رد لسيادة الحبر الجليل مار عوديشو أوراهام الجزيل الإحترام لم يكُنْ تحريفاً بقدر ما كان تنويرا



نيافة الأسقف الجليل

قرأتُ الموضوع المنشور في موقع كلدايا دوت نت والموسوم ب” حتى الموتى والمقابر المسيحية المكتشفة في النجف لم يسلم تاريخهم من التحريف” وكم كنتُ أتمنى أن يكون ردك بغير هذا العنوان لكان هناك مجالاً للتراجع، ولقد قرأتُ الحلقة الأولى من رد موقع كلدايا دوت نت على نيافتكم ولا بد ستكون هناك حلقات لاحقة أخرى، أما أنا فقد رأيتُ لزاماً عليَّ توضيح الحقيقة التي أعرفها عسى أن تكون ذات فائدة لنا جميعاً، وذلك من موقعي بإعتباري ناشط قومي كلداني وعضو المجلس الكلداني العالمي، وأستميحكم العذر في ذلك .
تتحدثون عن أمرين وهما : ــ

1 – إضافة جملة ” التابعة للكنيسة الكلدانية “

2 – إضافة الكلمتين “الكنيسة الكلدانية” بعد المذهب النسطوري. وتساءل نيافتكم لماذا التحريف؟ ومن يحق له أصلاً التحريف والتغيير في المواضيع المقتبسة .

لا أدري هل هناك صلاحيات معينة أو تخويل بالتحريف؟؟؟

قبل أن ألج في الموضوع أحب أن أقول أن كلمة تحريف يقول عنها علماء اللغة : ــ

على أن الزيادة لغرض الإيضاح في فهم المراد من اللفظ وهو جائز بالإجماع. إذن لا تحريف هناك عند إضافة كلمات معينة غايتها توضيح ما خفي على القارئ الكريم .

وموقع كلدايا لم يقم بصرف اللفظ عن المعنى المتبادر منه بلا دليل، مثل تحريف معنى اليد إلى القوة أو النعمة وما إلى ذلك، وفي اللغة العربية هو التغيير والتبديل وفي معجم اللغة العربية المعاصر هو تفسير الكلام تفسيراً مغرضاً .

نعود إلى صلب الموضوع، صحيح هو كاتب المقال تكلم عن الهوية الدينية لأصحاب المقابر حيث قال المقابر المسيحية، ولكنه نسي أن يسميهم بإسمهم القومي، أو لربما تغافل عنها لأسباب أعتبارية كثيرة ومتعددة، ولكن يبقى السؤال المطروح، ماذا لوكانت تلك المقابر تعود للعرب السّنة؟ هل كان يذكر ” مقابر المسلمين؟ ” أم يذكر ” مقابر العرب؟” أم يقول مقابر السنّة؟

ما الجرم الذي أرتكبه الموقع حينما سمى الأشياء بمسمياتها؟ وهو يقصد الإيضاح لا أكثر، ولكن لا بد وأن نتساءل ما هي الهوية القومية لتلك المقابر، واين تقع النجف؟ هل تقع في أقليم آثور؟ هل لك يا غبطة المطران الجليل أن تدلنا على هوية هؤلاء القوم الراقدين في تلك المقابر في النجف؟

وهل هناك من يستطيع أن يقول عكس ما ذكره موقع كلدايا نت؟ إذن الموقع لم يجانب الحقيقة، لا بل سعى إلى إبرازها وتوضيحها، فأين الخطأ في ذلك ؟ فما الضرر في كشف الحقائق وتنوير القراء الكرام بها .

ونحن في خضم هذا الجدل أقف مشدوهاً وأنذهل من الكيل بمكيالين، وخاصة ما يصدر من غبطة المطران الجليل، لا أدري يا سيدي المطران مارعوديشو هل أستمعت إلى تصريح السيد يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الآثورية عندما سأله مندوب إحدى القنوات الفضائية عن الكلدان فقال له، إنهم آثوريين أنتموا إلى المذهب الكاثوليكي، يا للمهزلة، أهكذا هم سياسيوكم؟ هل مثل هذه النماذج تقودكم سياسياً؟ وأستغرب أكثر عندما علمت بأن أحداً منكم لم يصحح للسيد كنا خطأه الفاضح، لماذا يا نيافة المطران؟ هل يحق لجماعتكم أن ترتكب الجرم كما يحلو لها وبالمقابل لا يحق لنا أن نصحح الخطأ ؟ أين أنتم من هذا التزوير الحقيقي ، ولماذا تغافلتم عن التزوير الذي أرتكبه السيد يونادم؟ ألأنه آثوري وعلى غرارا ” يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره ” لنقول ” يجوز للآثوري ما لا يجوز للكلداني “

المثال الثاني يا نيافة المطران

أعتقد لا يخفى على أحد كما لا يخفى على سيادتكم أيضاً كتاب ” الآشوريون بعد سقوط نينوى / المجلد الثامن / صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية ” للدكتور هرمز م . ابونا

وينطبق فيه قول السيد المسيح حول القشة التي ترونها في عين أخيكم ولا ترون الخشبة في عيونكم.

يا سيادة الراعي الجليل هناك مثل عراقي يقول ” أگعد عَوج وأحچي عدل ” وهناك مثل عراقي آخر يقول يُضرب في هذا المجال والأمثال تُضرب ولا تُقاس ” حب وأحچي وأكره وأحچي “.

إستناداً إلى ذلك لا أدري لماذا لم نسمع من قداستكم إنتقاداً للتزوير الحقيقي الذي حصل في الكتاب المذكور؟ هل لأنه يتماشى مع نفس الموجة؟ أم لأنه في صالح ما تريدونه، مَنْ مِن الآثوريين لم يُطبّل ويُزمِّر ويستشهد بما جاء في الكتاب، لا بل أعتبره من المصادر الدسمة، ونسوا أو تغافلوا عما ورد فيه من أباطيل، ولكي لا تتهمني بالغموض والتحريف سوف أنقل لك جزءاً يسيراً من التحريف الذي في الكتاب المذكور : ــ

في الصفحة 138 من الكتاب المذكور وفي الحاشية النقطة 12 يقول : ـــ

” جدول بالعائلات الآشورية المهاجرة من تياري وحكاري خلال مذابح بدرخان بك 1843 – 1846 م كما أوردها المطران يوسف بابان في كتابه ( ألقوش عبر التاريخ ) بغداد 1979. 46 – 57 “.

ونحن نقول يا سيادة المطران هذا هو التزوير بعينه، ولم يكن لا توضيحاً ولا تبصيراً فشطب كلمة ووضع كلمة بدلاً عنها، ماذا تقول عنه؟

ولدى مراجعتنا للمصدر المذكور ” ألقوش عبر التأريخ ” والتدقيق فيه لعدة مرات تبين الآتي : ـــ

في الصفحة 46 عنوان ” محلات ألقوش ” يذكر المؤلف في هذه الصفحات من ص 46 – منتصف ص 57 وصفاً للمحلة ومن ثم تسلسل باسماء العوائل وأصلها ومحل مجيئها وتاريخ قدومها والملاحظات، وأتحدى أياً كان، إن قال بأن المغفور له المطران يوسف بابانا قد ذكر كلمة “آثور” أو الآثوريين أو الآشوريين أو أن هذه العوائل نسّبها إلى الآثوريين أو الآشوريين، ولكن كيف حصل هذا التزوير والتحريف؟ أو بالأحرى ماذا تسمي هذا العمل، ولماذا تم السكوت عليه أو التغاضي عنه؟ أليس هذا هو الكيل بمكيالين، لماذا لم يرَ أياً منكم هذا العمل الشنيع الذي ورد في هذا الكتاب والذي لا تخلو منه مكتبة آثوري اليوم . أليست هذه قذيفة في عيون البعض من الذين يرون القشة في عيون إخوتهم؟ أم أن هناك تحليلاً آخر لسيادتكم على هذا التصرف؟ بل أن المغفور له المطران بابانا وفي نفس الصفحة اي الصفحة 57 وفي السطرين 21 و22 يقول : ــــ

“إختار الله له إبراهيم الخليل من ذرية الكلدانيين ” إذن كيف يمكن للمؤرخ أن يكون صادقاً؟؟؟

وفي الصفحة 296 من الكتاب المذكور يذكر الدكتور المؤرخ في السطرين التاسع والعاشر بأن سكنة المنطقة الشمالية كانوا من الكلدان ولا يوجد قوم اسمه الآثوريين لنقرأ ماذا يقول : ـــ

“حين عيّن البابا يوليوس الثالث الراهب يوحنان سولاقا بطريركاً على الكلدان في آشور”

أليس هذا إعتراف واضح وصريح بأن سكنة آشور هم الكلدانيون؟ أليس هذا دليلاً منه بأن آشور هي منطقة يسكنها قوم من الكلدانيين؟ أم ان لكم تفسيراً آخر، فما الضير إذن إن ذكر موقع كلدايا بأن مقابر المسيحيين في النجف تعود للمسيحيين الكلدان؟ وفي الصفحة 47 في الحاشية رقم 3 من كتاب صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية يقول : ـــ

“هو يوسف أبونا الذي كان قد شغل منصب مطران آثور وبعدها أنتقل إلى أربيل …….. ثم يشير إلى المصدر. أنظر القس نصري .ذخيرة الأذهان . 2 . 75 – 76

أنظر كيف يكون التزوير يا سيادة المطران الجليل وانتم جميعاً سكتتم عليه لأنه يمسّكم ، ولم أرد أن أفضح ذلك لولا أنتقادكم للحقائق الدامغة التي أوردها موقع كلدايا دوت نت .

نقول بعد مراجعة المصدر المذكور، أي كتاب ذخيرة الأذهان الجزء الثاني للقس بطرس نصري وفي الصفحات المذكورة والتدقيق تبين ما يلي : ـــ

” في الصفحة 75 باب 3 فصل 1

الباب الثالث / في تواريخ الطائفة النسطورية من زمان طيماثاوس إلى يوحنا سولاقا 1318- 1551 الفصل الأول : ـــ “في ترجمة طيماثاوس الثاني وأخبار ايامه والحوادث التي جرت في زمن رئاسته .

خلف يابالاها في الرئاسة العليا على النساطرة طيماثاوس وكان يدعى يوسف واقيم مطراناً على الموصل ولبث يسوس أزمتها إلى أن توفي إبراهيم مطران أربيل فصار مكانه .

بحثتُ في الصفحتين المذكورتين علّي أجد كلمة آثور التي أوردها الدكتور المؤرخ بعد كلمة مطران فلم أعثر عليها في المصدر الأصلي، لا أدري كيف ذكرها المؤرخ على أنها موجودة في المصدر، لا بل الأدهى والأمر أن يذكر اسم المصدر ورقم الصفحة يا للغرابة ، اليس شيئاً عجيباً أن يفوت هذا التزوير على جميعكم؟ هل يعقل أن تفوتكم هكذا أمور ولا يفوتكم توضيح موقع كلدايا حول أن الموتى وقبورهم من المسيحيين في النجف هم كلدان؟

طيب إذا لم يكونوا كلداناً فماذا يكونون؟

نعم سيادة المطران الجليل إنها مهزلة المهازل حينما تريد توضيح أمرا ما يعتبره الآخرون تزويراً، الست معي في ذلك؟ أعتقد توافقني الراي.

نيافة الحبر الجليل المحترم

أتمنى أن يكون الأمر قد وضح لديكم فلا تحريف ولا تزوير ولا غير ذلك، فلسنا نحن من يزور الحقائق التاريخية، ولكن ألتبس الأمر ما بين التوضيح والتبصير وغيرها فتصورتم توضيحنا تحريفاً، عسى نكون قد وُفقنا في التوضيح ………….. مع التقدير.

نزار ملاخا
عضو المجلس الكلداني العالمي

You may also like...