كوردستان وتقبل الاخر

تقبل الآخر يعني احترام الآخر وتقدير وتفهم ما لدية من مجموعة مفاهيم التي يمتلكها ان كانت دينية او مذهبية او قومية او لغوية او ما تخص اللون والجنس  كذلك فإن تقبل الآخر يرتبط بتقبل الذات بكل ما فيها من قوة وضعف.

بالتاكيد ان تقبل الآخر هي عملية تربوية بالدرجة الأولى لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ويولد كصفحة بيضاء كما تقول المدرسة السلوكية في علم النفس، فتقبل الآخر هو سلوك يتربى الفرد علية من قبل المؤسسات التربوية المتمثلة بالعائلة والمدرسة والمجتمع والتي تساهم في انتاجه إلى المجتمع ، والسيد الرئيس مسعود بارزاني هو نجل البارزاني الخالد ومتعلم في تلك المدرسة الخالدة وعاش بيشمركة معظم حياته وتكونت لديه المعرفة وازدادت لديه الخبرات وزالت الافكار السلبية من ذهنه عن غيره المختلف، كونه تربى على التسامح والمحبة واحترام الحرية الشخصية والخصوصية للفرد، وحرية الفكر والتعبير.

ففي لقاء على الفضائية العربية مع سيادة الرئيس مسعود بارزاني اوقفتني احدى نقاط اللقاء والتي كانت حول تواجد المسيحيين والايزدية في اقليم كوردستان وبقائهم فيه وعدم عودتهم الى مدنهم وقراهم ، وكان السؤال (ماذا لو تغيرت الديموغرافيا؟ يعني لا يعود المسيحيون إلى قراهم وأيضاً الأيزيديون وربما تغيير بالنسيج العربي الكوردي وكل اللاجئين بقوا في كوردستان؟).

 ، حيث رد سيادته بكل ثقة:

((لن يحصل أي تغيير ديموغرافي والمسيحيين كوردستان هي بلدهم والاخوة الكورد الايزيدين هم في وطنهم وايضا المسيحيين، أن أرادوا أن يبقوا في إقليم كوردستان، فأهلاً وسهلاً…. والتعايش بين المكونات هو النقطة الاهم التي نفتخر بها.. هذا التعايش وهذا التسامح وقبول الآخر وهذا يعود أصلاً إلى الثقافة التاريخية التي تثَقّفَ بها الشعب الكوردي، شعب كوردستان، في قرى كثيرة مختلف الأديان والقوميات والمذاهب، يعيشون في قرية واحدة وهم كالإخوان متآخين ومتحابين)) . من هنا أعطى الكورد أنموذجاً حياً للتعايش، ليس بين المكون الواحد ، فحسب، بل لكل العراقيين، بعد أن تحول اقليم كوردستان، الذي كان يوما ما منطقة نزاع مستمر ، الى ملاذ آمن يجد فيه العراقي السكينة والإستقرار.

ليس في كوردستان العراق، عراقي على قائمة الممنوعين من دخول الإقليم، بل لعلك تجد بين اللائذين من كان في يوم ما يخوض المعارك في الجهة المضادة منه وربما لايزال يستذكر بعض المواقع والربايا، التي قاتل فيها، لأن الماضي إنتهى في منهجية السياسة الكوردستانية، وبالتالي أصبح هذا الإقليم حاضناً للجميع.

كوردستان وطن يتسع للجميع، يسوده العدل والمساواة والشراكة الحقيقية ، وإنتماء لعنوان إسمه المواطنة.

بقلم  لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *