عادت حليمة الى عادتها القديمة

 

 

لقد عاد عُتاةُ النساطرة المتزمتين”مُنتحلي الآشورية المُزيَّفين” الى تشغيل اسطوانتهم المشروخة المقززة للآذان منادين : واحدهم بمنطقةٍ آمنة وحمايةٍ دولية لمَن أطلق عليهم أقليات سهل نينوى، والآخر يدَّعي بأن الأوساط الدولية والأممية وحتى المحلية تتداول حول إقامة منطقةٍ محمية دولياً للمسيحيين تارة، وتارة اخرى للآشوريين المسيحيين واليزيديين، وعلَّق الجلاوزة أشباه الكتّاب منهم مُظهرين عن تأييدهم ومدى توغلِهم وتشبثهم بآشوريتهم المزيَّفة ودعوتهم الى فرضها على الكلدان والسريان، وكُلُّ ذلك جرى بعد قيام تنظيم داعش الإرهابي الوحشي أو”دولة الإسلام في العراق والشام” باحتلال كاسحٍ ومفاجيءٍ للموصل مركز محافظة نينوى وقيامه بتهجير مسيحييها بعد رفضهم الإسلام ودفع الجزية الى جانب الأقليات الصغيرة الأخرى، وتوسَّع التنظيم باحتلاله حيث استولى على مناطق اخرى واسعة من المُحافظة وتعدّاها الى مناطق تابعة لمحافظات صلاح الدين وديالى والأنبار وكركوك، فخلق بذلك كارثة إنسانية مُرعبة للساكنين في هذه المناطق.

ليس هناك مَهربٌ بأنَّ مخططاً عِدائياً على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي قد أُعِدَّ للعراق يفوق طاقاته الذاتية ولا سيما وهو في حالته الراهنة المُعقدة، والدليل على ذلك ماجرى من استهدافٍ لمكوناته الصغيرة والأبرز بينهم المكوَّن المسيحي العراقي الأصيل ذو الباع الطويل في نهضته وتقدُّمِه. إنَّ هذا العمل الإرهابي غير المسبوق لم يأتِ من الفراغ  إذ لا يمكن لتنظيم بهذا الحجم والإستعداد بدون أن يكون وراءَه مُمولون ومُسَلِّحون طامعون بثروة العراق المطمورة في أراضيه، كما أنَّ هذه الزُّمَر المتحالفة ضِدَّ العراق لا تُريده أن يستعيد قوَّته الضاربة وهيبته المُخيفة وإعادة نسيجه الفسيفسائي الزاهي الى رونقه الأصيل لكي يبدأ بتجديد نهضتِه واللحاق بركب الحضارة في ظِلِّ الحرية والديمقراطية!

غلَّفوا صراع الإستحواذ على الثروة بلباس ديني، وهو من اكتشاف حكام الغرب حيث أوجدوا الإسلام السياسي وهيَّأوا له طريقاً لممارسة الإرهاب ونجحوا من خلاله الى تعزيز الصراعات المذهبية ليس بين شطرَي المسلمين السنة والشيعة فحسب بل بين المسلمين والمسيحيين، وهذا النهج لن يكون له نهاية وسيُعاني منه العالم الإسلامي وشريكه العالم المسيحي في المشرق، إذا لم ينتبه القادة السياسيون والدينيون الى تدارك أمره وايقافه، بل هنالك قول وتحليل يتردَّدان بأنَّ هؤلاء القادة هم منخرطون في هذا النهج الى الحد الذي لا يمكنهم التراجع عنه.

لهذه الأسباب يسعى المسيحيون العراقيون الى طلب الحماية وهو طلب مشروع تؤيده القوانين الدولية والعدالة الإنسانية، ولا سيما أن لا الحكومة المركزية في بغداد ولا حكومة اقليم كُردستان ولا اية جهةٍ أخرى استطاعت توفير الحماية لنا في حين أننا مستهدفون بإنهاء وجودنا في وطننا والجهات الثلاث غير مبالية بمأساتنا.

ولكنَّ الأمَرَّ في محنتنا أن شراذم غريبة عن العراق وفدت إليه بعد طردها من مناطق  سكناها في جبال تركيا وايران لإتهامها بالخيانة لبلديها المذكورَين والعمالة للإستعماريين الإنكليز، وأعني بهذه الشراذم “النساطرة الكلدان” مُنتحلي التسمية السمجة البغيضة “الآشورية” تُريد فرض هويتها المُزيفة على المسيحيين الكلدان والسريان مستغلةً محنتهم الراهنة التي سبَّبها لهم التنظيم الإرهابي داعش، بينما لم يُصِب أيَّ فردٍ من هذه الشراذم بأذىً من داعش لأنَّ عددها تافه ومتوارية بعيداً عن الأنظار! ولكنَّ عُتاتَها ذوي الألسنة الطويلة المتزمتين يتحدَّثون باسم المسيحيين مُصنيفينهم بأنهم جزءٌ من الآشوريين المعاصرين المُزيَّفين بكُل وقاحةٍ وبدون خجل! يا لخيالهم المريض وبئسَ تصرفاتهم الهذايانية! إنكم في الحقيقة في منتهى الجهل والغباء بنسبكم أنفسكم الى آشوريي التاريخ القدماء بناءً الى الأسطورة الويكرامية الخديعة الأنكليكانية الإنكليزية، وهل تعلمون أيها الكلدان النساطرة المخدوعون بأنَّ الدولة الآشورية الغابرة المنقرضة! كانت أشهر وأشنع دولة بارتكاب الشرِّ والإجرام ظهرت في التاريخ القديم، وإنَّ شرَّ داعش”دولة الإسلام في العراق والشام” هو أهون جداً مقارنة بشرور وإجرام آشوريي التاريخ القدماء، وبسبب انتحالكم لتسميتهم بدون أن يكون لكم أية صِلةٍ بهم، فقد أصابتكم عدوى إجرامهم بأضعاف مُضاعفة! فهل هذا يُشرِّفكم؟ يا للعجب العجاب!!!

وإليكم ما جاء على لسان الداعية أحد منتحلي التسمية الآشورية المُزيفة السيد عوديشو ملكو الموغل بالتزمُّت بالفرضية الآشورية الإسطورة الويكرامية اللعينة بشأن منطقة آمنة محمية دولياً للآشوريين المسيحيين واليزيديين والذي يراه بديلاً مناسباً عن كُل الطروحات الأخرى:

1_ عدم القبول بجمع الإسلام مع المسيحية في منطقة واحدة قدر المستطاع.
2_ المطالبة بالمنطقة الآمنة المشتركة ومحمية دوليًا للآشوريين المسيحيين والإيزيدية فقط, كونهم مختلفون عن غيرهم دينيًا وقوميًا وحضاريًا. بالإضافة إلى كونهم جميعًا, قد عانوا ويعانون بسبب ذلك الكثير وكان آخرها ما يجرى لهما على يد التطرّف الداعشي الآن.
3_ عدم تقزيم وحصر المنطقة المؤمّنة بسهل نينوى (لكل الاسباب الواردة أعلاه), بل المطالبة ليس بكامل  الأراضي الآشورية والإيزيدية في الشمال. بل المطالبة بتوفير الأمن والأمان والحماية لهم جميعًا, حيثما هم الآن من سنجار وما يحيطها من القرى المسيحية والإيزيدية مرورًا بشمال مدينة الموصل وصولاً إلى سهل نينوى وما يجاوره نحو الشمال إلى أقصى بلدة أو قرية آشورية _ إيزيدية في شمال العراق.
4_ ان المطالبة بإقامة هكذا منطقة لا يعني تحديدها جغرافيًا وترحيل غير المسيحي والإيزيدي منها أبدًا. بل يعني تحديدها إداريًا وأمنيًا مع توفير الفُرَص اللازمة للنهوض بها (بشعبها) حضاريًا وثقافيًا وإقتصاديًا. وان للأُمم المتحدة خِبرة واسعة في مجال حماية الأقليات والحفاظ على خصوصية الحضارات الآيلة الى الزوال.
5_ إذا كانت الغاية من إقامة محمية دولية للمسيحيين في سهل نينوى هي لحمايتهم من الإضطهاد الديني والإثني. فإن مثل هذا الإضطهاد قد تعرض له الآشوريون والإيزيدية جميعهم وحيثما وُجدوا. منذ تأسيس الدولة العراقية المعاصرة وبإستمرار ولنفس الأسباب. وليس هناك من دليل بإنهم سوف لا يتعرضون له مستقبلاً. إذًا فإن كل الآشوريين وكل الإيزيدية بحاجة إلى حماية وأمن ولا يقتصر الأمر على من هم في سهل نينوى فقط.
6_ ان السعي المحموم لقيادات الاحزاب الآشورية بأنواعها في الداخل لحصر مسألة المنطقة الآمنة في سهل نينوى وحتّى جزء منه, انّما ينمُّ عن نقطتين لا ثالثة لهما.
أ‌.   إمّا ان الآشوريين خارج سهل نينوى وعلى مدى تاريخ العراق الحديث كانوا يعيشون في نعيمٍ الأُخوّة والمساواة والحرّية الكاملة, والحقيقة عكس ذلك تمامًا.
ب‌.    أو ان القيادات الحزبية الآشورية جرّاء موقفها هذا, يريدون التنازل ضمنيًا عن اخوتهم وأراضيهم خارج سهل نينوى للغير. في الوقت الذي يعرف الجميع بأن سهل نينوى لا يشكّل من حيث النفوس والمساحة (بالنسبة للآشوريين والمسيحيين طبعًا) أكثر من ثلث عددهم وثُلث مساحة أراضيهم الموجودة خارج هذا السهل
.

أيها القراء الأعزاء: ألا ترون هذا الداعية المغرور كيف جعل من المنطقة الآمنة في حالة إقامتها وإن كانت شبه مستحيلة، حكراً على الشراذم النسطورية ذات العدد الهزيل والقاطنة في خمس قرى بسهل نينوى هي: نصف قرية شرفية، داشقوتان، عمبقري، نصيرية وبيروزافا. ولكنَّه في قرارة نفسه يعتبر قرى القوش، نصف شرفية الثاني، تللسقف، باقوفا، باطنايا، تلكيف بأنها كلدانية نسطورية لا كلدانية كاثوليكية! ولا بدَّ لها أن تتبنّى التسمية “الآشورية المُزيَّفة” وتتخلَّى عن قوميتها الكلدانية النبيلة!أليس الأمرُ محضَ جنون؟ تُرى، مَن أنتَ أيها الدخيل على العراق حتى تتطاول على قومية الكلدان العراقيين الأصلاء بالإلغاء؟ إنّك وأمثالُك أبناء المطرودين من ديارهم بتركيا وايران والمتهمين بالعمالة والخيانة ولكي لا يُقضى عليهم اضطرَّ أسيادُهم الإنكليز جلبهم الى العراق رغماً عن أهل العراق لأن العراق حينها كان منتدَباً من قبلهم! إنَّ الكلدان والسريان واقعان في محنة فانتهزتموها لإثارة مشاعرهم بطروحاتكم الإستفزازية السخيفة؟ إنكم في نظرهم أسوأ من الدواعش!

ولا يقلُّ السيد آشور بيث شليمون عنصريةً وتزمُّتا من السيد عوديشو ملكو، فكتاباتُه فجَّة من حيث ركاكة اللغة والصياغة وتحريفية مُفبركة، وقد نصحته مِراراً بالإبتعاد عن التزوير والتحريف، لأنَّ ذلك ينفي عنه المِصداقية ويفضح جهله بالتاريخ وعِلم التاريخ، لكنه لم يرعوِ واستمرَّ في تخبُّطه وبحقِّه وحق أمثاله قيل: “أنصاف المتعلمين أخطر من الجهلة”. وكمثال على ما قلناه عنه من حيث تزويره للحقائق التاريخية وتفسيره الخاطي لها لتُلائم عنصريته المقيتة، نُدرج أدناه الترتيلة الواردة في صلاة الشهداء لمساء الجمعة باللغة الكلدانية الفصحى مع ترجمتها العربية الصافية لا كترجمته الخاطئة وتفسيره الأخطأ!

وعن هذا الإضطهاد السيْ الصيت،هنالك وصفٌ لمشهدِ المؤمنين الذين يُسَـمّيهـم المؤَلف كلداناً، وكان سـيفُ الإضطهاد الشابوري يحصدهم، في ترنيمةٍ طقسية كنسية معاصرة لتلك الأحداث المريرة يجري ترتيلُها في صلاة المساء (الـرمـش) ليوم الجـمعة هذا نصُّها:(ܡܠܟܐ ܕܪܘܡܐ ܥܡ ܦܠܚܘܗܝ ܣܝܥ ܠܓܘܕܐ ܕܡܗܝܡܢܐ ܢܦܩ ܦܘܩܕܢܐ ܕܢܬܩܛܠܘܢ ܣܗܕܐ ܟܐܢܐ ܒܝܕ ܣܝܦܐ ܬܗܪ ܟܠܕܝܐ ܟܕ ܩܝܡܝܢ ܘܙܩܦ ܨܒܥܐ ܟܕ ܐܡܪܝܢ ܕܪܒ ܐܠܗܗܘܢ ܕܡܗܝܡܢܐ ܕܟܕ ܠܐ ܡܬܚܙܐ ܦܪܩ ܠܗܘܢ) وترجمتها : إنَّ ملكَ العُلى وجُندَه، يمنح عوناً لجميع المؤمنين، فقد صَدَرَ الأمرُ ليُقـتَلَ الشهداءُ الأبرارُ بحَدِّ السيف. بُهِتَ الكلدانُ وانتفضوا وقوفاً، ورفعوا الإصبعَ قائلين: عظيماً هو إلهُ المؤمِنين، فهو يُنقذهم وإن كان لا يُرى.) انـظـر (كتاب الفرض الحوذرة/اللحن التاسع ص 365 الترنيمة التاسعة).

 

تُرى،أليس هذا دليلاً ساطعاً وقاطعاً بأن الشعب المسيحي في المملكة الفارسية كان كلدانياً! تُرى، لماذا لم يُسمّي مار ماروثا اسقـف ميافرقين اولئك المؤمِنين بالآشوريين؟ الجواب بسيط جداً وبديهي جداً، هوأولاً: مِن غير الممكن إعطاء وجود لِما هو غير موجود. ثانياً: وبذات الوقت هو تأكيد لِما أكَّده العلماء والمؤرخون بانقراض الدولة الآشورية كياناً وشعباً وثالثا: إثبات على كون الجزء الضال من شعب الكنيسة الكلدانية النسطورية الذي خالف اجماع غالبيته العظمى التي اعتمدت هداية الروح القدس واستعادت مذهبها الحق الكاثوليكي في منتصف القرن السادس عشر نابذة المذهب النسطوري الهرطوقي الغريب، هو بحقٍّ وحقيقة جزءٌ عزيز من الشعب الكلداني استمرأ الإنعزال والمضيَّ في درب الضلال عن طريق إصراره على التشبُّث بالمذهب النسطوري مخدوعاً بتوجيهات بعض قادته المتزمتين من العلمانيين الفارضين هيمنتهم على القادة الدينيين.

يَدَّعي السيد آشور بيث شليمون بأن <هذا الحدث حصل في الجنوب – وقتها – وليس في ربوع تل كيف، ألقوش وغيرها من المدن والبلدات في سهل نينوى من بلاد آشور.
–   إن تفسيرها من قبل هؤلاء المتكلدنين الجدد هو غير صائب، حيث ذكر الكلدان في النص ه كشاهد عيان لليس  إلا على ما جرى على المسيحيين عموما ولا على الكلدان خصوصا>
.

 

انظروا سذاجة وجهل هذا الأخ المُهرِّج والمُنظر الفارغ! إن الحدث حصل في المدائن عاصمة الفرس الواقعة في وسط العراق وليس في الجنوب، ثمَّ إنَّ بلاد ما بين النهرين بكُلِّ مناطقها كانت تعج بالكلدان. إذ بعد قيام الكلدان وحلفائهم الميديين بالقضاء المُبرم على عموم سكان الدولة الآشورية الباغية، فرغت كُلُّ المناطق التي كانوا يسكنونها قبل فنائهم، فملأ  فراغَها أبناءُ الكلدان المنتصرون وصارت مُلكاً خالصاً لهم دون منازع، إذ إنَّ حلفاءَ الكلدان الميديين حافظوا على الإتفاق المُبرم بينهما، بأن يكتفوا بكُلِّ الغنائم الهائلة التي حصلوا عليها وتركوا للكلدان أرض الإقليم الآشوري بأسره! ولذلك فإنَّ قرى وبلدات سهل نينوى شغلها الكلدان منذ ذلك الزمان والى اليوم. أما تفسيرك بأنَّ مار ماروثا اسقف ميافرقين ذكر الكلدان كشاهد عيان على الحدث فهو اجتهاد خبيث منك ومن أمثالك الجهلاء، ثمَّ لماذا لم يذكر الآشوريين كشاهد عيان لو كان لهم وجود؟ أليس من العار أن يكون ديدنكم الكذب والبهتان وعلى الدوام!!!

أما الأخ شمعون خِزقيا المُلَقِّب نفسَه بـ”سرسنكنايا” رأى حَجمَه المعرفاتي أكثر عُمقاً واتساعاً مِن نظيريه الأستاذ عوديشو ملكو والسيد آشور بيث شليمون، ولكنَّ أسئلته التي وجَّهَها الى الدكتور حبيب تومي والأستاذ مايكل سيبي وأجوبتَه عليها  أثبتت أنَّه أجهل من نظيريه وهو دخيل على التاريخ ولإثبات رأينا فيه نُدرج أدناه ما جاء على لسانه:

((اين كان الكلدان (ان وجدوا) من سنة سقوطهم على يد الفرس والميديين سنة 538 ق.م الى سنة ذكرهم تاريخياً سنة 1553 بعد الميلاد عندما قامت الكنيسة الكاثوليكية  / روما بشق كنيسة المشرق الى قسم سمي كنيسة كلدان على بابل على يد بابا رئيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ،،،ولكي اوضحها لك بصورة مبسطة اين كان الكلدان لمدة 2091 سنة ؟؟؟ انت اخي العزيز تومي قمت بالاستهزاء لعدم وجود جواب على سؤالي ،،، سامحك الله ))

كان سقوط الإمبراطورية الكلدانية سِلمياً لم تتخلله الدماء، وجرى ذلك عام 539 ق.م على أيدي الفرس الأخمينيين في عهد ملكهم كورش الثاني وليس الفرس والميديين يا جاهل التاريخ، وجرى ذلك نتيجة خيانة القائد “اوكبارو” المُعيَّن حاكماً على الإقليم الآشوري الذي ضُمَّ الى أراضي الإمبراطورية الكلدانية بعد القضاء على الدولة الآشورية الباغية. وبالرغم من سقوط صولجان حُكم الكلدان ورزوحهم تحت النفوذ الأجنبي المتعدِّد الأجناس، إلا أنه حافظ على تشبُّثه في البقاء في وطنه الأصيل بلاد ما بين النهرين مواصلاً نشاطه الحياتي ومُحافظاً على تُراثه وتقاليده. وفي عهد المملكة الفرثية الأرشاقية، بزغ نجم بشارة الخلاص المسيحية، فكان الشعب الكلداني ذو الكثافة الديمغرافية الأكبر بين شعوب المملكة، الأسبقَ في اعتناق المسيحية، ولم يلبث أن أنشأ كنيسة المشرق فكانت بحَقٍّ كنيسة كلدانية أصلاً ومنشأً، ولكنها فتحت أبوابها للأقوام الأخرى للإنتماء إليها. إذاً الكلدان كانوا موجودين قبل المسيحية وقبل الباباوية، وعندما استعادوا مذهبهم الكاثوليكي القويم عام 1445م أولاً وعام 1552م ثانياً نابذين المذهب النسطوري الهرطوقي الذي فرض عليهم عنوة في أواخر القرن الخامس، طلبوا من البابا في كلتا المرَّتين أن يأمر بتسميتهم كلداناً باسمهم القومي! هل فهمت الآن أين كان الكلدان يا أخ شمعون؟

((اما عن الاخ الناشي الكلداني الصاعد مايكل سبي فأقول لك يا اخي يجب عليك ان تفرق سنوات قبل الميلاد وسنوات بعد الميلاد ؟؟؟ 
ما كتبته لكي يدل على ذكر الكلدان في الخوذرا (مع احترامي للأخ آشور شليمون) ليس واضحا للقاريء الذي يبحث عن الحقيقة فهو جواب مبهم ولكنني سأشرح لك دليلك 
ما قرأته انت في الخوذرا كتبه كاتب في القرن الخامس الميلادي وليس الرابع الميلادي ،،، وهذا الكاتب اخي العزيز يشرح عن احداث حصلت في الخمسمائة قبل الميلاد في زمن نبوخذ نصر عندما وضع حنانيا وعزرا وميشائيل (صورة ملحقة) الذي سماهم نبوخذ نصر شدرخ وميشخ وعبدنغو في اتون النار لانهم لم يعبدوا تمثال صنعه نبوخذ نصر (صورة التمثال ملحقة مع الرد)  ولم يصيبوا بآذى ،، ان الكاتب كتب ما قرأته يا أخي مايكل سبي كيف سبح الكلدان المنجمين والسحرة اله دانيال لانقاذ الفتيان الثلاثة ( حنانيا وعزرا وميشائيل) من الاحتراق بأتون النار، ولكنك توهمت بان الحدث وقع في القرن الخامس الميلادي ،،،، كلا يا أخي بطريقة مبسطة ان ما تصليه في الخوذرا هي احداث حصلت في القرن الخامس قبل الميلاد ولكنها كتبت في القرن الخامس الميلادي ولكنني لن استهزأ منك يا اخي مايكل  ولكنني احاول التقرب منك لكي نعرف اصولنا وتاريخنا وعندما نعمل سوية في خدمة شعبنا عندها يباركنا الله، ويبعد عنا داعش وكتابات حبيب تومي الانقسامية ومدحه المستمر للأكراد !!!
لذلك ذكرت بانه علينا ان نتأكد من مصادرنا  خدمة للجميع وعلينا ان نفرق بين احداث حصلت قبل الميلاد واحداث حكيت بعد الميلاد ))

يا أخ شمعون خِزَقيا هل لك أن تُفصح عن تحصيلك العلمي وما هي أعلى شهادةٍ حصلت عليها؟ وفي أيّ معهدٍ أوكُليةٍ درست التاريخ؟ يظهر من اسلوبك الكتابي الركيك لغة وتعبيراً وسرداً للتاريخ اعتباطياً، أنك بالكاد قد أنهَيت الإبتدائية! ومع ذلك تصف الأستاذ مايكل سيبي المتضلع باللغة بالناشيء والصاعد! ليس هناك وجهُ مقارنة بينك وبينه إذ شتّان ما بين الثريّا والثرى!

إنَّ ما سردته عن كاتب ترنيمة الشهداء ليوم الجمعة هو هذيان ما بعده هذيان يا أخ شمعون خِزَقيا، وكُل منتحلي الآشورية الأسطورة الويكرامية بمثل هذا الهذيان مشتركون لأنهم من العِلم فارغون. إن هذا المؤلف الذي لم تعرف إسمه هو مار ماروثا اسقف ميافرقين الذي عاش في القرن الرابع الميلادي وتوفي بعد مرور عقدَين من القرن الخامس أي عام 420م. تُرى، هل كان في القرن الخامس قبل الميلاد شهداء؟ الشهادة بدأت بعد انتشار المسيحية. الأولى بك أن يعتريك الخجل من قلب الحقيقة الى الخرافة، أتدري أن القرّاء سخروا منك واولهم منتحلو الآشورية أمثالك.

((لا اريد ان احط من مكانة او معلومات اي فرد من المحاورين ولكن علينا ان نبتعد عن التشهير والاتهامات وكل واحد منا يأتي بما في جعبته من المعلومات ونتقاسم ونتبادل افكارنا بصورة حضارية في خدمة شعبنا الآشوري بكل مكوناته ومذاهبه ،،، لا اريد ان اثير احدا بآشورييتي ولكنني ارى في تلكيف وتلسقف وبطنايا وبغديدا والقوش القلعة الآشورية آثار وتحف وبقايا ومصوغات آشورية ،، اخوتي الاعزاء دون عنجهية اقولها لكم صراحة (لم ارى لليوم اي اثر ومصوغة وتمثال وأثر وتل قيل عنه كلدانيا ) فلنكن واقعيين في حوارنا في خدمة امتنا الآشورية التي وهبتنا مخلفاتها الحضارية ، في كل يوم يكتشف قصر آشوري ومصوغة آشورية وتمثال آشوري في نينوى وتلكيف وتلسقف وبطنايا والقلعة الآشورية ويغديدا وكافة منطقى سهل نينوى والعراق مع احترامي واعتزازي للجميع))

أبِمُستواك هذا الضعيف للغاية تستطيع الإنتقاص من مستوى الآخرين؟ لقد تربيتم أنتم معشر مُنتحلي الآشورية المُزيَّفة على ممارسة التشهير وتوجيه الإتهامات للمفنِّدين لأفكاركم الشوفينية غيرالواقعية، والتي بها تُدافعون عن الفرضية الآشورية الباطلة لتجعلوا منها حقيقة، لقد تورَّط بها آباؤكم وأجدادُكم وحَمَّلوكم وِزرها! يا لهول ما أنتم فاعلون، إننا نحن الكلدان نرثى لحالكم لأنكم تائهون وعن الحق زائغون، ونرجو أن لا يُصيبكم ما أصاب الذين انتحلتم تسميتهم التي كانت شؤماً ونقمة عليهم وجعلت نهايتهم مأساويةمن دون باقي الشعوب الأخرى. إفرحوا وتهللوا بالمُكتشفات التي تدَّعون اكتشفاها أما نحن فلا نُبالي بها ما دامت لنا الأرض وخيراتها!!! أما أنتم فعيشوا في الماضي حتى تُصبحوا من الماضي.

الباحث التاريخي

الدكتور كوركيس مردو

في29/8/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *