رسالة مفتوحة الى شعب كردستان العراق

من خلال متابعاتنا المستمرة لوضع كردستان عموما والعراق خصوصا، نستنتج التالية:

1.القيادة الكردية مهما بلغت من فطنة وذكاء خارق ، وقدرات فردية وعلاقات دولية، لايمكنها ان تتقدم خطوة واحدة الى أمام، بعيداّ عن جماهيرها صاحبة القضية الأساسية، في تحررها وأنتزاع حقوقها، وانعتاقها من سيل الدماء وغزر الدموع، والظلم والضيم والقهر وتعثر الحياة من جميع النواحي، ولنا أمثلة صارخة في هذا الجانب، ابتداءاّ من تشكيل اول جمهورية في مهاباد، مروراّ بالثورة الكردية التحررية أيلول عام 1961، والتي أنتجت هدنة عام 1965 في عهد الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف، واتفاقية 11 آذار عام 1970 مع حكومة البعثفاشي، والعلاقات المتميزة لقيادة الثورة الكردية مع شاه ايران المنبوذ شعبياّ، وتخليه عن التزاماته وأتفاقياته مع قيادة الحركة في حينها، أستناداّ لأتفاقية الجزائراللاحقة بينه وبين صدام عام 1975، والتي كانت نتيجتها أنهيار الحركة الكردستانية بساعات معدودة، ما بعد الأتفاقية السيئة الصيت، التي بسببها دفع الشعب العراقي بجميع مكوناته القومية، خيرة شبابه مفرطاّ بأرضه وحدوده ومياهه في شط العرب، ولم يستوعبوا قادة كردستان مرارة تجربتهم مع الشاه، حتى بدأت علاقتهم مع نظام الملالي في أيران، وبالضد من حكومة صدام بين الكر والفر، حتى أقامة التعاون والتحالف مع النظام الصدامي العفلقي، ناهيك عن دعم ومساندة دكتاتورية النظام، من قبل جحوش أغاوات الكرد، بالضد من الحركة الكردستانية التحررية المناضلة بشعبها الفقير، حتى التحرير عام 1991، ولم يجنوا المناضلون الفقراء الذين ضحوا بالغالي والنفيس غير خيبة أمل، ليتقدم عليهم الخونة من جحوش الأغوات،لما آلت اليها الامور حالياّ، من أخفاقات بسبب علاقات القيادة الغير المدروسة ولا المتوازنة مع جماهيرها المناضلة المضحية، بسبب ضعف برامجها ومنهاجها لخدمة جماهير كردستان، في العملية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، يتقدمهم النظام العشائري المتخلف، وسيطرة الأغاوات والمتنفذين الطفيليين في كردستان.

2. للأسف الشديد رغم مرور أكثر من 21 عاماّ، على تحرير جنوب كردستان،(شمال العراق) لم يتحسس المواطن العادي البسيط الداعم لكردستان، بعدالة أنصافه ومنح حقوقه وتقييم جهوده ونضاله وتضحياته الجسيمة، عبر الأجيال المتعاقبة التي رفدت الثورة الكردستانية بالغالي والنفيس، وخصوصاّ الشعب الكلداني وبقية المكونات الصغيرة، ناهيك عن القوى الوطنية الديمقراطية وفي مقدمتهم الانصار الشيوعييين، ايماناّ بالقضيه العادلة لأنتزاع الحقوق المهظومة والمسلوبة، من قبل السلطات الدكتاتورية المتعاقبة، بتعاون وتنفيذ الشلة العشائرية والاغوات الكردية بجحوشها العميلة، وأولهم مام جلال في ستينات القرن الماضي، وتحالفاته المتكررة مع الحكومة الدكتاتورية الصدامية اللاحقة عام 1983، مقابل اموال وأرصدة وسيارات واسلحة، لقتل ومحاولة ابادة مناضلات ومناضلي وثوار الثورة الوطنية الديمقرااطية، في مناطق متعددة من كردستان، مجزرة بشت آشان الشهيرة مثالاّ، التي راح ضحيتها أكثر من 65 مناضلة ومناضل، من مختلف الأختصاصات العلمية والأدبية والفكرية والثقافية والفنية، والغالبية لا تجيد أستخدام السلاح، في يوم مثلج قارص لا يرحم، ناهيك عن مجازر عشائر وجحوش الجاف والهركيين والزيباريين، مثالاّ وليس حصراّ، في معارك عديدة ضد شعب كردستان وقوى الثورة وخصوصاّ الانفال عام 1988، ومساندة السلطة الصدامية وباركتها حتى في أستخدام الاسلحة الكيمياوية، ضد الشعب الكردي ومناصريه الثوار.

3. حتى وان وجد القانون والنظام، لكن تفعيله وتطبيقه، لم يكن بالمستوى العادل والمنصف، بل هناك مزيداّ من المحسوبية والمنسوبية والعشائرية والحزبية والوجاهية والمصالح الشخصية الذاتية،ناهيك عن النزعات الطائفية والعنصرية القومية، الطاغية على النظام والقانون، من دون رقيب ولا حسيب ولا وازع ضمير، ويبقى عامل الواسطة والتحزب والرشوة، هو السيد العامل والفاعل على حساب النظام والقانون، وبسبب هذا الوضع الشائك والمعقد، بمردود سلبي أجتماعي وأقتصادي وسياسي واجتماعي ونفسي، أستمرت وتستمر الهجرة من كردستان وبقية مناطق العراق، من مختلف القوميات والاجناس بما فيهم الأخوة الكرد، أن ذلك يحسب سلباّ على سلطة الأقليم شئنا أم ابينا، وما عليها ان تعالج هذه الآفة الخطرة، ضمن برنامج ومنهاج عملي يليق بالمعالجة الجذرية للحدث.

4.اما المناطق المختلف عليها، او ما تسمى المستقطعة، فحدث ولا حرج، فهي من المناطق المهملة جداّ، ومن أكثر المناطق المتضررة تاريخياّ من جميع مناحي الحياة، بسبب ممارساة جائرة وقامعة ومبتزة لشعبنا، من قبل جميع السلطات المتعاقبة لقرن كامل، كونها واقعة بين المطرقة والسندان، ولحد اللحظة هي كذلك، تعاني انعدام الخدمات، والبطالة المتأصلة والابتزاز، والهجر والتهجير المستمر، والقتل والارهاب المنظم والمنفرد وهلم جرا،ناهيك عن هجرة اعداد كبيرة مضطهدة، من شعبنا الكلداني والسرياني والآشوري، من وسط وجنوب العراق، بفعل الارهاب والميلشيات الاسلامية المختلفة الى هذه المناطق، بعد ان فقدت خيرة شاباتها وشبابها قترلاّ وظلماّ وتعسفاّ، بلا وازع دين ولا ضمير يذكر، ونتيجة الاهمال المتعمد من قبل الحكومتين المركز والاقليم لهذه المناطق، بالاضافة الى عدم توفير الامن والاستقرار لها، كل هذه العوامل المتشعبة، ادت الى ترك الكثيرين ديارهم ومستقبل وجودهم التاريخي، مهاجرة الى منافي الدنيا، غير مبالين لمستقبلهم واجيالهم ووجودهم في تلك البلدان مستقبلاّ، مختارين ذلك اكراها او طوعا، بسبب تلك السياسات المدمرة للشعوب قاطبة، من قبل المركز والاقليم معاّ، وهذا الوضع ستتحمله تلك القيادات من دون استثناء لأحد، كان من يكون تاريخياّووطنياّ، كونه منافي للقيم الانسانية والحضارية.

5. ما نراه ونشخصه يقيناّ وفي هذه اللحظة الحرجة، هو تنافي الفكر الأسلامي المؤدلج والمسيس، بالضد من التطور العلمي والتقني والسياحي، التي من المفروض والمطلوب على سلطة الأقليم، مسايرة التطورات العلمية وتكنولوجيا العصر الحديث، وثورة التقدم العلمي المستمرة، وعصر الثورة المعلوماتية للآسترشاد بها ومواكبتها بأستمرار، وليس القفز عليها وتغييبها وقمع والغاء المفيد، ليجعل المنطقة تعم في الظلام والجهل، مسايرة مع التخلف والانجماد الفكري، في ظل الجمود العقائدي الديني، وبالضد من الرقي الى مجتمع مدني متمدن حضاري تقدمي ثقاافي ادبي وفني، وبهذا يحدث شرخ كبير في المجتمع الكردستاني خصوصاّ والعراقي عموماّ.

اننا نلاحظ اخفاقات هنا وتراجع هناك، عن بناء وتطور العلمانية والمدنية والثقافة واهمالاّ للفن وتقنياته، من مسرح ورسم وأدب وسياحة وحرية التفكير والرأي والرأي الآخر، مجاملة للاسلام السياسي المؤدلج القامع للحريات وتطور المجتمع عموماّ، كونه فكر جامد بقالب جاهز، غير قابل للتغيير ولا التطور ومع التخلف وممارسة القتل ومحاولة ممارسة تغييب القانون، وظهر للعيان في هذه الايام، من خلال ممارسة السلطتين المركز والاقليم معاّ، بفرض الشعائر الدينية على العراقيين جميعاّ، دون مراعاة الحرية الفردية والشخصية، فارضة الصوم على الجميع حتى وصلت للمناطق الغير المسلمة، فارضة الصوم ورمضانيات الاسلام التي لا مبرر لها، كونها ليس من حق احد فرض الأرادة الدينية على الآخرين، من دون وجه حق أطلاقاّ، لان التدين من عدمه مربوط بين الخالق والانسان نفسه، فليس من حق العباد ان تفرضه على الآخرين عنوة، خصوصا ونحن نعلم نظام كردستان منذ عام 1991، لم يمارس هذا الفعل، فعلام هذه السنة تغير 180 درجة عن السابق؟؟!! مجرد سؤال من شعب كردستان لحكومته المؤقرة.

حكمتنا: (كلما تقدم البناء والتطور، كلما أزداد الصراع والعداء داخلياّ وخارجياّ)

ناصر عجمايا
ملبورن \ استراليا
28\07\12

اليكم الرابط ادناه غيض من فيض، ضد شعبنا المسالم، اين هو الدين والانصاف والانسانية؟؟ اين هو التقدم والعمران والتطور والتجدد والأرتقاء؟ اين هي الحقوق المصانة للشعب؟

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,601235.msg5687233.html#msg5687233

You may also like...