كيف نوحِّد جمعياتنا الإجتماعية والثقافية في أستراليا؟


قـرأتُ المقال (تأسيس النـوادي والجـمعـيات في مدينة ملبورن الأسترالية ظاهـرة غـير حـضارية) للدكـتـور جـورج بـيداويد والمنـشـور بتأريخ 15 تشرين الأول 2012 فأعـجـبني، والآن يسرني أن أتـناغـم معه بهـذه الأسـطر.

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=616331.0

نعـم، إن الهجـرة بـدأتْ بأعـداد قـليلة منـذ زمن ــ وحـديثـنا عـن الجالية المسيحـيّة عامة ــ ثم تسارعـتْ مؤخـراً وكـبُـرَتْ بسبب الإضطربات في الوطن الأم، وكـل بـلدة لها ذكـرياتها وتراثها وتقالـيدها تجـمع أبناءها في شريحة أكـثر تجانساً مما دعاها إلى تأسيس جـمعـيات إجـتماعـية صغـيرة معـتـزة بإسم بلـداتها أو قـديسيها في سـدني كما في ملبورن وحـيث يتـواجـد الكـلـدان في العالم وكـلها ترمي إلى لم شمل أبناء البـلـدة الواحـدة في سـفـرة أو مهرجان ديني ـ شـيـرا ـ أو في حـفـلة عـيـد لإيجاد أجـواء سعـيـدة للترفـيه دون أن تكـون لها برامج ثـقافـية أو أفـكاراً قـومية، بل وأؤكـد هـنا لم يكـن لـديها مشاريع بعـيـدة المدى تجـمع أبناء الكـلـدان في إطار قـومي شامل، فـبقـيتْ كل شريحة من بلـداتـنا الكـلـدانية تجاور غـيرها من الشرائح بكـل وئام ولكـن دون إلتحام مع غـيرها فلا يسـرُّها الدمج أو التـنسيق أو الترابط أو التآصـر أو أي نوع من الإتحاد مع بعـضها عـدا مشاركات في منـتـزهات الـ شـيـرا أحـياناً، فـصارت كل جـمعـية تجـمع أبناءها تحـت مظلتها معـتـزة بـذاتها (وهـذا أحـد أسباب ضعـفـنا وسـلبـياتـنا).

وقـد صدق الدكـتور جـورج أن الإنـكـماش عـلى الـذات ظاهرة مرَضية تهـدر كـثيراً من الطاقات المادية والبشرية بما فـيها الفـكرية أيضاً والتي لو تجـمَّـعَـتْ فإنها ستؤدي بالنـتيجة إلى قـوة تأثيرية في حـقـول كـثيرة وبالتالي الحـصول عـلى مزايا أفـضل لمستـقـبل أبنائـنا. ويستـطرد في مقاله قائلاً: ((أرى أن تحاول العـناصر المثـقـفة والواعـية والمتـفـتحة في مجـتمعـنا إقـناع مدبري وقادة هـذه التجمعات للسعي إلى توحـيد نشاطاتها في تشكيلات كـبـيرة تضم عـدداً من النوادي والجمعـيات تحـت أسم جـديد يتم الإتفاق عـليه بـين الإخـوة المؤسسين يكـون بعـيداً عـن الشخـصنة)). إن الأفـق الواسع والفـكر البنـّاء والشوق إلى التـكاتـف والإتحاد الذي يتمتع به ويتوق إليه الدكـتـور جـورج يستحق الثـناء، وأودّ أن أقـول له أنـنا في سدني حـريـصون مثـله ونحمل ذات الأفـكار وعـنـدنا نـفـس الـتـطـلعات ونعـمل من أجل تحـقـيق هـذه الأهـداف بخـطى موزونة نحـتـرم فـيها خـصوصيات أبناء بلداتـنا الكـلـدانية وإعـتـزازها بإستـقلاليتها هـذا من جانب، ومن جانب آخـر فإنه عـنـدنا (المركـز الـذي نـطمح أن تجـتمع حـوله وترتـبط به) ليكـون نـواة وجـسماً كـبـيراً يجـمع مؤسسات جاليتـنا الكـلـدانية وهي محـتـفـظة بـبرامجها ودون أن يمس أحـد خـطـطها المستـقـبلية فأغـصان الأشجار تـثـمِـر وهي مرتبطة في جـذع واحـد. لقـد بـدءنا بالملتـقى الكـلـداني الثـقافي في سـدني يجـمع نشطاء مستـقـلين ومنـتمين ولكـن دون أن نعـمل كسياسيّـين ذوو مطامع مناصبـية ولا مادية وإنما هـدفـنا تـنمية مشاعـر الإعـتـزاز بكـلـدانيتـنا لتكـون آصرة تجـمع أبناء شعـبنا من خلال فعالياتـنا وكـتاباتـنا والبقـية تأتي في المركـز المـذكـور مستـقـبلاً.

بقـلم: مايكـل سـيـﭙـي
سـدني

You may also like...