رسالة رئيس المركز الثقافي الكلداني الأمريكي إلى وزير خارجية الولايات المتحدة جان كيري

 

 


501(C)(3)
Est. 1974AD | 7275k

11 شباط / فبراير 2015

معالي جان كيري
وزير الخارجية
وزارة الخارجية الأمريكية
2201 شارع سي، إن. دبليو.
واشنطن دي. سي. 20520

سيدي العزيز،

ورد إلى علمنا بأن 17 سبعة عشر عضواً من مجلس الشيوخ الأمريكي قد أرسلوا لك رسالة  بتاريخ 27 كانون الثاني 2015 من أجل مساعدة المستضعفين من سكان العراق الأصليين/ الكلدان ومكونات صغيرة أخرى، من مندائيين ويزيديين.

مع ذلك، وعلى الرغم من نبل الدعوة لانقاذ المكونات العراقية الصغيرة المستضعفة، فأن تلك الرسالة، لسبب غير معروف، قد أطلقت على غالبية المسيحيين العراقيين تسمية آشوريين، هذه التسمية ليست صحيحة (عرقياً) حسب، بل أنها تعد بمثابة إهانة. ذلك أن الكلدان علاوة على كونهم الغالب الأعم من مسيحيي العراق حسب، فأنهم سكان العراق الأصليين.

لقد كانت نسبة الكلدان قياساً بمجموع مسيحيي العراق قبل غزو عام 2003 نحو 85٪، في حين لا تتراوح نسبة ما يطلق عليهم بالآشوريين، الذين هم (مجموعة مستوردة في عام 1918 من تركيا وإيران) ولا يشكلون بالكاد سوى نسبة 4.3٪. علاوة على ذلك، لم يتم الإعتراف بهذه المجموعة (الآطوريين) كمواطنين عراقيين حتى قام نظام البعث بتأسيس كنيسة لهم في عام 1968 ومنحهم الجنسية العراقية عام 1972.

والسؤال هو: إذا لم يكن يعرف هؤلاء الموقرين الأعضاء في مجلس الشيوخ هذه الحقيقة البسيطة، فكيف بحق الأرض (قسم) سيمكنهم أن يصلحوا مشاكل  أكبر من ذلك بكثير، كالإبادة الجماعية المتواصلة بحق سكان العراق الأصليين من قبل داعش، والحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، ناهيك عن الألعاب السياسية الإقليمية والدولية؟

نحن في المركز الثقافي الكلداني الأمريكي (CECA) نؤمن بقوة بأن هنالك مصادر تضلل عن عمد أعضاء الكونغرس الموقرين هؤلاء. أن بيانهم فيما يخص هويتنا (القومية): “الآشوريون، المعروفون أيضا باسم الكلدان والسريان”، ليس خطأ حسب، بل أنه مهين جداً للغالب الأعم من المسيحيين العراقيين.

بصفتي رئيس المركز الثقافي الكلداني الأمريكي، أحد المنظمات الكلدانية الرائدة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1974، يؤسفني ان اقول لكم: بأن رسالة أعضاء الكونغرس إنما تعد مرحلة أخرى ضمن حملة متواصلة لإغتصاب الشرعية الحقيقية لسكان العراق الأصليين/ الكلدان.

لقد بُدأ بتنفيذ هذه الحملة من قبل البريطانيين في عام 1884 عندما أتصل القس وليام إﻨﮔر وﯾﮔرام بنساطرة منطقة قوجانس Qochanis (تركيا)، ونجح في شراء ولاء قادتهم الدينين- القبائليين من منطقة حيكاري Hekkari بمبلغ 7000 سبعة آلاف ﭘاون ذهب بريطاني، موهماً أياهم بمساعدتهم في تأسيس “كيان مستقل في جنوب شرق تركيا”، مسقط رأسهم الحقيقي.

لأسباب عديدة (موثقة بصورة جيدة)، لم يتمكن البريطانيون من الإيفاء بوعدهم. فتم تنفيذ مخطط آخر (موثق بصورة جيدة) من قِبل وﯾﮔرام والنقيب جورج إف. ﮔريسي Gracey (DSO)، من جهاز المخابرات البريطانية، بالإتفاق مع إسماعيل آغا سيمكو، زعيم قبيلة شكاك (Shakak) الكوردية. في نهاية المطاف، تم إغتيال البطريرك النسطوري مار شمعون بنيامين، في الثالث من شهر آذار عام 1918.

بعد فترة وجيزة، تم نقل هذه القبائل النسطورية من Qochanis إلى إيران ثم إلى العراق في عام 1918 تحت التسمية المصطنعة الجديدة (آشوريون)، وذلك وفقا لاتفاق بين شقيقة البطريرك المغدور سورما خانم، والقس وﯾﮔرام.

حيث تم وضع هذه (الجماعات المستوردة) في مخيم لللاجئين في بعقوبة، شرق بغداد. ولم يكن عدد أفراد تلك القبائل يتجاوز 40000 مع 15000 من الأرمن الذين فروا من أرمينيا، وتم نقلهم (أي الأرمن) في وقت لاحق من بعقوبة إلى مخيم آخر في البصرة. في حين تم نقل نصف النساطرة إلى مخيم جسر ماندان قرب جبل مقلوب  Maqloub، شرق الموصل، فيما تم تقسيم النصف الآخر إلى ثلاث مجموعات. استقرت المجموعة الأولى في كركوك، والثانية في الحبانية (الانبار)، والثالثة في بغداد، منطقة الدورة وكمب سارة (Dourah and Camp Sarah)..

بضغط من دكتاتور العراق السابق، صدام حسين، منحت تلك المجموعة المستوردة الجنسية العراقية في عام 1972. واليوم، يواصل نساطرة قوجانس/ حيكاري Qochanis / Hekkariمتابعة إقامة مستوطن لهم عن طريق تضليل الأمم المتحدة ومؤسسات صناعة القرارات الدولية. ومع ذلك، فأن مشاكلهم الكبرى تتمثل في:

1- أنهم ليس فقط لا ينتمون لسكان العراق الأصليين المحليين، ولكنهم في الواقع، مجرد (مجموعة لاجئة) مستوردة من تركيا وإيران. لهذا السبب، فأن من أصل ما يقرب من 350 من البلدات والقرى المسيحية في شمال العراق، هنالك فقط أربعة من القرى الصغيرة جداً التي يسكنها من يطلقون على أنفسهم تسمية (آثوريون/ آشوريون)، وهيّ داشقوتان وبيروزافا وعمبقري ونصيرية (Dashqotan، Berozafa، A’mbaqri، وNaseeriya)، وكذلك نصف قرية الشرفية التابعة للقرية الكلدانية الشهيرة والعريقة القوش. جدير بالذكر أيضاً، أن هذه القرى الخمس الصغيرة لم تتأثر بالغزو الهمجي لجهاديي داعش ISIS.

2- لإضفاء الشرعية على مطالبهم التي يسعون إلى تحقيقها فأنهم بحاجة إلى:

أ- إحتواء الغالبية العظمى من المسيحيين العراقيين داخل مجموعتهم بمساعدة القيادة السياسية في حكومة إقليم كردستان، وعلى وجه الخصوص، السيد مسعود بارزاني. (أن من يطلقون على أنفسهم التسمية الآشورية هم أقلية لا تتجاوز نسبتهم 4.3٪، في حين أن الغالبية العظمى من المسيحيين العراقيين أي ما يقرب من 92.5٪ هم قومياً من الكلدان (بما في ذلك إخوتنا وأخواتنا العراقيين من أتباع الطقس السرياني).

ب- إن إستخدام أسمهم المختلق (آشوريون) بدلا من أسمهم الفعلي (نساطرة قوجانس) هو من أجل إقناع الأمم المتحدة وغيرهم من صناع القرار بأنهم سكان العراق الأصليين أملاً في الحصول على دعمهم. علماً بأن النسطورية هيّ عقيدة مسيحانية مرتبطة بتعاليم نسطورس بطريرك القسطنطينية 428-431، وتعتبر بمثابة بدعة من قبل الكنيسة الكاثوليكية،التي ينتمي لها معظم المسيحيين العراقيين، حيث أن حوالي 95٪ في المائة من المسيحيين العراقيين هم من أتباع المذهب الكاثوليكي.

يا صاحب السعادة، أن أي عالم متخصص بتاريخ الشرق الأدنى، يعلم يقيناً بأن تسميات مثل (البابليين والآشوريين) تعني تحديداً (مواطنو دولة) ولا علاقة لها بالإنتماء العرقي، بينما يعني مصطلح “كلدان” كافة المنحدرين عرقياً من الكلدان الأوائل (بروتو- كالدي) 5300 قبل الميلاد – حتى الآن.

يا صاحب السعادة، كما ترون، فإن مجمل البيان مُضلِل ومُخادِع تماماً، وعلى سبيل المثال، أن حصة التمثيل المعطاة برلمانياً (الكوتا المسيحية) تعتمد التمثيل المسيحي وليس من يدعون بالتسمية الآشورية الذين تتراوح نسبتهم المئوية 4.3٪ فقط قياساً بالعدد الإجمالي للمسيحيين العراقيين.

مع ذلك، نظراً لكون الشرعية (الأصالة العراقية) تنطبق فقط على الكلدان والجماعات المرتبطة بهم مثل “المندائيين” وكذلك “اليزيدين” إلى حد ما، فقد أنشأ الكورد حزب مسيحي تابع لهم هو “المجلس الكلداني السرياني الآشوري” من أجل تيسير الاستيلاء على الأراضي الكلدانية، أي سهل نينوى ودهوك.

أن خبراء وزارة الخارجية الأمريكية متمكنين تماماً ومجهزين بكافة الإمكانات والمصادر للتحقق من مصداقية المعلومات الواردة في رسالتي هذه، كما يستطيع مستشاروك تمحيص المعلومات الواردة هنا من خلال القنوات الصحيحة مثل جامعة ييل ووثائق الفاتيكان.

أن الكلدان، بما في ذلك إخوتنا وأخواتنا، سريان العراق والصابئة المندائيين، كانوا وما يزالون يتعرضون لحملة شرسة جدا للقضاء على هويتهم بصفتهم سكان العراق الأصليين الوحيدين. نحن بحاجة لمساعدتكم لوقف هذه الحملة الجائرة ضد سكان العراق الأصليين (الكلدان)، وكذلك لوقف الإبادة الجماعية المتواصلة بحق المسيحيين العراقيين.

يا صاحب السعادة ، أن إطلاقكم علينا تسمية الآشوريين غير اللائقة ، فأنكم ليس فقط تدعمون هذه المجموعة المستوردة التي تتجاوز على هويتنا من أجل معاملتهم على أنهم سكان العراق الأصليين الصحيحين، ولكنك وعن عمد تعمل على إحباط الدعوة النبيلة لانقاذ سكان العراق الأصليين، ناهيك عن ما يعنيه هذا من تحالف مع القوى التي تحاول عمدا نشر الكراهية والظلم ضد شعبنا.

يا صاحب السعادة، أننا وفقا للآثار المادية وأدلة الكتاب المقدس، أحفاد الكلدان الأوائل / بروتو- كلدي 5300 ق.م – حتى الآن، مؤسسو الدول الأولى في العراق القديم، سومر- أكد، بابل، وآشور. لدينا كل الحق في عرض هذا الاستئناف عليكم، من أجل عدم الإنخداع بالمصطلح غير الصحيح الذي تم استخدامه في رسالة أعضاء الكونغرس.

ثانية، إن المسيحيين سكان العراق الأصليين هم كلدان عرقياً وليس آشوريين. ونحن نحثكم على التحقق من هذه المسألة بعناية، ومنح السكان الأصليين حقهم الشرعي، حيث لا بد من الاعتراف بهم من قبل أعظم دولة على الأرض (الولايات المتحدة الأمريكية)، لأن الكلدان هم سكان العراق الأصليين (الحقيقيين).

هنالك اليوم ما يقرب من 300،000 ألف كلداني في ولاية ميتشيغان وحدها، وصوتهم ضروري أثناء الانتخابات، لذلك فأننا نؤمون بقوة، بأن أصواتنا لا بد وأن تسمع من قبل أعضاء الكونغرس والمسؤولين الأميركيين الآخرين.

نود وبصدق أن نشكر أعضاء مجلس الشيوخ السبعة عشر، الذين خاطبوكم بهذه الرسالة الشديدة الأهمية. مع ذلك، نود أن يتفهموا أيضا بأننا كلدان (قومياً)، وبأننا نحن الكلدان سكان العراق الأصليين، “بلاد ما بين النهرين القديمة”. لذلك ينبغي أن يتم تمييز إخوتنا وأخواتنا سكان العراق الأصليين العراقيين، وأن يتم حمايتهم من قبل المجتمع الدولي، لكوننا ننحدر من نسل الأمة التي يعد أجدادنا رواد الحضارة الإنسانية، التي تأسست قبل نحو 7314 سنة.

أنه خيارك لمساعدة بلاد ما بين النهرين، مهد الحضارة، وأحفاد سكانه الأصليين الحقيقيين، الذي أسس أسلافهم أعرق وأكثر حضارة متطورة عملت على بناء اللبنات الرئيسة لحضارة اليوم.

أن سرعة إستجابتكم ستكون محل تقدير عال. ليبارككم الرب دائما، وينعم على الولايات المتحدة الأمريكية.

مع بالغ الإحترام،

عامر ح. حنا، رئيس CECA
فنان تشكيلي ومؤرخ
مستشار أول سابق للجيش الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط العرقية والدينية
مرشح لنيل جائزة الجيش الأمريكي (ترسيخ الأمة) بمناسبة الذكرى 235 لتأسيس الجيش الأمريكي

www.Chaldean4u.org

إنتباهة: يهمني بعد إذنكم، أن أزودكم بأحدث كتاب أكاديمي صدري لي من 550 صفحة بعنوان: القصة اللا مروية عن سكان العراق الأصليين (الكلدان الرافديين 5300 ق.م – حتى الآن). يتوفر البيان الصحفي للكتاب على الرابط التالي:

http://www.kaldaya.net/2012/News/04/Apr28_E1_%20BookPressRelease.html

إنتباهة ثانية: سيتم نشر هذه الرسالة غير السرية عبر وسائل الإعلام المحلية والوطنية والدولية.

نسخ منها إلى:

– مجلس الشيوخ الأمريكي:

أعضاء مجلس الشيوخ الموقرين: مارك كيرك/ ريتشارد جاي. دوربين/ جيمس إنهوف/ روجر إف. ويكر/ شيرود براون/ تيد كروز/ بات روبرتس/ ديان فينشتاين/ غاري بيترز/ جون بوزمان/ جين شاهين/ ديب فيشر/ أورين جي. هاتش/ ديبي ستيبنو/ روي بلانت/ تيم سكوت/ و روب بورتمان.

– سيادة المطران مار سرهد يوﺳﭖ جمو الجزيل الأحترام، أبرشية القديس بطرس الرسول الكلدانية الكاثوليكية

السيدة الموقرة نازك أي. ﮔﭘﻲ ، قوى المهمات الكلداني الأميركي (محامون متخصصون)

البروفيسور د. ﮔرﯾﮔوري إج. ستانتون ، مرصد الإبادة الجماعية (جينوسايد ووتش)

للإطلاع على النص الأصلي للرسالة باللغة الإنكليزية أنظر الرابط أدناه

http://kaldaya.net/2015/News/02/16_E1_ChNews.html

www.Chaldean4u.org

711 W. 13 Mile Rd., Suite 200, Madison Heights, MI 48071 USA   Tel: 248.268.2238 | 248.217.5555

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *