رحيل المناضل الدكتور حكمت حكيم كان مؤلمأ وسيترك فراغاً سياسيأ كبيرا لدى الكلدان / بقلم : قيس ساكو

نعم رحيل المناضلين الاشداء يكون مؤلمأ جدأ على زملائهم ورفاقهم واصدقائهم وعوائلهم  لانهم صادقيين مع شعبهم ومع انفسهم ، وهم عملة نادرة من الصعوبة ان تعوض ، دائما مضحين بكل ما يملكون  ويقدمون الغالي والنفيس من اجل مبادئهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم الوطنية والقومية  ويضحون باجمل ما يملكون من اجل سعادة شعبهم ووطنهم ، تاركين كل المغريات في هذا الكون ورائهم وغير مبالين في المغريات التي يحاول الكثير تقديمها لهم من اجل شرائهم , وكل ذلك النضال من اجل قضية  العدالة الأجتماعية وسعادة الأنسان بكل ما يتسم به من قيم انسانية .
وتاريخ الانسان شاهد حي على كل هذه المواصفات النادرة التي يتسم بها المناضل الحقيقي ، هكذا عرفنا شخصية الدكتور حكمت حكيم مناضل عنيد من اجل المساوات والعدالة وحقوق الانسان ، كرس كل حياته من اجل  الوطن والديمقراطية وعانى الكثير من السجون والمعتقلات متحديا الدكتاتورية البغيضة .
عرفناه رجلآ حنونا ورقيقا وطيب القلب مع الجميع . وشخصية اكاديمياًً بمعنى الكلمة وسياسيا محنكاً واضعا كل ما يملك من طاقات وخبرات في سبيل خدمة حقوق المواطن العراقي .
نعم كان مناضلا وطنيا من الطراز الاول وبنفس الوقت مناضلا  قوميا كلدانيا تعلمنا منه الكثير في قضيتنا الوطنية والقومية  ، التواضع كانت صفته والليبرالية كانت قناعته والاختلاف  المتحضر كان سمته  ، رفض الوصولية والانتهازية وحاربها واعتبرها طفيلية على قضيتنا الكلدانية ، كان رجل المواقف في المنعطفات السياسية ، مد  يده الى اخوته في الحركات السياسية الاخرى للعمل المشترك وبمصداقية وعندما كانت التجربة مريرة ، كان حازما في اتخاذ الموقف الصحيح والصارم في الدفاع عن هويته القومية الكلدانية والوطنية العراقية ،  كان يؤمن بالعمل الجماعي كمبداء ديمقراطي ويستشير بقضايا صغيرة وكبيرة زملائه واصدقائه قبل اتخاذ القرار رفضأ  الاستعلاء على غيره .
اعتبرناه رمزأ لنا نحن في  المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد في امريكا وكندا  ليكون ممثلنا في الداخل  حيث شارك في التحضير والتهيئة  للمؤتمر التاسيسي لمنبرنا الديمقراطي الكلداني في عام 2004 وكانت بصماته واضحة في وضع النظام الداخلي للمنبر ومشاركاته كانت مثمرة وعميقة في جلسات المؤتمر ،كما ساهم في معظم اجتماعات المكتب التنفيذي لمنبرنا  حينما كان في مشيكان ومن ضمنها الكونفرس الاول لمنبرنا في 20/1/2010 ، انه احد مؤسسي منبرنا بالرغم من عدم توليه اية صفة عضوية، حيث اردناه ان يكون رمز لكل الكلدان لا بل لكل مسيحي العراق ، حيث موقعه في البرلمان وامكانياته التكنوقراطية وتجربته السياسية المحنكة كل ذلك  واخلاصه وتفانية للتضحية من اجل اهداف سامية   كان السبب في ان يكون هو الرجل المناسب لتمثيلنا .   
نعم كان حكمت حلقة الوصل واملنا في الوطن نحن اعضاء وزملاء المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد ، وعلى ما اعتقد هذا الراي يشاطرني به الكثير من ابناء جاليتنا الكلدانية العراقية  وعلى راسهم رجال كنيستنا الكلدانية الافاضل  في امريكا  .
لذا خسارة الاخ حكمت حكيم ستكون خسارة كبيرة لنا نحن الكلدان ، لاننا خسرنا رجلأ  صادقأ ونزيهأ ، يملك من الطاقات والخبرة والامكانات ما يكفي لبناء مؤسسات بكاملها ونحن في مرحلة بامس  الحاجة الى هكذا شخصية كرازماتية ديمقراطية اثبتت اخلاصها لقضيانا الوطنية والقومية .
لذا يتوجب علينا نحن الساسة الكلدان ان نسد الفراغ السياسي  الذي تركه لنا المرحوم المناضل الدكتور حكمت حكيم وذلك بتخلي بعض الساسة في الوطن عن الذاتيات والتحزبات وان يضعوا مصلحة الكلدان فوق كل الاعتبارات الاخرى ، واقترح ان نعمل بكل همتنا من اجل عقد مؤتمر كلداني عالمي يكون على شرف المناضل حكمت حكيم وباسمه من اجل قضية شعبنا وهكذا نكون قد حققنا جزء من رسالة المرحوم حكمت وايضا رسالتنا السامية في تحقيق اماني شعبنا الكلداني خصوصأ والمسيحي عمومأ .
سوف اكتب عن تجربتي الشخصية مع الدكتور حكمت حكيم في لاحقأ مرفقأ  بصور تذكارية عن النشاطات والمصادفات العديدة التي قمنا بها سوية ومع الزملاء الاخرين ، لانها حقا اصبحت تاريخ نتشرف به حيث عملنا سوية  مع المناضل حكمت حكيم ، وسوف نقوم بتأبينية في مشيكان تكون بمستوى الحدث مع زملاءنا في الاتحاد الديمقراطي العراقي بمناسبة الاربعينية ونعكسها اعلاميا ونوافيكم بتفاصيلها لاحقأ ،   وفي الاخير لا يسعني الا ان انحني اجلال واكراما الى عزيزي واخي وزميلي الدكتور حكمت حكيم الذي فارقنا وسوف نشتاق اليه حقا نحن زملاء المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد وكل محبيه ، ونطلب لزوجته وابناءه واخيه وخواته وكل معارفه ولنا جميعأ الصبر والسلوان في هذه النكبة والخسارة الكبيرة .
 
 
 
                                قيس ساكو
         عضو المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد
          26/6/2010



* Kais.jpg (78.25 KB, 502×632 – شوهد 1 مرات.)

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *