عزيزي ليون برخو … ثالثة !!

كانت تهمة في غير محلها عندما أتهمت الكلدان بالأنقسامية ورفعتها الى مستوى الأرهاب واضطهاد غيرهم , ولا أصدق بأنك تعني ذلك , بدليل أنك لم تتوفّق في تعريف الأنقسامي الذي عرّفته بأنه (( الشخص الذي لا يدري ولكنه يفكر ويكتب ويتصرف كأنه يدري )) وأسمح لي أن أقول أن هذا التعريف ينطبق أكثر على الشخص الجاهل المدّعي العلم والثقافة وهو فارغ من أيّ منها , وهذا أيضا بعيد كل البعد عن الكلداني الذي يعرف ماضيه وتاريخه وحاضره جيدا .

1 –  أن تهمة الأنقسامية والأنقساميين برزت بصورة جليّة وأطلقته منظمة التحرير الفلسطينية على منظمة حماس عندما تمرّدت عنها وأستقلّت في قطاع غزّة وشكلوا حكومة لهم فيها, وكأنهم بهذا يتنازلون عن مجمل الأراضي الفلسطينية المحتلّة , مكتفين بدولتهم المجهريّة أرضاء لغرورهم ليحصلوا على أية نوع من السلطة . فهل تنطبق هذه الحالة على الكلدان ؟؟ أن كل المنصفين يقولون كلا . لسبب بسيط وجليّ وهو أن الكلدان يعتبرون العراق بأكمله ( وليس جزء منه ) الممتد من شمال زاخو والى جنوب الكويت هو وطنهم وموطنهم منذ ما بعد الطوفان . وهم ومعهم كنيستهم الكلدانية العريقة وآبائها الأساقفة الذين يصرّحون بذلك ليل نهار, ولذلك جرى تهميشهم وحتى محاولة ألغاء قوميتهم الكلدانية العريقة , وألغاء دورهم التاريخي في ممارسة حقوقهم في المناصب والوظائف التي يستحقونها والتي كانوا يتمتعون بها منذ تأسيس الحكم الوطني ما بعد الحرب الكونية الأولى وتاريخ الحكومات التي مرّت على العراق الحديث يثبت ويؤرخ ذلك . أن الأنقساميين هم الذين أيدوا ووقعوا على الدستور الذي كتبه لهم ( فيلدمان ) ويسيرون وبخطى حثيثة مع مخططات التقسيم التي كان عرّابها نائب الرئيس الأمريكي ( جو بايدن ) ويمهّدون الطريق أمام الأهداف الأمريكية والصهيونية وكل معادي للعراق كدولة مستقلّة في أقتراحهم لمشروع تلو الآخر وتحت تسميات عديدة وكان آخرها ما سمّي بالمحافظة المسيحية , ظاهرها حماية المسيحيين وباطنها تنفيذ مخطط تقسيم وتجزأة العراق , فلو كان الكلدان تقسيميين وسائرين في هذا المخطط لكنت تراهم وهم يحتلون كراسيهم في مجلس النواب ومجلس الوزراء , وحتى بمناصب سيادية يستحقونها .

2 –  عندما تشير الى كتاب ( الحوذرا ) وذكر كلمة ( الكلدان ) مرة واحدة فيها , فهذا دليل على أنك تقصد الكلدان في موضوعك هذا, وكلمة الآشوريين جائت لذرّ الرماد في العيون كما يقول المثل , ومع تقديري لدرجتك الكنسيّة كشماس فيها , وتقديسي لكتاب الحوذرا الذي تستند عليه كنيستنا المشرقية في صلواتها الطقسيّة منذ تأسيسها على يد الرسول توما وتلميذه مار أدي عام (37) للميلاد , أنما هناك الكتاب الأقدم والأهم منه وهو الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد لترى كم مرّة ورد أسم الكلدان والكلدانيون فيه , وأذا كان وقتك لا يسمح بذلك , أحيلك الى موضوعي ( الكلدان في الكتاب المقدس ) والمنشور في موقع عنكاوة – المنبر الحر, بتاريخ 8\7\2010 وعلى الرابط أدناه (*) وبخصوص أستخدام اللغة الكلدانية في طقسنا الكنسي , فأنا أؤيدك لو كان أبناء كنيستنا الكلدانية يعرفون أستخدامها قراءة وكتابة , ولكن ذلك لا يعني أن ترجمتها الى اللغة التي يفهمها شعبنا الكلداني في الكنائس هو عمل مخالف للتعاليم الكنسية , والا لماذا أرسل الرب يسوع المسيح روحه القدوس على التلاميذ في يوم الخمسين وأعطاهم موهبة التكلم بالآلسن لينقلوا بشارته الى جميع الأمم وبلغاتهم التي يفهمونها , أليس هذا دليلا على أن كنيستنا الكلدانية والكلدان بصورة عامة بعيدين عن مرض التعصّب ؟؟

3 –  وأجابة على سؤالك المكرر في معظم كتاباتك , على النقاط العشرة التي تتسائل فيها بصيغة التحدي ,  أقول رأيي المتواضع وأني لست ناطقا بأسم الكلدان أو أي شخص آخر وهو أن الكلدان يعتبرون العراق هو مُلكهم ووطنهم , يعملون دوما كل ما يؤدي الى الحفاظ على وحدته وأستقراره وتقدمه وتطوره ليسود فيه السلم والأمان , ونشر روح التآخي والمحبة بين جميع أبنائه ,  بغضّ النظر عن دينه أو طائفته أو قوميته , وهم لم يرفعوا يوما سلاحا بوجه أحد لسبب بسيط هو أن هذا يتقاطع مع ما علّمهم ألههم , وما يؤمنون به . أما الحصول على حقوقهم فلا أعتقد بأنك ممن يؤمنون بأن أستخدام السلاح هو الطريق الصحيح لذلك , وأنك تعيش في بلد الديمقراطية شبه المثالية , ولذلك فأنهم ومعهم الشعب العراقي بأجمعه يطمحون في حكومة مسؤولة تحرص على أبناء الشعب بكافة قومياته وطوائفه ومذاهبه دون تمييز أو تفرقة , ويكون الفيصل في الأمر هو القانون الذي يجب أن لا يعرف الا العدالة في تطبيقه كما هو جار في الدول الديمقراطية التي نعيش فيها . أما الأخوة الأكراد فلهم نظريتهم التي لا تناسبنا نحن الكلدان , وأنهم رغم سيطرتهم على معظم المناصب المهمة في العراق , وهم دعامة أساسية من دعائم الحكم ما بعد 2003 , الا أنهم لا زالوا يحملون طابع هاجس الخوف والشك من شركائهم في الحكم, لأنهم يعلمون جيدا متى ما سحبت أمريكا والدول المجاورة تأييدها لهم ( وهذا ليس بعيدا في سياسة الدول التي تضع أولوية رئيسية لمصالحها ) فسوف ينهار كل شيى أذا كانوا قد حصلوا عليه بليّ الأذرع , أو أستقواء بهذا أو ذاك وأذا لم يكن مبني على التفاهم والثقة بين الشعب العراقي بكافة قومياته التي يجب أن يسودها التآخي, ولعل تجربة أتفاقية الجزائر عام 1975 , كانت درسا أليما عليهم أستيعابه .

كلمة أخيرة أرجو أن تتقبّلها مني .. فمع فائق أحترامي لدرجتك العلمية ومناصبك التي تتبوأها في الجامعات , الا أن تكرارك لوصف نفسك بالعالم, والأكاديمي والأستاذية في الجامعات المختلفة والمحاضر في كذا وكذا جامعة وغيرها من الألقاب التي سوف يكون وقعها مناسبا , لو كان الغير يوصفك بها , وليس أن تكررها على نفسك في كل مناسبة , ولعلك تؤيدني بالقول الذي لا بد وأن سمعته وهو (( أثنان فقط لا يعلنان حقيقتهم , العالم أو الفيلسوف . والمجنون )) لأننا لم نسمع من عالم أو فيلسوف يقول أنا عالم أو فيلسوف , فكلما زاد الأنسان علما ومعرفة , كلما رأى نفسه بحاجة الى العلم أكثر وأكثر . وفي نفس الوقت لم نسمع عن مجنون , أعترف بأنه مجنون .

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,425926.msg4690106.html#msg4690106

بطرس آدم
6\1\2011

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *