عراقي يستحوذ على 7 ملايين صفحة من الوثائق العراقية ويبيعها للأمريكان

النخيل

أقدمت مؤسسة الذاكرة العراقية التي أنشأها (كنعان مكية) العراقي الاصل والاميركي الجنسية على التعاقد مع معهد هوفر للاحتفاظ بوثائق الدولة العراقية في عهد الطاغية صدام حسين وقال انه أقدم على هذه الخطوة (خوفاً من استخدامها من قبل الخصوم) حسب زعمه.

وتؤكد صحيفة الهيرالد الأميركية في رواية قصة سرقة هذه الوثائق المهمة جدا أن مكية نقلها الى بيته في المنطقة الخضراء، ثم جرت عملية ترحليها بحرياً بحاويتين الى الولايات المتحدة الأميركية، لكن السؤال المثير للاهتمام هو كيف حصل مكية على هذه الوثائق ؟.

ووصلت الوثائق التاريخية المهمة التي تعود لنظام الطاغية صدام الى مؤسسة هوفر بجامعة ستانفورد، حيث ستحفظ، وتـُحمى بغرض استعمالها من قبل الباحثين، طبقاً لزعم الصحيفة الأميركية.

وتقول الهيرالد في تقرير لها بهذا الصدد إن التقييم الأولي لعدد الوثائق التي جلبت الى مؤسسة هوفر يشير الى أنها أكثر من 7 ملايين صفحة من السجلات، فضلا عن مصنوعات يدوية خاصة بحزب البعث الذي حكم العراق من 1968 الى 2003، وستكون جميعها متوافرة للعلماء.

وقال الناطق باسم المعهد (ميشيل هوراني):(إن الوثائق قد وصلت) لكن وصول هذه الوثائق الى الولايات المتحدة، و(الغصب) الأميركي باستملاكها هوجم من قبل المؤرشف العراقي الذي طالب بعودة مجموعة الوثائق الى بغداد وقال (سعد إسكندر) المدير العام للمكتبة الوطنية والأرشيف إن السجلات الخاصة بالنظام السابق، هي ملك عام للعراق وتخصهم وحدهم.

وكانت هذه الوثائق التاريخية المهمة قد اكتشفت في سرداب لمقر حزب البعث في بغداد خلال الفوضى بعد دخول الولايات المتحدة للعراق وتتضمن الوثائق مجلدات مرزومة وفايلات منفردة لسجلات شخصية وملفات تحقيقات وتتضمن أيضا سجلات بالعوائل التي أعدمت من قبل حزبه طبقاً لزعم الصحيفة الأميركية.

وقد جمعت السجلات من قبل مؤسسة الذاكرة العراقية ومقرها واشنطن وهي مؤسسة أميركية أسسها (كنعان مكية) حامل الجنسية الأميركية الذي سافر الى بغداد بعد وقت قصير من الغزو وجمع الكثير جداً من الوثائق على قدر ما وجدها وكانت سلطة الحكومة المؤقتة قد منحت (مكية) حق رعاية الأوراق واستملاكها.

وأوضحت الهيرالد أن هذه المجموعة الضخمة جداً من السجلات والصحف سوف تساعد في إلقاء الضوء على الناس، والهيكليات والاجراءات التي اتخذت لخلق نظام بعثي قوي زمن الطاغية (صدام حسين)، كما تذكر مؤسسة الذاكرة.

إن هذه المعلومات يمكن أن تصبح ذخيرة سياسية ضد أولئك المتورطين وبضمنهم الكثيرون من الناس العراقيين العاديين الذين كانوا مخبرين سريين خلال نظام (صدام). وفي النهاية -يقول مكية- إن هذه الأوراق والصحف والسجلات يمكن أن تبني مركزا توثيقيا شبيها لمركز الأرشيف الخاص بالبوليس السري (ستاسي) وطبقاً لمؤسسة الذاكرة العراقية فإن هذه الوثائق يمكن أن تساعد العراق في الشفاء من علله.

ويقول (لاري دايموند) الزميل المتقدم في معهد هوفر والذي عمل كمستشار لسلطة التحالف المؤقتة في العراق خلال 2002، إنه لم ير الوثائق، لكنه يسميها مجموعة (استثنائية).

وقال إن المؤرخين قد يكتشفون من خلال الوثائق أدلة على الوضع السايكولوجي لـ (الدكتاتورية) وأوضح قائلاً :(إن الدكتاتوريات عندما تسقط فإن السجلات تكون نافذة ثمينة لدراسة طبائع الاستبداد) فيما وسيضم المعهد الوثائق العراقية الى وثائق الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق، ويوميات شان كاي شاك حاكم الصين الوطنية.

وقالت صحيفة الهيرالد إن معهد (هوفر) لن يكشف المزيد من التفاصيل حول الوثائق السياسية الحساسة، أو كيفية ترحليها الى معهد هوفر والتي استغرقت عدة أسابيع طبقاً لما يقوله (هوراني)

وتؤكد الصحيفة قائلة :بعد اكتشاف الوثائق نقلت الى بيت عائلة (كنعان مكية) في بغداد داخل المنطقة الخضراء في فترة حكم علاوي سنة 2005 ثم شحنت الى الولايات المتحدة، حيث قام متعاقدون مع الحكومة بتصويرها بكاميرات خاصة ونقلت الوثائق عن طريق البحر في حاويتين كبيرتين.

وتقول الصحيفة أن (هوفر) وقعت عقداً مع مؤسسة (مكية) في شهر كانون الثاني، يفترض بموجبه أن تحتفظ الجامعة بالوثائق لخمس سنوات وفي النهاية ستعود الى العراق على الرغم من عدم تحديد موعد لذلك.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *