سنحـتـفـل برأس السنة البابلية الكـلـدانية 7313 في سـدني

لا تـوجـد لـدينا حالياً إحـصائية دقـيقة لـعـدد أبناء جالـيتـنا الكـلـدانية في سـدني لأسباب متـشعـبة ولكـن يمكـن تخـمينه بحـدود خـمسة عـشر ألفاً ، وحـين وصلتُ أستراليا في عام 1997 لاحـظـتُ أنَّ الساحة خالية من الـنشاطات الـكـلـدانية ذات الطابع القـومي الناهـض فإبتـدءنا مع أصدقاء وأصدرنا في عام 2001 صحـيفة كـلـدانية مستـقـلة شـهـرية ــ عـما كـلـدايا ــ شعارها مكـتـوب عـلى الزاوية العـليا الـيسرى من صفـحـتها الرئيسية : الكـلـدانيّـون هم شعـب ما بـين الـنهـرين بمخـتـلف تسمياتهم ، وإنْ لم أكـن مخـطـئاً أو تخـنّي ذاكـرتي فإن هـذا الشعار كان بإيحاء من السيد غـسان شـذايا أو عـملاً بالمِثـْـل لِما نـقـرأه في صحـف أخـرى ونحـن في غاية الإحـتـرام لأصحابها حـيث ليس فـيها أيَّ ذِكـر للكـلـدان ، ثم تـوقـفـتْ صحـيفـتـنا لأكـثر من سبب بعـد صدور عـشرة أعـداد منها ، وصَفـَّـينا حساباتـنا كاملة وبحـضور جـميع الإخـوة الـذين عـملوا فـيها منـذ الـبداية وحـتى النهاية بإجـتماع في نادي ماركـوني وبقي عـنـدنا مبلغاً نـقـدياً صافـياً محـفـوظاً عـنـد من يهـمه الأمر ( * أذكـر ذلك للأمانة والـتـوثيق ) والـذي دعاني بنـفـسه بعـد مدة إلى إحـياء الصحـيفة مجـدّداً فـحـبّـذتُ الفـكـرة وهـيأتُ مقالاً منـطـقـياً لا زلـتُ أحـتـفـظ به أبـرّر فـيه للقـراء أسباب تـوقـفـنا ودواعي إصدارها مرة أخـرى ، ولكـنه حـين إشتـرط أن تـكـون تحـت إسم تـنـظـيم سياسي ( المجـلس القـومي الكـلـداني ) ! رفـضتُ رفـضاً قاطـعاً لا يقـبل المساومة وعـليه ألغـيَـتْ الـفـكـرة . والشيء بالشيء يُـذكـر فـفي أحـد الأيام قـبل عـهـد المطرانية إجـتمعـنا معه والسعـيـد الـذكـر الشماس سامي ديشـو والمرحـوم الشماس لـويس منـصور في نادي ماركـوني ، وتباحـثـنا سـوية بشأن إقامة مهـرجان كـلـداني للجالية تـشترك فـيه جـميع منـظمات المجـتمع المدني الكـلـداني مع الأفـراد الناشـطـين في سـدني بعـيـداً عـن الكـنيسة بإعـتـباره نشاطاً قـومياً وليس دينياً وبـدأنا نـضع الخـطـوط الرئيسية للمنهاج الواسع حـتى وصـلـنا إلى فـقـرة كـتابة اللافـتة المعـبِّـرة عـن عـنـوان المهـرجان ، والتي إتـفـقـنا جـميعـنا عـلى عـدم تـفـضيل إسم أية مؤسسة عـلى غـيرها بل تكـون بالصيغة التالية :

الكـلـدانيون يحـتـفـلون برأس السنة البابلية الكـلـدانية

إلاّ أنَّ مسؤول تـنـظيم المجـلس القـومي الكـلـداني إعـتـرض مُصِـراً عـلى أن يكـون تحـت إسم تـنـظـيمه السياسي وإلاّ فـلا ! فـجـعـلـنا جـميعـنا نرفـض رأيه ونـلغي فـكـرة الإحـتـفال من الأساس .

وتـواصلاً مع موضوع مقالـنا فإنَّ في سـدني جـمعـية بإسم جـمعـية الثـقافة الكـلـدانية الأسترالية ، حـُـذِفـتْ منها الثـقافة لاحـقاً فأمست تحـت إسم الجـمعـية الكـلـدانية الأسترالية تأسستْ قـبل حـوالي عـشرين سنة وأصدرتْ أعـداداً سـنوية ( وليس كـل سـنة ) من مجـلة دون أنْ تحـوي عـلى مواضيع تشير إلى الـنهـضة الكـلدانية وهي تـفـتخـر بإسمها سوى عـدد واحـد فـقـط في عام 2005 !! وأقامت الجـمعـية في السنين الماضية حـسب عـلمي سفـرتين بـذكـرى رأس السنة البابلية الكلدانية إلى منـتـزه ــ Chipping Norten ــ قـرِأتْ أثـناءها بعـض الكـلمات وعُـلـقـتْ بالمناسبة لافـتات تمَجـد الـذكـرى هـذه بالإضافة إلى تـنـظـيمها لـدورة رياضية .

وأمام هـذا الفـراغ من الأنـشـطة الـقـومية الكـلـدانية مع خـفـوت الصوت الكـلـداني الأصيل في سدني بسبب عـثـرات أمامه وحـواجـز تعـيق إنـتـشاره ، إلـتـقى عـدد من الأصدقاء في 12 أذار من عام 2012 بـدعـوة أخـوية وناقـشـوا إمكانية القـيام بفـعاليات بإتجاه الهـدف العام وهـو إستـنهاض الحـس القـومي لـدى أبناء جالـيتـنا الكـلـدانية في سـدني وتـكـرّرتْ إجـتماعاتهم حـتى تمخـضتْ عـن تسمية هـذا التجـمع الـبسيط بـ الملتـقى الكـلـداني الـثـقافي متـفـقـين عـلى أنْ يكـون بعـيـداً عـن السياسة والـدين ، غـير منافـس لأحـد ولا بـديل لغـيره ولا مكـمل لآخـر ولا مضاد لشخـص أو تـنـظـيم ، ولـن يُـسجَّـل رسمياً بالـدوائر ذات العـلاقة لأنه لا يؤمن بـفـرز ذاته ولا بالـتحـزّب ولا بالـتـزلـف ولا بالـتـفـرّد ولا بالأنانية ولا بإزاحة أحـد ، وأعـضاؤه يعـملون في العـلن ولا يطمعـون بمنـصب أو شهـرة .

ووفـقاً لهـذه المبادىء أقام الـملتـقى ثلاثة نشاطات موثـقة بالصور والـتـقاريـر منـشورة في صحـفـنا المحـلية والمواقع الإلكـتـرونية : ( 1 ) يوم العـلم الكـلـداني 17 أيار 2012 …( 2 ) يوم الشهـيـد الـكـلـداني 12 أب 2012 …( 3 ) نـدوة مسائية لممثـلي وزارة الهـجـرة بتأريخ 17 تشرين الأول 2012 قـدّموا شرحاً وافـياً عـن خـطة وزارة الهجـرة الأسترالية لإستيعاب أعـداد اللاجـئين ، وبـيَّـن وزير الهجـرة لـنا عـنـد مقابلته في مكـتبه أن أية جـمعـية مسجـلة لـدى السلطات الأسترالية لها الحـق في ملء إستمارات طـلبات اللجـوء وتأيـيـدها ومتابعـتها دون تميـيـز مؤسسة عـلى أخـرى صغـيرة كانت أو كـبـيرة ، وجـميع هـذه اللقاءات كانت في قاعة نادي بابل الكـلـداني مجاناً فـشكـراً لإدارة الـنادي .

إنَّ أنـشـطة الـملـتـقى الكـلـداني الـثـقافي هي مرحـلة إخـتـبار أولى للإرادة الـذاتية والقابلية الشخـصية لأعـضائه ، فـبعـد أن أثبتـوا نجاحهم عـلى الساحة حان الوقـت لخـطـوَتهم المقـبلة ـ للـراغـبـين منهم ـ وهي الإرتباط بأيَّة مؤسسة مدنية كـلـدانية معـتـزة بإسمها الـقـومي الكـلـداني غـير المشـوَّه من أجـل تعـزيزها والعـمل من خلالها كعامل فعال فـيها ودفـع أنشـطـتها إلى الأمام .

إن الملتـقى الكـلـداني الـثـقافي ومنـذ شهـر تشرين الأول 2012 يخـطـط للإحـتـفال برأس السنة البابلية الكـلـدانية لهـذا العام 2013 وقـدِّمتْ الدعـوات لجـميع منـظمات المجـتمع المدني الكـلـداني التي إستـطاع الوصول إليها فإستجاب لها مَن توفـرتْ له الـفـرصة ، وعُـقـدتْ سبعة إجـتماعات موثـقة التـواريخ في نادي بابل / ماركـوني / بـيوت الأعـضاء / مقـر الجـمعـية الكـلـدانية / قاعة الكـنيسة ، ومن خلالها وُضِعـتْ فـقـرات المنهاج ووُزعَـتْ الأدوار ، وعـنـدها تـفاجأ حـين تـطـرّق إلى مسامعه أن جهة سياسية تـنوي الإحـتـفال بهـذا العـيـد وبإسم الكـلـدان أيضاً وفي داخـل كـنيسة مار توما الرسـول الكـلـدانية ! وهـو ما لا نرتـضيه لأنـفـسنا أن نكـون قـسمَين فـهـذا مخـجـل أمام الجالية في سـدني ، فـتباحـثـنا الأمر مع سيادة المطران جـبرائيل كساب الموقـر الـذي لم يـرتـضِ بـدوره أن نكـون قـسمَين .

وإستـناداً إلى تـوجـيهات سيادته توجّـهـنا بـدعـوة إلى كـل المهـتمين بهـذا الموضوع للتشاور ومن ضمنها الجـهة السياسية المشار إليها والتي غابت عـن الإجـتماع ، فـحـضرنا ــ أحـد عـشر تـنـظـيماً مدنياً ــ في قاعة الكـنيسة مساء يوم الإثـنين 25 شباط وبموافـقة سيادته وتباحـثـنا سوية في كـل ما يتعـلق بالإحـتـفال بأجـواء الصداقة والـتـفاهم الأخـوي .

وفي نهاية إجـتماعـنا وبناءاً عـلى رأي قـدّمه السيد باسم متي بصفـته رئيس الجـمعـية الكـلـدانية وطـلبَ أن تـتـبنى الجـمعـية الكـلـدانية الأسترالية الإحـتـفال بصورة رئيسية أما نحـن الحاضرون فـيكـون دورنا مؤازرين لها ومشاركـين معـها ، وفي الحـقـيقة رغـم أن الملتـقى هـو المخـطط للإحـتـفال منـذ أشهـر إلاّ أنه رغـبة منه في العـمل الجـماعي دون الإستـئـثار بـدور رئيسي ولا ينـوي الـتباهي والشهـرة ، فـقـد تـنازل عـن حـقه بـدون نـقاش وبكـل طـيـبة خاطـر ، فـوافـق مع الجـميع وبـدون إستـثـناء عـلى طـلب السيد باسم متي وكـتـبنا محـضر الإجـتماع متـضمناً بنود الإتـفاق الجـماعي وشروطه الواضحة التي قـرّرناها جـميعـنا ولم يعـترض عـليها أحـد ، وبعـثـنا نسخة منه موثـقأ بشعار الجـمعـية الكـلـدانية إلى إيميل الأخ باسم متي فـردّ عـليه بالشكـر دون أي تعـليق فـشكـراً له ، وفي اليوم التالي 26 شباط سُـلـِّـمَـتْ نسخة منه بإسم جـميع الحاضرين في الإجـتـماع إلى سيادة المطران جـبرائيل كـساب الموقـر بواسطة السادة طلال گـردي عـن الملـتـقى وباسم متي عـن الجـمعـية الكـلـدانية .

وطالما نعـمل بنيات صافـية وقـلوب فـرحة فالحـياة لا تستحـق صراعاً بل لم تـُـخـلق الحـياة من أجـل الـصراع وخاصة بـين الإخـوة ، فـسأترك الآن حـيثـيات المشهـد عـملاً بالمثل الـذي ذكـره أحـد الحاضرين أثـناء الإجـتماع الأخـير ( دارخ حـلـويي رش خـموصي = نـضع الحلاء فـوق الحـموضة ) مستـنـدين إلى السيد باسم متي رئيس الجـمعـية الكـلـدانية للمضي قـدُماً لتحـضيرات الإحـتـفال .

ونحـن مقـبلون إلى هـذه المناسبة التأريخـية السعـيـدة سوية نـنـتـظر التعـليمات من السيد رئيس الجـمعـية الكـلـدانية متبني الإحـتـفال كي نـتهـيّأ لـلـقـيام بأدوارنا التي سـتـناط بنا عـلى أكـمل وجه . وفـيما يلي نـص المحـضر :

 

 

بقـلم : مايكـل سـيـپـي / سـدني ــ 28 شأباط 2013

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *