كان ياما كان، كورد وفرنسيون بلا حدود

بهذا العنوان تم إفتتاح المعرض الفوتوغرافي لكورد منطقة أوفيرن برعاية المعهد الكوردي في باريس والممثلية الكوردية لأقليم كوردستان، هؤلاء الكورد الذين قادهم القدر، بل المصير للعيش في فرنسا. المعرض تم إفتتاحه في بلدية الدائرة رقم 10 من باريس في 18 من أيلول، لأحياء االذكرى ال 25 لعمليات الأبادة الجماعية للكورد إبان النظام الدكتاتوري السابق والتي سميت بعمليات الأنفال.

المعرض أيضا يحكي تأريخ الكورد الذين جلبتهم أم الكورد دانيال ميتران من ملاجئهم في تركيا الى فرنسا من خلال مقالات المجلات والجرائد التي كانت الموضوع الساخن في فرنسا في ذلك الوقت، صور قديمة يعود تأريخها الى عصر مؤلم وأوقات رهيبة مرت على هؤلاء الكورد الفارين من منازلهم و قراهم .

لدى دخول المعرض وعلى الرغم من الجو الهادئ وحرارة الصالة بديكورها الذي يشبه صالات القصور الملكية، نجد وعلى الواقعة المؤلمة التي مر على الكورد، أن هنالك أمل مشرق ومستقبل واعد لهؤلاء الذين عانوا ما عانوه، فالمعرض يقدم أيضا صورا للكورد المرحلين الى فرنسا في الملاجئ وصورهم وما وصلوا اليه اليوم.

من أجمل ما يمكن أن نتصوره أن كورد أوفيرن تم ألتقاط صورا لهم بعد ربع قرن مضى ، لنجد أن كثيرين منهم نجحوا في حياتهم وأندمجوا مع المجتمع الفرنسي وأعتنقوا مبادئه الجمهورية وأنهم رغم ما عاشوه، فهم الآن أعضاء فاعلون في المجتمع الفرنسي، ليصبحوا محاميين ورجال شرطة وفنانون وطلاب جامعات راقية.

الجميل أن مع كل صورة هنالك تعليق صغير، يقول السيد شكري برواري في صورته (لقد أخترت أوفيرن كون هذه المدينة تشبه بلدي)، فمدينة أوفيرن مدينة جبلية تشبه بجبالها وطبيعتها كوردستان، لذا بقي كثير من الكورد فيها بعد تعلقهم الشديد بكوردستان ولأنها تذكرهم بها. أما السيد بيوار طاهر فيقول (نحن نعتبر جسرا يربط هذين البلدين..كنت خائفا من كل ما هو زي عسكري)، أما السيد نيجرفان فيقول (أود أن أقول للشباب الكوردي إن أوربا مثل كوردستان فيها أشياء جيدة وأخرى رديئة..).

فمن هذه اللوحات نكتشف سيرة حياة أشخاص كانوا يقولون سابقا (من غير الجبال لانملك أصدقاء آخرين)، ولكن من خلال المعرض نفهم أن دانيال ميتيران كانت تود أن تقول لهم (لديكم أصدقاء في كل مكان ولديكم مستقبلا )، وهذه هي الرسالة التي كان يود أيضا أن يوصلها المصور الى العالم .

أما عن المصور فهو جيرارد كويتو، المصور الذي قام بتغطية الثورة الأسلامية في إيران وهو أول من قام بإعداد تقرير مصور سرا حول الكورد ومعارضتهم للنظام الأيراني ومن هنا تبدأ حكايته معهم حيث قام بتغطية مصورة لجميع الأحداث في كوردستان. كويتو وقبل أن يتقدم في السن، أراد أن ينهي المشوار الذي قام به ليجد من جديد أن الكورد هم دائما على طريقه وخصوصا أنهم هنا الآن في فرنسا، فما الذي يودون أن يتحدثوا عنه هؤلاء ؟ كورد أم فرنسيون أم كورد فرنسيين ؟ .

 

 

 

 

 

 

د.تارا إبراهيم- باريس

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *