على هامش الرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار دنحا الرابع

بداية أتقدم لقداستك ولأبناء الكنيسة التي تترأسها أجمل التهاني والتبريكات بمناسبة عيد ميلاد مخلصنا يسوع المسيح ( بشرى الخلاص ) وميلاد مجيد لكافة أبناء شعبنا المسيحي ,
إطلعنا مؤخراً على رسالتك الرعوية لأبناء كنيستك لمناسبة ميلاد المسيح ورأس السنة الجديدة  ، وهي رسالة أب لأبناءه أتت  في هذا الوقت العصيب الذي يمر به شعبنا المسيحي سواء في عراقنا الحبيب او في بلدان الانتشار …
وكم هي الحاجة إلى كلمة أمل ورجاء ومحبة بهذه المناسبة الروحية الكبيرة ،  وكلمة طيبة تكون مثل البلسم على الجرح العميق  .. فمسيحيي العراق يذوقوا الأمرين وما أحوجهم إلى رسالة تشعرهم بأن سيدنا يسوع المسيح معهم ولن يتركهم في الأوقات الصعبة .. رسالة تشعرهم وتجعلهم يلمسون أبعاد الإسم العظيم عمانوئيل ( الله معنا ) … تشعرهم بأن المسيح يولد مجدداً بينهم من اجلهم وسط التفجيرات وإراقة الدماء والاغتيالات والتهجير ….
اعذرني قداستكم إذ أقول أن في رسالتك فقرات بعيدة كل البعد عن روحية  الميلاد ، حيث أفرغت المناسبة من سموّها وتناقضت مع رسالة المحبة والسلام وقبول الأخر التي أرساها سيدنا يسوع المسيح الذي ولد في مذوداَ متواضعا وفي مغارة حقيرة لأنه لم يكن هناك مكانا في المدينة المكتظة لكي تضع مريم مولودها ,
قداستكم عن قصد أو غير قصد يذكر ثلاثة كنائس ويتجاهل كنيسة المشرق القديمة التي يترأسها قداسة البطريرك مار أدي الثاني ، هذه الكنيسة التي انفصلتم عنها وعلى يدكَ أسستم أخرى سنة 1976 وأعطيتموها اسماً قومياً ، وهي الأصغر بين بقية الكنائس الأخرى من حيث العمر .
قداسة البطريرك مار دنحا الرابع هل هذه الفقرة في رسالتك تنسجم مع روح الميلاد ؟؟؟؟
” لقد قلت أيضاً … اليوم نَحنُ المسيحيين الذين نعيش في بُلدان المشرق نُعرفُ بأسماء ثلاث كنائس : وهي الكنيسة الكلدانية ، الكنيسة السريانية ، وكنيسة المشرق الآشورية . كمسيحيين مؤمنين يجب أن نحب ونحترم ونعمل معاً كأعضاء قطيع مسيحي واحد ، وكأمةٌ واحدة، لسنا ثلاث أُممٍ ، لكن أمةٌ واحدة وشعبٌ واحد، بالدم ، بالتاريخ ، باللغة . وكلنا كأمةٌ آشوريةٌ مسؤولين لكي نُحافظ على سلامة أبناءُ أمتنا كشعبٌ واحد . إنتهى الإقتباس وحاولت دون جدوى أن أجد روح الميلاد في هذه السطور
إلا إذا كان ربنا يسوع المسيح إقصائي للآخرين في رسالته حاشا له .”
 ولم تكتفي ، بل أردفت قائلاً  ….”  لذلك جميع أبناء أمتنا المسيحيين من أيَ كنيسةٍ يجب أن يكونوا منتبهين وساهرين لكي يحافظوا على السلام والأمن والاتحاد ، يعملوا بإيمان مع بعضهم البعض كشعبٌ آشوري واحد . وأن يبتعدوا عن الكراهية والغيرة والجِدالات الهدامة التي تجلب خسائروانقسامات كبيرة لنجاحات أي أمة ..”  

قداسة مار دنحا ، عصر الشوفينية ولـى إلى غير رجعة  ، عصر كان فيه من يفرض هويته على الشعب مطبلاً إلى أمة واحدة ذات رسالة خالدة …. فالفرق ليس كبير بمن يفرض هوية مزيفة بقوة السيف أو بخطاب من يتمنى أن يكون معه سيف ليعلن حرباً ضروساً على من يريد إلغائهم .  
ياصاحب القداسة … هويتي كإنسان ولد حراً من عائلة حرة اعرفها حق المعرفة  ، وهي حقيقة تاريخية راسخة ولا أسمح بأن يختار بشراً غيرها مهما كان شأنه ومهما بلغت رتبته الدينية أو مكانتة الدنيوية أو منصبه السياسي أو درجته العلمية … وهذه الفقرات من رسالتك , ما هي ألا تكريس إلى حقبة سوداء لا تنسجم مع فترة الميلاد المضيئة …
أفلا يعتقد قداستكم بأن حشر مثل تلك الفقرات في رسالة رعوية  ماهي إلا لزيادة التفرقة التي لم ولن يكون كلدانياً سببها يوماً ما  ؟ ألا يرى قداستكم بأن تلك التعابير  تجسد وتكرس أمور لاعلاقة لها لامن قريب ولا من بعيد عن رسالة المسيح في قبول الأخر وأحترام مشاعره  في الانتماء  سواء كان قصيرا أو طويلا اسودا أو ابيضا …سريانيا أو أثوريا أو كلدانيأ أو ..الخ
إنا  احترم شعور أخي الأخر في الانتماء وأمارس أيماني المسيحي في كنيسة أبائي وأجدادي الكلدان وهي كنيسة المشرق الكلدانية ، ولا صلة لي بالأمة التي تؤمن بها قداستك ( مع كامل إحترامي لمن ينسّب نفسه لها  ) ،  وبذلك فإن رسالتك ماهي إلا رسالة خاصة تشمل فقط من يصدّق مثل هذا الطرح مع كامل إعتزازي بهم .
في الختام أشكرك على رسالتك الرعوية وعلى تلك الفقرات التي اقتبستها منها فهي موجهة إلى مطبلي الوحدة المزيفة  الذين يطبق عليهم صمت القبور أمامها وتعطي مؤشرا قويا عن النوايا  ؟؟

كل عام  وأبناء شعبنا الكلداني وبقية المسيحيين بخير وأمان وسلام وميلاد مجيد
سيزار ميخا هرمز
cesarhermez@yahoo.com

You may also like...