رحلتي الى سان دياكو (1)

كما هو واضح للقاريء الكريم ولشعبنا عموما ، لم نبخل لقول الحقيقة

ولم نحجبها ، مهما كانت نتائج البوح من دون تحفظ يذكر ، ايمانا منا

بنقل الواقع الذاتي ، كما هو من دون زيادة او نقصان ، احتراما وتفاعلا

مع الواقع الموضوعي ، بطريقة سرد الحقائق كما هي ، وكما يجب ان

تكون ، خدمة لشعبنا وقضيته القومية والانسانية ، ضمن وطننا الاصيل

المنشود ، لعراق اتحادي فدرالي ديمقراطي موحد ، آمن أمين ومستقر ،

تلك هي المهام الاساسية التي نستوعبها ونعمل من اجلها ، قوميا ووطنيا

وأنسانيا.

مع بداية عام 2011 ، طرح موضوع عقد المؤتمر الكلداني العالمي ،

عبرالايملات المتداولة ، بين مجموعة من الكتاب والادباء الكلدان في

العالم ، ولربما سائل ما يسال ، لماذا لم ندون اسم الاتحاد العالمي للكتاب

والادباء الكلدان ؟ والجواب هو وجود كتاب وأدباء كلدان في العالم ، ولحد

اللحظة هم غير منتمين للأتحاد المذكور أعلاه ، أضافة الى المعنيين

والمتتبعين للشأن الكلداني وقضيته القومية ، بما فيهم رجال الدين كافراد

واحزاب سياسية قومية كلدانية متنوعة ، وقوى وشخصيات مستقلة في

مختلف انحاء العالم ، وهو حق مشروع للقيام بمهام خاصة بشعبنا

الكلداني خصوصا والعراقي عموما.

كان الاختلاف واضح وقائم ، في مكان انعقاد المؤتمر مع التحضيرات

الجمة ، مراعين الوقت المطلوب للتهيئة لعقد المؤتمر ، وضرورة اخذ

الاحتياطات الكاملة لنجاحه في هذه المرحلة المعقدة ، التي يمر بها شعبنا

العراقي ووطننا عموما والكلداني خصوصا ، للأهمية القصوى والضرورية

لأنعقاد المؤتمر الكلداني العالمي الاول (نهضة الكلدان) ، والتي كانت من

اولويات شعبنا الكلداني في اي مكان من العالم ، رغم تنوع واختلاف

الآراء بمختلف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية ، والتي تعد ظاهرة حضارية

تستحق التقدير والاحترام ، ايمانا بأحترام وتقدير  الرأي والرأي الآخر ،

تعتبرأيجابية ضمن أساسياتها ، التي حضى بها المؤتمر الكلداني الاول ،

والتي تعتبر (نهضة الكلدان الحية والفاعلة) أذا ما بنيت على اسس علمية

، تفاعلية ، أنسانية ، وطنية ، قومية داعما ومساندا لقضية شعبنا

العراقي ، كون (شعبنا الكلداني) جزء اصيل لبلد عريق عاملا  لبناء

مؤسساته الديمقراطية ، وعلى هذا الاساس شدني العزم والاصرار

للمشاركة في المؤتمر ، رغم تحفظي على مكان الانعقاد من جهة ،

وضعف التهيئة لمستلزمات أنعقاده ، وقصر الوقت لتنفيذ ما هو مطلوب

وواجب لهكذا عمل تاريخي كبير ، مع أصرار زيد من الناس ، لتحديد

زمانه ومكان أنعقاده من جهة أخرى ، ناهيك لمعرفتي الشخصية مسبقا ،

بعدم سير الامور داخل المؤتمر ، بالشكل الذي يرضي وتواجهاتنا

الديمقراطية ، وبروز فسحة من الدكتاتورية على حساب الديمقراطية ، من

خلال تدخلات اشخاص ذو تأثير كبير ، على سير الامور في الاتجاه

المعاكس لتوجهاتنا الديمقراطية ، خاصة وقسم من الحاضرون يتحفظون

على قول الحقيقة من جهة ، ويحتاجون للجرأة للوقوف مع قوة القرار

الصائب ، ويعيشون حالة ازدواجية من جهة ثانية ، حالهم حال أكثرية

العراقيين ، الذين مروا ويمرون بهذه المرحلة الحساسة والحرجة ،

متأثرون بواقع مؤلم ومظلم ، في ظل الانظمة الاستبدادية المتعاقبة ،

والتي لا زالت تأثيراتها واضحة ومؤثرة ، وحتى الحضور كان هناك

تفاوت كبير ، من حيث مستوى علوم المعرفة والثقافة والاجتماع

والسياسة ، رغم صحة تنوعها واختلافها سلبا ام ايجابا ، لكنني عقدت

العزم مرغما  نفسي ، رغم مشاغلي وعملي وقلمي وارتباطي العائلي ،

ناهيك عن تحملي مصاريف السفر من دخلي الخاص ، ومضطرا لأرسال

قرينتي منفردة للعراق ، رغم الضرورة القصوى لمرافقتها ، وانا بامس

الحاجة وفي هذا الوقت بالذات لزيارة العراق ، لذا ضحيت بكل شيء من

اجل حضورالمؤتمر ، كواجب تاريخي تجاه شعبي ، حبا واخلاصا

وتضحية لقوميتي ووطني وانسانيتي ، ولأدعم المؤتمر كخطوة الى الأمام

وهو بالتأكيد قوة نجاحه ، مستندا الى مقولة (اعمل بما هو ممكن ، ولا

تنسى المستحيل) و(اعمل وأخطأ ، افضل من ان لا تعمل) ( وأعمل بخطوة

واحدة ، بغية اكمال خطوة لاحقة ودواليك) كما واستندت الى مقولة الخالد

الكلداني الأممي ، (يوسف سلمان يوسف – فهد) قووا تنظيم حزبكم ،

قووا تنظيم الحركة الوطنية ، الذي سعى دوما لمؤازرة ودعم واسناد

الحركات القومية والطبقية المضطهدة والمستغلة ، مع ادارة الصراع

الطبقي بنجاح لصالح المحتاجين والمعوزين والكادحين والفقراء ، من

عمال وفلاحين وطلبة وشبيبة وكسبة ، مناديا بالمساواة والعدالة

الاجتماعية ، واحقاق الحقوق القومية والانسانية ضمن الوطنية في انتزاع

الحرية ، لوطن عراقي واحد موحد متلاحم متين وقوي ، كما وانتزاع

حقوق الشعب العراقي لنهضته وخلق مقومات سعادته.. بالرغم لاعتكافي

عن العمل السياسي حاليا ، واختياري الاستقلالية في الالتزام الحزبي ، الا

انني لابد من الوقوف على الحقائق ، ومرادفتها وتأييد ما يخدم شعبنا

العراقي ، بكامل مكوناته القومية والاثنية وحتى الدينية المضطهدة ،

كواجب انساني ووطني وقومي يملي عليّ ضميري وسيرتي ، ولكن هل

تقدر وتحترم تلك المشاعر والاخلاص ؟؟ حقا نعم من اناس لها شعور

ومفهوم ثقافي وطني .. وبالعكس من المعاكس ، رغم عدم اهتمامي بذلك

من حيث المبدأ ، لكن هناك في الحياة شيء أسمه الأصول تحفيزا لقواعد

العمل ، بعيدا عن المصالح والمنافع الشخصية ، التي لدغت شعبنا لتجعله

مريضا تعيسا خاملا وعليلا ّ، آملين تجاوزه المحن والمصاعب والمصائب

التي يمر بها ، وترادفه في القريب العاجل ، ونحن مع الجميع لانتزاع

الحقوق ، من دون القبول بمنّة أو صدقة أو أملاءّ.

ناصر عجمايا

ملبورن \ استراليا

15\05\11
(يتبع)
nassersadiq@hotmail.com

You may also like...