عمن يملكون الدلو و يعرفون الطريق إلى البئر.. !! بقلم: هايل المذابي

 

 

يقول الفيلسوف رالف إميرسون “العالم بأسره يفسح الطريق للشخص الذي يعرف وجهته” 

هذه المقولة هي إعادة إنتاج لفلسفة سقراط و خلاصة تجربته التي انتهى فيها بالقول ” اعرف نفسك”.. 

تلك المعرفة تشبه أن تمتلك الدلو و تعرف الطريق إلى البئر و لكن و مع الأسف معظم البشر يمتلكون الدلو و لكنهم لا يعرفون الطريق إلى البئر و هذه فلسفتي الخاصة في معرفة الذات و معرفة الوجهة.. 

الدلو ليس سوى امتلاك المعرفة و في عصرنا هذا صار معظم الناس يمتلكون تلك المعرفة وأدوات إكتسابها لكنهم كما أسلفت – إلا قليل منهم- لا يعرفون الطريق إلى البئر.. 

معرفة الطريق إلى البئر تعني أن يفكر الإنسان و يبحث و يحلل و يستنتج و يشك و يطرح التساؤلات و يحلق عالياً عالياً حيث لا يلحق به جناح.. 

في الحياة ستجد صنفين من البشر عندما تتخيل نفسك منطاداً، الصنف الأول يشبه الهيدروليك الذي يزود منطادك بما يحتاجه للتحليق و الآخر ليس أكثر من مجرد كيسٍ من الطين إن لم تتخلص منه فلن يتركك حتى تصبح من أهل الطين.. 

دعوني أصرح ” فلا خير في اللذات من دونها سترُ” كما يقول أبو نواس، تعرفت منذ مدة على الدكتورة مناهل ثابت و لأول مرة علمياً أما في عوالم الفن فقد عرفت البعض، و لأول مرة علمياً أجد شخصاً يمتلك بوصلة و يعرف ذاته و وجهته و يعرف الطريق إلى البئر و قد أفسح له العالم الطريق ليعبر في الحكاية.. 

هذا الصنف من البشر عندما تكون على وشك التخلي عن كل طموح لك و يوشك منطادك أن يتساوى مع الطين لكثرة ما يحمله من أكياس الطين و تتردى بها و تتردى حتى السقوط ينفخ فيك علمه و عزيمته فيجعلك تنهض و تحلق و لو كنت بين الرماد بل إنه يجعل منك طائراً فينيقياً يقهر المستحيل و يولد من رفاته.. 

هذه المناهل لم يشب علمها الذي مازالت تجتهد كل يوم فيه شائبة من نفايات التحزب و السياسة و لذلك فعلمها خالص ليس له غاية في منصب أو غاية في التكسب و لم أجد في أي كلمة أو خطاب ألقته في أي حفل مما رأيته على شبكات الميديا إلا ما يكرم الإنسان و يحقق له آدميته التي يجب أن لا ينكص أو ينزاح عنها.. 

لقد حصدت شهائد و جوائز متعددة علمية و إقليمية و لكنها لا تفاخر إلا بما حققته علمياً و ربما أن الجوائز عادةً هي قبلة للموت فالرياضيون مثلا في الأغلب بعد الحصول عليها يتفرغون للشرب و المخدرات و الإنحلال الأخلاقي و حتى في مجالات أخرى قد يحدث أكثر من ذلك لكن عندما تكون الغاية نبيلة و المقصد شريف لم تزدها تلك الجوائز إلا سعياً و اجتهادا من أجل الإنسان بالعلم و المعرفة.. 

لقد بدأت أفكر بجدية في كل ما فكرت به من قبل و اعتبرته من المستحيلات لأني سمعتها في ذات حوار تقول ” المستحيل وجهة نظر” .. 

كل شيء ممكن و قابل لأن نعمل من أجل تحقيقه لأن المستحيل هو نحن و الممكن هو نحن و كل ما علينا فقط هو أن نعرف وجهتنا و نتخلص من أكياس الطين ..

 

https://www.youtube.com/watch?v=5baZztNJ6RI

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *