سيدنا الـﭘطريرك ساكو لا تعوّل عـلى مَن يتاجر بمأساة شعبنا المسيحي

 

أصبحـتْ قـضية شعـبنا المسيحي المنـكـوب في العـراق والمسلوبة حـقـوقه بالكامل مع الفـئات الأخـرى المضطهَـدة، مسألة مُـدوية في أروقة الأمم المتحـدة ومكاتبها، ومتـداولة في مراكـز صنع القـرار، وتُـذكـَـر داخـل السفارات والمنـظمات الإجـتماعـية وكـذلك عـنـد الشخـصيات ذوي الضمائر الحـية ورجال الـدين الأجانب في كـنائس العالم الكاثـوليكـية والأورثـوذكـسية، إنها كارثة إنـسانية حـقـيقـية.

سـيـدنا:

أنت المحـور بل الوحـيـد في متابعة قـضايا هـذا الشعـب المغـدور به والمعـتـدى عـليه عـلناً دون منـقِـذ ولا مسعِـف ولا مَنـفـذ أمامه يقـوده إلى بـر الأمان، سـواءاً كـنت نـسغاً صاعـداً تـوصل صوتـك إلى العالم أم كانـوا نسغاً نازلاً تـتـلقى منهم المساعـدات والمواساة والتأيـيـد والوعـود ونظـريات الحـلول… فأنت تـصَلي وتستـنجـد وتـناشـد وتـطالب وترجـو وتبحـث وتستـقـبل وتـسأل وتـنـتـظـر، وهم يكـتـبون إليك ويجالسونك ويحاورونك ويسمعـونك ويـصافـحـونك ويـبعـثـون فـلوسهم إليك… ولكـن في الأخـير يـبقى التهجـير مجهـول المصير!.

ربما تـنـفع الـذكـرى، فـقـد قـرأتُ لك في يوم 27/12/2013 أنك صرحـتَ للجهات الرسمية:

لا أحـد يمثل الكـلـدان سياسياً إلاّ أحـزابها المعـتمدة أو نوابها المرشحـين… وكـنتَ أكـثر وضوحاً يوم 30/4/2014 حـين نـشِـرَتْ صورتـك وسبابتـك مرفـوعة وأنت واقـف مع أولئـك المنـتخـَـبـين دلالة عـلنية عـلى تأيـيـدك لهم… واليوم في زيارتـك الأخـيرة في شهر آب إلى مناطق نـزوح شعـبنا عـرفـتَ الحـقـيقة حـين أكــّـدتَ في لقاء الـﭘـطاركة الثلاثة مع قـناة الميادين وقـلتَ: أنَّ الأحـزاب أخـفـقـت لأنها منـقسمة وهـناك إنـتماءات/ أشخاص غـير كـفـوئين ولا شجاعة عـنـدهم في قـول الحـقـيقة/ السياسيون لم يقـدموا شيئا/ خـطابهم بارد ومخجل/ نائبة هـزت العالم…

وهـذا يـذكـرنا بالبـيان الحاد وثاقـب النـظـرة للمرحـوم الكاردينال دلي ــ وأنت تحـل محـله ــ فـتـجاهـلته ولم تأخـذه غـبطتـك بجـدّية بشأن مَن يُعـتبر ممثل المسيحـيّـين، والـذي كان قـد جاء فـيه: يونادم كـنا لا يمثل إلاّ نـفـسه وحـزبه، وأنَّ من حـق الكـلـدان أن يفـتخـروا ويجاهـروا بإسم قـوميتهم الكـلـدانية وهم الأكـثرية…

وأنت تعـلم جـيـداً كـيف حاول هـذا الـيونادم مقايضة مأساة شعـبنا المسيحي المهَجَّـر بالقـوة من داره، بمنـصب نائب رئيس الجـمهـورية له.

من جانب آخـر فإن لقاءك الأخـير مع السيد مسعـود البرزاني أثمر كلاماً رائعاً حـين قال لغـبطتـك: أنـنا نحـيا سوية ونموت سـوية… بمعـنى أن مصير الأكـراد والمسيحـيّـين هـو مصير واحـد، ولكـنه صرّح لاحـقاً بشيء آخـر ذكـره غـبطة الـﭘـطريرك أغـناطيوس أفـرام الثاني في اللقاء المـذكـور أعلاه مفاده أن المسيحـيّـين فـقـدوا ثـقـتهم بـقـوات الإقـليم والمركـز.

أما الحـكـومة المركـزية، حـدّث عـنها ولا حـرج فـقـواتها النـظامية المسلحة بأسلحة ثـقـيلة والمـدعـومة بطيران الجـيش لم تـستـطع حـماية شعـبنا من جـرائم داعـش وماعـش إما لعجـزهم وتلك مصيـبة، أو تعاجـزهم وهـذه مصيـبة أكـبر!! بـدليل أن السيد المالكي نـفـسه وهـو القائـد العام للقـوات المسلحة لم يستـطع الوفاء بوعـده لك حـين عاهـدك شخـصياً بمتابعة حـق المسيحـيّـين المسلوب والمحـتلة دورهم في وسط بغـداد حـيث لا توجـد قـوات داعـش التي أخـرجَـتْ شعـبنا من الموصل بملابسهم.

وأخـيراً غـبطـتك تلاحـظ العالم الغـربي ومؤسساته، بأنهم ليسوا جادين في إرجاع أبناء شعـبنا إلى بـيوتهم، فلا أمل من ورائهم… إذن عـلى أية مخـدة ستـتـكىء يا سـيـدنا، وما هـو رصيـدك المتبقي لـديك؟…

هـل تـريـد الصراحة؟ إن رصيـدك المضموم والمكـشوف هـو شعـبك الكـلـداني لا غـير… الأب عـنـده أبناؤه فإذا خـسرهم فإنه سـيخـسرهم!! فـما هي ستراتيجـيتـك لحـمايتهم وما هي خـططك لإنـقاذهم؟

 بقلم: مايكل سـيـﭘـي
سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *