راية هولاكو العصر بانت تلوح من أنقرة / محمد مندلاوي

 

بعد الانتصارات الباهرة, التي حققتها وحدات حماية الشعب الكوردي الـ ” Y P G – ي ب ك” والـ ”       Y P J  – ي ب ج” في غربي كوردستان, على قوات الدولة الإسلامية (داعش) التي تم طردها من معظم المدن والقرى الكوردية, لوح على أثرها الرئيس التركي أردوغان, بالغزو العسكري لسوريا . وهذا يدل على, أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش), لم يستطع أن يحقق الأهداف المرسومة التي أوكلها إليه قادة الجمهورية التركية, و بصورة خاصة و مباشرة من رئيسها المدعو رجب طيب أردوغان, ألا وهي احتلال جميع مناطق الكورد في غربي كوردستان وقتل وتشريد سكانها الكورد الأبرياء, دون تمييز بين الجنس وآخر والفئات العمرية. وبعد تحرير مدينة گڕی سپی (تل أبيض) فقد أردوغان صوابه, وأعلن هذه المرة اللعب على المكشوف, عندما هدد مباشرة بالتدخل العسكري في سوريا, قائلاً: “لا نسمح بقيام دولة كوردية على حدودنا”. حقاً أن شبيه الشيء منجذب إليه. نحن ومن هنا, ندعو العالم المتحضر بمد بصره نحو تركيا, ليرى جيداً, كيف أن أحفاد جنكيزخان في الجمهورية التركية, يرضوا بجار مثل داعش, ولا يرضوا بمجاورة الشعب الكوردي, الصاحب الشرعي لتلك الأرض!!. ألا يخجل هذا الطوراني الأرعن, عندما يتفوه بمثل هذا الكلام السقيم؟. يبدوا أن الأتراك لم يقرأوا المتغيرات جيداً, بأن اجتياح الحدود المصطنعة هذه المرة ليس كسابقه, ليعلموا مع دخول أول دبابة إلى أراضي غرب كوردستان, ستزيل معها الحدود المصطنعة التي خطت بحراب الدول الاستعمارية, التي قطعت الوطن الكوردي إلى أجزاء تفصلها عن بعضها خطوطاً وهمية جرى رسمها في مؤتمر لوزان التآمري. كما أسلفت أعلاه, إذا تجرأت تركيا الطورانية ووقع الاجتياح, سوف تعيد هذه المرة توحيد الجزأين, شمال وغرب كوردستان كما كانا قبل تدنيسهما من قبل الأتراك الأوباش. عزيز القارئ, لقد كشفت الأحداث الأخيرة, أن الرئيس التركي أردوغان, كبقية الأتراك, بطيء الفهم, ويعاني من خواء فكري,ولا يستوعب مقتضيات السياسة الدولية و يجهل فهم ما يجري حوله من أحداث ومتغيرات العصر, التي بانت بشائرها تلوح في الأفق. بل لم يقرأ حتى كتب التاريخ القديم, التي دونها المؤرخون الأتراك بعد اعتناقهم العقيدة الإسلامية؟, لكي يلم بتاريخ شعوب المنطقة ويتعظ منه, ومن  تلك الكتب وما تنقل في بواطنها للقراء ما جرى في الزمن الماضي من أحداث, ذلك الكتاب الذي دون باللغة العربية قبل (1000) عام من الآن, من قبل المؤرخ التركي (محمود الكاشغري) والمسمى بـ (تاريخ لغات الترك) لقد رسم الكاشغري في هذا الكتاب القيم خارطة للعالم, خطت حسب فكر المؤلف في ذلك الزمن, حيث ذكر فيها بجانب أرض العراقين, وأرض الشام, أرض الأكراد, لكن الملفت للنظر في هذه الخارطة, أنك لا تجد فيها أرضاً أو بلداً باسم تركيا في موقعها الحالي, وهذا عين الصواب, لأنك إذا تنظر إلى تاريخ تأليف الكتاب, أنه يسبق مجيء الأتراك من طوران في آسيا الوسطى واستيطانهم في منطقتنا بحدود القرنين أو أكثر, فعليه, يتضح لكل شخص مطلع على جانب من هذا التاريخ المدون, أن الكورد يسبقون الأتراك في المنطقة بآلاف السنين. الآن و بعد هذه النبذة التاريخية الموجزة, نتساءل, من أردوغان ومعه جميع الطورانين, من له الشرعية والأسبقية على الآخر في هذه البلاد؟ يجب على من منهما أن يصدر شهادة الشرعية لوجوده على هذه الأرض للآخر؟, نحن هنا نتحدث عن الشرعية الحقيقية, المؤصلة في الكتب والخرائط المعتبرة والمعتمدة, وليس عن شرعية قائمة بحد السيف أو من خلال فوهات البنادق, كما حاول إثباتها قسراً “آل عثمال” في الزمن الأغبر, ومن ثم استمر وجودهم غير الشرعي في هذه البلاد, على أيدي أحفادهم الأوباش, الذين أسسوا بعد الحرب العالمية الأولى جمهورية عنصرية شكلاً ومضموناً على جماجم أبناء الشعبين الكوردي والأرمني أصحاب البلد الأصليين, حتى وصلت اليوم قيادة هذا الكيان المتهرئ إلى يد حفيد هولاكو, رجب طيب أردوغان. مما لا شك فيه, أن لا وجود لشرعية الأتراك في هذه المنطقة التي تلفظهم, أو في أقصى الاحتمالات, تكون شرعية منقوصة,  بسبب قيام كيانهم الغاصب, باحتلال أراضي الشعوب الأخرى التي سبقتهم في هذه البلاد التي نكبت على أيديهم. وفي الآونة الأخيرة , وصلت الحقارة والعنجهية التركية بهذا الأزعر, المسمى أردوغان, أن يصرح للإعلام:” أنه لا يقبل بدولة كوردية على حدود بلاده”. إن مَن يسمع كلام هذا الطوراني الأبله, صاحب الدماغ التركي, قد يتصور أننا نعير له ولبلده الكارتوني – بمعزل عن شمال كوردستان المحتل- أي اعتبار أو قيمة, نسي هذا المهوس, أن أكثر من ربع الكيان التركي أرضاً وشعباً هو الجزء الشمالي المحتل والمستقطع من كوردستان الأبية.

في السنوات المنصرمة لحكمه البغيض, استطاع أردوغان باسم الدين, وبأنه سوف يحل القضية الكوردية في بلده, أن يخدع شرائح كبيرة من الشعب الكوردي, في شمالي كوردستان, وعليه منحه غالبية الكورد أصواتهم في ثلاث انتخابات ماضية, ألا أنه في الانتخابات الأخيرة, كشف الشعب الكوردي ألاعيبه الرخيصة, فلذا وفي أول فرصة سنحت له صفعه على وجهه…, حين منح صوته لحزب الشعوب الديمقراطي المعروف اختصاراً بـ ” H D P- هـ  د پ” جاءت الصفعة الكوردية على فم هذا التركي الأهوج, بسبب ما ذكرناه أعلاه, أضف له, ما استجد على الساحة الإقليمية, وهي معاداته العلنية, للتطلعات المشروعة للشعب الكوردي المناضل في غربي كوردستان, ودعمه العلني ولا محدود لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قتلة أطفال الكورد. وفي حملة الانتخابات الأخيرة, كالعادة حاول أن يستخدم سلاح الدين ضد منافسيه, حين رفع القرآن كذباً وبهتاناً. لمن لا يعرف مغزى رفع القرآن من قبل الأتراك في الحالات الطارئة, غير المتوقعة, ليعلم الآن, إنه شعار قديم جديد, يهتف به الأتراك عالياً عند الضرورة: “طريقنا هو القرآن, غايتنا هي طوران”. أي أنهم يستغلون الدين والقرآن لغرض الوصول إلى أهداف قومية عنصرية مقيتة, ألا وهي إيصال حدود الكيان التركي إلى وطنهم الأم طوران في آسيا الوسطى.تماشياً مع هذا النهج العدائي الإجرامي القائم, الذي يستغل الدين في غير موقعه, هتف أردوغان في مناسبات عديدة أن:” مساجدنا ثكناتنا, قبابنا خوذاتنا, مآذننا حرابنا, والمصلون جنودنا الخ. السؤال هنا, هل يسمح المسلمون, أن يحول هذا السياسي المخادع, مساجدهم من دور للعبادة إلى ثكنات عسكرية ؟ حين يرفع هذا المراوغ قرآن المسلمين, ويزايد عليهم بمقدساتهم في حملات الدعاية الانتخابية؟! للعلم, خلال خمسة عشر قرناً من تاريخ العقيدة الإسلامية, هذه هي المرة الثانية التي يُرفع القرآن كذباً وافتراءاً على الدين. بعد هذه المناورات والدسائس السياسية الخبيثة, يجب على المواطنين الكورد في شمالي الوطن, أن يعرفوا جيداً, أساليب هذا المغولي اللعوب, قد يأتي في المرات القادمة بشيء آخر من صميم الدين ليدغدغ به مشاعرهم الدينية, احذروا منه ومن حزبه الذي اتخذ من اسم الإسلام وسيلة وغطاءاً لتحقيق مآربه العنصرية. نحن أخوانكم في جنوب وشرق كوردستان, لا زالت ذاكرتنا تحتفظ بما قامت بها قبائل الأتراك والمغول من ألاعيب دنيئة ضدنا, إلى الآن حين يحاول أحد ما, أن يتلاعب علينا أو يغشنا بطريقة دنيئة, نقول له: مەغول بازی نە کە=  أي, لا تحاول أن تغشني على طريقة المغول الدنيئة. وهؤلاء المغول هم صنفاً من الأتراك, عاثوا في الأرض قتلاً ودماراً وفساداً, كما فعل الأتراك والتركمان على مر تاريخ استيطانهم في هذه البلاد الطاهرة التي دنسوها بأقدامهم.

قبل (150) عاماً ناشد شاعر الأتراك “علي بك حسين زادة” أهل المجر ” Hungary” قائلاً: (( أنتم, يا قوم المجر, لنا إخوان … وموطن أجدادنا المشترك طوران)).

محمد مندلاوي

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *