ردنا على نزيل اسطنبول عطا كامل عطا / محمد مندلاوي

 

في الأيام الماضية,انشغلت بكتابة عدة كلمات رثاء لذكرى مناسبة أليمة على الشعب الكوردي. ومن ثم انشغالي مجدداً بكتابة رد مفصل على مقال كيدي كتبه الدكتور عزمي بشارة عن الشعب الكوردي في غربي كوردستان, وأخذ مني بعض الوقت, فلذا لم يتسن لي الوقت الكافي, حتى أطلع على صفحتي في الفيسبوك. وبعد الانتهاء من تلك الأمور التي أشرت لها, فتحت الفيس ووجدت, أن صديقي العزيز (أبو بروسك) بعث لي رسالة احتوت على حديث سمج لأحدهم تهجم فيها بطريقة بذيئة على الشعب الكوردي الجريح. كالعادة, دون أن يقول شيئاً, يظهر أن صاحبي يطلب مني, أن أرد على المتهجم بمقال على كل الكلام الماسخ الذي جاء في حديثه فقرة بعد أخرى. في الحقيقة في بادئ الأمر أهملت الموضوع لسببين, الأول لضيق الوقت, والثاني, لأنه سبق لي كتبت ردوداً كثيرة على أناس من قوميات وطوائف وأقليات مختلفة تهجموا بشكل سافر على الشعب الكوردي المسالم, لكن ماذا نقول لمن لا يعتبر!. اليوم أيضاً سنتناول ما قاله نزيل اسطنبول المدعو عطا كامل عطا. ألا أنني أود أن أقول شيئاً قبل الدخول في صلب الموضوع, وهو, أن يعرف القارئ الكريم, أنني لم ولن أتعرض للآخرين دون سبب. إن جانباً من كتاباتي كانت ردوداً على من سمح لنفسه أن يسطر عن الكورد كلاماً سلبياً كيفما يشاء. فأنا يا عزيزي القارئ, لست هتاكاً لحُرمة الآخرين, كل الذي قلته سابقاً وأقوله الآن في هذا المضمار, كان ويكون دفاعاً عن حُرمة الشعب الذي أنتمي إليه, ألا وهو الشعب الكوردي الأبي, الذي تعرض من قبل أولئك الأقزام لهجمات عنصرية سخيفة استعملوا فيها كل المفردات القبيحة والفاحشة التي بين دفتي القاموس العربي, وما كان علينا إلا أن ننبري لهم ونرد سهامهم المسمومة إلى نحورهم, لكي يحفظوا ألسنتهم من سرد الأكاذيب, ويكفوا أقلامهم الصفراء عن تسطير كلما هو مزيف عن هذا الشعب الجريح. وأحد هؤلاء الأراذل الذي سنتناوله هو المدعو عطا كامل عطا, الذي تجاوز كل الخطوط الحمر, فعليه أن يستعد لسماع نفس اللغة الخشنة, التي تهجم بها على شعبي الكوردي المناضل, الذي يقارع المحتلين الأوباش على عدة جبهات.

زعم عطا كما جاءت في الصحيفة:”في تصريح للمعارض السوري ’’ عطا كامل عطا ’’ أجرتها راديو ” اورينت ” وبثتها الأخيرة كمادة إعلامية لشبكتها وتناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي باستهجان واستحقار فمن أبرز ما جاء في تصريح المذكور، وصفه للاكراد بالمرتزقة وجنود تحت الطلب وان الكرد غزاة ومحتلين للأراضي السورية والعربية وما علينا نحن العرب سوى طردهم من بلادنا وتعقيم شمال سوريا وهم ليسوا الا بضيوف غير كرام ولا يحق لهم المطالبة باي شيء”.

ردي على الجزئية أعلاه: لو كان الكورد مرتزقة وجنود تحت الطلب, لأنشأ لهم الاستعمار الغربي (الكافر) كيانات متعددة, كتلك التي أنشأها للعرب بعد الحرب العالمية الأولى؟. في ردنا السابق على عزمي بشارة, أشرنا إلى ما تسمى اليوم بالدول العربية, التي أنشأها الاستعمار البغيض, وفي المقابل عاقب الاستعمار الكورد, حيث مزق وطنه كوردستان إلى أشلاء و قسمه بين عملائه؟, الذين أوكل إليهم إدارة تلك الكيانات المتهرئة, التي سلمها إليهم ليديروها عوضاً عنه. وخير شاهد ودليل على ما نقول, ما نراه ونسمعه في هذه الأيام من الدول الاستعمارية كأمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا وإيران وتركيا الطورانية الخ, أن جميع هذه الدول, قالت علناً في وسائل الإعلام العالمية, بأنها لا تقبل بتأسيس دولة كوردية. وما يتعلق بغربي كوردستان لا تقبل الدول المذكورة حتى بالفدرالية المعلنة. أليست هذه التصريحات العدائية الصادرة من الدول المذكورة هي شهادة بحق الكورد, بأنهم وطنيون وليست لهم أية ارتباطات بجهات أجنبية؟. إن المعارض الكوردي ضد محتليه يا عطا, تجده على أرضه وبين شعبه في كوردستان, أما أنتم نزلاء اسطنبول الجالسون على مائدة الطوراني أردوغان, إذا تَكرم ورمى لكم فتاتاً من الفضلات وإلا كالكلاب السائبة تدوروا في شوارعها بحثاً عن عظمة مرمية على قارعة الطريق. حتى التي كانت تسمى بالمعارضة الشيعية في العراق, جلست في طهران تنتظر الفرج, حتى جاء البطل (جورج بوش) الابن وقلع نظام حزب البعث العفن من السلطة, وسرعان ما هرولة نزلاء طهران نحو بغداد لينالوا شيئاً من الكعكة العراقية. بعد كل هذا, أين أنتم من الكورد يا متسكعي اسطنبول؟. يجتر النكر قائلاً:” ان الكرد غزاة ومحتلين للأراضي السورية والعربية”. عجبي, مثل ما يقول المثل: “خليك مع الكذاب لباب الدار” أنت تزعم أن الكورد غزاة ومحتلين, مما لا ريب فيه, أن هذا الغزو والاحتلال الكوردي حدث قبل ولادة حضرتكم يا عطا, قل لنا الآن, من أين جئت به أن الكورد غزوا أراضيكم واحتلوها؟, لابد أنك جئت بهذا الكلام… من إحدى المصادر, فنحن نطلب منك إن كنت ذكراً, أن تنشر لنا اسم أو أسماء مصادرك التي استقيت منها هذه الأكذوبة, وإلا أنت كبقية متسكعي اسطنبول وأنقرة كذاب أشر و…؟, لولا يمنعني الحياء من القارئ العزيزي, لسطرت لك كلاماً نابياً تقشعر منه بدنك. لأني أعرف جيداً أنت ومعك جميع الحثالات التي على شاكلتك لو تبحث طول حياتك لم ولن تجد صفحة واحدة تقول لك أن الكورد غزوا هذه الأرض التي باتت تسمى بالعربية بعد استيطانها من قبل العرب بعد الإسلام. إن الكلام الآتي كررناه لهذه النماذج عدة مرات في مقالات سابقة, أستسمح القارئ العزيز ليعذرني هذه المرة أيضاً, ماذا نفعل مع من لا يقرأ حتى تاريخ المنطقة التي يزعم أنها منطقته. لكي لا نطيل, نقدم لك يا عطا الـ…؟ نبذة مختصرة عن هجوم الأعراب على بلاد الكورد في صدر الإسلام, عندما غزوا أرض الكورد, وليس الكورد من غزا أرض الأعراب؟. بهذا الصدد يذكر لنا المؤرخ المعروف أبو حسن علي بن محمد بن عبد الكريم الشهير بـ(ابن الأثير) عاش بين أعوام (1160- 1233م) أي قبل (800) عام (فتح) الموصل, حيث يقول: إن عمر بن الخطاب استعمل عتبة بن فرقد على الموصل وفتحها سنة (عشرين) للهجرة أي قبل أكثر من (1400)عام؟؟؟ فأتاها فقاتله أهل نينوى فأخذ حصنها وهو الشرقي عنوةً وعبر دجلة فصالحه أهل الحصن الغربي وهو الموصل على الجزية ثم فتح المرج وبانهذار و باعذرا وحبتون وداسن وجميع معاقل الأكراد و قردى و بازبدى وجميع أعمال الموصل صارت للمسلمين. ماذا تقول الآن؟. وهذا مؤرخ كبير آخر وهو (أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري) ولد في بداية القرن الثالث الهجري وتوفى عام (297) للهجرة، مؤرخ  وراوية وشاعر له كتب عديدة منها كتابه المعروف (فتوح البلدان) قل من لم يسمع به من المسلمين. لنرى ماذا يقول (البلاذري) في كتابه المشار إليه, يقول: “حدثني (أبو رجاء الحلواني) عن أبيه, عن مشايخ شهرزور – شهرزور كانت تضم في ذلك العصر غالبية أراضي جنوب كوردستان-  قالوا: شهرزور و الصامغان و درآباد من فتوح عتبة بن فرقد السلمي فتحها و قاتل الأكراد فقتل منهم خلقاً. ولى عمر بن الخطاب عتبة بن فرقد السلمي الموصل سنة عشرين، فقاتله أهل نينوى فأخذ حصنها وهو الشرقي عنوة وعبر دجلة فصالحه أهل الحصن الآخر على جزية. ثم فتح المرج وقراه و أرض باهذرة و باعذرة و الحنانة و المعلة و دامير و جميع معاقل الأكراد”. من المدن الكوردستانية الأخرى التي غزتها جحافل العرب المسلمون مدينة (خانقين) التي ذكرها (البلاذري) في كتابه (فتوح البلدان) صفحة (109) يقول:”إن جرير بن عبد الله أتى إلى (خانقين), و بها بقية من الأعاجم  فقتلهم”. – الأعجمي هو غير العربي-. ومن ناحية جودة اللغة ليست بين الكوردية و العربية أي تفاضل من إحداهما على الأخرى بشهادة مفسري القرآن. هذا هو القرآن يضع جميع اللغات في مستوى واحد, كما جاءت في  سورة الروم آية (22):” ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين”  يقول ابن كثير في تفسيره لـ” اختلاف الألسن:”فهؤلاء عرب وهؤلاء تتر وهؤلاء كرج وهؤلاء روم وهؤلاء إفرنج وهؤلاء بربر وهؤلاء حبشة وهؤلاء هنود وهؤلاء أرمن وهؤلاء أكراد، إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى من اختلاف لغات بني آدم واختلاف ألوانه”. أرأيت يا عطا…، كما ذكر اللغة العربية، ذكر بنفس المستوى اللغة الكوردية، لم يعطي لإحداهما الأولوية على الأخرى؟. لنعود إلى موضوعنا. ماذا تقول الآن؟ مَن غزا أرض مَن؟. حقاً ينطبق عليك المثل السائد: إن لم تستح فاصنع ما شئت. أما عن السطرين الأخيرين اللذين ورد في كلامك أعلاه, لا غبار عليه, صحيح, أنكم طردتم شعوباً كثيرة من ديارهم بعد خروجكم من شبه جزيرتكم الجرداء. الآراميون كانوا عدة ملايين أين هم الآن؟. الأقباط في مصر, الآن أصبحوا كما تزعم ضيوفاً غير مرحب بهم. وكذلك الأمازيغ في شمال إفريقيا. لم يبقى إلا الكورد لم يستسلموا لكم, صمدوا أمامكم كالطود الشامخ وبقوا كورد وكوردستانيين. ألم تفكر لماذا لم يستسلم الكورد لكم؟, إذا لم يكن جذوره التاريخية غارسة في عمق الأرض التي يقف عليها؟.

تقول الصحيفة:” وأضاف عطا ” لم يذكر في التاريخ البشري ابتداءً ما ذكر في القرآن والانجيل والتوراة عن اي حضارة نسبت الى الكرد كما يحاول تزويره ثلة من المجموعات الهمجية البشرية المتخلفة التي لا ارث لها ولا حضارة”.

توضيحي على ما قاله أعلاه: لم يُذكر العرب في القرآن, بل ذُكر الأعراب؟, لأن العرب في ذلك العصر كانوا أعراباً, بدواً, سكان البادية لم يتحضروا بعد, فكانوا كما تقول المعاجم: يتتبعون مساقط الغيث ومنابت الكلأ. أي: أنهم كانوا جهلة, منزوون في صحرائهم القاحلة بعيدون عن أسباب الحضارة والمدنية. فلذا وصفهم القرآن في (10) آيات متباينة بالأعراب ستة منها في سورة التوبة وواحدة في الأحزاب واثنتان في الفتح وواحدة في الحجرات. قال في إحدى هذه الآيات: الأعراب أشد كفراً ونفاقاً… . على شاكلة عطا كامل عطا. وفي سورة يوسف آية (2) يقول: إنا أنزلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون. وحرف لعل يقال للتوقع و للترجي في أمر ما يراد حدوثه, فالقرآن هنا يتوقع أن يعقل هؤلاء الأعراب. وقال القرآن في ذات الآية وآية أخرى قرآنا عربيا, وحُكماً عربياً, هنا يتحدث القرآن عن اللغة وليس عن الجنس العربي. حتى أن أولئك الذين أرسلوا إلى البلدان الأخرى لغزوها أيضاً قال عنهم القرآن بأنهم أعراب وليسوا عرباً, كما جاءت في سورة الفتح آية (16): قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي باس شديد تقتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجراً حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذاباً أليما. هذا هو القرآن يقول عن أولئك الذين توجهوا إلى كوردستان لغزوها بأنهم أعراب ليسوا عرباً. زعم عطا أن اسم الكورد لم يأتي في القرآن, لكن المفسرون الذي عاشوا في صدر الإسلام يقولون أن هذه الآية نزلت عن الكورد. يقول ابن حجر العسقلاني الملقب بأمير المؤمنين في الحديث (773- 852) هجرية في كتابه الإصابة في تمييز الصحابة” أن هذه الآية تخص قوم الكرد المعروفين بالشدة – الشجاعة-“. وقال أيضاً العلامة (محمود الآلوسي) في تفسيره (روح المعاني):” أن الآية نزلت بحق الكورد”. إن  القرآن حسب أقوال المفسرون وصف الكورد بالشجاعة وإقدام. بينما قال عن الآخر أنه أعرابي, والأعرابي كما تعرفون مصطلح لا يشرف. وفي سورة الأنبياء آية (68) يقول القرآن: “قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين”. إن هذه الآية, تتحدث عن حرق النبي إبراهيم, وغالبية المفسرين المسلمين والعرب يقولوا أن الذي أشار على نمرود لحرقه أو وضعه في المنجنيق شخص كوردي اسمه هيزن, قال هذا ابن كثير والطبري والقرطبي. نحن هنا أمام شيئين في غاية الأهمية للكورد, الأول أن ما جرى لإبراهيم كان قبل (4000) سنة من الآن, تصوروا في ذلك العصر كوردي يصنع المنجنيق حتى يُقتل به إبراهيم, هل فكر أحد أن صنع المنجنيق في ذلك العصر يوازي صنع الصاروخ في عصرنا الراهن؟, كيف يا غبي تصف الكورد بالجهلة؟. والشيء الثاني, هل لديك مصدر جاء فيه اسم العرب في هذا التاريخ؟, إذا عندك أسرع وانشره وإلا أنت إنسان تافه لا تملك من أدواة المناظرة شيئاً, مجرد شخص غوغائي بهذا الكلام الملفق تسعى إلى كسب ود من على شاكلتك من العرب. أنا واثق لو تبحث جل حياتك الباقية لا تعثر على وثيقة تقول لك أن العرب كانوا موجودون في هذا التاريخ. أما فيما يتعلق بأمور ميتافيزيقيا عن الحدث فهي ليست موضوعنا. حتى أن اسم نمرود لا أقول أنه كان كوردياً, لكن لو تلقي نظرة على مضمون اسمه كما جاء في المصادر “نمرود” الملك الذي أدعى الربوبية والخلود, أن اسمه في اللغة الكوردية القديمة والحديثة يعني الخالد؟ أن حرف النون مختصر لـ”نه” أداة النفي, و”مر” يعني الموت, بمعنى أنه حي لا يموت,أما الواو والدال فهما لاحقتان.لنذهب إلى الكورد الذين صاحبوا النبي. بجانب القرآن كان للكورد شرف الصحبة مع النبي محمد ذكر (حافظ بن حجر العسقلاني) في كتابه”الإصابة في أسماء الصحابة” و محمود الآلوسي البغدادي في كتابه “تفسير روح المعاني”: لقد تشرف بعض الأكراد بصحبة الرسول الأكرم (ص) منهم جابان (كابان) والد (ميمون) وجاء أيضاً في كتاب الإصابة آنف الذكر: كتب جابان والد ميمون: “روى ابن مندة من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم عن أبي خلدة: سمعت ميمون بن جابان الكردي عن أبيه أنه سمع النبي (ص) غير مرة حتى بلغ عشراً. وقد أخرج نحوه الطبراني في المعجم الصغير عن ميمون الكردي عن أبيه أيضاً وهو أتم منه، ولفظه: سمعت رسول الله (ص) يقول: أيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر أو أكثر وليس في نفسه أن يؤدي إليها حقها خدعها فمات ولم يؤدى لها حقها، يلقى الله يوم القيامة وهو زان. و أيما رجل استدان ديناً لا يريد أن يؤدي إليه دينه، يلقى الله وهو سارق. هؤلاء خيرت مفسري ومؤرخي العرب يذكرون الكورد في تفاسيرهم وصحبتهم مع النبي محمد, ألا أن قزم مثل عطا يريد أن يشطب على اسم الكورد المتلألئ في التاريخ بجرة قلم!!. أما عن ذكر اسم الكورد في التوراة, نقدم لك باختصار ما جاء في التوراة عن الكورد الذين سموا حينها ماديين وأحياناً أريانيين. لقد حددت التوراة بلاد مادي (بلاد الكورد) بهذه الصورة, من الشمال والشمال الشرقي نهر أركسيس وبحر قزوين, ومن الشرق فرثية وهركانية وصحراء فارس, ومن الجنوب فارس وسوسيانة, ومن الغرب آشور وأرمينية. وكان طولها من الشمال إلى الجنوب نحو (600) ميل وعرضها من الشرق إلى الغرب نحو (250) ميل. ومساحتها (150,000) ميل مربع. – وصف تتطابق مع  خارطة كوردستان اليوم – أول مرة نجد ذكراً لمادي في كتابات شلمنصر الثالث وفي أيام كورش سنة (588)ق.م. سميت المملكة مادي وفارس كما جاء في سفر دانيال (5:28 و6: و 8: و12 و 15) وفي سفر أستير (1: و19). داريوس المادي هو الذي فتح مملكة بابل. إن الماديين جاءوا إلى الحكم قبل الفرس. وجاء في سفر دانيال (11:1) وإشعيا (13:17):” في أيام هيرودتس كانوا أهل مادي يسمون آريانيين”. (أي: آريين). أعرف أنك وأمثالك أغبياء فلذا أنشر لك باختصار شديد جزء من مقال كتبته سابقاً كان تحت عنوان (ولدت الحضارة السومرية من رحم حضارة إيلام الكوردية) حلقة 6-6. في هذه الجزئية أنشر لك رأي مؤرخين معروفين أحدهم من العرب والآخر من الفرس أعداء الكورد, يقول الأول وهو العربي ( علي ظريف الأعظمي) في كتابه (تاريخ الدول الفارسية في العراق) صفحة (9) طبع مطبعة الفرات في بغداد سنة (1927)ما يلي: “الميديون سكان ميديا أو ميدية أو بلاد مادي و يقال ماذي و هي التي عرفت أخيراً بآذربايجان و العراق العجمي معاً ويقال لها مدية أيضاً و يسمى هذا الإقليم بلاد الجبل أيضاً ومن أقسامها شهرزور وحلوان، وهم أي الميديون من الجنس الآري أخوان الفرس والأفغان و الأرمن وغيرهم من الآريين ومن بقاياهم الآن الأكراد. وكان لهم دولة قديمة كبيرة خضع لحكمها الفرس مدة ثم استولى عليها كورش الفارسي”. أما المؤرخ الفارسي وهو المؤرخ الإيراني(حسن پیرنیا) كان رئيساً لوزراء إيران في العهد القاجاري, يقول في كتابه الشهير(تاريخ إيران أز آغاز تا إنقراض قاجارية=تاريخ إيران من البدء حتى نهاية الحكم القاجاري) صفحة (48): إن الميديين كانوا من العنصر الآري الذين أسسوا في بداية القرن السابع قبل الميلاد دولة ميديا وكان موطنهم آذربايجان وكوردستان. ثم يقول في ص (57) إن الكتاب المقدس الزرادشتي (أفستا) كتب باللغة الميدية, ويضيف المؤلف, هناك مَن يقر أن اللغة الكوردية المعاصرة مشتقة من اللغة الميدية. هل صار عندك علم اليقين الآن, أن الكورد ذكروا في التوراة باسم المادي, تماماً كما اشتهر العرب بأسماء أخرى ليس فيها ذكراً للعرب, كالأنباط, يقال أنهم من العرب, وعاد وثمود وطسم وجديس وأميم وعمليق الخ. وفي ذات الجزئية أعلاه يصف عطا كامل عطا الكورد بأنهم شعب غير متحضر, عزيزي القارئ أن مشكلة هؤلاء العرب دائماً يحاولوا إلصاق العيب الذي فيهم بالآخرين. إن هذا الشخص الذي نرد عليه الآن سوري الجنسية, ألا يعلم أن مجمع اللغة العربية في سوريا أسسه شخص كوردي وكان رئيسه منذ تأسيسه حتى وفاته وهو العلامة (محمد كورد علي) (1876- 1953م) من خلال اسمه يعرف أنه كوردي. تصوروا مجمع علم اللغة العربية يؤسسه و يرأسه شخص كوردي!!. وابن تيمية الذي يقتدي به عطا كامل وغالبية السنة في سوريا أنه شخص كوردي!!. قد تشكك بكلامي عن ابن تيمية, أقدم لك ما قاله العلامة العراقي الدكتور (مصطفى جواد) في كتابه “أصول التاريخ” عن ثلاث شخصيات كوردية قائلاً:”أن من أهم الشخصيات الإسلامية الكوردية الإمام عبد القادر الگيلاني المولود في قرية الگيل بين جلولاء وخانقين، وصلاح الدين الأيوبي المولود شمال تكريت و الإمام ابن تيمية المولود شمال سورية”. وفتي سوريا الحديثة منذ تأسيسه إلى ما قبل عقد واحد كان مفتيها بالتسلسل من الكورد, من بيت كفتارو. أضف لهؤلاء العلامة الكبير (محمد رمضان البوطي). أنا سأختصر على ما قام به الكورد نساءاً ورجالاً من أعمال كبيرة في سوريا تحديداً لا زالت تشهد على عبقريتهم و تحضرهم. هناك عشرات التكايا والخوانق والقلاع بناها صلاح الدين الأيوبي في سوريا وإحداها شامخة إلى اليوم في دمشق، تسمى (خانقاه الصلاحية) نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي، تستقطب الزوار المحليين و السواح الأجانب كمعلم أثري و تاريخي. نود أن نقف قليلاً حول إنجازات التي قدمتها المرأة الكوردية في سوريا، و هدفنا منها هو أن نبرز الوجه الحضاري و الدور الريادي لنساء هذه الأمة العظيمة التي تسمى الأمة الكوردية جنباٌ إلى جنب مع رجالها بالدليل والبرهان أبان حكم السلالة الكوردية الأيوبية و مؤسسها (صلاح الدين يوسف بن أيوب)، وعرفت هذه السلالة في التاريخ باسم (الأيوبيين) حكمت بين سنة (1174- 1252) ميلادية، أي أن سني حكمهم دامت ثمانية وسبعون سنة بسطوا حكمهم على بلاد الشام و مصر و الحجاز و جنوب كوردستان و(آمد( واليمن. ولم يتبع هؤلاء الكورد سياسة تكريد العرب كما يستعرب العرب الكورد وفق منهاج عنصري مقيت؟,  أتعرف لماذا ياعطا؟, لأن الكورد أمميون عابرون للقومية, ليسى بالمعنى الشيوعي, بل بالمفهوم الإنساني, لا يميزوا أنفسهم عن قومية أخرى, ولذا لم يستغلوا الفرص التي سنحت لهم بتأسيس دولتهم القومية, بهذا المعنى خدموا الفرس والعرب والأتراك بإخلاص, واستصرخوهم عندما استنجدوا بهم, لكن للأسف أن الأيام أثبتت لنا أننا لم نكن على الصواب بمساعدتنا للذئاب البشرية.

 لنعود إلى موضعنا، وهي مقارنة، بين ما خلفه الحكم الأيوبي الكوردي وما خلفه الآخرون؟. دعونا نلقي الآن نظرة على جزء مما خلفه الكورد الأيوبيون في بلاد الشام، من مؤسسات علمية و تربوية، وهذه المؤسسات حسب علمي، قسم منها مازالت تقدم الخدمات للإنسان السوري، نذكر منها : المدرسة الشامية التي بناها نجم الدين أيوب والد صلاح الدين. المدرسة العادلية فيها قسمين الكبرى والصغرى أنشئها الملك العادل، المكتبة الظاهرية. ثم حمام القيمري، – تشييد حمام في ذلك العصر, قبل ثمانية قرون يعتبر إنجازاً كبيراً ولا ينظر إليه بعيون قرن الواحد والعشرون-. بناء مسجد و مدرسة الأيوبية. ثم مدرسة العزيزية. وقلعة صلاح الدين الشامخة في دمشق. في مقال للدكتور قصي الحسين عن آثار (الأيوبيين) يقول: لقد فاق صلاح الدين سلفه في الإنفاق على البناء والتعليم، واشتهر بأنه يعد أعظم مشيد لدور العلم في الإسلام وقد أصبحت دمشق في عصره مدينة المدارس. ولما زارها ابن جبير – الجغرافي و الشاعر و الرحالة- سنة (1174)ميلادية أشار إلى وجود عشرين مدرسة فيها وبيمارستانين أي: مستشفتين (بيمارستان كلمة كوردية تعني مستشفى) كانتا بالمجان و رباطات أو خوانق عديدة وقد أدخل صلاح الدين هذه الخوانق إلى مصر فيما بعد، ويضيف الدكتور قصي وإلى صلاح الدين يرجع الفضل في إدخال طراز المدرسة من بين معاهد المختلفة إلى بيت المقدس ومصر وفي عهده أيضاً، شاهدت بلاد الحجاز أول معهد من هذا النوع، وفي مقدمة المدارس تلك التي سميت بالصلاحية في القاهرة على اسمه. ولقد وجد ابن جبير في الإسكندرية عدة مدارس،ولئن لم تعش من هذه المدارس المصرية أية واحدة، فإن أثرها في فن العمارة واضح، فقد نجم عنها في السنين التالية أبدع العمارات في مصر، ومن أفخمها الجامع المدرسي المعروف بجامع السلطان حسن في القاهرة. و يشتمل تصميمه العام على أربعة إيوانات وكان التدريس يجري في كل إيوان بموجب مذهب من مذاهب السنة الأربعة. وأنشأ الأيوبيون في مصر العديد من المدارس النظامية وسميت تلك المدارس بالمدارس الناصرية نسبة لناصر صلاح الدين الأيوبي الكوردي و إحدى أهم آثار صلاح الدين في مصر هي القلعة التي تحمل اسمه. لنلقي نظرة على دور المرأة الأيوبية إبان حكم الأيوبيون، بلا شك إن تطور المجتمعات و ازدهارها، يقف على تطور المرأة و دورها في الحياة العامة، فلم تكن من باب الصدفة مطالبة شاعر النيل (حافظ إبراهيم) إعدادها و انعتاقها لكي تعطي شعباً متحضراً: الأم مدرسة إذا أعددتها … أعددت شعباً طيب الأعراق. دعنا الآن نلقي نظرة على بعض الإنجازات التي قدمها النساء الأيوبيات و دورهن الحضاري في تلك الحقبة، التي كانت المرأة عند بعض شعوب الشرق الأوسط تٌباع وتشترى في سوق النخاسة؟. بينما يشاهد في التاريخ الذي دونه المؤرخون من غير الكورد، أن أميرات الكورد كانت لهن دور ريادي وبارز في مجتمعاتهن، من هذه الأميرات الأيوبيات الأميرة (بابا خاتون) بنت أسد الدين شيركو – اسم “شيركو” يعني أسد الجبال- (عم صلاح الدين الأيوبي) أنها أنشئت المدرسة العادلية الصغرى في دمشق، ثم تأتي الأميرة بركة الأيوبية وافاها المنية عام (1372)م هي بنت عبد الله بن السلطان أشرف الأيوبي، من أعمالها: إنشاء مدرسة سنة (1369)م بالقرب من قلعة القاهرة ودرس فيها المذاهب الإسلامية الأربعة. وأنشئت فيها مكتبة للأيتام. ثم) خاتون الأيوبية) التي توفت في (1294)م هي أبنت الملك الأشرف موسى بن الملك العادل، وزوجة الملك المنصور محمود بن الصالح الأيوبي، من أهم أعمالها: بناء المدرسة الخاتونية بدمشق وبناء دار السعادة. ثم الأميرة (خديجة بنت الملك المعظم بن الملك العادل الأيوبي) أنها أنشئت المدرسة المرشدية بصالحية دمشق بجوار دار الحديث الأشرفية، ودرس فيها كبار علماء الفقه الحنفي. أيضاً لا ننسى السيدة الفاضلة ( ربيعة خاتون) (1166- 1245)م ربيعة بنت أيوب، شقيقة السلطان صلاح الدين الأيوبي، زوجة الأمير (مظفر الدين كوكبري) أمير أربيل من أعمالها الخيرية لنشر العلم بناء مدرسة سميت بمدرسة الصالحية بسفح جبل قاسيون شرقي “حي الأكراد” وبنت مدرسة الخاتونية الجوانية. وبنت أيضاً مكان تعبد للصوفية. والسيدة (زمرد خاتون) كريمة نجم الدين أيوب، أخت الناصر (صلاح الدين الأيوبي) ينسب إليها مسجد زمرد خاتون. و الأميرة (زهرة خاتون) بنت الملك العادل،بن أيوب من أهم آثارها المدرسة العادلية الصغرى يقال أنها احترقت عام (1910)م وتحولت إلى سوق تجاري.الأميرة الشهيرة (ست الشام) – شقيقة ست العراق- توفت سنة (1220)م هي بنت الأمير نجم الدين أيوب، أخت صلاح الدين الأيوبي أهم أعمالها: المدرسة الشامية البرانية و سميت بالمدرسة الحسامية تيمناً باسم ابنها بعد دفنه فيها والذي كان اسمه حسام، كانت المدرسة تقع بحي العقيبة بدمشق، كانت قائمة حتى بداية قرن العشرين وكانت مدرسة ابتدائية. المدرسة الشامية الجوانية وهي مقابل مشفى النوري. خانقاه الحسامية وهي تكية وزاوية لطلبة العلم والصوفية. الملكة (ضيفة خاتون) (1185- 1242)م بنت الملك العادل بن أبي بكر بن أيوب، أنشأت بمدينة حلب عدة منشئات منها: مدرسة سمتها مدرسة الفردوس، أنشأت مكاناً لدفن الموتى، وأنشأت عدة زوايا وتكايا للصوفية. أيضاً السيدة المبجلة (عذراء الأيوبية) كانت سنة وفاتها في ( 1197)م هي كريمة شاهنشاه – ملك الملوك- بنت أخو السلطان صلاح الدين الأيوبي، من آثارها بنائها مدرسة سمتها المدرسة العذراوية . (عصمت خاتون الأيوبية) وفاتها (1279)م حفيدة السلطان صلاح الدين الأيوبي أهم أعمالها: بنائها لأربع مدارس في بغداد وكانت أعظم هذه المدارس مدرسة في ألأعظميه. السيدة (مؤنسة خاتون) (1235- 1303)م بنت الملك المظفر محمود، بن الملك منصور بن أيوب أنشئت مدرسة تعرف بالخاتونية. سأذكر هنا عمل فني واحد لا أكثر وذلك لأهمية هذا الفن الذي لم یطرق بابه قط في أوروبا أحد من شعوب شرق الأوسط منذ أن وجد هذا الفن إلى الآن إلا وهو “رقص البالیه” (Bally Dance) لكن فتاة كوردية وهي الأميرة (ليلى بدرخان) (1908- 1986)م اقتحمت عالم هذا الفن بجدارة عالیة و درست أصوله فی معاهد ألمانیا ثم قدمت فیما بعد بجدارة و ثبات فنها الراقي في عاصمة رقص البالیه حيث لم يجرؤ أحد قبلها ولا بعدها من خارج القارة الأوربية تقدم عرضاً على مسارحها, لکن هذه الكوردية العنيدة قدمت بتحدي عروضها المميزة قبل أکثر من “ثمانین سنة” في فرنسا وبلجيكا و هولندا وألمانيا و سويسرا و أمريكا بنجاح باهر وکتبت عنها حينها کبریات الصحف الأوروبیة. جزء من حديثنا عن (ليلى بدرخان) مقتبس من كتاب (بدرخانيو جزيرة بوتان) تأليف الأستاذ (شكور مصطفى). كان هذا جزءاً يسيراً من أعمال فتيات وفتيان الكورد الذين وصفهم الجاهل عطا بأنهم غير متحضرين!!. لاحظ دور نسائهم في تلك الحقبة التي كان العالم فيها يسبح في بحر الجهل والتخلف، بينما نساء الكورد يبنين دور العلم والمعرفة للنهوض بالمستوى الحضاري للإنسان في الشرق الأوسط. قبل ثمانون سنة كانت نساء الشرق غارقات في أوحال الجهل والتخلف و الأمية لكننا نرى أن فتاة الكوردية تقدم عروضاً بالباليه في عواصم الأوروبية.بعد هذا الذي قدمناه لك يا…, لو عندك ذرة كرامة, على الفور تقدم كتاباً رسمياً مشفوعاً باعتذار للشعب الكوردي.

وقال وليد معمو نقلاً عن المدعو عطا: ووصف عطا المطالب الكردية بالمطالب الهمجية داعيا ” الهمج ” أي الاكراد بإحترام حقوق الضيافة اما غير ذلك فهم يستحقون الطرد من سوريا، والسوريين ليسوا مستعدين لتربية الافاعي في بلدهم ويجب طرد هذه المجموعة الإرهابية الغوغائية لتطهير وتعقيم البلد منهم، بحسب وصف عطا.

ردي على كلامه غير المنضبط: إن الهمجية اسم مؤنث منسوب إلى الهمج. يا عطا ألا تعلم  إذا قلت كلام غيرك ونسبته إلى ستتحمل وزر أخطائه؟. إن نزيل اسطنبول, اقتبس كلام من فم سيده أردوغان, وقاله بصورة مغايرة عن الطريقة, التي قاله رئيس جمهورية الأتراك أردو, الذي قال: “نرفض الهمجية ونستقبل المطالب الديمقراطية”  تصوروا أن حفيد هولاكو وجنكيزخان يرفض الهمجية, حقاً هذه نكتة الموسم. على أية حال, صاحبنا السوري نقل الكلام, بشكل مشوه, حين وصف مطالب الكورد بالمطالب الهمجية, هذا الكلام لا يستقيم لغوياً, فاقد المعني, لأنه ليس هناك مطالب توصف بالهمجية, الهمجية تصرف وحشي لرعاع الناس يفتقر إلى الشفقة, هذه هي الهمجية, كحالة الأتراك وغيرهم من الذين لم يأخذوا بأسباب الحضارة تراهم كالكلاب المسعورة. ثم أن الكورد في غربي كوردستان طالبوا بالفدرالية وهي أرقى أنواع الأنظمة في العالم. ألا أن الذي لم يتنسم الهواء النقي في حياته سيصاب بالعدوى إذا تنسم هواءاً صافياً, لأن أنفه متعلم على سحب الهواء الملوث في أزقة الشام وحارات حمص,فلذا يرى أن الديمقراطية بدعة غربية, ومطالبة الآخرين بحقوقهم القومية مؤامرة صهيونية, والفدرالية مطالب همجية كما زعم, الخ. يا ترى من هو ذلك الضيف الغير مرغوب به؟. الكورد الذين ولدوا مع تربة “ڕۆژ ئاوا  = غرب كوردستان” أم القادمون إليه من الربع الخالي قبل أقل من ثلاثمائة سنة؟؟!!. أما استيطانكم في سوريا وتحديداً في دمشق, أنصحك أن تذهب إلى منطقة الخراب في دمشق القديمة ليروك الطريق الذي دخل منها خالد ابن وليد إلى شام, حتى تعرف جيداً تاريخ دخول العرب إلى دمشق التي نكبت على أيديكم. إذا هذا كلامك وأنت خارج السلطة يا عطا, فكيف ستكون إذا جلست فوق كرسي السلطة, لا شك ستجعل من السوريين والكورد في غربي كوردستان يترحموا على نظام بشار الأسد العفن.

 وقال: ” ان الاكراد من فجر التاريخ وحتى هذه اللحظة هم مرتزقة وهذه هي صفتهم الأساسية في الحروب فمنذ أيام الصليبين وحتى هذه اللحظة يتم استغلالهم كورقة ومن بعدها سيتم رميهم بعد “.

ردنا على السيد عطا: يظهر أن الأستاذ عطا كزميليه دالاتي و خوجة من أصول تركية لا يجيد معنى الكلام الذي ينطقه في اللغة العربية. يقول أن الكورد منذ فجر التاريخ… ألم تعلم أن هذا الوصف يكفي الكورد بأنهم موجودون منذ فجر التاريخ؟ أليس فجر التاريخ يعني مطلع الحياة وبدايته؟. يعني أن الكورد موجودون منذ فجر الحياة على هذه الأرض التي تسمى كوردستان بكل أجزائها. حقاً أن أنت أكرمت اللئيم تمردا. عزيزي القارئ, أتلاحظ, اجترار هذا الرخيص؟, يشكك المتلقي بالكورد الذين قارعوا الصليبيين وحرروا القدس والأقصى للعرب. أليس هذا الـ “عطا” وبش تركي يختفي خلف العروبة؟. هل يوجد عند العرب من يشكك بأن الكورد وقائدهم (صلاح الدين الأيوبي) هم الذين حرروا مقدسات العرب والمسلمين؟. أنا أكون أول الذين عثر في المصادر على بيت شعر لقصيدة كتبها قاضي قضاة الشام عندما فتح صلاح الدين حلب, وهو القاضي(محي الدين محمد بن علي) المعروف بـ(ابن الزكي) يقول: الحمد لله ذلت دولة الصلب … وعز بالكورد دين المصطفى العربي … وفتحكم حلباً بالسيف في صفر … مبشر بفتوح القدس في رجب. ها يا عطا, مَن فتح القدس, الأتراك, أم العرب, أم الكورد الأشاوس الذين عزوا الدين الإسلامي,لولاهم لكان العرب والإسلام في خبر كان الآن. هل من فتح القدس والأقصى معاً يعبر في قاموسكم مرتزق!!, أن كان هذا الفتح ارتزاق لا شك نحن مرتزقة؟. أ بهذا الإجحاف تشكرون الكورد!! هل يرضى العرب بهذا!!. إن الشاعر العربي والمناضل الفلسطيني (معين بسيسو) (1926- 1984م) أدرك أنه سيأتي أناساً على شاكلة عطا كامل عطا ويشككوا بالشعب الكوردي المقدام, فلذا أنب العرب وتاريخهم في قصيدة شهيرة قال فيها: “كم أكره من علمني الدرس الأول في التاريخ كردياً كان صلاح الدين، وانتصر فأصبح عربياً… ماذا لو هُزم صلاح الدين؟ لأصبح جاسوساً كردياً!”. هذه هي خلاصة تاريخكم يا عطا، في هذه الأبيات القصيرة, التي كتبها المبدع الفلسطيني (معين بسيسو) تفضح زيفك وادعاءاتك الباطلة ضد الشعب الذي أنقذكم من الفناء. “إن كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجر”. إذا عندكم بيت أصلاً. من الذي يتم استغلاله ومن ثم يرمى؟. أليس بطل العروبة المقبور جرى استغلاله من قبل أمريكا والغرب للهجوم على إيران عام (1980) ومن ثم استغل كورقة أخرى للهجوم على الكويت, وبعد أن احترق كورقه أزيل من السلطة بطريقة أهدروا فيها كرامته, هذا إذا كانت له كرامة أصلاً. وبعد مسرحية احتلال الكويت من قبل صدام, ألم يستغل الغرب وأمريكا غالبية الدول العربية كالسعودية وبقية دول الخليج ومصر وسوريا الخ بالمشاركة والهجوم على جيش صدام حسين؟. من هو الذي يستغل كورقة نحن الكورد أم أنتم؟. الآن أليس أنت يا عطا وائتلافك عملاء لتركيا ورئيسها أردوغان, بماذا تفسر وجوكم في فنادق خمس نجوم في اسطنبول وأنقرة. أليست هذه خيانة بحق وطنكم سوريا؟. إن كنتم حقاً ثوار تفضلوا اذهبوا إلى ساحات القتال وقارعوا النظام البعثي المجرم, لا أن تجلسوا في اسطنبول وتنبحوا كالكلاب المسعورة.

ويجتر مجدداً:”مضيفاً ان ” الكرد ليس لهم أي مقومات كشعب في سوريا وهم مجرد ضيوف ” بحسب قوله”.

توضيحي: طيب يا أجرب, قلنا متى جاء هؤلاء الضيوف إلى داركم!!. أليس أنت صاحب الدار كما تزعم؟, طيب, ألم تعرف متى جاء هذا الغريب الضيف ودخل دارك؟!. إذاً ابرز لنا وثيقة تذكر تاريخ مجيء هذا الضيف إلى دارك؟, وإلا اصمت إلا الأبد. المشكلة في هؤلاء الذين يسمون بالمعارضة السورية المقيمون في اسطنبول لا يعرفوا من أي ثقبن يتكلمون؟.

يقول عطا:”وأكد عطا كامل بان ” كل من يرفع العلم الغير سوري يجب طرده وما عليه سوى الاستماع الى كلمة الفصل منا الا وهو يجب عليه العودة الى ” مهاباد ” في إيران وعد الى موطنك وابني ما شئت من دولة او فدرالية وما شابه، اما هذا البلد فهي عصية عليك، فكيف تأتي فئة من هذا النوع الرديء ان تغير من تاريخ بلد عملاق في الحضارة ومنارة للعالم فكيف نسمح بشرذمة من هذا الصنف الرديء ان تغير من حضارة بلدنا”.

ردي: عزيزي القارئ, لا حظ  العنجهية والكبرياء والغطرسة الفارغة عند عملاء الطوراني أردوغان. حقاً أنكم منفصلون عن التاريخ, لا تعلموا أننا أصبحنا في عصر حتى محطة الوقود لها علمها الخاص, ومحلات بيع المواد الاستهلاكية لها أعلامها الخاصة بها, والشركات المتنوعة ترفع أعلامها الخاصة بها فوق مبانيها الخ. إن العلم السوري ممكن أن يرفع بجانب العلم الكوردستاني,إذا اعترف الجانب السوري بالشعب الكوردي الذي يقيم على أرضه وبحقوقه المشروعة كاملة؟ غير هذا تحتفظوا بعلمك عند أردوغان في قصر جانقايا. كلام لم أرد أن أقوله, ألا أن السيد عطا يجبرني على قوله, وهو أن العربي لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم. في الآونة تردد على مسامعي عبارة, التي ذكرها أعلاه عطا أفندي, ألا وهي, أن الكورد في غربي كوردستان جاءوا من شرقي كوردستان, أما بلغة عطا: “أن كرد سوريا جاءوا من مهاباد في إيران”. صدقوني لو أقول عن أولئك الذين يرددون مثل هذا الكلام حمار,أكون ظلمت الحمار. لأن مثل هذا الكلام السخيف لا يخرج إلا من أفواه أناس سخفاء جهلة لم يقرؤوا التاريخ, لا القديم ولا الحديث. يا حبذا أصحاب هذه النغمة الشاذة يقولوا لنا من أين جاءوا بها؟, إن هم حقاً بشر ويحترموا ما يخرج من ثقبهم العلوي. سبق لنا وقلنا, أن الفاصل بين شرق وغرب كوردستان هو جنوب كوردستان المحتل من قبل الكيان العراقي, فإذا يريد المواطن الكوردي أن يأتي إلى غرب كوردستان عليه أن يجتاز جنوب كوردستان طولاً, وفي تلك الفترة كان الجنوب الكوردستاني خاضعاً بالكامل للسلطات العراقية, فمن أين جاءت هذه الأعداد الهائلة!!. ثم, أن الكورد في مهاباد يتكلمون اللهجة السورانية والكورد في غربي كوردستان يتكلمون اللهجة الكرمانجية فمن الصعوبة أن يفهموا على بعضهم, فأسهل له أن يقيموا في جنوب كوردستان الذي غالبيته يتكلمون نفس اللهجة وبينهم صلة قرابة. ندعوكم أن تكفوا عن ترديد هذه الترهات, احترموا أنفسكم ولو قليلا. تتكلم عن الحضارة في سوريا, هل هذه الحضارة شاركتم أنتم العرب في بنائها؟. أم ساهمتم في هدمها وتدميرها وسرقة المتبقي منها. أليست غالبية المساجد التي فيها كانت معابد وثنية, ومن ثم صارت كنائس مسيحية, وبعد أن جاء الإسلام حولها إلى مساجد, وعلى رأسها ما يسمى بالمسجد الأموي. أما الكورد في غربي كوردستان لا تزال آثار أسلافهم باقية إلى الآن, كالمعابد والأبنية الميتانية والحثية, الذين كانوا تماماً في غربي كوردستان, نفس الموطن الذين يتواجد فيه الكورد اليوم (3000) سنة قبل الميلاد الخ. إذا لا تصدقني, ابحث في بواطن كتب التاريخ المعتبرة.

يقول عطا:” وأشار عطا الى نوعين من الاكراد بقوله ” ان الاكراد الذين دخلوا من القدم الى المدن السورية العريقة مثل دمشق وحلب واللاذقية وحماة وحمص واندمجوا واعتنقوا العروبة والإسلام وبين هذا الجلب الساكن في الشمال السوري الذي لا يعنينا وان كلامي موجه لهذه الفئة الوافدة الى شمال شرق سوريا وهي مجموعات بشرية همجية خرجت من جبال ايران و قنديل و شرق تركيا و جاءت الينا بأهداف و تخطيط من أعداء هذا الوطن من الصهيونية العالمية و من طبيعة الاكراد التاريخية كمرتزقة و الكرد عبر تاريخهم كانوا مرتزقة الغير فقط”.

ردي على هذه الجزئية: سبحان الخالق, صحيح أن للعنصريين لغة واحدة, بالأمس قال عزمي بشارة نفس الكلام الذي جاء في صدر الجزئية أعلاه, وردينا عليه رداً مفصلاً ومزودة بعدة صور عن خيانة قادة العرب ورجال الدين الإسلامي, كتلك الصورة للمفتي أمين الحسيني مع زعيم النازية أدولف هتلر, وصورتين لفيصل بن الحسين ملك العراق مع لورنس البريطاني والأخرى مع حاييم وايزمان رئيس الحركة الصهيونية, وصورة لصفحة كتبت بخط يد مؤسس المملكة العربية السعودية عبد العزيز وهو يتعهد لبرسي كوكس المندوب السامي البريطاني بإعطاء فلسطين لليهود (حسب كلامه), وكذلك صورة لرئيس وزراء العراق رشيد عالي الكيلاني مع هتلر النازي. وقديماً في أيام الإمبراطورية الفارسية, كان بين جيوش الفرس التي استولت على بابل جنود من العرب؟, ذكر هذا زينفون (Xenophon) في كتابه “الأناباسيس”. وجاء في سفر أستير: كان العرب يشكلون فرقة راكبي الجمال في الحملة التي نظمها ” اجزر كسيس =  احشويروش” ضد بلاد اليونان. من هو المرتزق قديماً وحديثاً؟؟؟. لا شك, أن هناك كورد في دمشق وبعض المدن ذات الأغلبية العربية استعربوا, لأن لم يم تأخذ الدولة بيدهم حتى يحافظوا على لغتهم, بل بالعكس الدولة هي التي استعربتهم بشتى الطرق والوسائل الخبيثة. الحمار يسمع الآن أن في جبل قنديل ثوار من شمال كوردستان يقاتلوا الجمهورية التركية الطورانية, يتصور أن في جبل قنديل مدن مأهولة بالسكان, لا يعلم ليس فيه حياة بشرية سوى بعض القرى المتناثرة في سفحه. الوصفة حاضرة, الصهيونية العالمية, لو تحترم نفسك لم تتكلم بهذه اللغة الخشبية, لكن أين أنتم من الاحترام. كيف يعرف الاحترام من ارتضى لنفسه أن يكون عميلاً وخائناً ويتآمر على وطنه خدمة لمن خوزق شعبه على مدى أربعة قرون !.

وتقول الصحيفة:”وتابع عطا كامل ” ما تم إعلانها من قبل هؤلاء الجلب الوافدين الى سوريا يشبه الى حد بعيد ما قدمه جد العلويين من وثيقة الى الفرنسيين ويتنصلون منها من الشعب السوري ومن العروبة والإسلام حتى جأوا بحافظ الأسد من غياهب الجهل المجهول، هذه العائلة التي تبنتها الطائفة العلوية بالقوة من قبل الصهيونية و الماسونية العالمية و اعتمد عليها الغرب لتكون حارساً وفياً للمصالح هذه الجهات لبناء دولة إسرائيل و حمايتها ” . بحسب وصفه”.

توضيحي: ليس في جعبته شيء,أنه يعزف على نفس المعزوفة المشروخة. نسي أو تناسى, أنه عميل لدولة عضو في حلف الناتو, وأول دولة (إسلامية) اعترفت بإسرائيل, ولها علاقات وطيدة معها. وتقف دائماً في المربع المعادي للعرب. كم مرة هددت سوريا والعراق؟. وفي جميع حروب إسرائيل مع العرب وقفت مع إسرائيل ضد العرب. وفي المحافل الدولية وقفت دائماً ضد التطلعات العربية. الآن أيضاً جمعت شراذم سوريا والعراق وتهدد بهم الكيانين, إن لم يستسلما لإرادتها الشريرة المرتبطة في خلف الكواليس بجهات استعمارية لا تريد الخير للمنطقة والعرب. أليست هي التي تسعى بأيديها وأرجلها وأسنانها من أجل أن تقبل في الاتحاد الأوروبي ذلك النادي المسيحي (الكافر)!!.

يقول عطا:”مؤكدا بقوله ” ان الاكراد يكررون الكتالوك وان الصهيونية والماسونية ومن نفس تلك الدول وان للأكراد طموحات واهداف و لا يمكن تحقيقها باي شكل من الاشكال و لاحقوق لهم و هم وافدين فقط و كل ما يحق لهم لا يتعدى حقوق المواطنة مثلهم مثل الوافدين الى بريطانيا او المانيا او غيرها كأنسان ضمن حقوق الانسان، و أي مطلب جغرافي فلا حقوق لهم، و ان الإعلان في بالفدرالية في ذلك التوقيت جاء من بشار الأسد لتشتيت الانتباه عن مؤتمر جنيف و ان حزب الـ (PYD) خانوا الثورة وهم ضد الاليات الثورة و يحاربون الثوار “. بحسب زعمه”.

ردي: كلما أقرأ كلام هذا عاق, أحس أن فمه مليان نفايات (زبالة) وهو يتكلم. بشرفك لو بقي عندك شيء منه, إذا الكورد عملاء الصهيونية والماسونية والاستعمار و و و الخ, يبقوا هكذا بدون دولة إلى الآن!!. أليس من واجب أسيادهم أن يؤسسوا لهم موضع قدم – دولة – حتى ينفذوا مختطاتهم على أكمل وجه؟. يا رجل قل كلاماً ينهضم. أية طموحات وأية أهداف يا قزم؟. إن أحزابنا السياسية واضحة فيما تريد وجميعها لا تتعدى الفدرالية ولا تلتقي مع بعضها, الأحزاب في شرق كوردستان لها برامجها الخاصة بها, وكذلك أحزاب الجنوب والشمال والغرب كل من هذه الأحزاب يختلف عن الآخر في توجهاتها السياسية, لم يقل احدهم أنه سيوحد كوردستان ويؤسس دولة واحدة من البحر إلى البحر. الحمار يقول أنهم وافدين لهم حقوق المواطنة مثل الوافدين في بريطانيا أو ألمانيا, لا يعرف هذا الغبي,أن المواطن من أية جنسية كان يستطيع أن يحصل خلال دوام رسمي ليوم واحد على تلفزيون وراديو ومدرسة بلغته الأم وأي شيء آخر يقتضيه الحياة اليومية للمواطن. هل مستعد أن تمنح هذا للكورد وغيرهم في سوريا؟. هل يقبل سيدك أردوغان أن تمنح مثل هذه الحقوق للكورد, لغير المسلمين الذين تعدونهم كفرة؟. لم يكن الـ ”  P Y D”مع ما تسمى بالثورة السورية حتى يخونها, بل أنتم الذين تخونون سوريا بارتمائكم في أحضان أردوغان الطوراني, وإنكاركم لحقوق الشعب الكوردي والمكونات السورية.

تقول الصحيفة:”و وصف عطا كامل بكلامه عن الأوضاع في المناطق الكردية ” بانه قرباطية سياسية او قرباطستان التي يتحدث عنها صالح مسلم او الدار خليل، و ان اتفاقية سيفر هي الوحيدة التي تحدث فيها عن الكرد او القضية الكردية “.

ردنا: أين هي القرباطية؟, في كوردستاننا, أم في بلدانكم يا عطا؟, تلك البلدان التي فيها دجلة والفرات والنيل, وفيها مئات الملايين من النخيل, وتحت أرضها بترول ومعادن, وفوق أرضها زراعة وسمائها شمس مشرقة. أليس صحيحاً الذي نقوله؟, أليست سمائكم شمس, وأرضكم زراعية, وتحت أرضكم بترول, ماذا تريدون أكثر من هذا!!. رغم كل هذا الخير أن دولكم دول فاشلة, أن الذين تحت خط الفقر يعدوا بالملايين. لنأخذ سعودية نموذجاً, وهي التي أنت تعمل عندها خادماً, أليست تصدر عشرة ملايين وخمسمائة ألف برميل نفط يومياً؟, ونفوس شعبها (30) مليون, وعند مطرة واحدة تغرق غالبية مدنها في الأوحال. وفي الصيف مواطنيها يحملون القدور بأيديهم بحثاً عن ماء الشرب, وكذلك الكهرباء التي تنقطع في اليوم الواحد عدة مرات الخ. إذا هذا وضع سعودية مملكة النفط, فما بالك باليمن ومصر وجزائر وسوريا الخ!!!. لو نأخذ إقليم جنوب كوردستان مثالاً, لم تمض على تأسيسه أكثر من عقدين, و رغم الحصار الظالم المضروب عليها من قبل العراق, وحربه مع داعش, ألا أنه نجح في  عدة ميادين عمرانية بشهادة منظمات عالمية وعربية. من القرباطي الآن يا مقربط؟. انظر إلى غرب كوردستان خلال أيام معدودة أسسوا مؤسسات ديمقراطية شارك فيها جميع المكونات بما فيهم العرب. ها أنك تعترف بأن سيفر قبل قيام الكيان السوري بحدود ثلاثين سنة تحدث عن حقوق الشعب الكوردي بأن لها قضية في الشرق الأوسط.

تقول الصحيفة:وتابع عطا كامل ” ان مشكلة العبودية العائدة للاكراد وحدهم وليس لنا فيها علاقة، وان تسمية الاكراد هي من “عبيد الفرس ” وهم عبد بالوراثة. مطالباً الاكراد بالتعلم والتحضر كما تعلم اكراد سوريا والدول العربية الأخرى واعتناق العروبة قبل مجيء الإسلام و هذا ما جعل الاكراد يتولون اعلى مناصب في الدولة السورية”.

توضيحي على هذه الفقرة: يا أبو زياد, قبل أن تتكلم إذهب واتعلم اللغة العربية جيداً ثم تعال واطلق العنان للسان حتى يقول ما يشاء من الترهات. هل وجدت في التاريخ أن الكورد جلسوا بدون ثورة بدءاً من (كاوه الحداد) وإلى الآن.؟. العبد هو ذلك الذي يقبل بالظلم ويستكين له دون أن يحرك ساكناً أربعة قرون تحت حكم الخازوق التركي. لكن اذهب وتصفح كتب التاريخ, حتى ترى بأم عينك كم مرة ثار الكورد على الدولة العثمانية. كالثورة التي قادها الشيخ عبيد الله النهري, وثورة التي قادها سيد رضا, والثورة التي قادها الشيخ سعيد بيران, والثورة التي قادها بدرخان باشا, والثورة التي قادها يزدان شير,الخ الخ الخ. ألا تعلم أن الفرس إلى الآن يسموكم أعراب, أي: وحشي غير متمدن. والأتراك, يسموكم بيس عرب, أي العربي القذر, ويقولوا للإنسان المختل عقلياً, عرب عقلي, أي مجنون ومتخلف كالعربي, ويقولون لصاحب الذوق الفاسد عرب طبيعتي, أي طبيعته كالطبيعة العربية فاسدة, إذا لا تصدقني راجع  كتاب (التأثيرات التركية في المشروع القومي العربي في العراق) ص (53) طبع دار الزوراء في لندن عام (1988) تأليف: المفكر العربي (حسن العلوي). أو أذهب وأسأل سيدك أردوغان حتى يخبرك بها. إذا أتحدث بنفس اللغة التي تتحدث بها, نحن الكورد يا هذا حكمنا الفرس قبل أن يحكمونا, وعلمناهم ألف باء الحياة. الشيء الآخر الذي أود أن أخبرك به هو, أن العرب اسم سامي يعني “القفر أو البادية” أي: الخلاء من الأرض التي لا ماء فيه ولا ناس ولا كلأ. لم يكن اسماً لجنس؟؟؟.

بعد كل هذه الوقاحة تقول الصحيفة:”و في نهاية الحديث قال عضو الائتلاف السوري عطا كامل عطا ” اننا لسنا شوفينين و لا عنصرين و لا قوميين و انما الاكراد هم الشو فينين و العنصرين الى حد الارهاب الملتهب هم الكرد و يجب ان لا يلوموا احداً في ذلك”.

ردي: نعم أنت بريء من كل تلك الصفات التي قلته, لأنك عروبي, العروبي مدرسة إجرامية تفوق بجرائمها جميع تلك الصفات التي ذكرتها وأكثر, وخير من مثلها ويمثلها حضرتك وائتلافك القابع في تركيا, وحزب البعث المجرم بشقيه. يا غبي, ألا تلاحظ حتى أن الدول المحتلة لكوردستان لا تصف الكورد بالشوفينيين و العنصريين؟. أ تخاف أن نصفكم بالإرهابيين والعنصريين الخ لماذا ترتبك, ما أنتم هكذا. ألم ترى ماذا فعلت الأنظمة السورية المتعاقبة بالكور؟ سحبت جناسيهم السورية لأربعة عقود, قل لنا إن لم يكن هذا عمل عنصرياً ماذا تسميه؟؟. ثم الحزام العربي الذي افرغ الكورد من على أرضهم بطول (350) كيلو متر وعرض (15) كيلو متر وبقرار رسمي رئاسي. وتغيير أسماء المدن والقرى والأنهار والجبال الخ من الكوردية إلى العربية, ماذا تسميه هذا يا …؟. قتل الكورد المحتفلون بعيد النوروز بدم بارد, ماذا تسميه؟. قتل (182,000) ألف كوردي في جنوبي كوردستان باسم الأنفال ماذا تسميه؟. ضرب مدينة حلبجة وقتل الآلاف بالكيماوي ماذا تسميه؟. قتل الآلاف من الشباب الكوردي الفيلي في معتقلات النظام البعثي المجرم ماذا تسميه؟؟. لو نقول كل شيء قمتم به ضد الكورد القائمة تطول, وعندها ريحتكم تزكم الأنوف. هل أن إسرائيل تقوم بمثل هذه الأعمال ضد الفلسطينيين؟؟ بالطبع لا. بعد كل هذه الإجرام التي يندى لها جبين الإنسان, هل الكورد قاموا بعمل إرهابي في المدن العربية؟. هل فجروا قنبلة في دمشق أو بغداد؟؟.

وأخيراً يقول هذا المسخ:” من يكرم على الاكراد فليكرمه من بيت ابيه و ليس على حساب الشعب و الأرض السورية و ان تاريخ سوريا معروف و مكتوب و مدون و لا يمكن تزويره و ان كلمة جملة الجمهورية العربية السورية لا تنازل عنه ” واصفاً كل من يقطن الأرض السورية عبر التاريخ بعرب اقحاح و لا يحق لاحد سوى حق المواطنة قانونياً و انسانياً و هذا ما استطيع الرد على صالح مسلم”.

ردي على الجزئية الأخيرة: يا غبي, هل الكورد يقبلوا من أحد كرماً؟. الكورد أصحاب حق شرعي, والحق يؤخذ ولا يمنح ككرم من أحد. نعم أن تاريخ سوريا مدون, ونحن نقول كذلك, لو عندكم ذرة كرامة عودوا إلى تاريخ هذا الكيان المتهرئ, الذي تأسس البارحة بحراب الجيش الفرنسي. واسم العربية ألصقت بها عام (1961) بعد فشل الوحدة الكاذبة بين مصر وسوريا. يا هذا داخل حدود سوريا المصطنعة يعيش الكورد والعرب والسريان والأرمن واليهود وتركمان رغماً عن أنفك وأنف أسيادك سيعود البلد إلى اسمه الحقيقي غير المزور, سوريا فقط دون أية مقدمة غريبة عليها. يا غبي أنت تقيس نفسك بصالح مسلم, الذي مداسه يشرفك ويشرف مجموعتك و ائتلافك العميل. عزيزي القارئ, لكل شخص الحق أن يريد على من يسيء إليه أو إلى شعبه بنفس اللغة؟. جاء في الحديث: لا تسبوهم فإنهم يسبون عليكم. اعتقد الآن أخذت حقك بالكامل يا عطا كامل, حتى تفكر في المرات القادمة ألف مرة قبل أن تبوح بكلمة, أو تسيء إلى أحد, أو شعب ما دون وجه حق. أدناه خارطة كوردستان بجميع أجزائها من البحر إلى البحر ومن ضمنها غربي كوردستان.

في عام (1934)م ألقى الأكاديمي و الشاعر المصري (عبد الغني المنشاوي) في دار العلوم في القاهرة قصيدة في مدح السلطان (صلاح الدين الأيوبي) وشعبه الكوردي جاءت فيها:
بيضت بالكورد وجه الكورد فأتلقوا… كواكباً في سماء المجد والحسب
ردوا الحياة على الإسلام وابتهجوا … بالموت محتسبا في أثر محتسب.

 

محمد مندلاوي

21 04 2016     

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *