قصيدة أمام تمثال الرصافي …/ خلدون جاويد

 

“كـُتـِبـَتْ إثر مشاهدتي لتمثاله الشامخ المسيّج بالأسلاك الشائكة في ساحة بائسة مقابل جسر الشهداء ـ شارع الرشيد ،  وسط منطقة  مهملة ـ في العاصمة بغداد. انه غريب في مدينة مغرّبة ومخرّبة “. 

 

تمثالُ معروف الرصافيْ المُنتصِبْ

وسطـَ  الخرائب ، للكواكب ينتسبْ

هو سِفـْر ُ تاريخ العراق ومجدُهُ

فرضٌ فخامتـُهُ وعزّتـُهُ تجـِبْ

فهو المُكرّمُ والمعظـّمُ والمُكلـّـلُ

بالنجوم ، وبالجنائن مُنتقـِبْ

هو هامة الدنيا وبدرُ جبينـِها

والكوكب السامي المنيرُ المُلتـَهـِبْ

هو شعلة ٌ ضدّ الطغاة ِ وضيئة ٌ

كالريح نيرانا وانوارا تهـِبْ

ماضرّهُ وسط القمامة  شامخ ٌ

تمثالـُهُ ، وجدارُ موطنِهِ خر ِبْ

ان الرصافيّ َ المنيفَ لنا أبٌ

يبكي العراقُ على يديـِهِ  وينتحِبْ

هو من تمنـّى للرصافة  سعدَها

والكرخ مايهوى الفؤآد ومايُحِبْ

هو لم يُحاصصْ او يُمايز معشرا

هو هكذا فاشيّة  لم يَرتكِب ْ

هو لم يكن الأ الرصافيْ ذاتـَهُ

يحيا بكل أصالة ٍ وكما يُحِبْ

ماكان إمّعَة ً لحزب ٍ آمر ٍ

كلاّ ولا للمرجعيةِ  ينتسِبْ

علم ٌ على متن النجوم ِ مُرفرفٌ

عن هام ِ قوس النصر لا لم ينسحبْ

هو قامة ٌ لم  تنحن ِ ، بل شعلة ٌ

لم تنثن ِ ،  لخيانة ٍ لم تقتربْ

ماخان ارضَ عراقِهِ ، لم ينتم ِ

لجواره ِ ، متآمرا لم ينتخبْ

ماكان مرتزقا لأية ِ شلة ٍ

ودراهما من شعرهِ لم يكتسِبْ

نسرٌ على الآفاق عاشَ ولم يمتْ

سلِط اللسان على الأجانب بل ذر ِبْ

لم يخش َسلطانا ولا أذنابَهُ

ولشر نار شروره لم يحتسبْ

الشاعرُ القِمميُ هوميروسُها

تبّانة ٌحمراء في كون ٍ رحِبْ

لو أنزلوا تمثالـَهُ عن صخرة ٍ

يغلي وينفجرُ العراقُ ويضطربْ

لن تقدر الجرذان ان تدنو الى

كعبيه ، بل تخشى الإسودُ وترتعبْ !

هو شمسُ وادي الرافدين وصبحُهُ

نخل الفرات وماء دجلتِهِ العذ ِبْ

وعلى القلوب ، نياطها وعروقها،

بدم العراقيين اسمُهُ يَنـْكـَتِب ْ

فهو المعلـّمُ ، شمعة ٌ قد أحرقتْ

دمها لكي تبني الحياة وكي تهـِبْ

هو من يعيد مشرّدا ً لبلاده

ويوحّــِدُ الاوطان وهو المغتربْ !

ترك الرصافيُ العظيمُ  وصية ً:

أسمى وأروعُ حكمةٍ هي :أن تـُحِبْ

 

******

 

14ـ3ـ2011

 

You may also like...

1 Response

  1. حميد أبوعيسى says:

    أجدتَ يا ابنَ جاويد كعادتك.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *