كلدان أو آشوريون .. لا فرق لنفتخر بالأنتماء .. ونعمل كأخوة ..

 

بداية وقبل كل شيء , أود أن أقول أنني لست من المهتمين بالشأن القومي أو الباحثين فيه .. لسبب بسيط وهو قناعتي التامة بأن الكثير مما نعانيه هو بسبب التسميات القومية وتبعاتها .. وهذا رأي الشخصي مع أحترامي الشديد لبقية الآراء .. لذا فأنا لا أخوض في هذا المجال أبدا ً .

وما يهمني هنا وأود الأشارة أليه أننا بين فترة وأخرى نقرأ ونسمع أو نلمس الكثير من الخلافات والأختلافات ! والكثير من المتناقضات بين أبناء شعبنا ( السوراي ) ككتاب ومثقفين وسياسيين وحتى العاديين منهم أحيانا ً لا بل أن البعض من كتابنا أصبح شغلهم الشاغل التهميش والأنتقاص من البعض والتقليل من شأنهم سواء كانوا كلدان أو آشوريون , والتخاصم أحيانا ً وأظهار العداء بعضهم لبعض بحيث باتت التحديات ظاهرة للعيان ! والذي يحير ويدعو الى التساؤل هو لماذا ؟ ومن أجل ماذا ؟

أنا كلداني , والأهم من ذلك مسيحي ( سورايا ) وأعتز وأفتخر بمسيحيتي كما وأعتز بالآخرين وأحترمهم كسورايي أيضا ً ولا أفرق أبدا ً بين كلداني أو آشوري أو سرياني أو أرمني فالكل بنظري سواسية , ولأننا في حقيقة الحال شعب واحد فرقته التعصبات والنظرة الضيقة والمسميات .

ومن هنا أقول لكل الأخوة .. من حقنا أن نفتخر بقومياتنا وتسمياتنا ولكن لا أن نجعلها سبباً للأختلاف والأنقسام والفرقة !

ما بالنا أحبائي ؟ متخاصمين ومتفرقين .. لنقف ونتمعن قليلا ً لنرى أين وصل بنا الحال ؟ أصبحنا مهمشين في بلد نحن الأصل والأساس فيه ! طالنا القتل والتهجير ولا زلنا نعاني الكثير وحالنا غني عن التعريف ! أفلا يكفينا ذلك ؟

من حقي أن أفتخر بأنتمائي وقوميتي ولكن ليس على حساب الآخرين , وأن لا يكون أفتخاري دافعا ً للطعن أو الأنتقاص بأي شكل من الأشكال .. وللعلم فأن الحقائق لن تتغير لمجرد كتب فلان أو همش فلان أو أنتقص فلان .. فالتاريخ يحفظ الكثير ويثبته , والمفروض بنا أن نفتخر بالأخوة والمحبة والوحدة وليس بالفرقة والخصام .. وأن نثبت لأولئك الأجداد العظام الذين ورثنا وحملنا أسمائهم أننا أهل لأن نكون أحفادهم , لا بل ونضيف الى أنجازاتهم وحضارتهم التي أمتدت لآلاف السنين .

لا أحد أفضل من الآخر مطلقا ً أو أحسن منه .. ألا فيما يقدم أو ينجز ويجتهد وأن كانت هناك أفضلية لقوم على قوم فهي بدعم الوحدة ولم الشمل والمناداة بالأخوة والتعاون طالما أننا شعب واحد وتاريخنا واحد .. والرابط الأكبر والأقوى هو المسيح الواحد والأنجيل الواحد .

ثم هناك مسألة مهمة وهي أن فلان أو فلان من الكتاب أو السياسيين أو المثقفين لا يمثلون كل أبناء شعبنا المسيحي ( السوراي ) قد يمثلون أنفسهم أو جهات معينة .. وأختلافاتهم لا تعني بالضبط أن الكل مختلف ومتخالف , بل بالعكس فالكثير من أبناء شعبنا يتوقون الى الوحدة لأننا أساسا ً شعب واحد بكل المقومات .. وفرقتنا كانت لأسباب وأسباب !

أخواني .. الطائفية دمرت وتدمر العراق .. أرض الآباء والأجداد ومنبع الحضارات .. والبلد سائر من سيء الى أسوأ .. ونحن هنا ماذا نسمي أنقساماتنا وأختلافاتنا ؟ أليست طائفية أخرى تضاف الى ما نعانيه ؟ والمشكلة أن الكثير من كتابنا ومثقفينا وسياسيينا يرفضون الطائفية لكنهم يطبقونها وينادون بها من خلال التعصب والنظرة الضيقة ! والمضحك في الأمر أن الكثير منهم يعيش في بلدان متطورة وديمقراطية لا تعرف معنى للتمييز بين المواطنين قومي كان أو طائفي أو غيرهما ..

كفانا يا أخوة .. كفانا ما عانينا ونعاني .. كفانا أنقساما ً وتشرذما ً على الأقل لنحافظ على وجودنا وأستمرارنا على أرض الوطن , الوطن الذي كنا الأصلاء فيه والمؤسسين له وفي هذا الظرف العصيب بالذات والذي يعصف بالكل ونحن جزء من هذا الكل والذي بات يهدد وجودنا وبالكثير من الأدلة الملموسة .

لا أحد منزه عن الخطأ .. ولا أحد يمتلك كل الحقائق .. أذن لم الشد ولم التوتر والعصبية في التعامل ؟

لنكن أبناء اليوم .. ونعمل من أجل الحاضر والمستقبل مع الأعتزاز بأولئك الأجداد العظام الذين نحمل أسمائهم ونفتخر بأنجازاتهم الرائعة على مدى التاريخ , وان لا نسيء أليهم يوما ً بعد يوم بما نقترفه من تباعد وتنافر وفرقة .. في وقت نحن أحوج ما نكون فيه الى التقارب والوحدة والأتفاق لمواجهة الكثير من التحديات التي باتت تهدد وجودنا وتاريخنا ككل , وليكن فخرنا وحدتنا وتماسكنا والمطالبة بحقوقنا وأثبات وجودنا وهويتنا .. حيث التهديد بالزوال والأندثار بات واضحا ً مع أستمرار نزيف الهجرة والتشتت والضياع في بلدان الله الواسعة .

أخوتي من محبتي للكل أقول : نحن شعب واحد , أصلاء وأصحاب حضارة عريقة .. والتاريخ لا يمحى بجرة قلم , فدعونا نتقارب ولا ندع مكانا ً للفتنة بيننا .. ونمنع من يزرع بذورها .. ولتكن تلك الأسماء العظيمة .. التي حملناها عبر التاريخ الطويل ملهمة لنا ودافعا ً قويا ً للوحدة والأتفاق على أرض وطن .. نحن الأصل والأساس فيه .. فهل سنتفق ؟

غسان حبيب الصفار

6 / 6 / 2013 / كندا

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *