رد على موضوع أسطورة الجنائن المعلقة للأخ عماد رمو

” خاهه عَمّا كلذايا “

نزار ملاخا

يبدو أن المؤامرات على الأمة الكلدانية لن تنتهي، وهذا دليل على تقدمها ورقيها بين الأمم، لقد حاولوا الطعن بهويتنا القومية، وحاولوا محو أسم الكلدان من الخارطة العراقية، ولكنهم فشلوا وعادوا أدراجهم خائبين، ثم ما لبثوا أن راوغوا كما يراوغ الثعلب، فجاؤوا ذئاب خاطفة بثياب حملان وحملوا شعار الوحدة ( الزائف ) وأدعوا أن الكلدان لا يريدون الوحدة، وعندما وافقناهم أمعنوا في ظهرنا تمزيقاً بخناجرهم، فقلنا بئس الوحدة التي تذهب بتاريخنا وتراثنا وهو يتنا القومية، لم يترك الأعداء باباً إلا وطرقوه، توجهوا إلى لغتنا الجميلة وبدأوا يعزفون على وتر بأنه لا توجد لغة كلدانية بل هي السريانية ولما جابهناهم بالأدلة القاطعة على وجود لغتنا وأسمها العظيم الكلدانية وأتينا بعشرات المصادر أنكفأوا على وجوههم خائبينـ يبدو أن المؤامرات لن تنتهي واليوم يبدوا أن هناك مؤامرة كبيرة جداً تقودها دول كبيرة غايتها النيل من تاريخ الأمة الكلدانية ووجودها .

نشر موقع ألقوش دوت نت مقالاً بعنوان ( هل كانت أسطورة الجنائن المعلقة في نينوى ) للكاتب عماد رمو، وفيه لم يذكر الكاتب أن الموضوع منقول من مواقع أخرى أم هي نتيجة بحثه وإستنتاجاته ؟

يقول الأخ عماد في مقدمة ما كتب ” إن موضوع الجنائن المعلقة في بابل هو موضوع نقاش دائم بين العلماء ) لم يذكر الأخ المحترم مَنْ هُم مِن العلماء الذين أرَّقهم هذا الموضوع بحيث نسوا وتناسوا كل هموم العلم ليكون موضوع الجنائن المعلقة موضوع بحث دائم عندهم، ولم يذكر الأخ الكاتب ماهية هذا النقاش ؟ هل يتناقشون على صيغة رفع الماء ؟ نعم فإن كانت كذلك فإنني أقول له بأن عملية نقل الماء التي أخترعها علماء الكلدانيين منذ ذلك الوقت حيّرت العلماء،

ثم يقول بأن عالمة بريطانية ( وهنا بيت القصيد، لماذا لم يبحث في ذلك علماء أمريكان أو آثاريون روس أو دنماركيون أو ألمان، وهل فاتهم ذلك ، ما علينا نستمر في قراءة الموضوع، هل نترك ونكذب كل التاريخ ونصدق عالمة بريطانية مجهولة الأسم والعنوان؟ ومن هي هذه العالمة ؟ ما أسمها ؟ وفي أية جامعة تعمل ؟ ما هي أبحاثها ؟ ووووو … الخ

السؤال هو كيف تم إعتبار الجنائن المعلقة في بابل ( نعم في بابل ) من عجائب الدنيا السبع وهي بالحقيقة وهم لم يدركه البشر ؟ هل أن الذي أعتبرها من هذه العجائب كان مجنوناً ؟ أم مختل عقلياً ؟ أم عالِماً من العلماء ؟

وكيف أعتبروها من عجائب الدنيا السبع إن لم يكونوا قد وقفوا على آثارها ؟ ومن هي تلك النخبة التي أعتبرت نصباً مجهولاً أو وهمياً إحدى عجائب الدنيا السبع ؟ أيعقل هذا ؟ وهل يتم إعتبار صرح تاريخي من أعاجيب الدنيا إن لم يكن موجود أصلاً ؟ أليست مؤامرة كبيرة على الكلدان ؟ يروّج لها مثل الأخ عماد وغيره، إن كانت هذه المعلومات صحيحة فإننا يجب أن نشك وبدرجة كبيرة جداً بما صرّحت به هذه العالمة المجهولة والتي رفض الأستاذ عماد رمو أن يذكر أسمها أو موقعها أو أة معلومات عنها، لا سيما وأن الغرب معروف بكذبه وتأويلاته، أليسوا هم من أخترع كذبة الهبوط على القمر، وهم من أخترعوا كذبة اسلحة الدمار الشامل في العراق ليحطموا العراق ؟ واليوم جاءت الصهيونية لتنال من تاريخ أعرق أمّة في الوجود ألا وهي الأمة الكلدانية، كما أشك في أن تكون هناك تصريحات أصلاً، وشكّي يكبر أكثر وأقول إنها مؤامرة بحيث لا توجد تصريحات اساسا، وما هذه إلا بدعة أبتدعتها بعض الدوائر التي أغاضها تقدم الأمة الكلدانية فبدأوا يحيكون المؤامرات حولها، وأنا أكتب هذا أوجّه ندائي غلى كل كاتب شريف وغيور أن لا يصبح بوق دعاية لما يقوله الغرب بمجرد أنه يطعن في تاريخ أمة الكلدان وهوية الكلدان ولغتنا الكلدانية الأصيلة، كما يفعل البعض ممن ينتسبون زوراً وبهتاناً إلى كنيستنا الكلدانية،

المعلومة التي أوردها الأخ عماد ووقفتُ إزاءها متحيراً جاءت في النص التالي لمقالته ( هذا الصرح الحجري كان محاطا بجدران عالية وابراج شاهقة بحيث كانت المياه ترفع الى الاعلى بواسطة نظام اروائي كبير وبمساعدة ما يسمى مضخة ارخميدس حيث تضخ المياه من مستويات واطئة الى اعلى منها بواسطة هذه المضخة. )

يا أستاذ عماد يقول المثل العراقي (( الله ما شافوا بالعين لكن بالعقل عبدوه ))

وحدث العاقل بما لا يعقل فإن صدّق فلا عقل له

للمعلومات أقول للأخ الكريم عماد والذي غاتته هذه المعلومات، أخي عماد لم يكن أرخميدس ولا أبو ولا جد أرخميدس قد ولد عندما أنشأ نبوخذ نصر الجنائن المعلقة، فأرخميدس ولد عام 287 ق . م بنيت بين الأعوام 562 – 605 قبل الميلاد فهل يُعقل بأن الكلدانيون أستخدموا مضخة أرخميدس قبل ولادته بثلثمائة عام !!!!!!!!!!!!!!!!!! غريبة ؟ أليس كذلك أخي القارئ إذن أين هي المصداقية في الكتابة، وأين هي صحة المعلومة ؟ إن كنا لا نميز بين التواريخ فلماذا نمسك القلم ونكتب ؟؟؟ والموسوعة تقول ( ويكيبيديا ) بأن أرخميدس أستنبط نظريته وصنع لولب أو مضخة تشبه اللوالب المستخدمة في عملية رفع المياه إلى أعلى، كتلك التي أخترعها العلماء القدامى وأنا أعتقد أنهم علماء الكلدانيين .

يؤكد الأستاذ عماد على أن الجنائن المعلقة غير موجودة أو هي وهمية ، ولكن الموسوعة المسماة ويكيبيديا تقول بأن إرتفاع الجنائن المعلقة يبلغ 328 قدماً أي حوالي مائة متر وهو ما يعادل ¾ أرتفاع الهرم الأكبر، وأحيطت بسور يبلغ سمكه سبعة أمتار .

أما عن الكتّاب الذين كتبوا حول هذه الجنائن فأقول هم كتّاب يونانيون ورومانيون مثل سترابو وديودورس و كوينتس كورتيوس روفوس وغيرهم.

نعود لمقالة الأستاذ عماد حيث يقول ( تقول الأسطورة ………… ) أية أسطورة يا أستاذ عماد ؟ ما أسمها ؟ من كتبها ؟ من أكتشفها ؟ أي كتاب تاريخ ذكر بأنها أسطورة ؟ ووووووووو الخ

تناقضات / الأخ عماد رمو يذكر أموراً في الأسطر الأولى ليناقضها في أسطر أخرى، يقول بأن الجنائن المعلقة ذكرتها أسطورة ويقول بأن علماء الآثار، ولم يذكر مَنْ هم ، لأن تعبير علماء الآثار تعبير مجهول لا نعوّل عليه، ولا يمكن الإعتماد عليه مطلقاً ، ما لم يتم ذكر أسم العالم ومؤلفه والصفحة على الأقل، أما عن حدائق بابل وليس نينوى فقد وصفت في عدد من النصوص القديمة كان أولها نص للراهب والمؤرخ والفلكي برعوثا الذي كان يعبد الإله مردوخ والذي عاش في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد ،

في موقع أخر يقول الأخ عماد ( إذا صدقنا المصادر التاريخية ) ! ! ! عجباً يا أستاذ يعني إن لم نصدّق المصادر التاريخية فهل نصدّقك أنت أم نصدّق فطومة أُم اللبَن ؟ غريبة هذه التعابير، يعني إن كانت المصادر التاريخية غير معتمدة لديك إذن لنمحو كل ما كتبه المؤرخون ونجلس أنا وأنت ونكتب التاريخ على هوانا ونسميها لجنة إعادة كتابة وصياغة التاريخ وفق المفاهيم الحديثة، عجيب أمور غريب قضية

ثم تبدأ التناقضات حيث يقول الأخ عماد ( وعلى مر القرون وصفت هذه الجنائن من قبل الكثيرين من الرحالة والمؤرخين ) يعني والله حيّرتنا أخ عماد، وهل يُعقل أن يكتب المؤرخون عن أشياء وهمية ويعطون قياسات دقيقة عن أمرٍ وهمي ؟

يعني إخوتي القرآن ألا تشمون رائحة مؤامرة كبيرة جداً على الكلدان تقودها قِوى عظمى ويسخّرون لها العلماء والأقلام ؟ أيعقل بعد كل هذا العمر والتاريخ والمؤرخون يأتي من يقول بأن الجنائن المعلقة هي في نينوى وليست في بابل ؟ وان سنحاريب بناها وليس نبوخذ نصر ؟؟؟ معقولة هذا الكلام؟ هذا الكلام يشبه كلما مفاده بأن جبل مقلوب ليس في شمال العراق بل يقع في الناصرية حسب رأي علماء الآثار ؟؟؟؟؟ أليس هذا ترويج لمعلومة مزورة غايتها وشوشة أذهان الناس أو تمريرها على البسطاء من الكلدان وغير الكلدان ؟ وهل يقبل أهل بابل وعلماء التاريخ ذلك ؟ ولماذا لا يحتجون على الأخ عماد رمو ؟ أين جمعية المؤرخين العراقيين ؟ ولماذا لا يقاضون الأخ عماد رمو على ترويجه لهذه الدعاية التي تسئ إلى الكلدان تاريخاً وشعباً ؟

التاريخ كله خطأ وتصريحات الأخ عماد هي التي يعوّل عليها، ومَن يدري لربما يخرج علينا الأخ عماد غداً ليقول أن الكتاب المقدس وكتب التاريخ كلها متوهمة أن الآشوريين لم يخرجوا من بابل بل الكلدانيين خرجوا من آشور وتوجهوا إلى بابل وبنوا بابل ، وأن نبوخذ نصر آشوري وأن الله بلبل الأسلنة في نينوى وليس في بابل، وكان أسم بابل نينوى وأسم نينوى بابل وبعد بناء الزقورة ومسلة حمورابي والجنائن المعلقة أتفقوا على تغيير التسمية فأعطو الحلة أسم بابل ومنحو الموصل أسم نينوى !!!!!!!!!!! بربّكم أليست هذه مهزلة المهازل ؟ وهل سيخرج علينا الأخ عماد غداً ليقول بأن أبونا إبراهيم لم يكن كلدانياً بل هو آشورياً وقد خرج من أور الآشوريين وإن الله سبحانه وتعالى قد أخطأ في الأسم فقال أور الكلدانيين والصحيح هي أور الآشوريين ؟؟؟؟؟؟ يا جماعة صدّقوني إنها مؤامرة كبيرة على الكلدان يروّج لها بعض ممن ليس لديهم شغل أو عمل ، أو لربما عبرت عليهم اللعبة وأصبحوا بوقاً لغيرهم بدلاً من أن يصمدوا صمود الرجال ويقفوا كالطود الشامخ وكالسيف الذي لا ينكسر.

لا أريد الإطالة ولو في جعبتي الكثير الكثير مما أريد أن اقوله في هذا المجال ولكن لكي أختم أقول للأخ عماد ولغيره، سواء كانت الجنائن المعلقة من صنع كلداني أو آشوري، ما هو جديدها اليوم ؟هل إنتهى الإرهاب من العراق بإنتهاء تنسيب الجنائن المعلقة إلى الكلدانيين ؟هل تعيش أمتنا الكلدانية بخير ؟ هل تمكن الشباب من إيجاد فرص عمل شريفة لهم ؟ وهل تمكنتم من التفكير في بناء مشروع صناعي في قرانا الكلدانية سواء في الشمال أو في الجنوب ليتمكن من إستقطاب الأيدي العاملة ؟ ماذا فعلتم من أجل إيقاف نزيف الهجرة الكلداني أولاً والعراقي عموماً ؟كل هذه الأمور وضعها الأخ عماد رمو خلف ظهره وكأنها لا تعني له شيئاً وذهب ليبحث عن أمر مضى عليه أكثر من ألفي وخمسمائة عام ، والعالم يفكّر ماذا سيصنع غداً، والطفرات الألكترونية على قدم وساق تحدث تغييراً في كل ثانية في حياة العالم .

عاش العراق العظيم

عاشت أمتنا الكلدانية المجيدة

المجد والخلود لشهداء الكلدان وشهداء العراق جميعاً

وكل عام والأمة الكلدانية بألف خير

في السابع عشر من تموز من عام 2013

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *