زيارة الرئيس وانظار المراقبين / بقلم عصمت رجب

أنظار العراقيين والعرب قبل الكورد،صوبت نحو زيارة جناب الرئيس مسعود بارزاني للولايات المتحدة الأمريكية واللقاءات التي جمعته بالرئيس بارك أوباما،ونائبه جو بايدن ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض والكونغرس والقيادات العسكرية الامريكية .

وكان لجماهير اقليم كوردستان امنياتهم بأن تثمر هذه الزيارة عن طموحاتهم في حماية الاقليم من الارهاب ، وبعده تحقيق الحلم الاكبر في دولة كوردستان.  لقد كانت الزيارة ناجحة ومثمرة بحسب المراقبين السياسيين ، وقد اكد السيد الرئيس خلال إستضافته من قبل مركز المجلس الأطلسي والمعهد الأمريكي للسلام:” أن هذه الزيارة كانت ناجحة،وأن دولة كوردستان المستقلة آتية،وهي عملية مستمرة ومتواصلة،لا تراجع فيها ولا توقف، إنما لا نريد لها أن تأتي عن طريق الإقتتال والعنف، بل من خلال الحوار والتفاهم”.

ويعرف الرئيس بارزاني أنه رجل سلام ويعالج الكثير من القضايا من خلال الحوار والتفاهم،سيما وأن الإقتتال والعنف يأتي على الأخضر واليابس ويتسبب في توسيع الهوة والخراب والدمار ، فهو نجل البارزاني الخالد الذي قال بان ( الحرب اسوأ خيار لحل المشاكل ).

كما أكد في تصريح له:” أن وحدة العراق، يجب أن تكون “اختيارية وليست اجبارية” وهو بذلك يصارح الجميع بأن عليهم أن يساهموا ويعملوا من أجل ان يكون العراق إتحاديا بأختيار الجميع، وليس أتحاديا قسرا.

ويرى مراقبون أن الحكومة الإتحادية وجهات مسؤولة في العراق،هي التي تجعل الكورد يطالبون بالأنفصال والإستقلال،رغم أنه ليس من مصلحتهم إضطرارهم لأتخاذ هكذا موقف، وذلك من خلال عدم الإلتزام بالقرارات والأتفاقيات والمعاهدات،وأيضا محاربة الأقليم وشعب كوردستان من خلال قطع الرواتب والميزانية وفرض الحصار عليها.

ربما لأنهم يخشون من النجاحات التي حققتها حكومة وشعب كوردستان على صعيد البناء والإعمار والخدمات،وهؤلاء لا يريدون لأربيل أن تكون أفضل من بغداد،رغم عدم جدية مساعيهم في ذلك.

أن زيارة الرئيس بارزاني للولايات المتحدة الأمريكية كانت بمثابة رسالة إلى المسؤولين في بغداد،دعتهم إلى توضيح الأمور وشكل وملامح العلاقة بين بغداد وأربيل،فإما أن يعترفوا أن الكورد هم شركاء حقيقيون ، وبالتالي من حقهم الحصول على مكاسب وأمتيازات،وإما الإعتراف بأنهم ليسوا بعراقيين وهذا يضطرهم للإنفصال،لعدم الالتزام بالإتفاقيات والوعود ومماطلة وتسويف وعدم جدية إتخاذ خطوات عملية وواقعية لتقريب وجهات النظر ومعالجة المشاكل العالقة ما بين بغداد واربيل.

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *