قصة خلق الانسان / بقلم سمير كاكوز

ذكر في سفر التكوين في الاصحاح 1 ولما انتهى الله من خلق العالم لم يكن هناك شجر بعد ولا مطر ولا انسان فصنع الله الانسان من التراب ونفخ فيه حياة فصار رجلا حيا فسماه ادم .

وفي نفس اصحاح الاول ورد ايضا ان الله قال في نفسه غير حسن ان يكون ادم وحده ساصنع له انسان يعينه فجعله ينام نوما عميقا وفيما هو نائم اخذ الله ضلعا من اضلاعه وصنع من هذا الضلع امراة وجاء بها الى ادم .

في بداية هذه الايات الله الله خلق ادم وحد في العالم كما ان الله وحده في السماء كما جاء من سفر الحكمة والاصحاح 10 تقول الاية هي التي سهرت على من جبل ابي العالم بعد ان خلق وحيدا اي ان ادم كان وحيدا في الجنة التي صنعها الله . ورد في رومة على لسان القديس بولس وفي رسالته الثانية الى اهل قورنتس والاصحاح 4 هنا يستعمل بولس عبارة الانسان الباطن لدلالة على الانسان البشري العاقل والفاهم والمدرك ولكن في الاية التي وردت في الاصحاح العاشر عناك تناقض وتعارض حول النمو الروحي مثلا راجع رسالة رومة الاصحاح 8 والاية 18 و 19 وارى ان الام الزمن الحاضر لا تعادل المجد الذي سيتجلى فينا فالخليقة تنتظر بفارغ الصبر تجلي ابناء الله في هذه الايات يكشف بولس الرسول من ان الانسان لا يستطيع ان يكون فكرة عن بهاء ذلك المجد المقبل هذا المجد هو منذ المسيح الذي قام من بين الاموات هذا المجد كان يختلف عن المجد العابر الذي كان ينير وجه موسى . ففي رسالة رومة والاصحاح 8 كما ذكرنا اعلاه ان الخليقة بعد خطيئة ادم اصبح الانسان يعمل في خدمة مصالحه وانانيته وطموحه والسيرة على كل شيء في الحياة وظل الانسة التي اقترفان المسؤول الحقيقي عن كل هذه الاعمال والى مجيء المسيح . الانسان طبعا يحمل نفس وقلب وروح وجسد وهو مكون من من الجسد والروح فهو نفس من ان الله نفخ فيه وصارت له حياة وهو مكون من لحم اي انه خليقة قابلة للفناء والرجوع الى الارض فالانسان لم ياتي من السماء بل ولا هو جزء من روح هبط من السماء بل هو مشتق من الارض وانه مخلوق حر مما يدل ان اصله من الارض وبحسب الاصحاح الثاني من سفر التكوين يظهر الانسان او ادم بعلاقاته الاساسية مع الله ومع الارض ومع اخوته . في الاصحاح الاول والثاني من سفر التكوين ان الانسان يستطيع ان يدخل في حوار مع الله والسبب هو ان الله خلق الانسان على صورته ولكن ان الاسنان ليس الله بل يعيش في تبعية وكما نقول علاقة الابن بابيه ففي قصة الخلق يظهر ادم كصورة للابوة الاليهة من خلال ان يتكاثر ويزيد حتى يملا في الارض وايضا يظهر كصورة للسيادة اي ان يخضع الارض لسلطانه وهو سيد الارض اي هو وجود الله على الارض .

بسبب خطيئة ادم و حواء الارض تلحقها اللعنة وهذه اللعنة سببت للانسان المتاعب والمشقة اي ان الانسان ينبغي ان ياكل خبزه بعرق جبينه بمعنى ان الارض لم تخرج ثمرا تلقائيا بل بمشقة المتاعب اي بعرق الجبين وان الارض تتمرد على الانسان وتعطي شوكها وان هذه الاشواك لم تعد تعني ان العالم فقط هو الباطل بل تعني ان الانسان اصبح خاطئا بسبب الخطيئة التي اقترفها اذن فمصير الان هو الرجوع الى التراب كما جاء في سفر التكوين لانك تراب والى التراب تعود اي ان الانسان انفصل عن مصدر الحياة بمعنى انه ياتي يوما بان تنتهي حياته ويموت ويعود الى الارض وصار الموت حتميا لا مفر منه . اي ان الانسان توهم انه اراد ان يصبح مثل الله ولكنه صار معرضا للموت ولكن حلم الحياة لم يتلاشى بل ان الله يرجع ويعود ويفتح باب جديدا للانسان والمودي الى شجرة الحياة كما داء في سفر الحكمة الاصحاح 3 والاية 18 تقول هي شجرة الحياة للمتعلقين بها ومن تمسك بها فله الطوبى وورد ايضا من سفر الحكمة ايضا والاصحاح 11 والاية 30 ثمرة البار شجرة الحياة والحكيم يجذب اليه النفوس .

ادم الانسان بعد ان كان انسانا روحيا اكتشف انه عريا بعد ان خطئى وانه عندما سائله الله نراه يلقي اللوم والخطىء على حواء اي بمعنى انه انفصل عنها وينكر تضامنها معه اي ان هذا الانفصال وهذه العلاقة سوف تتحكم فيها الشهوة والغريزة والرغبة في السيطرة اي ان المراة كما قال الله في سفر التكوين والاصحاح 3 جاء فيها وقال للمراة لاكثرن مشقات حملك تكثيرا فبالمشقة تلدين البنين وكما هو الحال الان ان المراة عندما تلد تلد بمشقات وبتعب ولكن وبحسب الكتاب المقدس المراة بصفتها اما وزوجة وان الرجل بصفته عاملا في هذا النص لا يعني انه لولا الخطيئة لولدت المراة بدون مشقة وتعب ولعمل الرجل بدون عرق الجبين بل ان الخطيئة قد قلبت اوضاع النظام الذي اراده الله وان عقاب الله هو الحرمان من الفة الله كما ورد في سفر الخروج الاصحاح 3 والاية 23 تقول فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليحرث الارض التي اخذ منها وهذا ما يثبت ان الانسان خلق من تراب الارض وان العقوبات التي اصدرها الله هي عقوبات وراثية بمعنى اخر الخطيئة الاصلية ولكن الرسول بولس يقابل بين جميع الناس في المسيح المخلص وبين تضامنهم في ادم الخاطىء .

ادم اقام نفسه قاضيا في الخير والشر اي ان خطيئة الانسان كانت اعتداء وتمرد على سيادة الله بارتكاب الانسان وخطيئة الكبرياء وهذا المخالفة هي تمرد على امر الله ووصيته فاتخذت الخطيئة الثمر المحرم والالفة من الله .

الانسان في الاصل ادم اي الاتي من تراب الارض وخلقه الله منها وهو اسم جمع سيصبح اسم الانسان الاول ادم .

الانسان العتيق وادم الاول المشوه بفضل الخطيئة التي اقترفها وصورته في المسيح المخلص يظهر في الصورة الجديدة والانسان الجديد في صورة المسيح ربنا ويتجدد الانسان على صورة خالقه ويترك صورة المسيح تبدله من انسان عتيق الى انسان جديد وان عقله يتجدد ولا يتشبه بهذه الدنيا اي هذا العالم وان يتحولوا الى معرفة ما هي مشيئة الله وما هو مرضي وصالح وان نقرب اجسادنا ذبيحة للمسيح وان نمجد اجسادنا ونمجدها مع المسيح الذي بذل نفسه وضحى من اجلنا ورفع عنا الخطيئة.

والنعمة والسلام مع جميعكم امين

سمير كاكوز

المانيا ميونخ

1 / 4 / 2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *