في مؤتمر حول حقوق الانسان في اربيل – كردستان العراق حبيب افرام: اول حق لاي انسان ان يبقى على ارض اجداده فلا يقتلع ولا يهجر ولا يقتل

أكد رئيس الرابطة السريانية امين عام اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية حبيب افرام ان

صورة ومستقبل العراق والشرق قد تكون مرتبطة بوضع وحال المسيحيين المشرقيين وفي

كيفية تعامل الانظمة مع كل مكوناتها الصغيرة، قومية او اثنية او طائفية او مذهبية. وان

السؤال الكبير في المنطقة هو اي اسلام سينتصر؟ الطالباني البن لادني ام السمح المنفتح؟

جاء ذلك في مؤتمر التعايش والتسامح الاجتماعي الذي عقد في قاعة وزارة الثقافة والذي

دعت اليه وزارة حقوق الانسان في العراق وحضره رئيس حكومة اقليم كوردستان الدكتور

برهم احمد صالح ووزيرة حقوق الانسان وجدان ميخائيل صالح ووزير الثقافة في كوردستان

 كاوه محمود ورؤساء ديوان اوقاف المسيحيين والسنة والشيعة، والبطريرك مار اداي الثاني،

والمطران شليمون وردوني ممثلا الكاردينال عمانوئيل دلي، وامين عام مجلس الكنائس

المسيحية المطران آفاك اسورديان، ورئيس طائفة الصابئة المندائيين الشيخ ستار جبار

الحلو، وممثل الطائفة اليزيدية السيد جلال حسن، وممثل الشبك السيد عبد الزهرة خورشيد،

 وممثلة التركمان السيدة فيحاء زين العابدين، وممثل الكورد الفيليين السيد ازهار رحيم.

وقال افرام يشرفني ان اكون غير العراقي الوحيد الذي يشارك في هذا المؤتمر ليس كمتدخل

في الشأن العراقي ولا كواعظ بل كملتزم في العمق بقضية المسيحيين المشرقيين.

واكد رئيس الحكومة الكوردستانية برهم صالح ان كردستان تفتح قلبها وارضها لكل مهجر

مسيحي  من اي بقعة من العراق، وان حكومته قد شكلت لجنة وزارية للاهتمام ورعاية اي

لاجىء وقد وصلت مئات العائلات حتى الآن. وشدد على انه يعتبر التنوع والتعدد من سمات

العراق وان الأكراد يعون تماماً معنى التهميش والإضطهاد لذاك سيقفون دائماً  مع اي قضية

حق لاي فئة  تشعر بالغبن.

وجاء في كلمة افرام:

أول حقوقنا أن نبقى

                                                   

من علامات الازمنة المضيئة أصلا ان يكون في العراق وزارة لحقوق الانسان فيما هو جوهر

كل فكر وعقيدة وحكم وأنظمة. الانسان كقيمة بحد ذاته دون تفرقة بالمطلق لا في الجندر ولا

في اللون ولا في القومية ولا في الدين.

ومن أنوارها ان يعقد مؤتمر حول التعايش أو العيش المشترك أو العيش الواحد في صيغة

حياة واحدة تتقاسم الخبز و الملح والهواء والسلطة والادارة في نظام سياسي جديد، بدل فكر

تصادم الهويات وتقاتلها أو صراع الحضارات أو نهج الحزب الواحد والقومية الواحدة والقائد

الواحد.

على أن في كلمة تسامح ما قد يحمل معنى غير متكافىء مثل ان أحداً أقوى يسامح الآخر،

فعلى ماذا وعلى أي خطأ. ان هذه الكلمة في تداول الحوارات ليست دقيقة.

أما من مظاهر الايام فأن نكون هنا في أربيل في عاصمة إقليم كردستان العراق في تجربة

فدرالية فذة قد تكون نموذجاً لوحدة في التنوع، وشكلاً من نظام حكم يكفل الخصوصيات

والقوميات واللغات في بلد متعدد الانتماءات القومية والإثنية والدينية.

أيها الأحباء،

مع تأكيدي المطلق للفكر الانساني الواحد، وتحسسي لأي غبن يقع على أي فرد في اي وطن

في اي منطقة، فأنا أحمل هم قضية إسمها المسيحية المشرقية حضورها ودورها ورسالتها

وبقاؤها.

وأعترف انها مسيحية مهددة الآن، مباشرة من قوى ظلامية إرهابية إلغائية تكفيرية، تغتال

أبناءها وتفجر كنائسها وتهجر بشرها.

وغير مباشرة من نظام لا يعطيها حقوقها مكرسة في دستور ولا يعاملها ” بدلال” رغم أن

 ليس لهذه الكلمة من معنى سياسي، لكن بتمييز إيجابي مثلاً، لا في الوزارات ولا في

المجالس النيابية ولا المراكز الادارية والامنية، ولا يكفل أمنها ولا يكرس لها – مثل غيرها-

ما كفله الدستور-

لا في حكم ذاتي لو أرادت هي ذلك، ولا في إدارة محلية اذا كان هذا خيارها، ولا في تكوين

حماية خاصة لها كمثال ممكن، ولا في أي صيغة.

فلماذا؟

أيها الأصدقاء،

العيش الواحد ليس شعراً. انه ارادة واعية حرة في العقل والفكر والممارسة، انه ايمان عميق

يبدأ من ثقافة نتربى عليها في البيت والمدرسة والجامعة والطريق والعمل والجامع والكنيسة

في أننا أبناء إله واحد ووطن واحد واننا متساوون ولو مختلفون، وان للجميع حقوق واحدة

في مواطنة. لا منة من أحد، ولا تسامح من أحد، ولا هبة.

هذا هو الثراء الوطني. ان لا أكون مهدداً كمسيحي. ان لا أستجدي حقوقي. ان لا تسرق أرضي ورزقي. وان لا تلغى هويتي وقوميتي ولغتي.

هذا هو التحدي. انه تحدي الذات. مطروح على النخب العراقية وعلى القوى السياسية والدينية

والفكرية.

ربما جوهر هذا المؤتمر ومستقبل العراق كيف سيتعامل العراقيون مع المكونات الصغيرة من

كلدان آشوريين سريان ومن يزيديين وتركمان وصابئة وغيرهم.

كيف سيواجهون التيارات الإلغائية بالجرأة الكافية على كل المستويات. اي وجه للاسلام

سيعتمدون. اي إسلام سينتصر؟ البن لادني- الطالباني أم السمح المنفتح المشع!

في البدء. في أول الحقوق. ان نحيا. هذا قدر المسيحي العراقي. ان يبقى هنا. في بلاد

الرافدين. في نينواه واوره وعين كاواه.

وفي كل بقعة من تراب وطن جبله بعرقه ودمه عبر التاريخ.

وفي الختام، عسى أن لا تقر القوانين العراقية حقوقاً رائعة للإنسان. ويكون إنساننا المسيحي

قد غادر الى بلاد الله.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *