صورتي الصغيرة تصارع من اجل البقاء بين الصور الكبيرة وردود وهوامش متفرقة

بقلم : د. حبيب تومي مرشح قائمة بابليون
تسلسل رقم 2 ـ القوش

نحن في الهزيع الأخير من ليل الدعاية الأنتخابية التي كانت عبارة عن معركة محورها تعليق الصور الكبيرة والصغيرة التي ترتفع فوق المباني والدور السكنية وعلى امتداد ارصفة الشوارع بالإضافة الى نشر الإعلانات المدفوعة الثمن في بعض الفضائيات ، وغيرهم من القوائم والشخصيات الحزبية من الذين يملكون فضائيات تابعة لهم ، فإن دعايتهم الأنتخابية تجري على قدم وساق على مدار الساعة ، وفضائية عشتار المسيحية مثال حي لتفرغها كلياً للدعاية الأنتخابية لقائمة المجلس الشعبي حصرياً .

في الأول من نيسان بدأت الحملة الأنتخابية ، وفي القوش صادفت بعض الزملاء وهم يعلقون تصاوير رئيس احد الأحزاب لشعبنا ، وكانت صور جميلة ومثبتة تثبيتاً جيداً على لوائح من الخشب بحيث لا تؤثر عليها هبوب الرياح ، واعتقدت انها صور معدودة ، لكن اكتشفت ان اعداداً هائلة من تلك الصور منتشرة ومثبتة في مدننا وقرانا حيث رأيت نفس الكثافة من تلك الصورة في مدينة عنكاوا وغيرها ، وفي الحقيقة لم اعثر على صور المرشحين الآخرين في نفس القائمة معلقة إلا ما ندر ، ثم ظهر بمرور الأيام ان الصور الضخمة للمرشحين في الأحزاب والكيانات الأخرى بدأت تتسابق فيما بينها لتكون اكثر بروزاً ووضوحاً امام المواطن .
بعد ان اصبحت منعطفات وشوراع القوش مليئة بتلك الصور بادرت متأخراً ان اطبع بوستر واحد وتوجهت الى مطبعة في شرفية عملاً بالمثل الروسي : ان تصل متأخراً افضل من ان لا تصل ابداً ، وبعد ان طبعت تلك البوسترات وصلتني كمية من البوسترات من الأخ ريان الكلداني ، وقام بعض المؤيدين لقائمة بابليون بلصق بعضها في شوارع القوش ، كما دفعت اجور تعليق بعضها الآخر في القوش وفي عنكاوا ، كلفني ذلك مبلغاً مهماً بالنسبة لي وتساءلت كم صرف اصحاب تلك الصور الكبيرة الجميلة والمثبتة تثبيتاً جيداً انه امر يدفع على التعجب ، لأنني شاركت في عملية انتخابية في النرويج ، ولم اشاهد اي صورة لأي مرشح معلقة في الشوارع . ولا ادري كيف سيتصرف الناخب العراقي المسكين امام هذا السيل الجارف من الدعاية ، وهل سينجذب ويختار اصحاب الصور الكبيرة والكثيرة المعلقة في اعلى المباني وعلى طول ارصفة الشوارع ام سوف يختار الشخص المناسب في المكان المناسب ليغدو عضواً في البرلمان بمنأى عن كبر صورة المرشح المعلقة او صغرها .
عودة الى لغة التسقيط السياسي
السيد يوسف شكوانا المحترم دأب كل مرة على انتقاء بعض الجمل او فكرة من المقال الذي انشره ثم يعلق عليها ليصبح منبراً حراً لمجموعة من المقنعين ليفرغوا جام حقدهم وغضبهم على حبيب تومي وعلى كل من يفتخر بقوميته الكلدانية ، فهؤلاء اتخذوا قراراً في حزبهم بأن يوصم كل من يعتز بانتمائه الكلداني بأنه انقسامي ، وهكذا كتب السيد يوسف شكوانا قبل ايام مقالاً بعنوان : هل يجوز ان يمثل شعبنا انقسامي ؟ وفي المفهوم الزوعاوي ان الأنقسامي هو من يعتز بانتمائه الكلداني ، والوحدوي هو من يتعصب لأنتمائه الآشوري ، ووزعوا التهم وخوّنوا من يخالفهم رأياً ومن لا يرضى بفكرهم الأقصائي ، وإن الأقلام المقنعة على اهبة الأستعداد للنيل من هؤلاء تماماً كالخطاب البعثي الأقصائي : الذي كان يقول البعث نور لمن يهتدي ونار لمن يعتدي ، ومن يعتدي كان يقصد به كل من يعارض ولا يقبل بالخطاب البعثي ، فكل من يعيش في الوطن العربي هو عربي ، والويل لمن يعترض او لا يقبل بهذا الطرح .
السيد يوسف شكوانا همومه هي حبيب تومي فهو يفتح الطريق امام الطاقم ليسجل كلمات الحقد ولغة التسقيط . فهو يرى القشة في عين صاحبه دون ان ينتبه الى العود الذي في عينه ، فهو لا يرى ان حركته ( الحركة الديمقراطية الآشورية ) قد اصابها الهرم والتفكك وتشهد عمليات انشقاق وتمزق كبيرة ، ودون ان يرى ان اهتمام وانتماء الأخ يونادم كنا العائلي اقوى من اهتمامه وانتمائه القومي ، ودون ان يرى ايضاً حملات النقد اللاذعة حينما أيد السيد وزير الزوعا للقانون الجعفري الذي كان محط استنكار من الشيعة انفسهم ، ودون ان يرى ان الزوعا تتسلح بفكر قومي إقصائي بحق الكلدان والسريان .
كلام في قوائم شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين
بعد سقوط النظام في 2003 بدأ يتبلور منحى جديد في العملية السياسية ، إذ بدأ الولاء السياسي ينحو منحى الخطاب الطائفي ، ونحن الكلدان بدأت تظهر يقظة قومية مفادها اننا شعب اصيل ينبغي ان يكون لنا مكان في في الطبقة السياسية والخارطة القومية العراقية ، لكن الأحزاب الآشورية طرحت نفسها كممثل للمسيحيين كافة وعاونهم بذلك الحاكم الأمركي بول برائمر ، وفي انتخابات الدورة الأولى عام 2005 كان هنالك قائمة مسيحية واحدة تابعة لحزب اشوري ، وفي الحقيقة وضعنا ثقلنا وثقتنا في هذا الحزب قبل ان يتبين انه حزب قومي عنصري يعمل على إذابة المكون الكلداني وتفريغه من تكوينه القومي .
المهم في هذا الصدد ان المعادلة مختلفة كلياً فالحركة الديمقراطية الآشورية تشهد انشقاقاً وتمرداً في صفوفها فلم تعد اللاعب الوحيد على الساحة ، والمنافسة على مقاعد الكوتا تشهد منافسة قوية بين 9 قوائم لها اجندة مختلفة . فهنالك قائمة المجلس الشعبي القوية التي تملك المال الوفير ويخدمها اقوى إعلام ، وهنالك قائمة ابناء النهرين المنشقة من الزوعا التي تتميز بالحراك السياسي ويبدو انها تتلقى الدعم ..
وثمة قوائم اخرى من الكوتا تتلقى الدعم المعنوي او المادي من جهات اخرى وهي معروفة لا داعي لذكرها . نستنتج من ذلك ان الكوتا المسيحية لم تعد مسيحية صرفة ، فهي تحت تأثير الكبار ، وكل قائمة من القوائم المسيحية تتنافس بكفاءة وندية ومن موقع قوة ، هكذا قائمتي الزوعا والمجلس الشعبي عليهما التهيؤ للمنافسة الشديدة مع القوائم التي لم تعد قوائم ضعيفة .
إن الحصول على اي مقعد في البرلمان العراقي من حصة الكوتا المسيحية من قبل القوائم الأخرى سيشكل خسارة للمجلس الشعبي والزوعا ، لأن قائمة البابليون مثلاً إن لم تحصل على اي مقعد سوف لا يشكل ذلك خسارة لها ،لأنها ببساطة لم يكن لها مقعد وخسرته في الأنتخابات ، وهذا ينطبق على القوائم الستة الأخرى باستثناء الزوعا والمجلس الشعبي ، فإن خرجت إحدى القوائم بمقعد سيكون على حساب المجلس الشعبي والزوعا تحديداً ، فكم تكون خسارة الحزبين ( الزوعا والمجلس الشعبي ) يا ترى لو حصلت اكثر من قائمة على مقعد ؟
الايام القليلة القادمة حبلى بالمفاجئات السارة او المحبطة ، وفي الحقيقة يجب ان نحترم رغبة الناخب ونقبل باختياره بروح رياضية ، ونقبل بالنتيجة إن كنا نؤمن بالديمقراطية التي تعني حكم الشعب .
د. حبيب تومي مرشح قائمة بابليون المرقمة 303 تسلسل رقم 2 ـ القوش في 26 ـ 04 ـ 2014

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *