سجن يوحنا المعمدان / الشماس سمير كاكوز

يوحنا المعمدان هو ابن زكريا وامه اليصابات والذي ولد بقوة الروح القدس بسبب ان امه كانت عاقر ولم يكن لها الاولاد فلما كان ابوه يحرق البخور في بيت مقدس ملاك الرب تراءى له وبشره بان امراته اليصابات  ستلد ابنا وتسميه يوحنا وسوف يكون عظيم امام الرب ولن يشرب خمرا ولا مسكرا ويمتلى من قوة الروح القدس وهو في بطن امه وكما حدث في العهد القديم من ان كثير من رجال العهد القديم كرسوا انفسهم لخدمة الرب وهم في بطون امهاتهم مثل شمشون و ارميا او بمعنى اخر ان الله كرس هؤلاء الرجال وغيرهم من الرجال  لخدمته ولرسالته فيوحنا النبي حبلت اليصابات من  الروح القدس  وهو في بطن امه وهو الذي هيا الطريق ليسوع وكان مرسل قبل المسيح .

 يوحنا ابن زكريا كان يعيش في البرية  وكان طعامه الجراد والعسل البري ولباسه من وبر الابل اي الجمال وكان يعمد ايضا في نهر الاردن .

يوحنا المعمدان ورد في العهد الجديد انه سجن كما جاء في الاصحاح 14 / 3 – 5 عندما امسكه هيرودس والقاه في السجن من اجل هيروديا والتي كانت ابنة  زوجة اخيه فيلبس لان هيرودس كان يحبها ويريد الزواج منها لكن يوحنا كان يرفض بشدة ان ياخذ هيرودس هيروديا زوجة لان باعتبارها ابنة اخيه وهو عمها اي هيرودس فهيروديا هذه المراة كانت في الاصل امراة هيرودس فيلبس لكن بعدها تزوجت هيرودس انتيباس زواجا غير شرعي هذا الزواج كانت الشريعة تحرمه بانه لا يجوز الزواج الاقرباء من اصل واحد كما ورد في سفر الاحبار 20 / 21 فلكي يتمكن الزواج من هذه الابنة هيروديا ماذا فعل بان طلق امراته الاولى التي كانت ابنة ملك النبط واسمه اريتاس وتزوج هيروديا .

هيروديا الابنة هذه رقصت في احدى المرات في حفل عيد ميلاد هيرودس الملك رقصا جيدا واحتمال كان مثيرا للغاية فادهش هيرودس من هذه الرقصة التي رقصتها هيروديا فاراد الملك هيرودس ان يهدي لها هدية مهما طلبت حتى لو كان نصف امواله او مملكته فحلف لها يمينا وامام الجموع التي حضرت الحفل فكان من هيروديا بان راحت وسالت امها ماذا اطلب من هدية من الملك لهذه الرقصة التي رقصتها له فكان جواب امها بان تطلب في صينية او في طبق راس يوحنا المعمدان اي ان يعطي الملك راس يوحنا ابن زكريا هدية لهيروديا لكن الملك واحتمال كبير انه ضاق وصار كئيب من هذه الهدية التي طلبتها هيروديا لكن بسبب القسم الذي قسمه امام الحاضرين امر باحضار راس يوحنا المعمدان واعطاه الى هيروديا وهيروديا اعطته الى امها بعد ان لقنتها هذه الدرس هذا ما جاء في انجيل متى عن سجن يوحنا اما ما ورد في انجيل مرقس الاصحاح 6 / 17 / 20 وحسب كتاب يوسيفس ان هيروديا كانت امراة احد اخوة هيرودس انتباس وهذا ايضا كان اسمه هيرودس وكان يعيش ويقيم في مدينة رومة الايطاليا وفي رومة كان ايضا له اخ اسمه فيلبس هذا كان مسؤول منطقة امير الربع على ايطورية و طراخونيطس فيلبس هذا الملك تزوج من سالومة ابنة هيروديا اما هيروديا هذه المذكورة في مرقس انها حفيدة هيرودس وابنة اخيه هيرودس انتيباس هذه الحفيدة قد هجرت زوجها الذي اسمه هيرودس والذي كان في الاصل عمها فذهبت وارتبطت بزوجها الجديد هيرودس انتيباس والذي لا يجوز ان يتزوجها بحسب شريعة سفر الاحبار هذا كل ما ورد في انجيل لوقا الاصحاح 3 / 18 – 20 .

في خلاصة المقالة نذكر ما قال كل من انجيل متى و مرقس و لوقا ففي انجيل متى ان هيرودس يريد قتل يوحنا عندما القاه في السجن لكن كان يخاف الشعب لانهم كانوا يعدونه نبيا اما جاء في انجيل مرقس بان هيرودس الملك كان يخاف ويهاب يوحنا المعمدان لانه يعتبره رجل قديسا وكان يستمع اليه كثيرة ومرات عديدة كان يقع في حيرة من كلام واسئلة يوحنا له  اما ما جاء في لوقا لا يذكر شيء من هذه الايات التي ذكرت في انجيل متى و مرقس .

في انجيل متى و مرقس يذكر القصة الكاملة من سجن وقطع راس يوحنا اما في انجيل لوقا فقط يذكر ان يوحنا كان يوبخ هيرودس على اعماله السيئة وان هيرودس القى يوحنا المعمدان في السجن فموت و استشهاد يوحنا المعمدان بمعنى ان رسالة يوحنا ابن زكريا انتهت وبدات رسالة المسيح بعد ان اعتمد يسوع على يد يوحنا المعمدان فلما مات يوحنا اخذه تلاميذه ودفنوها ووضعوها في قبر فالعبرة من هذه انه كثير منا يحب مصلحته الخاصة على الاخرين ويريد ان يدمر الاخرين ويقتلهم من اجل ان تسير و تمشي  مصلحته الشخصية ويريد ان يكون هو الاجدر بين الاخرين ولا يحب ان يكون غيره احسن منه فهيروديا هذه قتلت رجل بار من اجل مصلحتها الشخصية ومن اجل مصلحة امها التي كانت تريد باي طريقة ان تدمر و تقتل يوحنا فحدث ما حدث في الاخر ليوحنا المعمدان بانه قطعت راسه كما نحن ايضا نريد ان ننهي حياة الاخرين بطريقتنا الخاصة على حساب مصلحتنا فنتمنى ان لا نكون مثل هؤلاء الاشخاص ومثل هيروديا وامها وهيروديا القاتل الذي احب الدنيا اكثر من حبه لله واراد ان يعيش في حياة الحرام والسيئات والخطايا ويعيش مع الشياطين واعوانه فنحن يجب ان نعيش حياة الله حياة المسيح حياة الكتاب المقدس وحياة التلاميذ وحياة القديسين حياة الملكوت السماوي حياة التواضع حياة عدم التكبر والى اخره من حياة توصلنا الى الحياة الابدية وكما قال له المجد بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا والمجد لله امين

الشماس سمير كاكوز

المانيا ميونخ

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *