شيعة شنيعة و سنة صنيعة   بينهما الكورد قوة منيعة (مهداة إلى الشاعرة الأمازيغية مليكة موزان)

بلا شك إننا لا نقصد كل الشيعة، ولا كل السنة كما جاء في عنوان المقال، بل نقصد شيعة السلطة والأحزاب الطائفية.. في الكيان العراقي المصطنع، أولئك الأعاجم الناطقون بالعربية، عملاء دولة ولاية الفقيه في إيران، وقبلها كانوا عملاء رخائص لشاه إيران اللعين محمد رضا بهلوي. عزيزي القارئ اللبيب، إن هؤلاء الأوباش ممتهني الخيانة ومن يسير في ركابهم منذ أن وجدوا على الأرض وهم كالطفيليات التي لا تعتمد في حياتها على نفسها بل تعتاش على أجساد الآخرين، فلذا لعنتهم شعوب المنطقة، وتشير إليهم عندما يُذكرون بالسَّبَّابَة التي بين الإبهام والوسطى مع اهتزازها إلى الأعلى والأسفل وما تعنيها السَّبَّابَة عند اهتزازها حين يكون المرء منفعلاً من أمر ما اغتاظه؟. وكذلك عزيزي القارئ لا نقصد كل السنة في بلاد بين النهرين، بل نقصد هنا تلك الشرذمة الضالة، التي تسمى بسنة المالكي، أولئك الذين تركوا شريحتهم السنية المغلوبة على أمرها بين أنياب المالكي وحشده الوحشي ومخالب الأحزاب الطائفية الشيعية الحاكمة في العراق بالحديد والنار، التي تلعق دمائهم وتنهش لحمهم ليل نهار، لكن هذه الشرذمة الكريهة الخانعة لأسيادها الشيعة، بدل أن تصون شريحتها السنية المُضْطَهَدة على أيدي حكام الشيعة الجدد، انشغلت بسرقة أموال العراقيين، واستلام ثمن سكوتهم من سلطة الروافض لما تقترفها من جرائم شنيعة نكراء يندى لها جبين البشر ضد أبناء جلدتهم في موصل وصلاح الدين وأنبار وبغداد!. بالمناسبة، بالأمس وجدت علم الشيعة مكتوب عليه “يا حسين” يرفرف على مقدمة إحدى الكنائس المسيحية وعلى دير مارگورگیس في الموصل، يظهر أنهم استشيعوا!! وكذلك الصابئة المندائيون للعام الثامن على التوالي يقيمون مواكب حسينية في البصرة والعمارة، هذا ما تناقلته وسائل الإعلام المتعددة. عزيزي القارئ، أليس هذا يذكرك بالنظام البعثي المجرم، حين اضطهد (بفتح الهاء) الطوائف المسيحية وغيرهم حتى يقولوا نحن عرب؟، لكن الحكام الأعاجم في العراق الجديد لم يطلبوا من هؤلاء يكونوا عربا، بل طلبوا منهم أن يكونوا مسلمين وحسينيين شيعة طوعاً أو كرها!!.     

بعد هذه المقدمة القصيرة، تمهيداً لشرح ما يجيش في داخلنا تجاه تلك الهجمة الغوغائية الشرسة وغير العادلة، التي بدأها السلطة الشيعية وأحزابها السياسية المغلفة بغلاف الدين، الغارقة حتى أذنيها في الطائفية المذمومة المريضة، وجَيَّش لها ثلة ضالة من الشارع الشيعي (العربي)، وعدد من شيوخ المنابر الحسينية، أولئك الذين يرتزقون على زرع الفتن والبغضاء بين الناس، وكذلك حشرت لها بعض الأقلام المأجورة، والألسن الحاقدة المقززة من السياسيين الفاشلين ومقدمي البرامج في القنوات الصفراء وبعض الإمعة في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تصب الزيت على نار الفتنة التي أوقدها جعفري ومالكي وعبادي والحكيم ومن لف لفهم من أراذل المجتمع الشيعي. عزيزي المتابع، يحدث كل هذا الظلم لطائفة مسلمة على أيدي السفلة تجار السياسة، للأسف، نرى المراجع الشيعة وعلى رأسهم علي السيستاني ساكتون.. لا يحركوا ساكناً ضد السياسيين الشيعة!!، أن سكوتهم هذا على عبادي ومن يواليه في عنجهياته يذكرنا بسكوتهم على المستوطنين الشيعة في كركوك والمدن الكوردية الأخرى، أولئك الأوباش الذين جاء بهم المقبور صدام حسين إلى المدن الكوردية، بلا أدنى شك سيصبح هذا الصمت المطبق نقطة سوداء لا تمحى في تاريخ هؤلاء المراجع الشيعية.   

عزيزي المتابع، أنا ومن هنا أوجه سؤالاً لمسئولي السلطة الشيعية في بغداد، أليس أنهم في مخاطباتهم الرسمية وغير الرسمية، وفي تصريحاتهم الصحفية يقولوا: الشعب الكوردي؟ طيب، هل يوجد في العالم شعب بدون أرض، بدون وطن؟.الشيء الآخر الذي سنقوله الآن، نقيض لما قلناه قبل قليل، لكننا نقوله لكي نلجم به أفواه هؤلاء الدجالون ومهاتراتهم الصحفية. أنهم يزعمون أن الكورد عراقيون، وكوردستان جزء من العراق. طيب، ألم توجد ثلاثة أجزاء أخرى من كوردستان محتلة من قبل إيران الأعجمية وسوريا العلوية وتركيا الطورانية؟ كيف ترتضي السلطة الشيعية وأحزابها.. لنفسها أن تحتل هذه الدول المجرمة ثلاثة أجزاء من وطنها وتستعبد شعبها!!. حقاً أنتم.. ومن يوافقكم من العراقيين وغيرهم جبناء ومتخاذلون وخونة، لأننا لم نسمع منكم يوماً من الأيام طالبتم تلك الدول بإعادة أرضكم المغتصب، وشعبكم الكوردي المستعبد فيها!!. الأمر الآخر، أليس حين تشتد المنازعات بين طرفين أو أكثر على أرض ما يذهب كل طرف منهم إلى التاريخ لإثبات أحقيته؟. طيب، لماذا في كل اجترار بغداد عن هذه المناطق الكوردية السليبة وعلى رأسها قدس كوردستان كركوك لم تذكر ولو مرة واحدة عن عائدات هذه المناطق لها من خلال الكتب والخرائط التاريخية لهذه المناطق وغالبية تلك المصادر عربية ليس فيها كتاب أو خريطة كوردية، أو فارسية، أو تركية، أو غربية، وجميعها تتحدث عن هذه المناطق كجزء لا يتجزأ من كوردستان بدءاً من بدرة وجصان ومروراً بمندلي والمدن الأخرى وانتهاءاً بشنگاڵ؟ ناهيك عن هذا، ألم تقولوا أن تاريخ العراق يعود إلى سبعة آلاف سنة، وهذا صحيح، نحن الكورد نوافقكم عليه، لكن هل يوجد تاريخ للعرب في العراق قبل صدر الإسلام، أي قبل بدء العام الهجري؟ أن كان عندكم شيء في هذا المضمار حتى ولو كان مزوراً انشروه لنا ونحن سنفنده وفق العلم والعقل والمنطق ومدونات التاريخية المعتمدة والمعتبرة في العالم.

يا حكام الشيعة في العراق، أن كانت لكم ذرة شهامة ووطنية و..؟ قبل أن تحدوا سكاكينكم الصدئة التي يحملها حشدكم الشغبي طالبوا الكويت بإرجاع بمنطقة الجهراء التي تنازل عنها المقبور عبد السلام محمد عارف. وقبلها طالبوا سيدتكم الأعجمية إيران بإرجاع نصف شط العرب والمناطق الحدودية المهمة التي تنازل عنها المقبور صدام حسين عام 1975. ونفس النظام المجرم تنازل عام 1981 عن منطقة الحياد لغريمتكم المملكة العربية السعودية. وهكذا أعطى صدام حسين منطقة الرويشد للأردن. وفي عام 2013 وأنتم تحكمون العراق تنازلتم للكويت عن خور عبد الله، ذلك الممر المائي وأقرها العراق رسمياً عام 2017. وبعد عام 2003 بدأ سرقات إيران من النفط العراقي في حقول العمارة وأنتم لا من فوقكم ولا من تحتكم لم يسمع أحد منكم حتى ولو اعتراض صوتي يخرج من أحد ثقبيكم العلوي أو السفلي؟. وتركيا الطورانية ضربت أنجر واستقرت قرب موصل في بعشيقة ولم تقتربوا من جيشها الطوراني المجرم. وقبلتم بإبقاء أنبوب النفط العراقي في ميناء جيهان التركي، الذي يقع في قلب إسكندرونة، التي تطالب بها سوريا، وهذا يدل على أنكم يا حكام الشيعة قبلتم بهذا الاحتلال الطوراني لها كما قبل به اللعين صدام حسين قبلكم، لأنه هو الذي مد هذا الأنبوب من نفط كركوك الكوردية؟. لكنكم يا أشباه الرجال تركتم كل هذه الأراضي للأعراب والأعاجم والأتراك الطورانيين وثارت ثائرتكم وجندتم كل قوى الشر والبغي ضد الشعب الكوردي الجريح، الذي لم يتجاوز شبراً واحداً على أراضي الغير، بل أن أراضيه عبر التاريخ كانت عرضة للنهب والسلب والتعريب والتفريس والتتريك، إلا أنه ليس مثلكم.. لم يساوم، ولم يستسلم للعدو الغاشم، منذ مئات السنين وهو يناضل بلا هوادة، لم تهدأ ثوراته الخالدة للحظة واحدة من أجل تحرير كافة أراضي وطنه كوردستان من براثن المحتلين الأوباش.

وفيما يتعلق بالسنة العرب، أن سياسييهم لا يختلفوا عن سياسيي الشيعة، بل أكثر دموية وعداءاً منهم فيما يتعلق بالشعب الكوردي المسالم، أنهم يرقصون على جراح الكورد. عزيزي القارئ الكريم، في مثل هذا اليوم التاريخي أود أن يعلم الإنسان السني في ديالى وكركوك والموصل، أنهم طارئون على هذه المحافظات الثلاثة، وتاريخ وجودهم فيها لا تتعدى ثلاث مائة سنة، بينما وجود الكورد فيها وحسب المصادر العربية تقدر بآلاف السنين؟ لكن هذا لا يعني أننا نقوم بطردهم منها، سوى أولئك الذين جاءت بهم الأنظمة العراقية العنصرية إليها في العصر الحديث لتغيير ديموغرافيتها الكوردية، فعليه يجب على سياسييهم أو بالأحرى مهرجيهم في قنوات التلفزة أن يكفوا عن الاجترار، كذاك المدعو خالد المفرجي المحسوب على سنة المالكي حين يتكلم عن كركوك كأنه حقيقة هو كركوكي وليس من قطعان المستوطنين جاء به الحكم العنصري العروبي النتن إلى هذه المدينة الكوردية. يا مفرجي، كما سألت غيرك من الأعراب أسالك أنت أيضاً،  إذا أنت كركوكي قل لنا ما معنى اسم كركوك باللغة العربية؟. أو أذكر لنا اسم حي من أحياء كركوك بالعربية قبل قرن لا أكثر، أو اذكر لنا من بين (70) نائباً كورديا في البرلمان العراقي خلال عشر دورات انتخابية من عام 1925 إلى عام 1958 ثلاثة نواب عرب فقط؟. بالمناسبة قبل ثمان سنوات كتبت مقالاً تحت عنوان: الموصل مدينة كوردستانية عبر التاريخ. وثبت هذا من خلال المصادر العربية التي جئت بها الخ. لكن بعد مضي عدة أيام كتب أحد الأخوين نجيفي مقالاً ظهر من خلال مضمونه أنه يرد علي لكن دون أن يذكر اسمي، وهذا أيضاً عنجهية من عنجهيات الأعراب، لم يرد النجيفي في مقاله على أية نقطة من النقاط التي أثرتها في مقالي، بل سطر كلاماً خارجاً عن مضمون مقالي، ولم يكن له أي اعتبار يذكر. بسبب ركاكة مقاله وعدم ذكره لاسمي الصريح أهملته ولم أرد عليه، أو بالأحرى تركته كما يُترك العجل في المَرج يسرح ويمرح على هواه. أختي وأخي القارئ، في هذه المقالة استثني ما يسمون بالتر كمان، لأنهم زرعوا في أرض كوردستان والعراق كزمرة عسكرية جاء بها المحتلون وبعد اندحار الاحتلال العثماني البغيض تركوهم العرب في الجنوب والكورد في كركوك وبعض المدن الأخرى يعيشوا في كنفهم وبمرور الزمن تحولت هذه الزمرة الناكرة للجميل إلى أقلية قومية فلذا لا تستحق أن نتكلم عنها أكثر من هذا.

وفيما يتعلق بالكورد شعباً وقيادة، بلا أدنى شك أنهم يتحملون جزءاً لا باس به مما هم فيه في علاقاتهم غير المتكافئة مع العراق حكومة وشعباً، وكذلك مع العالم الخارجي، وذلك بسبب عدم وجود الوعي القومي الكوردي السليم والنضوج السياسي والثقافي والاجتماعي الصحيح عند القيادة الكوردستانية والشعب الكوردي، للأسف الشديد بسبب تلك الآفة لم تقم القيادات الكوردستانية بنشر الفكر القومي الكوردي والوطني الكوردستاني كما يجب، كذلك لم تصلح نفسها، بل بقيت على مدى العقود المنصرمة تراوح مكانها، ولم تتبنى منهج وخطاب سياسي كوردي واضح المعالم، حتى يعرف القاصي والداني حقيقة مطالب الشعب الكوردي المظلوم، الذي سبق الترك والفرس والعرب وغيرهم في هذه المنطقة بآلاف السنين. ولا أستثني هنا غالبية المثقفين الكورد من الكتاب والصحفيين هم أيضاً مأثومين أكثر من السياسي الكوردي، لأنهم لم يستخدموا أقلامهم بصورة صحيحة وسليمة لتعريف حقوق شعبهم العادلة بالشعوب الأخرى كما يجب، بل ساهموا بعلم أو بدونه بتشويه حقوق شعبهم الكوردي، وذلك من خلال إطلاقهم التسميات الخاطئة على الكورد وكوردستان. عزيزي القارئ، من هذه الأخطاء التي وقعت فيها القيادة الكوردستانية بعد 2003 قبولها بالمادة 140 التي تستفتي غير الكورد من المستوطنين العرب القادمون من الأنبار والديوانية والناصرية الخ، وكذلك التر كمان القادمون من توركمنستان في روسيا الاتحادية على تقرير مصير أرض الكورد!! ورغم هذه المهزلة البائسة، أن الجانب العراقي لم يطبق هذه المادة الدستورية، التي جعلته شريكاً في جزء كبير من أرض جنوب كوردستان التي سميت في الدستور بالمناطق المتنازعة عليها!!. تصوروا أن بدرة وجصان ومندلي وقازاني وخانقين وشهربان وجلولاء وورازرو وشنگاڵ الخ مناطق كوردية استعربت وفق سياسات عنصرية مقيتة، وجب على الأعراب التي فيها أن يرحلوا إلى موطنهم الذي جاءوا منه في الصحراء التي بين العراق والسعودية، لكننا رأيناهم يتظاهرون دون حياء وخجل ضد الاستفتاء وضد الكورد!!. ومن أخطاء القيادات الكوردية أنها تقول باستمرار: كوردستان جزءاً من العراق. مع أن جنوب كوردستان كانت مستقلة ذاتياً عن العراق منذ 1991 إلى 2003 وفي 2005 اتفق الطرف الكوردي مع الطرف العربي على تأسيس دولة اتحادية من إقليمين، إقليم كوردي وهو جنوب كوردستان وإقليم عربي هو العراق، هذا هو تفسيرنا للشراكة التي في الدستور، يا حبذا يقولوا لنا ما معنى الشراكة؟؟ أليس الشريكان لكل منهما الحق كما للآخر؟ طيب، العرب وإقليمهم هو العراق، والكورد وإقليمهم هو جنوبي كوردستان. هل أن الاتحاد يتكون من طرف واحد؟ أم من اثنين فما فوق؟. الخطأ الآخر الذي يردده القيادة الكوردستانية وغالبية الشعب الكوردي: كوردستان العراق. مع أنه لم يأتي ولا مرة ذكراً لكوردستان مذيلة باسم العراق في الدستور الاتحادي؟ لقد ذكر خمس مرات اسم كوردستان بهذه الصيغة “إقليم كردستان” أعتذر من القارئ الكريم، سبق لي تطرقت إلى هذه الأمور في مقالاتي السابقة مرات عدة، لكن للضرورة أحكام. حتى أني كتبت عام 2013 مقالاً بعنوان:أطالب برلمان إقليم كوردستان برفع اسم العراق من واجهته. وقدمت من خلال الدستور الاتحادي عدة تبريرات قانونية لهذا الطلب، لكني لم أتلقى أية رسالة من أي مسئول كوردي أو حزب سياسي يستفسر مني كمواطن كوردستاني لماذا كتبت هذا المقال، ولماذا أطالب برفع اسم العراق من واجهة البرلمان والدوائر الحكومية في إقليم كوردستان؟، أن دل هذا على شيء إنما يدل على التسيب واللامبالاة المتفشي في أوساط القيادات والأحزاب الكوردستانية من أعلى هرمها إلى أدناها. الأمر الآخر، أن القيادات الكوردستانية سكتت سكوت أهل القبور عن تعجيم الشريحة الفيلية من قبل حكومة بغداد الشيعية، وذلك من خلال الشارة التي توضع عليهم في الوثائق التي تعاد لهم في بغداد، كالجنسية والشهادة الجنسية الخ.   

عزيزي القارئ اللبيب، على مدى قرن من الزمن القيادات الكوردستانية ومعها الشارع الكوردي الذي يتأثر بأقوال قياداته تردد النغمة المشروخة: كوردستان العراق، كوردستان جزء من العراق، كورد العراق، نحن عراقيون، العراق يبدأ من زاخو إلى البصرة الخ الخ الخ، أضف لكل هذا ما أشاعه الاستعمار الغربي في حينه، ومن ثم تلاه الاحتلال العربي وحكامه من الديكتاتوريين، أن العراق منذ الأزل وجد بهذه الحدود!!. بلا أدنى شك، أن السياسيين العرب في العراق والشارع العراقي الذي تربى على هذه الأكاذيب الرخيصة يهتز اليوم حين يسمع بين ليلة وضحاها أن كوردستان ليست جزءاً من العراق؟ أن الكورد ليسوا عراقيون ويريدون الانفصال عن الجسد العراقي، – مع أنه ليس انفصالاً بل استقلالاً؟؟-  لو كان الخطاب الكوردي واضحاً وصريحاً منذ أن ألحق جنوب كوردستان قسراً عام 1925 بالكيان العراقي المصطنع، الذي استحدثه البريطانيون خدمة لمصالحهم الاستعمارية، لكان الكورد الآن في غنى عن أمور كثيرة، لأن السياسي العراقي والشارع العراقي كان مهيأ ومشبع فكرياً لتقبل دولة كوردستان كجارة له، تماماً كتقبل دولة فلسطين القادمة عند الشعب اليهودي المهيأ لتقبلها برحابة صدر. بينما الآن، يجب على الكورد أن يبدؤوا من نقطة الصفر لفهم حقيقة وجود الكورد وكوردستان للعراقيين حتى ينهضم عندهم اسم كوردستان كدولة جارة لهم. أكرر وأقول، يجب على القيادات والأحزاب الكوردستانية، أن يكون لديها خطاب سياسي واضح وصريح لشعبها أولاً، وللعالم ثانياً حتى يعرف شعبها الكوردي والدول والشعوب العالم ماذا تريد بالضبط، كي يتم التعامل معها وفق مقتضيات هذا الخطاب القومي والوطني الواضح.

  محمد مندلاوي

25 09 2017

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *