رسالة رعوية من سيادة المطران لويس ساكو بمناسة بدء موسم الصوم الكبير رسالة راعوية بمناسبة الصوم الكبير



موقع البطرياركية الكلدانية

أيها الإخوة والأخوات الأحبّاء في كركوك والسليمانية
زمن الصوم هو زمن غير اعتيادي، زمن النعمة ، والصلاة والتفكير ومراجعة الذات، كأشخاص وككنيسة. اتمنى ان يكون تركيزنا في هذا الصوم على الكتاب المقدس: قراءة يومية وتأملية، شخصية وعائلية .. فيها نصغي إلى صوت الله ليقودنا: كلمتك مصباح لخطاي ونور لسبيلي. لا ننسى تأكيد يسوع ” ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله ” (متى 4/4). أتمنى ان يخصص كلّ واحد منا وقتا كافيًّا للانفتاح على الله وعلى الاخرين: خدمة المحتاجين: المرضى، الوحدانيين، الفقراء، الحاصلين في الضيق… يجب الا ننسى أن خدمتنا للمرضى وللعجزة والمعوزين هي اقوى تعبير للمحبة . الله هو مصدر هذه الخدمة المجانيّة ( الخير) . وتلميذ المسيح هو من يعمل الخير: ” كل ما تفعلونه باحد اخوتي هؤلاء الصغار فبي قد فعلتموه” ( متى 25/40). كل عمل خير يصبُّ في قلب الله المحبة والرحمة. هذه الخدمة تتطلب الشجاعة والجرأة والمجازفة. انها تساعدنا للخروج من الانانية والكسل والخنوع. لنستمع الى النبي اشعيا يصف لنا الصوم الحقيقي: “”أَلَيسَ الصَّومُ الَّذي فَضَّلتُه هو هذا: حَلُّ قُيودِ الشَّرِّ وفَكُّ رُبُطِ النِّير وإِطْلاقُ المَسْحوقينَ أَحْراراً وتَحْطيمُ كُلِّ نير؟ أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟ حينَئِذٍ يَبزُغُ كالفَجرِ نورُكَ ويَندَبُ جُرحُكَ سَريعاً ويَسيرُ بِرُّكَ أَمامَكَ ومَجدُ الرَّبِّ يَجمعُ شَملَكَ. حينَئِذٍ تَدْعو فيَستَجيبُ الرَّبّ”( اشعيا 58/6-9)
سوف يكون صندوق للصوم في كافة رعايانا لتوضع فيه عطاياكم لتوزع على المحتاجين قبل عيد القيامة
الصوم زمن لنعيش سر الغفران ايضا لنا شخصيّا ليعود الينا الوحدة والسلام والتناغم وللاخرين. الكثير من الحزن الذي يصيبنا سببه الاصرار على رفض المغفرة و المصالحة مع الاخرين الذين نختلف معهم في الرأي و في موضوع ما ! في الخريف القادم تبدأ ” سنة الإيمان ” كما دعا اليها قداسة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة مرور خمسين عاما على انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني. وفي مجلس الاساقفة الكاثوليك المنعقد في اربيل 17 و18 كانون الثاني تدارسنا القيام بعدة نشاطات.. أني أناشد كل مؤمني ابرشية كركوك والسليمانية للصلاة من أجل ” سنة الإيمان ” لكي نسير في تجديد إيماننا وتعميقه وترجمته في تفاصيل حياتنا اليومية. أنه لمؤسف جدا الا يمارس بعض ابناء ابرشيتنا ايمانهم او يبتعدوا عن الكنيسة وقداس الاحد، بسبب انشغالاتهم او لموقف مع احد الكنسيين. الكنيسة هي اكبر من هذا، هي امتداد لرسالة المسيح ووجهه المنظور ، فلا ينبغي ان ترتبط علاقتنا بها وبالمسيح بسبب تصرف معين . كلنا مطالبون رعاة ومؤمنين بالقدوة الحسنة.
لنتعملم الالتزام والحرص من اخوتنا المسلمين في صيامهم الرمضان والشجاعة في اظهار الايمان. لنظهر لهم اننا نصوم ونزكيّ
ايتها الاخوات، ايها الاخوة
ليكن هذا الصوم فرصة نعمة وبركة ومصالحة وتجدد لكل واحد منا ولكنيستناز لنصل من اجل وحدة مسيحيينا واستمرار حضورهم واسهامهم التاريخي في هذه البلاد. لنجدد ثقتنا بالرب وببعضنا. ولنصلِ من اجل بلدنا، من اجل عودة السلام والامان والاستقرار اليه عاجلا ويعيش الجميع في الرفح والمحبة
حفظكم الالرب من كل مكروه
المطران لويس ساكو

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *