ساكت عن الحق / بقلم عصمت رجب

دخل العراق منذ 2014 مرحلة تاريخية صعبة لم يشهدها تاريخه الجديد سابقا ، تمثلت بدخول الارهاب الى عدد من مدنه واحتلالها بشكل كامل ، وجعلها تحت حكم ظلامي احادي الاتجاه والدين والمذهب ولمدة ثلاث سنوات ذاق بها شعب تلك المحافظات مرارة وظلم ، حيث قتل واختطِف وهجِر وسبيت النساء وسلِبت الممتلكات ودمِرت البنى التحتية لتلك المدن والمحافظات ، والغالبية العراقية ربما تعلم الاسباب والمسببات لما حصل كما الجميع على علم ويقين بكيفية التخلص من ذلك الوحش الظلامي الذي قصمت ظهره قوات البيشمركة وهزمته على طول 1050 كيلومتر، بعد ان انهارت قوات الجيش العراقي امامه ، وبذلك كان للبيشمركة الابطال الفضل الاكبر في تخليص العراق من داعش الارهابي المجرم وقدمت 1700 شهيد و7000 جريح قسم منهم محرومين من العلاج بسبب غلق المطارات في اقليم كوردستان وعدم امكانية سفرهم للخارج ، وهم من حرروا محافظة نينوى وفتحوا الابواب لدخول القوات العراقية الى داخل مدينة الموصل .

المثير للغرابة بان خطاب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي القاه بمناسبة الانتصار النهائي على داعش يشكر فيه صنوف الجيش العراقي ويشكر مليشيا الحشود التي تعتدي على المسيحيين في مدنهم وتحول دون عودتهم الى مناطقهم وتقتل وتختطف وتنتهك الاعراض في طوز خورماتو وفي تلكيف وبرطلة …  ولايذكر رئيس وزرائنا في خطابه دور البيشمركة مع ان البيشمركة هي منظومة دفاع وطنية في اقليم كوردستان ومسجلة ضمن منظومة الدفاع العراقية ، ولم تسجل عليها اي حالة انتهاك مع انها منذ 2003 تحمي مناطق سهل نينوى واقليم كوردستان  وكان لها الفضل الاول بهذا الانتصار وقدمت الكثير من الشهداء من جميع المكونات … اليست هذه مفارقة يجب الوقوف عندها ؟؟؟ فان كانت غير مقصودة ونسيّ ذكر البيشمركة فانها مصيبة اما ان كان متعمدا فالمصيبة اعظم واشد ، واليست مخالفة دستورية بان تٌهمش وتٌغيب منظومة عراقية كاملة قدمت الاف الشهداء في الدفاع عن العراق!!! بسبب ربما خلافات سياسية او بسبب شوفيني عنصري او بسبب الخوف مِن مَن يدير البلد في الخفاء فجميعها اسباب واردة ، فالخلافات السياسية حالة واقعية والشوفينية التي خلقتها المحاصصة الطائفية والمذهبية موجودة والخوف من صاحب الملشيا وارد ، وهم يأتمرون باوامر اقليمية بعيدة عن ما يخدم مصلحة العراق الاتحادي… فاين حامي الدستور العراقي الاتحادي وما هو دوره بهذه الانتقاية والمزاجية باختيار بنود الدستور التي تخدم كتلة حزبية ومذهبية طائفية ضد مكونات العراق الاخرى …

لقد كان الاجدر برئيس وزراء العراق الاتحادي ان يحاسب من تسبب بسقوط ثلث العراق وخصوصا مدينة الموصل البوابة التي دخل منها الارهاب واسقط الجيش العراقي ، وبعدها كان بامكانه ان يتحدث عن النصر ، فدماء الشهداء تنادي ولعنة السبايا والمهجرين والايتام والنازحين والمخطوفين والمعتقلين دون ذنب  سوف تلاحقكم ، كونهم بصمة سوداء قاتمة في تاريخ حكمكم .

الرحمة والمغفرة لشهداء العراق وشهداء البيشمركة من الكورد والعرب والتركمان والمسيحيين والايزدية والشبك والكاكئية .

 بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *