سهل نينوى والانتهاكات / بقلم عصمت رجب 


هرب غالبية سكان سهل نينوى من مناطقهم ودورهم في الشهر الثامن من سنة 2014 بسبب دخول داعش الارهابي المجرم اليها، وقد استمرت عصابات داعش الارهابي ثلاثة سنوات وهي متحكمة بهذه المنطقة تقتل وتنهب وتصول وتجول وتسرق وتبيع وتكسر بالمقتنيات الثمينة من ممتلكات الاهالي والاثار النفيسة تحت ذرائع اختلقها التنظيم الارهابي ليبرر مايفعله من خراب ودمار ، وقد استطاعت قوات البيشمركة البطلة بقيادة الرئيس مسعود بارزاني قصم ظهر الارهاب الداعشي في اغلب مناطق سهل نينوى والقضاء عليه في جميع المعارك التي خاضتها ، عندما كان الجيش العراقي في سبات، وغير مؤهل لخوض مثل هذه الحروب كونه كان قد سلم جميع معداته الثقيلة والخفيفة التابعة لخمسة فرق عسكرية للارهاب الداعشي وهرب من الموصل في الشهر السادس من 2014 ، وربما في اكبر انكسار وخيبة لجيش منظم في القرن الواحد والعشرين ، وعلى اثر تلك الاحداث ولحماية العاصمة بغداد تم اعلان الجهاد الكفائي من قبل المرجعية الشيعية الموقرة، ليخرج ابناء الشعب العراقي من محافظات الوسط والجنوب لمقاتلة داعش الارهابي الذي استطاع بساعات وايام قليلة احتلال اكثر من نصف البلاد مساحة ، واستطاع متطوعي الجهاد الكفائي حماية بغداد العاصمة العراقية وبعض المناطق حولها تحت اسم الحشد الشعبي ، لكن ماحصل مع الاسف لم يكن بحسابات حكومة بغداد بان يكون هذا الحشد بديلا لمؤسسة وزارة الدفاع العراقية ويعمل بعيدا عن اوامر الحكومة متخذا من احدى الدول الاقليمية مرجعا له ، وينتشر في جميع المناطق السنية وخصوصا في محافظة نينوى ويستلم مهام الملف الامني في بعض مناطق سهل نينوى ليكون الآمر والناهي فيها بدون دراية او معرفة بمهامه وواجباته التي تختص بالحماية فقط ، لكنه تجاوز الامر الى التدخل بالحياة العامة للمواطنين ومنع الوفود الرسمية من الدخول الى مناطق سلطته، ومحاسبة الاهالي على اللغة والملبس وربما الكثير من عمليات الاختطاف والسرقات التي تحدث في تلك المناطق له يد فيها وربما هو المنفذ بحسب الاقاويل التي نسمعها من سكان تلك المناطق ، وعلى قيادات ومقاتلي الحشد الشعبي ان يعلموا بان هذه السياسة التي يتبعها هي سياسة فاشلة وقد جربها داعش الارهابي المجرم وحاول فرض القوة والسلطة المتغطرسة على الاهالي لكنه فشل وسقط ، فتصرفات الحشد الشعبي في سهل نينوى تذكرنا بافعال داعش الارهابي المجرم ، وهناك الكثير من الناس يشتكون من السرقات والاختطاف والانتهاكات الموجودة وحجز البيوت بتهم شتى والتدخل حتى بالامور الادارية .
في الختام نؤكد بعد تحرير محافظة نينوى والكثير من المناطق الاخرى ، وانتهاء الحاجة الى الجهاد الكفائي عودة فصائل الحشد الشعبي الى مناطقهم وتسليم الملفات الامنية الى الجيش العراقي والشرطة المحلية في مدينة الموصل وجنوبها ، والى البيشمركة والاسايش في المناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم ليعود الامن والامان اليها .

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *