رسالة الى كتاب المقال الافتتاحي

الكتابة الصحفية بصورة عامة علم ومهنة وفكر تستنبط احداثها من الواقع الاني للمجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتستند الى اسس وخصائص ثابتة علينا الالتزام بها ، ليكون نتاجنا وفق مسؤولية اخلاقية ومهنية، فربما يكون المقال الافتتاحي في الصحف والمجلات والجرائد والمؤسسات الاعلامية المسموعة، من اهم ما تختص به هذه الوسائل الاعلامية، وهو المقال الاول الذي تفتتح المؤسسة يوميتها، ويعبر عن سياسة الوسيلة الاعلامية ان كانت (جريدة او مجلة او دورية او اذاعة) كما الصحافة الالكترونية اي الجرائد الالكترونية، ويعتبر من اهم فنون المقال الصحفي لأعتماده على الشرح والتفسير على الحجج والبراهين والاحصاءات ، للوصول الى اقناع القاريء وكسب تأييده او قبوله بسياسة المؤسسة الاعلامية، كما يتناول المقال الافتتاحي اهم الموضوعات الانية والتي تبنى عليها المقالات والاعمدة الاخرى في الصحيفة او المؤسسة الاعلامية ، ويجب ان يكتب بسلاسة وبساطة ولغة مفهومة بسيطة بعيدة عن المصطلاحات المعقدة بحيث يجر القاريء الى النهاية ويشوقه للقراءة ، وفي اغلب الاحيان يجب ان لا يتجاوز 300 كلمة لكي لايمل القاريء من قراءته( اي ما قل ودل )، وينشر دائما في الصفحة الاولى ، كما في اغلب الاحيان يكون المقال الافتتاحي مادة خبرية مهمة تشرح تداعياتها في شكل عمود صحفي يسمى بالافتتاحية يوجه الى القاريء النخبة او الشريحة الاكثر ثقافة كونه يتمتع بقدر كبير من الحيوية والعمق.

والافتتاحية دائما تعبر عن الخط العام للمؤسسة الإعلامية ، و هي في العادة تكتب دون اسم الكاتب فاما ان تمضى بصاحب الامتياز او رئيس التحرير او هيئة التحرير بمعنى أنها تعبر عن الموقف الجماعي لهيئة التحرير، ولسان حال المؤسسة ان كانت مستقلة او حزبية او تجارية ، يشير المختصين من رواد الصحافة إلى توخي الحذر في كتابة المقال الافتتاحي لأن يستوجب فيها ان تتناول اهتمامات القراء و سياسة الجريدة و الجانب الفني في الكتابة، و تعتبر الافتتاحية ذات حساسية لأنها تهدف إلى غرس مجموعة من القناعات و الأفكار داخل عقلية القارئ.

مع أن المقال الافتتاحي هو نوع من الكتابة الفكرية يذهب إلى الهدف مباشرة و يتابعها القراء المثقفون النخبة ” وخصوصا لدى السياسيين” إلا أن أسلوبها يمتاز بالوضوح و السهولة و البساطة ومثير لرغبة القراء ويحررها خبير في موضوع المقال يستعين بالوثائق و الكتب والانترنيت ليدعم المقال بادلة وثوابت .

في الختام يجب أن يساعد المقال الافتتاحي قراء الصحيفة على حل المشاكل العامة والفكرية، كما من واجب محرر الافتتاحية أن يعالج مشكلات المجتمع الكبرى والامور السياسية المستعصية والازمات الاقتصادية ، والقضايا الاجتماعية ويقدم النصح للمجتمع.

 

اعداد لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *