في الذكرى الاولى للاستفتاء …. نيرون مات ولم تمت روما

في الخامس والعشرين من ايلول 2017 قاد سيادة الرئيس مسعود بارزاني عملية الاستفتاء لارساء الشعب الكوردستاني نحو بر الأمان وايده بذلك 72% من الشعب الكوردستاني في كوردستان الجنوبية مع فرحة وكرنفالات واحتفالات في كوردستان الشرقية والشمالية (ولكن بالخفاء) فالشعب الكوردي والكوردستاني شعب حي تواق للاستقلال والحرية من ظلم وغطرسة المتصدين في الحكومات الجارة لكوردستان تلك الحكومات التي يرعبها اسم كوردستان فمنهم من اطلق على الاستفتاء التاريخي وتقرير المصير مؤامرة اسرائيلية ومنهم قال مؤامرة اردوغانية،  وقد وحد الاستفتاء اعلام وعسكر واقتصاد وسياسة ثلاثة دول متخاصمة على مر العقود ، نعم وحدهم الاستفتاء للاستمرار بظلم شعب كوردستان.

نبذة تاريخية عن الظلم والغدر الذي لحق بكوردستان

بلا شك فان الكورد هم أكبر مجموعة عرقية ظلت بلا دولة عندما قسمت بريطانيا وفرنسا، القوتان المنتصرتان في الحرب العالمية الأولى، الإمبراطورية العثمانية. وفرّق هذا التقسيم حوالي 30 مليون كوردي بالمنطقة، وتركهم متناثرين في أربع دول هي العراق وإيران وتركيا وسوريا، وقد ظهرت النواة الحقيقية الفعالة بالقضية القومية للكورد عند توحيد التكتلات والاحزاب الكوردية عام 1946 على يد الخالد مصطفى البارزاني بحزب قومي موحد يمثل كوردستان تحت اسم الحزب الديمقراطي الكوردي، ثم مع انتقال الحزب الى مرحلة جماهيرية حقة تغير اسمه الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني كونه اصبح يضم غير الكورد بين صفوفه واصبح يمثل كل من يعيش بارض كوردستان وخصوصا الجنوبية منها فدخل صفوف هذا الحزب الرائد ، مسيحيين من الكلدان والاشوريين كما التركمان وعدد من العرب الهاربين من ظلم السلطات حينها ، واستمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني يعمل ويناضل من اجل تحقيق عدد من المفاهيم الانسانية القيمة وبعد حصول التغيير الاول في الدولة العراقية من الملكية الى الجمهورية عام 1958  تأمل الشعب الكوردي خيرا بان التغيير قد حصل وسوف يحصل على حقوقه في تقرير مصيره والعيش بكرامة، لكن الشوفينيين في سلطة الحكم غدروا بهذا الشعب وانقلبوا على الاتفاقيات مع قيادة البارتي والتي كانت متمثلة بالبارزاني الخالد وعدد من المناضلين معه ، حينها ثار الشعب الكوردستاني ضد الغدر وانطلقت ثورة ايلول المباركة عام 1961 واستمرت الثورة تسعة سنوات حتى رضخ نظام البعث حينها لمطالب الثورة وعقدت في 11 اذار 1970 اتفاقية  بين الحكومة العراقية  والزعيم الخالد مصطفى البارزاني وفيها اعترفت الحكومة العراقية لاول مرة في التاريخ بالحقوق القومية للكورد مع تقديم ضمانات لهم بالمشاركة في الحكومة العراقية واستعمال اللغة الكوردية في المؤسسات التعليمية ، وايضا تأمل شعب كوردستان خيرا  ولكن عام 1974 انقلبت حكومة البعث حينها على الاتفاقية الموقعة في 1970 وغدرت بكوردستان للمرة الثانية وجاءت اتفاقية الجزائر الخيانية والتي وقعت بين النظام العراقي حينها وحكومة ايران في دولة الجزائر عام 1976 منح فيها النظام العراقي نصف مياه شط العرب ومساحات واسعة من الاراضي النفطية لايران مقابل القضاء على الثورة في كوردستان وفي 26/ ايار 1976 اندلعت ثورة كولان ( ايار ) واستمرت هذه الثورة الى سنة 1991 الانتفاضة المباركة لشعب كوردستان وفرض التحالف الدولي منطقة محضورة السلاح في خط عرض 36 والذي شمل منطقة كوردستان لحمايتها من جيش نظام البعث ، واستمر حضر السلاح في هذه المنطقة الى دخول القوات الدولية للعراق واسقاط النظام العراقي في 2003 وتأمل شعب كوردستان خيرا بعد تشكيل حكومة عراقية جديدة ونظام عراقي جديد ودستور ضمن حق كوردستان تحت وصاية دولية وحصول كوردستان على فدرالية كاقليم داخل دولة العراق  لكن سمة الغدر لم تفارق المتصدين للحكم في العراق واستمرت العلاقات مع الحكومة العراقية بين المد والجزر وبين الحين والاخر يدفع المتصدين بقوات عسكرية تهدد كوردستان تحت مسميات عديدة منها قوات دجلة وغيرها ، الى ان احتل داعش الارهابي المجرم ثلثي العراق وكانت قوات بيشمركة كوردستان  بالمرصاد للدفاع عن كوردستان والعراق ويرجع الفضل الاول للقضاء على داعش الارهابي لاسود كوردستان البيشمركة الابطال،  لكن هذا ( لم يغزر ) في عيون الحكومة العراقية واصبحت تماطل بالحقوق الدستورية لكوردستان وتبتعد عن الايفاء بالوعود والاتفاقات الى ان وصل (الحال الى المحال) في التعامل مع الحكومة العراقية، حينها وضع سيادة الرئيس مسعود بارزاني نصب عينيه، أن لا بديل عن الاستقلال، وحمل بنفسه لواء الاستفتاء، لتقرير مصير شعب كوردستان في الخامس والعشرين من شهر ايلول 2017 وتم الاستفتاء ونجح بامتياز كبير بشهادة مراقبين دوليين ، وهذا ما اغاض الحكام في الداخل والخارج ودفعت الجيوش والحشود لاحتلال  كوردستان بصولة غدر رابعة بالاتفاق مع الخونة والجحوش في الداخل  شهر تشرين اول 2017 ورغم كل العراقيل ظلت كوردستان قوية شامخة صلبة ومعها الحزب الديمقراطي الكوردستاني ذلك الحزب الابي المناضل المتمرس  على صدّ الهجمات التي تسعى للنيل من كوردستان. وهكذا ماتت مؤامراتهم ومات ظلمهم  وكوردستان شامخة والحزب الديمقراطي الكوردستان يعود اكثر اصرارا وقوة  (فنيرون مات ولم تمت روما)، واصبح يوم الخامس والعشرين من ايلول يوم الاستفتاء التاريخي عيدا وطنيا كوردستانيا ، يحتفل به شعب كوردستان والحزب الديمقراطي مستمرا بالنضال  من اجل استقلال كوردستان .

 

الف تحية تقدير وإجلال إلى أرواح شهداء الكورد وكوردستان في الذكرى الأولى للاستفتاء التاريخي  ، وسيبقى الشعب الكوردستاني في كل مكان، ممتناً للسروك بارزاني لإصراره وثباته على أعظم وأهم مشروع عرفه شعب كوردستان  في القرن الحالي.

لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *