رأي مواطن كوردستاني عن القصيدتين المتصارعتين على حلبة النشيد الوطني العراقي / محمد مندلاوي

أنني كأي مواطن كوردي حُر أبدي رأيي عن المواضيع المثارة للمناقشة بكل حرية ودون خوف ووجل. عزيزي المتابع.. قبل أن أدخل في صلب الموضوع أود أن أعرج قليلاً على دور القيادات الكوردية وممثلي الشعب الكوردي في بغداد عن الأمور التي تطرح في عاصمة الاتحاد وتمس مصالح ومستقبل الكورد وكوردستان. للأسف أن القيادة الكوردستانية.. المتمثلة بالحزبين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني لا تعير أية أهمية لما يجري في بغداد سوى اهتمامها بالمال التي تأتي أو لا تأتي من بغداد. إما الأمور الأخرى التي لها علاقة مباشرة أوغير مباشرة بوجود الكورد كشريك في هذا الكيان الاتحادي الذي استحدث عام 2005 لم تأخذ من لدن هذه القيادات.. أية اهتمام. حقيقة أصبحنا لا نعرف، هل أن قياداتنا لا زالت تنظر إلى قيام دولة كوردستان في المستقبل المنظور، أم تريد أن تنتظر إلى إشعار آخر، إلى أجل غير مسمى، أن كان الأمر يتطلب الانتظار فعليها أن ترسخ قدمها في بغداد إلى حين.. وتطالب بحصتها في كل الأمور هناك سواسية مع الجانب الآخر كما نص عليها الدستور الاتحادي.           

على سبيل المثال، الموضوع المثار بشدة هذه الأيام بين عدد من الشعراء والمثقفين والبرلمان الاتحادي واتحاد الأدباء عن اختيار قصيدة جديدة لتصبح النشيد الوطني العراقي حسب تعريف بغداد له، لكن من المفروض أن تعرف بالنشيد الوطني للعراق الاتحادي. على أية حال، أن مثقفي وسياسيي إقليم كوردستان كالعادة لم يدلوا بدلوهم في هذا الموضوع الهام رفضاً أو تأييداً كأن الأمر لا يعنيهم!! مع أن النشيد الوطني ليس مقطوعة موسيقية مع قصيدة شعرية فحسب، بل هو هوية يمثل البلد يُعزف ويُقرأ في المناسبات العديدة، وكلماته تختار بدقة وعناية فائقة حتى تعكس تاريخ البلد، وتعزز حب الوطن، وتنمي في داخل الإنسان الإحساس بالانتماء الصميمي للوطن. إلا أن الأمر مختلف بالنسبة للكيان العراقي، يجب أن تقول كلماتها صراحة أن هذا البلد ثنائي القومية، كـ”تشيكوسلوفاكيا” سابقاً، وتكون كلماتها مناصفة باللغة الكوردية والعربية، وعندما تنضج الظروف وتستقل إقليم كوردستان عندها يكونوا أحرار ويختاروا ما يشاؤون من كلمات لنشيدهم الوطني في بغداد، إما الآن أنهم ليسوا أحرارا لا يجوز لهم أن يقوموا بأي عمل داخل هذا الكيان بمفردهم قط، لأن هناك شريك في هذا الوطن والعملية السياسية يجب أن يعلم الشريكان كل منهم الآخر في كل صغيرة وكبيرة يقو بها، وإلا يكون كياناً غير شرعي ومنبوذ في العالم الحر وفي المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة.

دعونا الآن نناقش قصيدة الشاعر أسعد الغريري التي أثارت ضجة في أوساط المثقفين والسياسيين. اسم القصيدة “سلام عليك يا عراق العجم” عفوا “سلام عليك يا عراق القيم” لكننا نتساءل، لا نتهم أحدا، هل توجد قيم في العراق؟ هل توجد قيمة وقدر لأي شيء؟. الذي نشاهده في وسائل الإعلام أو الذي يطرق أسماعنا أن هناك جرائم مرعبة تحدث في داخل هذا الكيان المسمى عراق تقشعر لها الأبدان عند سماعها أو قراءتها في الصحافة الورقية أو الالكترونية أو مشاهدتها في وساءل الإعلام المرئية. لكن للحق أقول، هذا لا يزكي أن الوضع إبان النظام السابق كان أفضل مما عليه الآن، لا أبداً، في العهد السابق كان نظاماً بوليساً سادياً ليس من السهل أن يكشف المتابع أو المراقب السياسي ماذا كان يحدث في البلد من انتهاكات أخلاقية وإجرامية جسيمة من قبل السلطة ومن قبل الكثير من الناس أيضاً، أقول الكثير ولا أعمم. للعلم أن الشاعر الغريري وملحن النشيد المدعو كاظم الساهر يقال والعهدة على الراوي، أنهما كانا عضوان في حزب البعث المجرم؟ وهذه التهمة لوحدها لطخة عار على جبين المرء أن صحت، كأنك تتهم أحد ما بأنه عضو في حزب النازي، الذي تسبب بقتل عشرات الملايين من البشر الأبرياء.

في عجز البيت الأول يقول أسعد الغريري: “فأنت مزار وحصنٌ ودارٌ لكل ابن عم” أي ابن عم يا أسعد يا غريري؟ لقد جاءكم علي ابن أبي طالب بصفته خليفة للمسلمين كي يحكم وفق منهاج النبوة الصحيح لقد تآمرتم عليه وقتلتموه غدراً بالسيف من الخلف شققتم رأسه وهو يؤم بالصلاة. وبعده جاءكم نجله الحسين بدعوة منكم قلتم له في رسالتكم:” أما بعد فقد أخضرت الجنات وأينعت الثمار وأعشبت الأرض وأورقت الأشجار، فإذا شئت فأقبل على جند لك مجندة” لقد صدقكم الرجل وجاء إليكم مع عائلته، وعند وضع إحدى قدميه على أرض العراق جمعتم حوله جيشاً عرمرماً وقطعتموه إرباً إربا. لم يسلم من إجرامك حتى الطفل الرضيع، الذي كان في معيته لقد نحرتموه بالسهم من الوريد إلى الوريد. وبعد مرور عدة عقود سجنتم حفيده موسى الكاظم  وقمتم بتسميمه وقتله شر قتلة وهو في المعتقل. هل هذا حصنٌ ودارٌ لكل ابن عم يا أسعد!! وفي العصر الحديث، صاحبكم صدام حسين وضع أمين عام المساعد لحزبكم حزب البعث.. المدعو منيف الرزاز تحت الإقامة الجبرية ومن ثم قام بتسميمه وقتله بدم بارد، كما ذكره الباحث التاريخي فايز الخفاجي. أ هذا البلد مزارٌ لابن عم يا أسعد!!. وفي عام 1979 أمر صدام حسين بتصفية خمسة من قيادات البعث بطريقة وحشية على أيدي رفاقه وأحدهم وهو محمد عايش قطع لسانه وهو حي. وقتل عدد آخر من القيادات البعثية في المعتقل بطريقة يندى لها جبين الإنسان، هذا ما كشفه القيادي البعثي إحسان وفيق السامرائي وهو كان واحداً من المعتقلين. وقتل قائد الضرورة أبو عدي القيادي البعثي السوري شفيق الكمالي بذات الطريقة.. حين زُرق إبرة (حقنة) بالعضلة عندما كان معتقلاً في دائرة المخابرات هو ونجله، أخبروه حينه على أنها تهبط ضغط الدم العالي الذي كان يعاني منه وإذا بها مادة سامة أدت إلى وفاته بعد أسابيع. وكان الكمالي عضواً في مجلس قيادة الثورة، وعضو القيادة القطرية والقومية لحزب البعث المجرم، ووزير الإعلام، بالمناسبة أنه شاعر كبير أيضاً، أنه كاتب كلمات النشيد الوطني العراقي في زمن البعث البائد؟ وأنه كاتب البيان الأول الذي تلاه المقبور أحمد حسن البكر عام 1968 من الإذاعة. كل هذا التاريخ.. لم يشفع له من غضب ابن العم عليه يا أسعد. بما أن الشيء بالشيء يذكر، للكمالي قصيدة عنوانها: “حتف العِدى صَدامها وصِدامها”. وإذا به سقط محتوفاً على يد ابن العم، صَدامها. وقبل انقلاب حزب البعث.. واستلام السلطة في الكيان العراقي، ألم تسحلوا العائلة المالكة في شوارع بغداد؟ وهم من نسل النبي محمد؟ لقد بعثتم وفود إلى والد فيصل وهو الحسين بن علي شريف مكة رجوتموه أن يبعث نجله فيصل إلى العراق ليكون مليكاً عليكم، لكنه قال لكم الحسين بحكمته البدوية: أخاف أن ابعثه وتقتلوه وأبنائه مثل ما قتلتم جده الإمام الحسين، لكنكم قلتم له لا مولانا الزمن قد اختلف نحن الآن لسنا كما كنا في زمن الإمام الحسين، لكن تبين صبيحة يوم 14 تموز عام 1958 أنكم لم تتغيروا قيد شعرة، أنتم كما كنتم ولا زلتم وستسمرون على هذا المنوال إلى يوم وجودكم على ظهر الأرض. لم تشفع لأحفاد وحفيدات الشريف حسين دار السيد مأمونة، ولا دار ابن العم يا أسعد يا غريري.

دعني أقوله صراحة ودون دبلوماسية، أنتم العرب، لم ترحموا الذين استوطنوا العراق قبلكم بقرون عديدة إلا وهم اليهود الذين ساهموا ببناء العراق بالحال والمال، لقد هجمتم عليهم في ليلة ليلاء سميتموه “الفرهود” حتى قال شاعركم: حلو الفرهود كون يصير يومية. أضف أنه صار مثلاً يضرب عندكم إذا حاول أحدكم أن يستولي على مال الآخر بالقوة وبدون وجه حق: شنو قابل ما يهود. وهكذا فعلتم مع المسيحيين والصابئة، الذين قال عنهم القرآن: لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. إما الكورد الفيلية هذه الشريحة الكوردية المسلمة التي وجدت على أرض بين النهرين قبل أن تأتوا إليها من شبه جزيرتكم الجرداء، لقد قمتم بتهجيرهم إلى إيران واحتجزتم أبنائهم (الشباب) في معتقلاتكم الرهيبة ومن ثم قمتم بقتلهم بدم بارد وإخفاء جثثهم ولم يُعثر على رفاتهم إلى الآن؟. وقمتم بذات الإجرام مع الكورد البارزانيين الذين قتلتم 8000 منهم في الصحراء المتاخمة للمملكة العربية السعودية. أضف له الأنفال التي راح ضحيتها 182000 كوردي بين طفل رضيع وشيخ طاعن في السن وامرأة عجوز، وضربتم مدينة حلبجة بالسلاح الكيماوي وقتلتم خلال دقائق 5000 مواطن كوردي بريء واستعربتم المدن الكوردية وعلى رأسها كركوك “قلب كوردستان” الخ الخ الخ. أليس هذا يثبت للعالم أنكم وحوش كاسرة بجلود بشرية؟. للحق أقول، لم يختلف الأمر كثيراً عند الشيعة السياسية، قبل عدة شهور قاموا في مدينة مقدسة – حسب قول الشيعة أنفسهم- بقتل كاتب عراقي كان قد انتقد أحد أو جهة شيعية ما في مقال نقدي، وتلقى في في وضح النهار في صدره ثلاثة عشرة رصاصة على أرض كربلاء المقدسة، والمقدس يعني في اللغة العربية: المكان المعظم، المنزه، الذي يبعث في النفس احتراماً وهيبة. إن الله في القرآن يقول لنبيه موسى: فاخلع نعليك أنك بالواد المقدس طوى. لم يقبل منه أن يكون في قدميه نعلا، وأنتم تغتالون في الأرض المقدسة إنساناً عبر عن رأيه بمداد قلمه!!. هذا أنتم يا أسعد، لا تجيدون غير لغة العنف؟. فأي مزار وحصنٌ ودارٌ لكل ابن عم؟!.   

في بيت آخر يقول مديح صدام بتبجح وتجاسر: “هُذا المجد آما وصلى وصام وحج وطاف بدار السلام … وبغداد تكتب مجد العراق وما جفّ فيها مداد القلم”. أي مجد يا هذا؟ أ تحسبه مجداً أن تقف كالذئب الكاسر على أشلاء الأبرياء من أبناء البلد الأصلاء؟ هل هذه دار سلام؟ أم صارت دار الإجرام؟ منذ أن حطت خيولكم حوافرها على أديم أرضها. يزعم أن مداد القلم لم يجف فيها!! لا عزيزي الذي نراه أن جريان الدماء لم تجف فيها منذ لحظة احتلالكم الاستيطاني فيها.

وفي بيت آخر من ذات القصيدة التي يريد مؤلفها أسعد الغريري أن تصبح نشيداً وطنياً للعراق الاتحادي يقول:” سلامٌ لأرض تفيضُ عطاء وعطرُ ثراها دم الشهداء … فهذا حسين وذي كربلاء من العز  صار لسانُ وفم”. يا ترى أي شهداء؟ أليس أنتم منذ البدء تقتلون بعضكم بعضا؟ فمن الشهيد ومن الكافر؟ ألم يقل النبي محمد في حديث صحيح: إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار. وأنتم منذ صدر الإسلام وإلى الآن لم تهدأ القتال بينكم السني يكفر الشيعي والشيعي يكفر السني وهلم جرا. ثم تتباكى على الحسين الذي قتلتموه وسحقتم جسده بسنابك خيولكم؟ أ هذا تاريخ يستشهد به يا هذا!. وفي عجز البيت يستشهد بالحسين وكربلاء بأنهما صارا لسان وفم، كأن الغريب جاء من أقاصي الأرض وقام بقتل الحسين ابن بنت نبيهم، أليس أنتم من قتلتموه بسيوفكم؟ حقيقة لا أدري لو انتصر الحسين هل فعل بهم مثلما فعلوا به؟.

وفي بيت آخر يقول الشاعر: “عراق العلوم ونهرُ الأدب ستبقى تراثٌ لكل العرب … وتبقى إلى المجد أم وأب وإكليل حُب لخير الأمم”. ممكن أن نعتبر هذا الكلام الكبير كلاماً مجازياً، وإلا أين العلوم في العراق؟ هل يوجد شيء مكتوب عليه صنع في العراق؟ أم أنكم أمة مستهلكة؟ الغير ينتج وأنتم تستهلكون؟ الغير يزرع وأنتم تأكلون؟ الغير ينسج وأنتم تلبسون؟. عقالكم صنع في يابان، كوفيتكم صينية، ثوبكم تايواني، حذائكم إيطالي، ملابسكم الداخلية كورية، الخ لو تجردون من هذه المصنوعات الأجنبية التي أشرنا لها تعودوا ربي كما خلقتني (طرزان)، فأي علم وأي أدب؟ تكتبوا بيتين من الشعر تحسبوه أدبا!. أين موقعكم بين الأمم المتحضرة؟ أليس أنتم في مؤخرة الأمم الحية تجرون أذيال الخيبة والخذلان؟. يزعم الغريري: أن العراق إكليل حب لخير الأمم!. أي خير يا هذا؟ ألم تهجموا عبر التاريخ على الأمم التي حولكم، مرتين على إيران وهم في عقر دارهم؟ مرة في صدر الإسلام ومرة عاصرناه نحن المسمى بقادسية صدام. إما الهجمات المتكررة على الشعب الكوردي فحدث ولا حرج. هل أنكم تحملون خيراً للأمم؟ هل أن الخير يحمل على حد السيف وفوهات البنادق؟ بالأمس القريب شهد العالم كيف أن أبناء جلدتكم لم تسلم من شروركم، هذه هي الكويت التي اغتصبتموها في وضح النهار أ هذا خير للأمم!! كفى يا هذا.

وفي البيت الأخير يزعم الغريري: “آشور وبابل عهدُ انتماء لمجد الحضارات والأنبياء … تشرف بحمل اسم رب السماء لتبقى اعز وأغلى علم” هنا نتساءل مجدداً، هل أن العراق معروف بحضارة سومر أم بابل وآشور؟؟؟ أليست أول حضارة انبثقت من سومر؟ إذاّ لماذا يتم إبعادها وعدم ذكرها في كتبكم وقصائدكم وحتى في مسلسلاتكم التلفزيونية؟؟ هل يحدث هذا سهواً أم تعمداً؟؟ بلا شك أنكم كمثقفين.. تعرفون أن سومر ليست حضارة سامية أو عربية فلذا تتركوها خلف ظهوركم. لكن بما أن آشور وبابل سامية لها علاقة عرقية بالعرب تتذكرونها في كتاباتكم وأحاديثك حتى في النهاية تشرعنون وجودكم على أرض العراق. أي أغلى علم؟ أن دول العالم مرت قروناً على أعلامها ولم تتغير، بينما أنتم في الكيان العراقي منذ أن تأسس من قبل الجيش البريطاني وإلى الآن تغيير علمكم مرات ومرات هل أن علماً مثل هذا يبقى له أي اعتبار؟ علم في زمن الملكي، ومن ثم تغير في زمن قاسم، ومن ثم في عهد عبد السلام، ومن ثم في زمن البكر، وبعده صدام، والآن تغيير مرة أخرى وننتظر أن يجري عليه تغيير آخر، أي علم هذا يتغير مثلما يغير الإنسان ملابسه.. كل أسبوع. وهكذا النشيد الوطني ست أو سبع مرات نزع ثوبه وتبدل حسب مزاج الحاكم.   

عزيزي القارئ، بعد أن عرف الشاعر وملحن القصيدة ليس فيها اسم الشريك الكوردي غيروا بعضاً من كلماتها من أجل ذر الرماد في العيون، أي تعتيم الرؤيا الواقعية عن ما يحق للكورد كشريك في هذا الكيان. رغم الحقيقة الذي سردناها عن العرب أعلاه إلا أنه يجب على كل من يكتب عن العراق أن يعلم جيداً أن الدستور الاتحادي تكلم عن وجود شعبين فقط هما الكورد والعرب إما الآخرون الذين يجري حشرهم بينهما ما هم سوى أقليات استوطنت العراق كالتركمان وغيرهم فلا يجوز حين يذكر اسم الكورد والعرب أن يحشر معهما اسم التر كمان أبداً وهذا خلاف الدستور، التركمان أقلية عرقية جاءت مع المحتل العثماني والصفوي، لكن رغم هذا التاريخ غير المشرف لهم نقبل أن تعيش في أرض الرافدين وكوردستان كأقلية قادمة من آسيا الوسطى وتحصل على كافة حقوق الأقلية لا أكثر.

الآن نأتي على قصيدة الشاعر محمد مهدي الجواهري واسمها: “سلام على هضبات العراق” للعلم أن العمر الجواهري أكبر من عمر العراق بحدوده السياسية الحالية التي خطها حراب الجيش البريطاني (الكافر)، لأن الجواهري ولد عام 1899م والعراق الحديث ولد عام 1920م يعني الجواهري 21 سنة أكبر من عمر العراق؟. ذات مرة انتقد الشاعر صلاح نيازي الجواهري لأنه قال في إحدى قصائده: أنا العراق. قال نيازي هذا كلام كبير لا يجوز أن يقوله الجواهري. يا أستاذ صلاح كما بينما الرجل عمره الزمني، التقويمي أكبر من عمر العراق، في الحقيقة كان ذلك تواضعاً من الجواهري،وجب عليه أن يقول: أنا أكبر من العراق، لا أن يقول أنا العراق. إما القصيدة التي تنافس قصيدة الغريري “سلام على هضبات العراق” كتبها الجواهري عام 1921م عاماً واحداً بعد تأسيس الكيان العراقي بعصا الساحر البريطاني (الكافر). لكن هي الأخرى لا تصلح أن تكون نشيداً وطنياً لأن ليس فيها اسم الشريك الكوردي بذات القدر والمستوى مع الشريك العربي، ثم أن مكونات القصيدة ذكرت كجزء من العراق، وكوردستان ليست جزءاً من العراق، بل هي دخلت مع العراق في نظام اتحادي، ممكن في أية لحظة أن يفك العراق ارتباطه مع كوردستان أو العكس كوردستان تفك ارتباطها مع العراق وينتهي الاتحاد وكل منهما يذهب إلى موقعه الجغرافي بمعزل عن الآخر. إذاً فعليه تترك قصيدة الجواهري جانباً لأنها كما أسلفنا لا تناسب العراق الاتحادي، وهكذا قصيدة أسعد الغريري هي الأخرى غير مناسبة أن تصبح نشيداً وطنياً. يجب أن تكتب قصيدة جديدة فيها الكورد والعرب مناصفة لا سيادة لأحدهما على الآخر.

“ما أكثر الأوطان التي يبدأ فيها سجن المواطنين بالنشيد الوطني”

محمد مندلاوي

05 04 2019

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *