كلمة ‎الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان في في أربعينية المغفور له المناضل الكلداني الأصيل د.حبيب تومي

في أربعينية المغفور له المناضل الكلداني الأصيل د.حبيب تومي رئيس إتحادنا وأحد مؤسسيه…كلمة الإتحاد في تأبين الراحل الكبير (( حُبا )) ألقاها سكرتير الإتحاد/مؤيد هيلو في قاعة كرستل بول روم … سان دييكو
في تأبين الراحل الكبير المغفور له حبيب تومي …
نجتمع في هذا اليوم أيها الإخوة والأخوات الكرام لنستذكر الراحل الكبير المغفور له حبيب تومي الذي غادرنا الى الأخدار السماوية يوم 1/12/2015 في الفاتح من هذا الشهر،كان الأخ حبيب تومي مثال الإنسان الطيب،حلو المعشر،مثقف بمعنى الكلمة،مناضل،مُحب،حَليم،مهندس وكادح،سياسي،كلداني أصيل وقومي مُحب لكل القوميات من شمال العراق الى جنوبه.
في أعقاب سقوط الجمهورية الفتية الأولى في 8شباط الأسود سنة1963،تعرفت عليه وكنت فتىً يافعاً كاقراني وهو في ريعان الشباب مختالاً في زيه وسلاحه الحربي في القوش بلدته وبلدتنا العريقة بعد أن رُوِعَ الوطن العراقي بالمجازر التي أعقبت الإنقلاب الدموي بحق المواطنين وخاصة حملة الفكر اليساري،وكنت ترى أبناء الشعب العراقي مجتمعين في القوش وتحديداً في دير الربان هرمزد الذي أضحت كهوفه ومغاوره مقراً وملجأ لأبناء البصرة والعمارة والناصرية والنجف وبغداد وديالى والموصل وغيرها من المدن،إلتجأ اليها الأنصار من كل حدب وصوب،وكان المناضل حبيب تومي المعروف بلقبه الأثير على قلبه (حُبا) ورفاقه المناضلين في جبل القوش الأشم يُقَدمون المأوى والضيافة ويُأمنون الحماية لضيوفهم الى حين إستقرارهم.
لقد خاض الراحل الكبير نضالاً مريراً في الجبال الشماء مناصراً لشعبه العراقي عرباً وأكراداً وباقي القوميات،يوم لم يكن أحد يَذكر القوميات أو يسأل هذا أوذاك،من أين أنت؟،لقد كان حب الوطن في قلبه وعقله ووجدانه،شأن كل كلداني أصيل…كان شمعة تحترق من أجل الوطن هو ورفاقه العراقيين،وعندما إنتهى الكفاح المسلح توجه الى الكفاح العلمي المعرفي،فإنخرط في بعثة علمية الى الإتحاد السوفيتي ليتخرج مهندساً بحرياً يجوب البحار متمرساً بمهنته التي أحبها حد العشق،ثم تحول الى الأعمال الحرة ونجح في هذا المجال أيضاً.
وبعد السقوط في 2003 كان أمله وأمل ملايين العراقيين أن ينبلج صُبحٌ جديد يعوض الوطن والمواطنين ما عانوه من ظلم وقسوة رهيبة لأكثر من ثلاثة عقود مظلمة،ولكن دائماً تهب الرياح بما لا تشتهي السفن،وهكذا إنقلب الحال من سيء الى أسوء وفُقدِ الأمن وتهجول الناس بين قتيل ومطارد ومهجر وأصبح العراقي يُعَرِفْ نفسه عن أصله وفصله وملته وقوميته،وهنا تجرأ بعض من إخوتنا في الدم والدين أن يمحوا ويلغوا إسمنا القومي وتمادوا في ذلك!،أرادوا مَحوّ الإسم الكلداني التأريخي لشعب أصيل عريق وقطع جذوره الممتدة في عمق هذه الأرض،هذا الشعب الذي حمل مشعل العلم والمعرفة منذ أكثر من 7000 سنة ونيف وعلم البشرية القراءة والكتابة وسن القوانين…وإستمرت محاولات الإلغاء والإقصاء،ولكن كان هنالك نخبة من الكلدان المخلصين لوطنهم وقوميتهم تكاتفوا وتعاهدوا أن يوقفوا هذا المشروع الإلغائي والعالم يعيش عصر الحُريات في القرن الواحد والعشرين،فكان أن تنادى المثقفون الكلدان الغيارى بتشكيل إتحاد عالمي للكتاب والأدباء الكلدان يحمل مشعل القلم ونضال الكلمة الحرة الشريفة في إيقاظ الشعور القومي الكلداني وإستنهاضه بعد أن طغى عليه الشعور الوطني وكاد أن يزيله وهذا هو دأب الكلدان دائما وأبدا في إخلاصهم لوطنهم…حقاً لقد نهض الراحل حبيب تومي ورفاقه أعضاء الهيئة المؤسسة للإتحاد بالواجب الملقى على عاتقهم وأوصل الراحل الأمانة بعد أن ترأس الإتحاد في دورته الأولى،واليوم نعاهد الأخ والصديق والراحل الكبير حبيب تومي أن نكون على العهد الذي إختطه الكلدان من أجل ان يظل الإسم الكلداني عالياً في سماء الوطن الأم وفي المهاجر وأينما تواجد الكلدان.
تحية إجلال وإكبارللراحل حبيب تومي في نضاله وتأريخه
الذكر الطيب للمناضل الوطني القومي الغيور حبيب تومي
المجد والخلود لكل شهداء الحرية والوطنية في العراق الجريح
ونشكركم أيها الإخوة أيها الأخوات
مؤيد هيلو … سكرتير الإتحاد
11/12/2015

 

 

 

 

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *