كل يبكي على ليلاه

اقترب اليوم التاريخي الذي سوف يحقق فيه شعب كوردستان بكورده وعربه ومسيحييه وايزديته وشبكه وتركمانه الامل المنشود في الاستفتاء المقرر اجراؤه في الخامس والعشرين من ايلول الجاري ليكون هذا اليوم عيدا وطنيا لكوردستان على مر الازمان،  فالقضية الكوردية والكوردستانية التي بدأت مع بدايات التاريخ المعاصر، وتكورت ملامحها مع تاسيس الدولة العراقية واستمرت  عشرات السنين مقدمة الاف الشباب من الشهداء وقودا لها ، مستنيرة بعزم وامل وطموح رجال ابوا ان يتراجعوا عن رد الذل الى اوكاره والمطالبة بصيانة حقوق جماهيرهم  وتقرير مصيرهم بيدهم ليبعدوه عن الاستعباد والمذلة ، وها هو اليوم الذي تترجم فيه تلك النضالات الى واقع، ليتحقق الحق بعزم رئاسة اقليم كوردستان وحكومتها واحزابها وابناء شعبها بمختلف انتماءاتهم الفكرية والقومية والدينية والمذهبية .

نعم انه عرس وطني لمن يفهمه ، فالشعب الكوردستاني سوف يقول كلمة نعم اريد الحرية … ويقول نعم اريد الاستقلال…. نعم انا سوف اقرر كيف اعيش …. نعم للتعددية والتعايش والتاخي بين جماهير كوردستان …. نعم لدولة مؤسسات ….. ويقول لا للعبودية والتبعية….  لا للتحكم والسيطرة والتسلط على مصيري…. لا للانفالات … لا للتهجير …. لا للارهاب بكل اشكاله … لا للحصارات … لا للتهميش والالغاء ….. لا لقطع الارزاق والرواتب …. ويقول بكلمة نعم للاستقلال (الف لا ) للظلم الذي عاشه ضمن العراق الواحد الموحد .

نعم انه عرس وعيد لمن يفهمه لكن هناك تخوف لمن لايفهمه من حقه ان يسأل فموظفي الاتحادية يتخوفون من انقطاع رواتبهم او انخفاضها الى النصف اسوة برواتب اقليم كوردستان ، دون علمهم بان الاقليم قد هيأ سياسة اقتصادية كخطة خمسية لمدة خمس سنوات ووضعت من قبل خبراء في الاقتصاد ، كما ان اي انسان اذا خُيِر بين المال والامان له ولعائلته فايهما يختار ، وهناك من يسأل ماهي مقومات دولة كوردستان في حال تشكيلها ، وهو يعلم بان كوردستان قد بنت نفسها في زمن حصار شديد منذ تسعينيات من القرن الماضي وتاسست على شكل مؤسسات بعيدة عن التحزب وسوف تستمر المؤسسات في العمل وهناك مقومات دولة بمساعدة الدول الصديقة ، واخر يتحدث عن موقف تركيا ورفضها للاستفتاء ، فتركيا ليست مستعدة بان تخسر مصالحها الاقتصادية في كوردستان والعراق البالغة ربما اكثر من 40 مليار دولار سنويا كما انها اعتبرت قضية الاستفتاء شأن داخلي عراقي وسوف تكون امام الامر الواقع .

في الختام كلمة نعم في الاستفتاء هي تثبيت للكوردايتي وتثبيت لكل مكون وقومية ودين ومذهب يعيش في دولة كوردستان الفدرالية .

 بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *