كيبُخ كَهْنِه أومتَنايي- نريد كَهَنة قوميين

” خاهه عَمّا كَلذايا “

مقال بمناسبة الزيارة التي قام بها غبطة البطريرك مار ساكو لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع

بهذه العبارة ( نريد كهنة قوميين ) اجابني أحد الإخوة ( الآثوريين ) من ابناء شعبنا من كلدان الجبال،وذلك بعد نقاش طويل حول مسيرة كهنتهم ورفضهم لبعض الكهنة بسبب عدم إهتمامهم بالأمة، فقال لي بالحرف الواحد ( نريد كهنة قوميين ) وليس كهنة دينيين، ماذا نفعل بالدينيين ؟ فكل شئ متاح لنا، الإنجيل موجود وبعدة لغات ونقرأه كل يوم، القداديس في كل مكان، الخدمات الدينية يستطيع كل كاهن أن يقدمها، نحن نفتقر إلى كهنة قوميين، .

لم أكن أكتب أو أهتم بالحديث الذي دار حول الكهنة القوميين لولا أنني قرأت خبراً نشره موقع البطريركية الكلدانية بعنوان ( زيارة البطريرك ساكو والوفد المرافق له لقداسة مار دنخا الرابع ) ولو أنه كان الأحرى بهذا الوفد ان يقطع زيارته ويعود لارض الوطن ليكون بين ابناء رعيته لا سيما وهو القائد وليستمدوا منه العزم والقوة والعون ولكي لا تتبدد الخراف، والوطن يمر بهذه المحنة، المهم، فإن الخبر عادٍ كغيره من الأخبار لولا أنه جاءت فيه بعض الإشارات القاسية والرد غير المتوقع من لدن قداسة مار دنخا الرابع، الجملة التي شدّتني ، هي التي تجسد فيها ذلك الموقف القومي البطولي والمشرّف لقداسة مار دنخا الرابع، وأتمنى أن يصبح درساً بليغاً لقادة كنيستنا ليعرفوا مَن يختاروا وكيف يختاروا، قال مار دنخا الرابع بالحرف الواحد رداً على إقتراح غبطة البطريرك مار لويس ساكو بأن يتم عقد مجمع يضم أساقفة الكنيستين ليعملوا في إتجاه وحدة كنيسة المشرق، أنظروا كيف يكون الرد، لقد جاءه الجواب الصاعق من لدن قداسة مار دنخا الرابع حيث قال ”  من وجهة نظرنا ان وحدة شعبنا القومية هي التي تحقق وحدة كنيستينا  “

سؤال يتبادر إلى الذهن ويفرض نفسه في هذا المجال وهو : ــ ما هو دور الإيمان في تحقيق الوحدة الكنسية ، هذه الوحدة التي يعتبرها قادتنا الروحانيين الهم الأول والأكبر ، بينما يراها المقابل فارغة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها في ظل غياب الهوية القومية، ما هو دور الإيمان ولا سيما المتحاورون هم بطاركة وبرفقة اساقفة ؟ أين هي الروح الإيمانية ؟ وأي مسيح يجمع هذه الأفكار المتقاطعة ؟ أنا أجيب من خلال رد قداسة البطريرك مار دنخا الرابع فأقول ( لا دَور للإيمان في موضوع هوية شعبنا القومية، ليس للإيمان اي دور يُذكر في وحدة الكنيسة، لأن وحدة الكنيسة لا يصنعها الإيمان، بل يصنعها الشعب . هذا كان الرد القاطع لكل مَن يفكر بالوحدة الكنسية من قادتنا الروحانيين .

إن البطريرك مار دنخا الرابع وهو بكلامه هذا يضع القومية في الدرجة الأولى وقبل الإيمان، هكذا أقهمها أنا، وكل حديث في غير هذا المجال باطل، وقد بيّن قداسته بأنه يعمل من أجل وحدة المسيحيين، بما معناه لا يعمل من اجل وحدة كنيستين، لا بل من أجل جميع المسيحيين في جميع أنحاء العالم، برأيي هذا هو الكلام الصحيح والمسؤول والواعي، ومعناه يا مسؤولي كنيسة الكلدان إن ما تذهبون إليه هو باطل في باطل، لا وجود لوحدة كنيسة المشرق في حالة غياب الهوية القومية عن شعبه، فهل أستوعبتم الدرس ؟ أم ما زال في الحديث من متسع ؟

أقول على قادة كنيستنا ان يقفوا كثيراً جداً عند هذا الكلام، وأن يتأملوا افكار قداسته، فهو لم يتكلم إعتباطاً، ولم يقل هذا الكلام من فراغ، ولم يلقِهِ جِزافاً،  فإن ” وحدة كنيسة المشرق ” اصبحت ضمن مسلسلات وافلام الخيال العلمي، ردهم قاطع، وتفكيرهم واحد ( إن لم تقطع الكنيسة الكاثوليكية العراقية الكلدانية صلتها بالبابا فلا مجال للنقاش معهم حول الوحدة، هذا ما ذكروه البطاركة بينهم ، إن قداسته يعتبر القومية اعلى من الدين والإيمان، وهذا ما يدعوه أن يكون مفخرة لشعبه، نحن نفتقر إلى هكذا قائد، قائدنا وقيادتنا تقف موقف الند للمسائل القومية، ولربما موقف المستهزئ ويعتبرون أنفسهم مسؤولين عن كل مسيحيي العراق، او ان رسالتهم هي دينية بحتة، بينما هناك ممارسات يمارسونها هي بعيدة كل البعد عن المفهوم الحقيقي للرسالة الدينية، وقد اوضحنا بعضاً من هذه الممارسات في مقالاتنا حول مقولة غبطته عن بيع الهوية وخيانة الوطن،

في اللقاء الذي تم الكثير من المآسي والأحزان، فرحتُ لوجود قائد ديني قومي مثل قداسة مار دنخا الرابع، وحزنتُ لأننا نفتقر إلى مثل هذا القائد، وأنا شخصياً أحترم كل قائد يحترم هوية شعبه، نحترم كل قائد يؤمن بالواقع ولا تسرح أفكاره في الأفق اللامتناهِ، تحية لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع لهذا الموقف،

وفد عالٍ ، خمسة اساقفة من مختلف أنحاء العالم بقيادة غبطة البطريرك مار ساكو، يذهبون لزيارة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، ولو أنهم لم يفصحوا عن سبب هذه الزيارة، ولكن اقول ستة من قادة كنيستنا يزورون قداسته ويحملون إليه خاتماً ذهبياً ؟ أليست غريبة ؟ ما الغاية من تقديم هذا الخاتم هدية ؟ من وجهة نظري الشخصية لا أعتقد بأنه يمكن إستدراج هكذا قائد قومي بخاتم من ذهب، يقول الخبر عكس ما ذهبتُ إليه وما شطح فيه تفكيري الصغير، حيث أنه تم تقديم الخاتم رمزاً للوحدة المنشودة ، جيد وهل تمت الوحدة ليكون لها رمزاً ؟ وهل قَبِلَ قداسته الخاتم على أنه رمزاً للوحدة ؟ أنا اقول كلا، والدليل هو قوله بأن الوحدة لا تصنعها الكنائس، بل يصنعها الشعب، إذن أية وحدة تنشدون ؟ وعن أية وحدة تتكلمون ؟ .

أقول إلى متى نبقى هكذا لا نعير إهتماماُ لهويتنا القومية ؟ ألم نتعظ من نتائج الإنتخابات ؟

ألم يحن الأوان لنضع الهوية القومية في مكانها الصحيح  وموقعها الذي تستحقه ؟ سؤال يجيب عليه قادة الكنيسة الكلدانية بكل درجاتهم .

نزار ملاخا

14/6/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *