عملاء .. أم خونة وما الفرق

حين يباع الوطن وتهان كرامة المواطن وبالعديد من الأشكال .. وحين تنهب خيرات البلد بكل الطرق والأساليب دون مبررات ومن دون مسائلة أو محاسبة ! وحين تقمع الحريات وتسلب الحقوق .. وتتعثر الخطط المستقبلية للبناء والأعمار والرقي نحو الأحسن .. وحين يسير البلد بخطى ً حثيثة نحو الوراء وبكل المعايير والموازين .. وحين يعاني الشعب من الفقر والعوز

والحاجة الى أبسط المتطلبات .. في بلد من أغنى البلدان ! وحين تكمم الأفواه عن التعبير وقول الحقيقة  .. في بلد يرفع شعار الديمقراطية ! وينادي بالقانون .. وحين وحين وحين ألخ ……

ماذا سنسمي الحكام ؟ وماذا سنطلق عليهم ؟ حين ينادون بأهداف هم أنفسهم لايؤمنون بها !! وحين يرفعون شعارات ليست ضمن قناعاتهم ويتصرفون بغرابة وعجب ويتمسكون بالمناصب ويركضون وراء الامتيازات ويلهثون وراء المال العام لأحتوائه وتحويله الى أرصدة وحسابات وممتلكات خاصة بهم دون وازع من ضمير ..

في عراقنا الحديث والديمقراطي الى أبعد الحدود ! لانتعجب مما نشاهد ونسمع ونلمس من أقوال وأفعال وتصرفات المسؤولين وعلى كل المستويات ومن القمة الى القاعدة .. حيث البعض جل همه الأثراء والمنصب ومايدره عليه ذلك , والبعض منهمك في محاربة الخصوم والصعود على أكتافهم أو التخلص منهم , والبعض يقول ولاينفذ , والبعض يساوم على الوطن .. والبعض لايتوانى عن فعل أي شيء في سبيل البقاء في الكرسي ( كرسي العجائب )  والبعض غارق في عقد الصفقات الوهمية لتوفير الكهرباء والخدمات والمشاريع الأخرى وكلها طبعا بأسم الوطن والمواطن .. والبعض الذي يشغل مناصب كان لايحلم بها وليس أهلا لها أساسا ً ! وحدث ولاحرج عن قمع الحريات والآراء , والدكتاتورية والانفرادية في القرارات والأستهانة بأرواح المواطنين والأستخفاف بمستقبل البلد ككل !!

ماذا نسمي هؤلاء ؟ وأي تسمية تنطبق على أفعالهم وممارساتهم ؟ حيث أصبحت مصالحهم فوق كل أعتبار وأمتيازاتهم وطمعهم الغير منتهي للأستئثار بالمال العام .. وحماية الفاسدين والمفسدين علنا ً والدفاع عنهم لابل وتبرئتهم ( وعلى عناد ال يكرهون ) لأنهم من حزب فلان أو طائفة علان ! تصرفاتهم لامسؤولة وقراراتهم مشوهة وعرجاء , وتخبط في تخبط لحكومة ومسؤولين ليسوا أهلا للقيادة أساسا ً ماعدا البعض منهم الذي لايشكل ألا نسبة ضئيلة , أذ أثبتوا ولسنوات عدة أنهم ليسوا في مكانهم المناسب .. وليسوا سوى جامعي أموال وحاصدي ثروات بكل المفاهيم منهم من وضع يده بيد المحتل لتدمير البلد وتخريبه وأعادته قرون الى الوراء وبحجج التحرير والتغيير ونشر الديمقراطية وغيرها من الأعذار .. ومنهم من باع الوطنية والأنتماء ليخدم أهداف اخرى وليقبض الثمن ! ومنهم من يتاجر بالمشاريع والخدمات ومنهم ومنهم ألخ …… وحدث ولاحرج عما حدث ويحدث في البلد ككل وماوصل أليه الحال والى متى ؟؟ الله اعلم .. فمن سيء الى اسوأ ومن فاسد الى أفسد ومن فاشل الى أفشل !! وعلى كل المستويات  حيث لاتشريع ولاتنفيذ ولاهيبة للقانون الذي أصبح للأقوى والاقدر .. ولاوجود للنزاهة ولاكلمة مسموعة او فعالة للقضاء ولا ولا ولا ……. ألخ …

كل منشغل بما تمليه مصلحته الخاصة وكل ساع للمزيد والمزيد ولايخدم ألانفسه وبكل الطرق , أما الوطن والمواطن فهذا آخر مايخطر على بالهم بل ذلك ليس همهم ! والبناء والأعمار والسير بالبلد نحو الأفضل ليس من واجبهم او مايقلق منامهم ! وتوفير الأمن والخدمات وأحقاق الحق بعيد كل البعد عن تفكيرهم .. فماذا نقول عنهم ؟ وماذا نسميهم ؟

عملاء .. أم خونة .. وفي الحقيقة لافرق !

20 / 8 / 2011 / كندا

You may also like...