عذراً غبطة مار ساكو..الطائفية لا تخدم شعبنا بجميع مسمياته

خرج الينا غبطة ما ساكو الأول قبل فترة قصيرة يدعو الى بناء دولة مدنية ديمقراطية ، تأملنا خيراً بندائه وتطلعاته ، وفي المؤتمر الكلداني للرابطة  في عنكاوا ، تطرق مشكوراً لبناء البيت الكلداني قومياً وطنياً أنسانياً مؤكداً في الموتمر بأن الكلدان أمة وشعب تاريخي حضاري قائم منذ أكثر من 7 آلاف سنة فتأملنا خيراً كذلك من خلال مواقفه هذه وباركناها وساندناها بكل الطرق والوسائل الممكنة.

لكننا فوجئنا بما هو طائفي مناقض لما هو مطروح من قبله فلم نعلم بهذا الأنقلاب الفكري ، الذي أصابه حاملاً طيات طائفية مدمرة ومؤلمة على شعبه ، مع كل الأسف لهذا النداء الذي يعتبر تخبط فكري قاتل للتاريخ وقيم الأنسان الحضارية كونها مملوء بالتناقضات المتتالية وخلال شهرين خلت ، ونعني هنا ترتيب البيت الكلداني في مؤتمر عنكاوا منذ 25 ولغاية 27 من أيلول ، وبتكاليف اكثر من 50 الف دولار أمريكي بالأضافة الى مصاريف الحاضرين من مختلف دول العالم لأكثر من 100 مندوب متحملين مبالغ كبيرة تعادل ب 150 الف دولار أمريكي كأقل تقدير من حسابهم الخاص بعيدين عن عوائلهم ، ليخرج الينا غبطته بنهج جديد مناقض لطروحاته في بناء دولة مدنية علمانية ديمقراطية قبل أشهر ، وهنا ينادي بمصطلح جديد طائفي بأمتياز مناقض للدستور العراقي المقر برلمانياً والمستفتى عليه شعبياًعام 2005.

اليكم رابط البطريركية أدناه:
http://saint-adday.com/?p=15524


فيا سيادة الباطريرك نقول لك كفاك في التدخل السياسي الغير المدروس فهذا يكلفك وشعبنا الكلداني والسرياني والآشوري والأرمني المزيد المزيد ، والسبب الكلدان القوميون أصحاب الأرض والأصالة النهرينية لا يقبلون بها كما والسريان والآثوريين والأرمن الوافدين للبلد هم كذلك بالتأكيد لا يقبلون بهذا المنطق الغريب العجيب ، الذي يشجع الطائفية العراقية ونحن نعمل لأنهائها وأزالتها من الوجهة العراقية كي يتعافى العراق وشعبه.
نصيحتنا اليك والى جميع رجال الدين مسلمين ومسيحيين وأزيديين وصابئة مندائيين و…الخ الكف من ممارستكم للسياسة وألاعيبها كونكم لا تتقنونها أنها الفن الممكن والتكتيك والمناورة وفيها الاعيب أنتم في غنى عنها .. أتركوا الشعب يرى الأفضل له ، وخصصوا وقتكم للروحانيات وعبادة الرب الذي نذرتم حياتكم وأديتم القسم والعمل لعبادة الرب وخدمة الشعب روحانياً..بشروا بمشيئة الرب الخالق وليس بمشيئة الفكر الأنساني كما يحلو لكم وفق الأجتهادات الخاصة بكم ، على أساس الحرص على الأنسان العراقي وتوحيد المسيحيين ضمن مكون طائفي ، بديهياً لا يخدمه أبداً ، استفادوا من أخفاق رجال الدين المسلمون في العمل السياسي لما يقارب 14 عاماً مضت من قتل ودمار للعراق وشعبه ، وأنتم اليوم تراهنون على قضية خاسرة تماماً ، وبعملكم هذا تروجون للطائفية المقيتة من حيث تعلمون أو لا تعلمون وأعتقد تعلمون يقيناً ولكن؟؟؟ 
نقول أتركوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله كما قال سيدنا المسيح قبل أكثر من 2000عام..عليكم بتوحيد كنيستكم ورجالها وقادتها .

ندعوكم لتوحدوا فقط الأعياد ومواعيدها .. أفتحوا أجنحتكم لتلموا وتجمعوا أفكاركم في المسيح ومعه واليه ، في المحبة والتسامح مع النفس ومع الآخرين ، أقلعوا روح اليأس والضغائن والكره داخل نفوسكم ، والتجئوا الى نكران الذات من اجل الآخرين في التسامح وروح الثقة بالنفس وبالآخر، حافضوا على روح القدس المزروعة في النفس المسيحية والتي حملتموها وتحملوها على أكتافكم وفي أفكاركم وهي ركن أساسي من أيمانكم كونها أحد الأقانيم الثلاثة في مسيرتكم اللاهوتية الألاهية..
نحن الكلدان لنا منهاجنا وأسسنا ووجودنا كأمة وقومية ولغة كلدانية وعاداتنا وتقالدنا وتاريخنا وحضارتنا ، نحترمها ونحافظ عليها مع الزمن .. لا يروق لنا البناء الطائفي المقيت الذي يخدم أعداء المسيحية ومنابعها ، يقيناً نعلم هذا وذاك. نحن نريد قانون عادل ومنصف وحكيم ونظام يوحد الشعب العراقي عامة على أسس وطنية صادقة ومتينة ، بعيداً عن المسمى الطائفي أياً كان أسمه ووجوده ومنبعه ، فلا سلامة للشعب وللوطن في الوجود الطائفي المقيت ، كونه يؤجج مشاعر التطرف لقوى لا تريد أن تسمع بنا وبوجودنا كمكون مسيحي تتبنونه مؤخراً بقدرة قادر.

نحن نعلم بالضبط لماذا تطرحونه حالياً وفي وقت متأخر جداً ، نعلم بأنكم لستم مقتنعين بالطائفية أبداً .. لكنكم تطرحونه بعد قيامكم بالزيارات المكوكية المتتالية للرئاسات الثلاثة ، طالبين منكم التأكيد على البناء الطائفي المقيت بحجة (وحدة الشعب ) تيمناً بهؤلاء السياسيين الفاشلين الفاسدين مالياً وأدارياً ، وهنا الواقع العملي الفعلي يتكلم الحقيقة الملموسة في بناء الطائفية المقيتة وصراعاتها القاتلة للشعب والمدمرة للوطن.

نحن الكلدان أنسانيون قبل أن نكون وطنيون ووطنيون قبل أن نكون قوميون ، وعليه عملنا ونعمل وسوف نعمل وفق هذه المباديء الثابتة ، دون أن نتزعزع عنها قيد شعرة ، فلا تهمنا المواقع ، ولا الأمتيازات ، ولا كنوز الدنيا كلها تؤثر علينا ، كوننا مع الأنسان أولاً والوطن ثانياً واحترام خصوصيتنا ووجودنا القومي الكلداني ثالثاً. ووفق هذه المباديء سرنا ونسير وسوف نسير دون تلكأ ولا ضعف مهما كانت النتائج سلباً علينا ، أرضاءاً للضمير والوجدان والمباديء الحية التي تربينا عليها.

منصور عجمايا

16\12\2016

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *