحاف بحق الطرف الكبير والأصيل أكبر من هذا الإجحاف؟

ينظر بعض المتأشورين الى الكلدان المعتزين باستقلالية قوميتهم بعين عدم الرضا، ويصفونهم بأوصاف لا تنطبق إلا عليهم، أليس انقـلابُهم على امتهم الكلدانية يدخل في خانة الإنقسام والإنفصال؟ الكلدان يعـلمون أكثر من غيرهم بأن الوحدة القومية لا يُمكن أن تقوم بمعزل عن الوحدة الكنسية وهنا تكمن الإستحالة، فلا يمكن للكلدان العودة الى النسطرة(الهرطقة) بل يستطيع آثوريو اليوم(كلدان الأمس النساطرة) نبذ النسطرة والإقدام على توقيع الوحدة الإيمانية مع الكنيسة الأم الجامعة،وبعد ذلك ستُصبح الأمور المعقدة سهلة الحل! وبغير ذلك لا يمكن إقامة الوحدة حسب المزاج السياسي للمتأشورين وأسيادهم، ولكن إذا صَفيَت النيات هنالك إمكانية توحيد الخطاب السياسي، الإعلامي، الثقافي للمكونات المسيحية الثلاثة الكلدان والسريان والأثوريين، دون قيام أيُّ مكون بالمُزايدة على أيٍّ من المكونين الآخرَين، ولكن هيهات.!

لا يمكن القبول برأي هذا البعض الذي يتهم الذين يدعون الى الوحدة القومية كُلٌّ باسم مكونه، كـون هؤلاء أكثر واقعيةً منه، لأنهم يعترفون بالواقع الموضوعي القائم عبر الزمن، ولا يمكن القفز فوق هذا الواقع التاريخي، ولذلك إتهامه إياهم بالإنقساميين يزيدهم غيرة على الإحتفاظ بواقعهم، أو ليس الآثوريون الأكثر تشبثاً بإقامة وحدة احتوائية خيالية باسم مكونهم رغم كون هذا الإسم لا يمتلك مقومات القومية لأنه اسم مناطقي ذو مدلول ديني وثني؟ إن هذا البعض يعلم أكثر من غيره بأن غالبية خالقي الأحقاد والكراهية ضِدَّ الآخرين هم أتباع المكون الذي تأشور له هو بالذات، ومع كامل معرفته بذلك يُطلق التهم جزافاً على المختلفين معه في الفكر والرؤية. يُعرِّف التأشور بأنه تحول من حالة معينة الى الآشورية اسوة بالتعريب أو التكريد، إنه تراوغ وتعريف خاطيء، لأن التأشور هو أولاً خيانة الفرد الكلداني أو السرياني لأصوله وانصهاره كلياً بطائفةٍ هي الأخرى قد تنكرت لأصولها وخانتها وتبنَّت تسمية لا تمت إليها بأية صِلة.

إن التاريخ عِلم مهم بين العلوم والطارئون عليه يقعون في مطبات لا يمكنهم الخروج منها، لأنهم قاصرون عن إدراك عمقها بسبب عدم تقديرهم له قبل الوقوع. كثيراً ما قرأت لهذا البعض مقالات تاريخية ملـيئة بسردٍ تشويهي للحقائق متعمَّد: وأقرب مقالة كتبها عن البطريرك النسطوري بنيامين التاسع عشر الذي وصفه بالشهيد القديس دون أن يُشير الى كيفية اغتصابه للمنصب البطريركي وهو في السادس عشر عاماً من عُمره مختلساً إياه بواسطة المبشرين الأنكليكان من عمه المطران ابراهيم المرشح للمنصب بعد رحيل أخيه البطريرك شمعون روئيل الثامن عشر، وكيف أمر عام 1915 بقتل إبن عمه نمرود ورجال بيته. وندرج أدناه بعضاً من صفات هذا البطريرك اليافع مشفوعةً بالمصادر والشهود، دحضا لأقوال هذا المشوه للتاريخ، والذي باع ذاته بكاملها كرامةً وضميراً ومقدرةً على التزوير والإفتراء لأساتذة التزوير آشوريي اليوم ( الكلدان النساطرة بالأمس).

السبب في مقتل آل بيت نمرود

1– السبب الأول”الحسد” في كيف يمكن القبول بأن يُعهَد أمر مار بنيامين الى جماعة المختارين ونمرود. فنادى بعض رؤساء حزبه، وبدلاً من قيامهم بإرساء السلام وقفوا بالضِد.

2– السبب الثاني هو الإتحاد الذي عقده نمرود مع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية برئاسة مار يوسف عمانوئيل الثاني توما وتسليمه الى السلطة التركية، وتلك كانت العِلة التي دفعت مار بنيامين ليتحمل شخصياً مقتل آل بيت نمرود.

الشاهد الأول: الشماس ابراهيم كليانا الموسوي، شماس كنيسة مار بنيامين. توفي سنة 1969 في مدينة الخابور بسوريا.

شهد المرحوم بما يلي: لقد تـمّ اختيارنا ضمن حراس البطريرك في الوقت الذي انتقل من قوجانس الى ديز لكي لا يُقبض عليه بأمر السلطان التركي. منذ بداية شهر حزيران 1915 وبشكل سِري اختار البطريرك 10أو12 شخصاً الذين كانوا موضع ثقته ويتكل عليهم. وضمن هذا المجلس كان: دانيال بن ملك اسماعيل من تياري العليا، سبو كينا من أبناء جماعة وردة طيارايا، القس نويا، زيعا، بثيو الخولازري وثلاثتهم بازيون، القس كاكا، مكو الحومري وهما من تْخوما، والباقون كانوا من العشائر المختلفة. بدأ مار بنيامين كلامه وركَّز على موضوع مقتل نمرود وآل بيته الذي أصبح سبباً للإضطراب. ثمَّ اصطحب كُلُّ واحدٍ منهم رجاله وهو يقول بأنهم ذاهبون الى قوجانس لعقد السلام والهدوء بين جماعة البطريرك وجماعة نمرود (جماعة المختارين). فرحنا وسُررنا كُلُّنا بهذا الصدى الذي سمعناه عن الحب والسلام. غادرنا ديز وعددنا بحدود 40 رجلاً لا أكثر، وعند قطعنا نصف المسافة توقفنا للإستراحة، وأثناء ذلك أُبلغ جميع أعضاء المجلس بالأمر البطريركي الذي مفاده < بأن البطريرك بنيامين أصدر أمراً بطريركياً يقضي بقتل كُلِّ رَجُلٍ من بيت نمرود مسالماً أو غريباً. وعند وصولنا الى قوجانس حَلَلنا في بيت مار بنيامين، ودخل ثلاثة من الرؤساء الى بيت نمرود وقالوا له: لقد أرسلنا رؤساء العشائر لإرساء السلام بينكم، وقد اخترنا دار مار شمعون مكاناً لعقد هذا السلام ولو أن البطريرك ليس معنا حيث هو موجود في ديز. فرح نمرود وأعَـدَّ الطعام للجميع. بعد الإنتهاء من تناول الطعام، نادى رجال بيته ودخلوا الى بيت بنيامين كما طلب منهم من أجل تحقيق السلام. وفي الحال قبضوا عليهم وكانوا ثمانية شبان ورَجُلَين. ودخل إثنان من الرؤساء الى مُخدع نمرود وهو مريض طريح الفراش، فأطلقوا عليه الرصاص وخرجوا من القرية ومعهم الأسرى، وصعدوا بهم الى جبل يسمى”خطرشا” وهناك إنقضوا عليهم بالخناجر وقضوا عليهم. كان شليطا أسيري، حَلَلت القيد مِن يديه وتركته يهرب، وبينما هو يهرب في الجبل وكاد أن يختفي عن الأنظار، إلا أن المدعو “سبو” التياري، أطلق عليه النار من بندقيته وأرداه قتيلاً. والذين تـمَّ قتلهم هم: نمرود، دنحا، درياوش، شليطا، عمانوئيل، الأخوان يوآب وهيناكو، شاؤل قليتا، وابن استير شقيقة نمرود. هذه كانت شهادة الشماس ابراهيم. كما دوَّنَها السيد شموئيل كليانا في كتابه ( مَخْـتَـوْ زَوْنِي دْبيثْ نَهْرين أي تاريخ بلاد النَهْرين) المطبوع في شيكاغو 1979.

الشاهد الثاني: السيد زومايا أبو صارو

يقول السيد شموئيل كليانا: من أجل تأكيد جريمة القتل على لسان شاهدَين، سألتُ المرحوم زومايا صارو قائلاً: باعتباري أحد كتبة التاريخ، يتحتم عليَّ الإبتعاد عن كُلِّ ما هو باطل وكتابة الحقيقة عن مقتل نمرود ورجال بيته غير آبهٍ بمَن ينالُه الفرح أو الحزن. فقال زومايا: أنا الآن قريبٌ مِن حافة القبر وضرير لا أرى شيئاً وهذه هي شهادتي وأُقِـرُّ بصحتها وأعتبر بأن الخطيئة الأولى تقع على القتلة لأنهم نَـفـذوا أمر البطريرك. ولديَّ قصة اخرى مُشابهة لهذه، تدور أيضاً حول جريمة قتل. إصغي إليَّ جيداً: في أحد الأيام في سلامس، جاءَني القائد اسرائيل بثيون الى دارنا، والرَجُل كان يُحبني وكنتُ ملازماً له أثناء الحرب وأُرافقه في كُلِّ مرةٍ يُكَلَّفُ فيها للقيام بمهمةٍ رسمية. قال لي: أنتَ ويوحنان بَرخو مدعوان غداً لمقابلة مار بنيامين البطريرك في الساعة العاشرة. وبحسب أمره ذهبنا أنا ويوحنان في الصباح، قَـبَّلنا يَدَه وجلسنا ننتظر حتى انصراف حاضري المجلس، وبعد مغادرة كافة الجُلساء الموقرين. سأل البطريرك فيما إذا كان لدينا طلبٌ إليه؟ أجاب يوحنان قائلاً: يا سيدي، قد أرسلنا القائد اسرائيل لمقابلتك بناءً الى طلبكَ. ضحك البطريرك وقال لنا وهو منشرح فرحاً: أيها الشابان، عليكما الوقوف كحارسَين في باب الدار، وحين يأتي الأغا بطرس وقبل أن تطأ قدماه عتبة باب الدار، تقتلانه فوراً! وبحسب أمره وقف كُلٌّ مِنا بجانب الباب كحارسَين، وقد خيَّمَ الصمت علينا ونحن نفكر بموضوع قتل الأغا بطرس، فسألني يوحنان قائلاً: ما رأيُك بأمر البطريرك وماذا ستفعل؟ فكان جوابي، إن هذا الأمر يُشبه الأمر الذي أصدره لقتل نمرود ورجال بيته، وإني أرى أن أبتعد عن فعل هذا الشر وإن غضب البطريرك، ولن نمس الأغا بطرس بأيِّ ضرر. وفيما نحن نتحاور بهذا الأمر، أبصرنا الأغا بطرس خارجاً مِن رأس الفرع متوجهاً نحونا، فاقترب منا وحيّانا بالسلام وهو يبتسم، فقلت له، يا أغا ليس هناك موافقة لمقابلة البطريرك، لكنه أجاب، بأن محبة حقيقية تجمع بين البطريرك وبيني ودخل دون أن نمنعه. أبصرنا البطريرك خارجاً من غرفته الى الغرفة العليا وقد إحمَـرَّ وجهُه مِن الغضب. أما الأغا بطرس فما إن وصل قرب البطريرك حتى ركع لتقبيل قدميه، فأمسك البطريرك بذراعه وأنهضه ودخلا سويةً الى غرفة البطريرك.

كان سبب الخصام فيما بينهما بعض الإختلاف حول الحرب والسلاح، فبينما يرى الأغا بطرس توفير بندقية لكل قادر على حمل السلاح في بيته، فيما يرغب البطريرك أن يُصار الى تجهيز قوة نظامية. بعد انتهاء المقابلة خرج الأغا بطرس وحيّانا بالقول: شكراً لكما أيها الموقران وغادر بالسلامة. في هذا الوقت لو قمنا بتنفيذ أمر البطريرك، لكان أبناء تْخوما الى هذا اليوم يُتهمون بقتل الأغا بطرس وليس البطريرك بنيامين! وعليه فأنا أشهد وأُقـرُّ أمام الله والبشر وأنا واصل الى حافة القبر، راجياً رحمة الرب، بأن كُلَّ ما قلته عما حدث في شهر أيار 1915 عن مقتل نمرود ورجال بيته هو حقيقي. أليس عاراً إذاً الإنتساب الى مُدعي الآشورية هؤلاء؟

التاريخ يتحدث عن أجدادك غير الحقيقيين آشوريي التاريخ القدامى، يُشيد بمنجزاتهم الحربية ويذمهم على أساليبهم الوحشية في معاملة الشعوب المغلوبة. أما عن الحضارة فيصفهم بسُراق حضارة شعوب بلاد ما بين النهرين ولا سيما حضارة البابليين الكلدان، وينسبون سرقتها الى الملك آشور بانيبال الذي أمر بجلب معالم تلك الحضارة وجمعها من مختلف الأقوام التي أخضعها وأسلافه لهـيمنة الدولة الآشورية، وأنشأ منها مكتبة أطلق عليها إسمه، والسبب الذي دفعه للقيام بذلك هو ذهوله الهائل من الوضع الثقافي المُزري للأقوام المنضوية تحت الحكم الآشوري والحاملة لإسمه ، وهذا ما أثبته علماء الآثار وعلماء التاريخ. ثمَّ إن آشوريي اليوم لا صلة لهم من أيِّ نوع كان بآشوريي التاريخ القدامى المنقرضين لأنهم بالحق والحقيقة كلدان نساطرة ! والبراهين على ذلك عديدة لا مجال لذكرها في هذا المقال.

إن الحضارة البابلية الكلدانية كانت أهم وأعظم حضارة ظهرت على أديم بلاد ما بين النهرين، وهي التي يعترف العالَم بفضلها وتأثيرها على حضارته المعاصرة! وإن بلداتنا وقرانا العريقة والعامرة حتى يومنا هذا في السهل والجبل مثل تلكيف وباطنايا وباقوفا وتللسقف والقوش وبغديدا و … ومختلف بلدات وقرى الجبال في الشمال هي بكل صواب جزء من تلك الحضارة القديمة! أما الحضارة الحديثة فتمثـلت بعظمة كنيسة المشرق الكلدانية أصلاً ومنشأً وليس للأشوريين ذكر في تأسيسها أو الإنتماء إليها! ولسبب بسيط جداً هو انعدام وجودهم بسبب انقراضهم قبل الميلاد بستة قرون، وهذا أكبر برهان على أن مُدعي الآشورية اليوم هم كلدان الجبال النساطرة وإن الشعب الكلداني مؤسس الكنيسة لم يشأ أن تبقَى كنيستُه حكراً عليه بل فتح بابَها على مصراعيه لدخول الأقوام الأخرى إليها مثل الفرس والعرب والهنود والصينيين وغيرهم. إن لفظة (سورايي تعني السريان) لا تُشير الى القومية بل الى الديانة وهي مُرادفة للفظة المسيحيين من أيِّ جِنس أو امة كانوا.راجع (اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية/ح11 الموصل 1896)

أنا أعلم لماذا يلجأ هذا البعض الى التراوغ وقلب الحقائق الواقعية، أليس كذباً صريحاً منه ومن أمثاله المتأشورين إتهامهم للكلدان بتقسيم الشعب المسيحي، ألم يكن هذا الشعب منقسماً منذ عدة قرون؟ وهل يستطيع أحد أن ينكر هذا الأمرالواقع؟ المتأشورون يسعون الى تزوير الحقائق التاريخية لصالح المدعين بالآشورية محاولين خدع الكلدان بالأباطيل الإفترائية الملفقة. لقد خدع مدعو الآشورية من كلا الصنفين أتباع كنا وأتباع أغاجان حكومتي العراق والإقليم بتغيير الكوتا القومية للكلدان والآشوريين الى كوتا مسيحية لكي يستطيعوا تمرير لعبتهم القذرة في الإنتخابات بسرقة أصوات الناخبين الكلدان، بترديدهم عبارة( كلنا مسيحيين) وهم من المسيحية براء! وبهذه السرقة يتباهى هؤلاء الأتباع المتأشورون. الكلدان لم يُسقطوا الجنسية عن المتأشورين بل هم أنفسهم أسقطوها عنهم لأنهم قبلوا بالتبعية لغيرهم، وهذه اتبعية العمياء استغلَّها أسيادُهم ودفعوهم لمحاربة الكلدان مجندين إياهم وجاعلين منهم (جنوداً إنكشاريين آشوريين) لمحاربة بني جنسهم الكلدان على غِرار الجنود الإنكشاريين الذين جندهم العثمانيون من ابناء المسيحيين اليتامى الذين ربوهم منذ الصغر على كره أصولهم ومقاتلة أبناء قومهم المسيحيين بضراوة.

إن أخلاقي يشهد عليها بالنبل والصلاح كُلُّ مَن يعرفني على حقيقتي، أما ما سمعته عن أخلاقك من أقرب معارفك، جلب إليَّ الإشمئزاز منك، فتأتي اليوم لتقارن ذاتك بي أنت الناكر لأصلك وقومك و…؟ أنا إسمي كوركيس في قريتي تللسقف وفي بغداد وفي الغربة وتشهد على ذلك زوجتي الألقوشية وهي تعرفك جيداً وتأسف لوقوعك في الفخ الآشوري وستكون فريسة لهم بعد أن تنتفي حاجتهم منك! ولم انتحل يوماً إسماً مستعاراً كما يفعل العديد من المتأشورين ودعاة الآشورية، ولا اريد اتهامك لأنني لا أتهم أحداً دون أن أتأكَّد، وما أعلمه بأنك كنت تُذيَل كتاباتك الفجة باسم “شبلا” أحياناً. ليس هناك مَن يذمك ذماً بل هو رثاء لحالك وأسف لِما آلت إليه أخلاقك! إنني أشعر بخجل من نفسي أنني انحدرت الى مستواك الواطيء، وكم نصحني أصدقائي قائلين لي بأن هذا الإنسان لا يستأهل منك بكلِّ المقاييس الردَّ عليه، وعملاً بنصيحتهم سيكون هذا آخر ردٍّ.

الشماس د. كوركيس مردو

You may also like...